العشرون

9.3K 523 64
                                    

تلك الرجفة التى لم يعلم أى منهما مصدرها كانت كافية لتنفض هلال مبتعدا عنها وقد تشابهت الملامح المحملة بالحرج والمزينة بالخجل
_ انا آسف يا أمينة كنت بهزر

اومأت بصمت وهى تتابع تهربها من مواجهة نظراته الفاشلة تماماً فى مواجهتها بالفعل، قبض كفه عدة مرات بتوتر ثم عاد يلتقط كفها ويتجه نحو المخرج
_ إيه رأيك ناكل بيتزا انا هموت من الجوع

كانت فكرة جيدة لتجاوز ما حدث لتشاركه بصوت مهزوز
_ بحبها بالجمبرى هتجيب ولا تقول غالية وتطلع بخيل
_ هجيب طبعا انا كمان بحبها بالجمبرى
_ انا عاوزة واحدة مديم لوحدى

ضحك هلال وقد تأكد أنهما بالفعل تجاوزا لحظة تهوره وعازما على عدم التهور مرة أخرى.

...................

وصل جمال لمدينته ليترك إتباع عرفة ويتجه نحو منزل والده بصحبة أخيه الذي لا يعلم حتى الآن سبب وجودهما هنا ولا سبب صمت جمال المقيت والذي فشل تماماً في إختراق حدوده.

اندفع جمال يخترق البوابة بسرعة ليصف سيارته كما اتفق معه الأمر وقد زاد تشنج ملامحه وطفى غضبه فوق قسماته مكتسحا، ترجل سليمان عن السيارة بفزع بينما انحنى جمال يلتقط حقيبة بلاستيكية كان يخفيها أسفل مقعده ويندفع لداخل المنزل يتبعه سليمان
_ في إيه بس يا جمال؟ فهمني يا أخي
اقتحم جمال مكتب أبيه بنفس الاندفاع وكان يجلس خلفه ويصحبه مروان كالعادة. ارتفعت الأعين وسارع فرج بطمر انفعالاته التى تفيض بالشماتة بينما بالغ جمال في استقامته ورفع هامته قبل أن يلقي تلك الحقيبة التي يحمل فوق المكتب دون أن يتحرك
_ وده إيه بقا؟
_دي المخدرات اللى كنت عاوز تسجن بيها خطيب بنتي
انتفض فرج ومروان بينما نظر سليمان لأخيه بدهشة وهو يتابع نفث غضبه واحتراقه مشيرا إلى صدره
_ ليه يا أبا بتعمل في بنتي كده؟ ده انا رجعت بيها أدور لها على سند تقوم تبقى انت العدو؟ انت اللى بتدور ازاى تكسرها وتوجع قلبها؟

نظر نحو مروان الذي يظهر ثباتاً فاق جده ليتجه نحوه ويجذبه من شقى جلبابه فيسانده فزعه الداخلي
_ وانت يا واطى بتيجى على حتة بنت يتيمة وتهددها بالقتل؟ اهى البنت الغلبانة اللى انت عايرتها بفقرها طلعت أصيلة عنك وماقدرتش تخون الراجل اللى اكلت في بيته مش زيك بتخون اهلك وناسك

دفعه وسط دهشة سليمان ليكاد يسقط قرب أبيه الذي أمسك به ليرفع هامته منكراً الإتهام الموجه إليه
_ انا مش عارف انت بتكلم عن إيه يا عمي؟ بت إيه وواد إيه! إحنا سمعنا زي كل الناس ما سمعت أن

ألقمه أبيه كلماته مع صفعة ألهبت قلبه قبل وجهه
_ انت كمان بتنكر؟

أمسك عضديه يجبره على النظر إليه
_ الحاجة الوحيدة اللى فضلت نضيفة فيك ولسه بعرف بيها انك بتكدب لما عنيك تزوغ يمين وشمال. ليه يا مروان ده انا ربيتك احسن تربية؟

رضوخ للعشق / بقلم قسمة الشبينىWhere stories live. Discover now