الثلاثون

8K 526 49
                                    

سمح الطبيب بإعادة فرج إلى المنزل فليس هناك ما يمكن تقديمه له سوى تخفيف الألم بينما تزداد حالته تعقيداً يعجز أمامه الأطباء. حمله سليمان وولده جمال للمنزل وأخبره سليمان أن جمال سيتزوج من سلمى بعد أن حصلت على نصيبا موفورا من دناءة مروان الذى لم تعد تصلهم عنه أي أخبار منذ استولى على الجزء الأعظم من أموال جده .

......

استيقظت أمينة متأخرة فقد قرر أبيها أن يتم زواجها في غضون ثلاثة أيام فور أن علم بمغادرة أبيه للمشفى فقد أصبح الوقت مناسبا بعد تحسن حالتها أيضاً كما يرى الجميع.

كان هلال بصحبة أبيها حين غادرت الغرفة يبحثان معا تأمين الزفاف بشكل كامل فلم يعد أي منهما يأمن غدر مروان ليصمتا فور ظهورها فتقترب منهما
_ بتخبوا عليا إيه؟
_ ابدا بنجهز لفرحكم بعد بكرة
_ انا هروح النهاردة يا أمينة بس هكون معاكى طول النهار
_ هتروح!!
_ أمينة من غير خوف انا معاكى فى الأوضة ومهيب ابن عمك هيبات هنا هو وجمال فى الأوضة اللى جمبك
_ وبعدين مها كلمت عمى وجاية الصبح هى وصحباتك كلهم وفى أربعة غفر ابويا موقفهم برة من الأسبوع اللى فات ماتخافيش.

اومأت بتوتر ولم ترد بينما اقبلت دهبية تعلن عن تحضير الفطور لتكن فرصة جيدة لإنهاء الحوار بينما عينا هلال تحصيان هذا التوتر بقلق فيبدو أنها نجحت في خداع الجميع.

..................................

وصل جمال بصحبة فاطمة لمنزل عبيدة إعلانا عن مباركة الزواج المرتقب من قبل والديه يحملان الهدايا للعروس . استقبلهما عبيدة وزوجته بحفاوة ولم يمر الكثير من الوقت وظهرت سلمى .
نظرت لها فاطمة بسعادة؛ هذه الرقيقة لا تستحق ما كانت ستعانيه من ويلات على يدى مروان، ربما هى خير لجمال وكل ما كان تقدير للتقريب بينهما .
نهضت فاطمة تضمها بمودة اشعرت الفتاة بالراحة ثم اجلستها بجوارها .

_ احنا يا بنتى مالحقناش نجهز شقة لجمال علشان كده هنأجل فرحكم شوية بعد كتب الكتاب، هو كان لاغى موضوع الجواز خالص حتى اخوه الصغير اشترى شقة وهو لسه، تحبى شقتك تبقى فين يا عروسة؟
_ مش مهم الشقة فين وبكام المهم ربنا يكتب لنا راحة البال والرضا
_ الله يرضى عليك يا حبيبتي ونعم التربية .
_ سلمى صحيح ماكملتش تعليم بس حافظة القرآن وتعرف ربنا
_ ماكملتيش ليه؟

لأول مرة تسمع صوته منذ جلست ولا يمكنها أن تجيب ، كيف تخبره أن عمها حرمها من التعليم ليس خوفا عليها كما ادعى وانما ليتأكد أن تظل تحت سطوته وسيطرته لذا نظرت نحو عمها وصمتت لتتجه إليه أعين جمال منتظرا إجابته فيحمحم

_ كنت بخاف عليها تخرج من البيت

كعادة جمال لا يحب كثرة الحديث ولا المناقشة لا لشئ سوى لأنه يفضل عدم التسرع في إطلاق الأحكام ويفضل ترتيب الحجج بعقله والاكتفاء بما يراه يقينا، ليس ممن تثيرهم الأقاويل أو تؤثر عليهم .
عاد بنظره نحو سلمى

رضوخ للعشق / بقلم قسمة الشبينىOù les histoires vivent. Découvrez maintenant