الفصل الأخير

9.1K 533 55
                                    

الأول بعد الثلاثين

لم تشعر أمينة بالوقت في اليوم التالي منذ استيقظت صباحاً كان للجميع خطط كاملة لكل ساعة بل وكل دقيقة . لم يهاتفها هلال مبكراً هذا اليوم لكنه وصل في الظهيرة ليقلها إلى مركز التجميل بينما أصر مهيب أن يصحب مها بسيارة أبيه لذا تركت سيارتها لصديقاتها .

_ مااتصلتش النهاردة ليه؟
_ الناس تقول صباح الخير يا أمينة
_ صباح الخير مااتصلتش ليه؟
_ سبتك تنامى براحتك علشان تقدرى تسهرى بالليل ، وابن عمك ساب كل الأيام وراح اشترى شبكته النهاردة وممرمطنى معاه من الصبح ، ما تيجى نلغى القاعة ده بقا فرح جماعى
_ لاااا ده بعدك انا عاوزة احلى فرح في الدنيا ونفسى كل الناس تفرح معايا النهاردة

اتسعت ابتسامته فمجرد أنها أعلنت عن سعادتها اسعدته وبعثت حرارة دمائه الراغبة في قربه منها . أمسك كفها وجذبها نحوه ليرى توترها وتشاغلها بالطريق وتبدأ فورا محاولة تشتيت مشاعره عنها

_ هو انت شايف مها ومهيب؟ انا مش شايفاهم
_ لا ورانا ماتقلقيش ومهيب مش هيتوه يعنى ماتخافيش

لاحظ مؤخرا أنها أصبحت تتوتر وتتلاشى قربه منها وبدأ هذا الأمر يقلقه ، ربما تأثرا بمحاولة تعدى مروان عليها، لم يمر على الأمر سوى أيام وهو يقدر مخاوفها في هذا الوقت، مؤكد أنها تتظاهر بالقوة كعادتها

_ هلال روحت فين بكلمك؟
_ معلش حبيبتي سرحت بتقولى إيه؟
_ بقولك هات لى الغدا بتاعى ولا هتبتدى بخل من أولها
_ لا طبعا هستنى لما ادبسك وبعدين ابقى بخيل النهاردة هاغديكى ماتخافيش.
_ وتعشينى
_ واعشيكى مرات عمك اصلا هتجيب العشاء
_ وتجيب لى تورتة حقيقية
_ التورتة في التلاجة جابها عمك
_ وانت هتجيب إيه بقا؟
_ انا هجيب جاز يا أمينة بطلى رغى مش عارف اقولك كلمتين حلوين

قطبت جبينها بمبالغة واضحة ليضحك لهيئتها

_ بحبك يا مجنونة
_ وانا كمان بحبك بس ماتاخدش على كده

عاد يضحك وهو يتوقف جانبا محذراً لقرب نفاذ صبره

_ سبعة بالثانية تكونى جاهزة .

غادرت السيارة وهى تلوح له دون أن تعلق، تقدمت خطوتين ثم توقفت وتقهقرت فلم تصل صديقاتها بعد، علم أنها لا تثق في العاملين وأنها تخشى التقدم وحدها ليترجل عن السيارة ودون أن يتحدث بررت مخاوفها

_ هستنى البنات وندخل سوا

تأكد من خوفها ليلعن داخله تلك التي خانتها واستغلت عملها لتساعد ذلك الحقير، لم تكن تستحق السماح الذى منحه لها أبيه، تلك النظرة الخائفة بعينى أمينة تؤلم قلبه وتشعره بتقصيره ليعمل عقله سريعا ويحاول أن يشتت أفكارها عن الخوف

_ هو الفستان فين؟
_ سهيلة هتجيبه بعد شوية معاها عربية مها

اقتربت سيارة مهيب لتترجل مها واثنين من الفتيات فتتجه نحوهن ويتقدمن جميعاً للداخل .

رضوخ للعشق / بقلم قسمة الشبينىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن