الرابع عشر

8.4K 541 38
                                    

الرابع عشر
نظرت مها لمهيب بحدة مستنكرة ما طلبه للتو ليتعجب هو هذه الحدة لكنها لم تمنحه وقت لعرض تلك التساؤلات التى تبدو بعينيه وهى تقول: يا سلام!! انت بتستهبل يا مهيب صح؟
كاد أن يتساءل لتتابع بوأد كلماته بين شفتيه: هو فى راجل متجوز بيفسح مراته أصلا؟
ضرب جبهته بحدة هامسا: يخرب بيت الجنان اللى انا وقعت فيه
حثته لرفع صوته: بتقول ايه سمعنى!
أشار لها نحو باب السيارة: بقول عمى طلع نتكلم بعدين
اتجهت لتستقر خلف المقود مع اقتراب أمينة التى جلست بجوارها وجلست دهبية فى الخلف ليتجه مهيب إلى سيارة عمه ويرافقه.

مدة قصيرة جدا من القيادة وكانت سيارة جمال تتوقف حسب ارشادات مهيب أمام منزل يبدو أكثر عصرية بمراحل من بيت جدها رغم أنه من المفترض بناءهما فى توقيت متقارب . ترجل الجميع ليتقدم مهيب مخترقا البوابة الرئيسية نحو البناء الفعلى للمنزل. تلفتت أمينة حولها تطالع أشجار الفاكهة المتنوعة التى جمعتها حديقة المنزل رغم صغر مساحتها.
امسكت مها ساعدها وتساءلت: هو انت هتجوزى فى البيت ده يا أمينة.
انتبهت أمينة أنها لم تتفق مع هلال على أية تفاصيل تخص زواجهما لقد وضع خاتمه مطوقا بنصرها دون أي تفاصيل، دارت أناملها فوق خاتمه تديره برقة قبل أن تجيب: لسه ماحددناش.
خطوات قليلة تفصلهم عن باب المنزل لكنهم لم يقطعوها وكان الباب يفتح على مصرعيه وهلال يقف مبتسماً مرحباً وسرعان ما تحرك نحوهم: اهلا وسهلا. نورت البيت يا عمى
صافحه جمال بود بينما اكتفى مهيب بإشارة من كفه ليتجه نحوها بلهفة ظاهرة: نورت البيت يا أمينة
بشاشته الواضحة أسرت بعضا من البشاشة لملامحها لكنها لم تعد المرح المعتاد بروحها فتكتفى بهز رأسها والسير صامتة ليرحب بصديقتها .
دخلوا جميعا للمنزل حيث كان عرفة ينتظر للترحيب بهم تصحبه وداد التى ساد الود بصوتها وهى تضم أمينة التى استكانت لدفء ضمتها.
أشار لهم عرفة: اتفضل يا جمال، اقعدوا يا بنات
جلس جمال بينما قالت أمينة: معلش هتعرف على تيتة نعمة علشان نمشى
أشار لها هلال : اتفضلى يا أمينة أصل ستى مابتخرجش من اوضتها.
أعلنت التفهم بإيمائة خفيفة وهى تتبعه ليقول مهيب: وانا هستنى فى الجنينة يا عمى.
اسرعت مها تقف أيضا وهى تقول: خدنى معاك يا مهيب.

شعر مهيب بلمحة من أمل فى محاولة أخرى يحصل فيها على موافقة مؤكدة منها فيحظى قلبه ببعض السكينة التى يصبو إليها لذا أشار لها لتتقدم ويتبعها نحو الحديقة بصمت

.....

طرق هلال الباب ليأتيه صوت نعمة: تعالى يا هلال
تقدم وهو يقدمها على نفسه بينما تنظر هى نحو تلك المرأة التى تجلس فوق أريكة لتتذكر فورا جدتها أمينة، رأت نعمة التى ذبل الجمال فوق قسماتها معلنا التضامن معها فى حداد طال لسنوات لم تنته وكانت بالقرب منها تجلس جليلة بنفس الصمت الذى كانت به بجوار جدتها.
تقدمت خطوتين لتتساءل نعمة: مين معاك يا هلال؟
وقبل أن يجيب تحدثت: انا أمينة يا تيتة.

رضوخ للعشق / بقلم قسمة الشبينىKde žijí příběhy. Začni objevovat