الفصل الحادي عشر

8.8K 518 41
                                    

اسعد الله اوقاتكم بكل خير

....................

كانت ليلة طويلة عاقر فيها أهل البيت أحزانهم حتى كادت أن تنتصف ليتفرق الجمع الذى جاء مؤازا .

لم يبق سوى أهل البيت وصديقات أمينة اللائى عدن للعزاء ليفضل جمال العودة لمنزله وصحبتهن فهو لا قبل له بتحمل هذا البيت الذى خلا من انفاس أمه.

تحرك فرج الذى أظهر ثباتاً يحسد عليه ليخترق تجمع أسرته فيقف سليمان منتفضا: أبا
وقف فرج دون أن يلتفت ليتابع سليمان: يا أنى وولادى فى الدار دى يا جليلة . أخرى تالت يوم عزا وهخرج من الدار.
وقف مروان معترضا: انا مش هسيب دار جدى ابدا

رفع فرج رأسه منتشيا بدعم حفيده المفضل بينما نظر سليمان لابنه: وانى مش هعمل زى جدك واقولك اللى يعصانى مش منى .. بس هقولك كل واحد متعلق من عرقوبه وانت حر لما تلف بيك الدنيا هتلاقى دار ابوك مفتوح.

ثم نظر إلى زوجته التى تحركت بتثاقل ليمد لها ذراعه فتتكأ عليه ويتوجهان للدرج بصمت راقبه الجميع دون أن تحاول فاطمة التساؤل عما يحدث فهى تشعر بجرحه وعليها تضميده لا فتحه .. نظرت أمينة نحو أبيها ليشير لها برأسه فتنظر هى لمها التى قالت : يلا يا بنات

ولم يخترق صمت اللحظات التالية سوى صوت الخطوات المغادرة التى يبدو أنها لن تكون النهاية .

مرت ليلة عصيبة أخرى لازمت فيها أمينة فراشها رغم أنها عانت من الاختناق عدة مرات .. مرضها يشعرها بالضعف وهى تكره كونها ضعيفة .. تصالحت مع طبيعتها منذ سنوات لم تعد مناقشة حالتها الصحية تزعجها لكنها رغم ذلك تفضل عدم الأفصاح عنه للجميع .

مع بداية يوم جديد بدلت ملابسها فهى بحاجة لممارسة الرياضة.. كل من يهمها أمره أصبح يعلم بأمر مرضها وممارسة الرياضة جزء أساسى من تعايشها مع مرضها لتتقى تتابع الأزمات .

غادرت المنزل لتتحرك نحو الطريق الممهد الممتد قرب الحقول حيث الهواء النظيف الأكثر إفادة لها .

كانت لا تزال تحت وطأة الحزن الذى يقلل من عزيمتها وحماسها لكنها تسير بأسرع ما تتحمله رئتيها .

أشعة الشمس التى بالكاد تلامس الأرض زادت من روعة المشهد الذى منحها طاقة إضافية دفعتها للمتابعة .. كان بعض الفلاحين يمرون بالقرب منها وجميعهم يلقى التحية ويتابع طريقه وهى تتابع سيرها .

بدأت أنفاسها تتعالى لتتوقف جانبا مستندة بكفها لشجرة كبيرة .. سمعت صوت هرولة خلفها لتستعد لرفض العرض بالمساعدة لكنها دهشت حين سمعت صوته متسائلا: مالك يا أمينة؟؟ بتعملى إيه هنا؟؟
التفتت نحوه متسائلة: انت اللى بتعمل ايه هنا؟
هز كتفيه مجيبا:بروى ارضى ..معادى النهاردة..انت تعبانة؟؟ مالك؟؟
زاد قربا لتنظر هى نحو الأرض بفضول : لا انا كويسة بس بتمشى شوية .. المشى جزء من يومى المفروض تعرف بيساعدنى اقلل الأزمات واتنفس احسن .

رضوخ للعشق / بقلم قسمة الشبينىWhere stories live. Discover now