الرابع والعشرين

7.7K 504 45
                                    

الرابع بعد العشرين

امتص صدره انتفاضتها وهربت شهقتها بعيداً فور تسلط عينيه ، تعلقت عينيها بعينيه المشعتين شوقاً محاط بحنان دافئ لتسكن مخاوفها وتهدأ وتيرة أنفاسها مع تصاعد خاصته وقد انفرجت شفتيه طلبا للمزيد من الهواء الذى يفر من رئتيه فيلهث صدره تطلباً.

_ هلال نزلنى

حاولت أن تبدو لهجتها آمرة لكنها غادرت شفتيها ببطء أقرب للرجاء

_ مش قادر يا أمينة، انا وأنت هنا في البيت اللى هيبقى بيتنا. انت مراتى ماتخافيش
_ هلال في فرق بين العقد والبناء واحنا مش صغيرين

رغم أن همسته تذيب قلبها وتدفعها للاستسلام لفيض مشاعره لكنها ليست بتلك السذاجة التى تدفعها لأتباع المشاعر بلا تعقل ولا منطق لذا بدت أكثر حزما بلهجتها دون أن تحاول دفعه أو أشعاره بالرفض .

ارتخى ذراعه قليلاً ليكن تحريرها أسوأ من ضمها وهى تهبط لتصل قدميها للأرض بهذا البطء .

وقفت أمامه ولم تحيد بعينيها عن عينيه ولم يحاول أي منهما الابتعاد عن صاحبه
_ عذاب في بعدك وعذاب في قربك وانا في الاتنين مبسوط انك عذابى
_ انا عذابك يا هلال؟
_ انت جنتى اللى هتعذب لحد ما اقدر اطولها وانت عذابى اللى بدعى ربنا يدوبنى علشان انول الجنة

دارت عينيها تحيطه برضا وسعادة فهى ترى هذا العشق الذى يصفه لها فيه، عشق يخصه وحده ملكها وحدها.

انفرجت شفتيها وهى على وشك البوح بما يمنحه السعادة لكن سبابته لامست شفتيها بضغط دافئ
_ لو نطقتيها ماتلوميش عليا.

وصلا لذروة المشاعر وكل منهما يشعر بنفسه يغرق في طوفان الآخر ، أغمضت عينيها تستجمع نفسها لتبتعد عن سطوة قربه فجأة فتخلف له برودة موحشة قبل أن يستعيد هو أيضا تماسكه وعينيه معلقة بها وقد وقفت قرب الشرفة وهى توليه ظهرها لتخفى عنه ما حاك بصدرها من ألم يثق أنه نفس ما يشعر به.

_ المشهد من هنا رائع
التقطت أنفاسها لتركز عينيها على الجمال المطلة عليه الشرفة فعلى امتداد البصر لا ترى سوى اللون الأخضر بعدة درجات منه كلها مريحة لعينيها ونفسها .
اقترب رغم أنه يحفظ هذا المشهد لكنه يرغب في متابعة التهرب من مشاعره بهذا الحوار

_ الجيهة البحرية كلها بتطل على الغيطان ودى ميزة كبيرة مش بس منظر حلو لا كمان مش مجروحة
_ مش مجروحة يعنى إيه؟
_ يعنى محدش هيشوفك من هنا دى ارض ابويا
_ خلاص يا عم عرفنا انك من الأعيان وبتخزى العين بس وتقول غلبان
_ جبتى بتخزى دى منين ؟
_ من دهبية يلا اتفضل قدامى نشوف الشقة انا افتكر هتاخد ست شهور شغل
_ ست شهور ليه ده شوية ديكور!
_ وهو الديكور ده شوية يا بشمهندس؟ وفين العمال ؟
_ محدش هيجى وانت هنا قولى عاوزة ايه وانا اقولهم ولو فيها من ست شهور يبقى  نتجوز فيها كده
_ يا سلام امال انا جاية اعمل ايه؟
_ جاية علشان اشوفك مش لازم كل دقيقة اقولك وحشتينى

رضوخ للعشق / بقلم قسمة الشبينىМесто, где живут истории. Откройте их для себя