السادس عشر

8K 534 33
                                    

انا آسفة جدا نسيت أن النهاردة الأحد 🙈

________

السادس عشر

استلقت مها فوق الفراش ونظرة عينيه المتألمة تترأى أمام عينيها بتعمد لإيلامها، لقد راوغت ولم تعلن رفضا نهائيا خوفا من رؤية تلك النظرة التى تحاصرها، توقفت أفكارها أمام هذه الرؤية؛ لما تخشى جرح مشاعره؟
ما الذى يميزه لتفعل؟

لا شيء، فقط احتراماً لصديقتها فهو ابن عمها، هى لا تريد أن تتسبب فى حرج بينهما، لماذا لم تخبر أمينة إذا؟

زفرت بضيق وحيرة وهى تعيد خصلاتها للخلف بحدة فهى تراوغ نفسها يمكنها أن ترى ذلك لكنها تثق أيضاً أنه لن يتألم طويلا حتى وإن صفعته برفض قطعى، لا أحد يتألم طويلا والكل يتجاوز ألم القلب سريعاً فقط حين يجد شخصا آخر يقدم له ما حرم منه ينتهى الألم وهكذا سيكون حال مهيب.

...................

جلست أمينة بغرفتها بعد تناول الغداء الذى كان دسما بحق ففى وجود دهبية لن تكن مضطرة لمباشرة أعمال المنزل كافة يمكنها الإعتماد عليها.

دق الباب ودخل جمال مبتسماً لها: ها يا حبيبتي ارتحتى شوية
ابتسمت أمينة لمودة أبيها التى تحيطها وتحتويها: الحمدلله يا بابا، بابا تفتكر هلال ممكن يبقى حنين عليا زيك؟
رفع جمال حاجبيه بدهشة: انت لسه مش واثقة فيه؟
تهربت عينيها منه: انا متلخبطة يا بابا، وبعدين مش مصدقة إن فى حد ممكن يتحملنى ويتحمل تعبى زيك، يمكن علشان مفيش حد تقبلنى بشكل كامل قبل كده غير مها، يمكن علشان انا ثقتى فى نفسى مهزوزة، يمكن علشان خايفة اتوجع، مش عارفة يا بابا.

صمت جمال فيبدو أن ابنته تائهة بين مشاعرها وبين الواقع، يعلم أن هلال أصبح ذو مكانة قريبة منها لكنها تخشى أن تعترف بذلك، تألم قلبه فصغيرته لازالت تخشى أن تسلم قلبها للحب لذا عليه أن يساعدها، ربما مزيد من القرب يساعدها على مواجهة نفسها والاعتراف بحقيقة مشاعرها وإعلان أهمية وجود هلال بحياتها.

.............................

سار هلال على طول الطريق الترابى الفاصل بين أرضه وارض عائلة علام، يبحث عن مهيب منذ يومين ولا يجده، هل توقف عن الزراعة أم ماذا؟؟

أخيراً رآه يقود آلة الحرث متجهاً نحو الأرض ليشير له ولم يغفل قسماته التى أصابها الجمود.

توقف مهيب بالقرب منه: ازيك يا هلال؟ خير؟
ارتقى هلال الآلة وجلس بالقرب منه: إيه يا عم مستخبى فين؟
مهيب: ابدا مش مستخبى بس مابنزلش ارض جدى بنزل أرض ابويا بس.

أومأ هلال بتفهم فهو لا يريد الخوض فى العلاقات الداخلية للعائلة لذا تجاوز هذه النقطة: طيب هتنزلوا معايا مصر يوم الخميس؟ هروح ألبس أمينة الشبكة

تجمدت نظرات مهيب على نقطة غير مرئية وهو يهز رأسه بشرود: اكيد ابويا نازل سامع عمى بيكلمه الصبح وامى مش هتسيبه طبعا بس انا معلش بقا ابقى احضر الليلة الكبيرة إن شاء الله

رضوخ للعشق / بقلم قسمة الشبينىWhere stories live. Discover now