الفصل الثامن

9K 549 47
                                    

فصل كمان زى ما وعدتكم

.........

ساد الهرج فور سقوط أمينة التى استقرت بصدر هلال .. رفعها هلال ليتجه حيث يشير الجميع له مخترقا التجمع الذى يلتف حوله.. هرول جمال نحوه بفزع يتزايد فقد كانت بخير كما يرى الحضور.. بعض الأرهاق الذى ظهر بنهاية اليوم لا يصل بها لفقدان الوعى .

وضعها بالفراش بينما مهيب بالباب يمنع الحضور من اقتحام الغرفة .. جلس جمال بجوار أمينة ينثر فوق كفه عطراً ويقربه من أنفها على أمل إفاقتها بفزع: أمينة !! أمينة حصل إيه !؟
تساءل هلال : هى بيحصل لها كده كتير ؟
أخرج هاتفه يبحث عن رقم طبيب بتركيز منعدم ليأتى صوت مروان من خارج الغرفة : اتفضلى يا دكتورة ؟

دخلت إلى الغرفة ليتلفت هلال حوله بدهشة أودعها ظلمات عقله حالياً نظرا للوضع ثم نظر لوجهها الشاحب وغادر مع اندفاع مريم وفاطمة للداخل .

هو تعجب سرعة تصرف مروان وكأنه على علم مسبق أنها ستعانى أزمة صحية !!
أو أن له علاقة بما وصلت إليه ، لا تفسير ثالث لسرعة رد فعله .. وقف أمام الباب ومروان أمامه ينظر كل منهما للآخر بتحدى سافر لولا بعض من تعقل لتحول لمعركة لا يتنبئ بعواقبها أحد.

مع سقوط أمينة بدأ بعض الحضور يتهامس عن ضرورة المغادرة لصعوبة إتمام الخطبة نظرا لمرض العروس الطارئ وبالفعل وقف عرفة وسط البهو قائلا : كتر خيركم بس زى ما انتو شايفين مضطرين نأجل الخطوبة .

بدأت الهمسات تتعالى ليرفع جمال عينيه بضيق ليلحظ أنه مع إنشغاله بابنته غفل عن أمه ليرى سليمان يجثو أمامها ويبدو أنها تعانى .. هرول نحوها ليجثو بجوار أخيه متسائلا: مالك يا أما ؟ حاسة بإيه ؟؟
حاولت أن ترسم ابتسامة ليغلب عليها الألم : انى كويسة ماتخافوش ..طمنونى على أمينة .

كانت تعانى لتلتقط أنفاسها ليستقيم جمال ويحملها بلا تردد لتعترض : انى كويسة يا جمال
لكنه لم يتوقف وتوجه لنفس الغرفة ليفتح مهيب له الباب فيقتحمه : الحقينا يا دكتورة

نظرت الطبيبة التى أنهت فحص أمينة وتكتب لها وصفة دوائية فتشير له إلى الأريكة ليضع فوقها أمه وفاطمة تلحق بها : جرى ایه يا جمال ؟؟
قدمت له الطبيبة الورقة : المحاليل دى بسرعة لو سمحت
عاد للخارج لتتجه نحو الجدة مبتسمة : الف سلامة على حضرتك فى أدوية بتاخديها أو أمراض مزمنة ؟
أجابت فاطمة عنها : ايوه يا دكتورة عندها ضغط عالى وسكر

اومأت الطبيبة بتفهم وباشرت عملها بينما عينى الجدة معلقتين بالفراش حيث ترقد حفيدتها شاحبة باردة البدن وجريحة القلب .. تشعر أن الأمر يخص هلال لكنها لا تفهم ما الذى أقدم عليه ليصل بها لهذه الحالة .

*********

غادر أهل البلدة جميعاً وظل المقربين من أفراد الأسرتين معا ليسيطر التشاحن على الأجواء .. تحكم عرفة فى انفعالاته بشكل جيد وجلس بهدوء ينتظر عودة هلال الذى غادر طلبا للدواء الذى طلبته الطبيبة وتبعه مهيب .. وجود أبناء سليمان ليس بأمر يثير التعجب لكن هذا الجمود يفعل .

رضوخ للعشق / بقلم قسمة الشبينىTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon