الفصل السابع

ابدأ من البداية
                                    

     ليستفيق احمد علي صوت يحيي وكأنه كان صفعة له، أن معشوقته تصراع دقائق كيتبقي علي قيد الحياة! ليقتحم الغرفة أحمد ركضًا، ليصرخ في سحر أن تأتي بعباءة لها، كي يذهب بها للمستشفى وأمر يحيي بالهبوط وإيقاف تاكسي ليقوم بإيصالهم لمستشفي.
  
      بالفعل في غصون ثواني قد أنتهت سحر من ألباس رؤية، ليتحرك احمد جهة رؤية ليحملها جهة الخارج، بينما دموع احمد تهبط بألم، وهو يري جسدها الذي ينزف دون توقف! ليهبط ويجد الحشود لازالت متواجدة وتاكسي يقف علي مقربة منهم، ليسرع احمد جهته غير عابئ لأحدهم، ليتحرك لأقرب مستشفى.
     
      بينما رؤية كانت لازلت بين يديه تصارع حياتها، ليجدها تفتح عينيها ولتناظره وهي تردف بدموع قائلة بتقطع وإعياء شديد:
     
_يارب.... أموت.... وتخلص مني... يا أحمد... عشان مش أستاهل أني اعيش.....

    لتبدأ بالسعال بشدة وقسوة تجاهد للبقاء، ليردف احمد بنبرة باكية لتهبط دموعه علي وجنتها قائلًا:
   
_ أنه ابتلاء صغيرتي وسيمر انا علي يقين أنك مش عملتي كدا متأكد أنك مش عملتي كدا.. صح يا رؤية مستحيل تعملي كدا

  ة كان يتساءل والدموع تنهمر لتهز رؤية رأسها بينما لا تقوي علي كلام، لم تتفوه بحرف فقط أكتفت بصمت، لتشعر بأن أنفاسها قد أنسحبت وعالم يدور من حولها، وكأن شئ بداخلها يخرج من قدميها، ليسود العالم أمامها وتغمض عينيها مستسلمة لمصيرها المحتوم.

    ليستفيق احمد علي يد حانية تربت علي كتفه لينظر جهة صاحبها لم يكن سوي رفيقه في تلك المحن ليبتسم احمد هو يردف بهدوء:
    
_خير يا أسامة وشك مقلوب ليه

    نظر جهته المدعو بأسامة وهو يناظره بنصف عينيه ليردف بريبة:
   
_ أياك تكون بتحب ياض يا احمد سرحان بقالك كام يوم

    نظر جهته أحمد ليبتسم بحزن عميق قائلًا:
   
_ القلب لم يهوي بعد آنستي الغالية أحد ولن يهوي حتي وأن كان في عشق غيرها حياة أختار الموت وليدونوا علي قبري أسير عشق آنسته الصغيرة

    نظر جهته أسامة بحزن علي ما أصاب قلب ابن عمه بداء العشق، بفضل عشقه رفض أن يرافقه إلي بلاد الخليج، وكل هذا حتي يبقي بجوار آنسته الغالية؛ حتي يحميها من والدها، ولكن ما أن أصابت قلبه في مقتل ليسقط قتيلًا، لينسحب من تلك الحرب ليغادر بلاد بقلب مثقوب، والآن أبن عمه العاشق صار شهيد حربه الخاسرة، رغم مرور سبع سنوات علي تلك الحادثة ولكن لازال كما هو متعلق بتلك الرؤية أو أنسته الغالية كما يسميها.
   
      لينظر جهته أسامة ويليته لم ينظر فوجده عاد لشروده ذلك مجددًا، لم يتغير أحمد فيه شئ سوي أنه صار أكثر هدوءًا وأنعزلًا عن العالم، صار يخاف أكثر فيطمئن بذكر اللّٰه.
     
     ليقطع أسامة شرود أحمد قائلًا بضيق بينما أمسك بيد أحمد ليجره خلفه:
_ يلا يا خويا جرس بريك دق... يلا نلحق الغدا بدل ما الغفر يخلصوا عليه.

لَسْتُنَّ بِخَطِيئَاتٌ '" أنهن المؤنسات الغاليات رفقًا بهن "'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن