الفصل الرابع

11.6K 590 57
                                    

غادر هلال عازما على اقتناص الفرصة التى قدمت له للوصول إلى تلك الفتاة التى لم يقابل لها مثيلا من قبل .

لقد صدق حدسها وإن تعمد تشكيكها فيه ؛ هى نوع مختلف عن النساء اللائي اعتاد عليهن .. بل هى نوع منفرد من النساء يندر تواجده .

صعدت أمينة إلى غرفتها ترجو بعض الراحة بعد الضغط النفسى الذى شعرت به خلال هذا اليوم فهذا الضغط يشعرها بالضعف وهى تكره أن تشعر بهذا الضعف .

تسطحت فوق الفراش تحصى الوقت الذى قضته برفقته ، لا تتذكر إلا ضحكاته .. زفرت بضيق فقد استاءت من ضحكاته لسبب سيضحك إن علم به وعليها أن تتأكد ألا يفعل .

نهضت تتجه نحو المرآة تنظر لنفسها وتبتسم ثم تتكدر ملامحها ويغلفها العبوس فورا فهى لا تملك غمارتين مثل هذا المحظوظ الذى لا يتوقف عن الضحك .. له كل الحق فى الضحك ليل نهار مادام يملك هاتين الغمازتين .

نهرت نفسها وهى ترفض التفكير فيه لتقول لنفسها : على إيه دى اصلا تباين عضلى انا احلى منه .

واكتفت بهذا التحليل المنطقي من وجه نظرها لتتجه نحو الفراش شاعرة بالرضا ..يبدو أنه نوع مختلف من الرجال.

لم تر بعينيه الشفقة، وهذا وحده يرضيها.
اعتادت لحظة الاعلان عن مرضها النظر فى أعين محدثيها وكم كرهت تلك النظرات.

لكنها لم تكن بعينيه.. لم تر بعينيه اثر لشفقة أو أثر لتملق.. كانت عينيه صادقة خالصة الرضا.

يبدو أن التعرف على هذا الهلال سيكون أول طريق الثقة لها بعالم الرجال الذى لا تثق فيه سوى من خلال أبيها.

تنهدت بإرتياح وهى تتذكر مشاغباتها التى تثير ضحكاته لتشعر ببعض الدفء يسرى بدمائها
تتابعت تلك الموجات الدافئة تغمرها محملة بصورة متراقصة اغوتها لتسلم وعيها للعالم الوردى الذى يطالب به بإلحاح .

****

استيقظت أمينة فى الصباح التالى على صخب شديد لتتدارك ما حدث بالأمس من أحداث .. استعدت للنزول للبهو فى نصف ساعة تقريباً قضتها فى هرولة متواصلة فهناك فضول يلح عليها لإكتشاف ما يجرى بالأسفل .

ما إن وطأت قدمها البهو الكبير حتى هللت فاطمة : العروسة صحيت

كادت أن تكمم أذنيها فزعا مع إنطلاق الزغاريد من كل النسوة الموجودات بلا استثناء .. رأت بالقرب مهيب يكمم فمه لتفطن أنه يترقب رد فعلها لهذا هو يقف بهذه الزاوية، ليس بريئا كما كانت تظن لذا قررت رد الصفعة فورا وهى تنظر نحوه عازمة على كشف موضعه لكنه جمع كفيه فى صورة راجية وهو يتقهقر بفزع فهو يعلم جيداً عاقبة التلصص على النساء .

اسرعت زوجه عمها نحوها وجذبتها نحو مجلس النسوة المنعقد لتفقد العروس وهى تهمس : أهل هلال جايين يشوفوكى
تساءلت أمينة بنفس النبرة الهامسة : هو أهله كلهم ستات ؟

رضوخ للعشق / بقلم قسمة الشبينىWhere stories live. Discover now