الثالث بعد العشرين

7.6K 530 75
                                    

كل الناس يجى لها هدية في عيد ميلادها وانا انزلكم فصل هدية في عيد ميلادى 😂

الفصل بمناسبة أنى تميت ... عام مش هقول الرقم طبعا انتو اتجننتوا ولا إيه 🤔😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂

________________

الثالث بعد العشرين

مر عدة أيام تحسنت خلالها حالة فرج بنسبة كبيرة مع تكتم مروان تماماً على مرضه فلم يدر به أي شخص حتى والديه مما أشعر فرج ببعض الرضا فهو يخشى شماتة الجميع.
لم يصف قلبه لمروان بشكل كامل ولاحظ الأخير ذلك من معاملته له فهو يتجنب إجراء أي حوار معه مهما حاول دفعه لذلك.

جلس بجواره بصمت إجبارى حتى دخل الطبيب، تقدم يطالع التقرير الطبى ويفحص فرج مرة أخرى مبديا اهتمامه بالحالة.
_ لا احنا كده الحمدلله تمام اوى وتقدر تروح يا حج بس المهم مفيش انفعال خالص ونهتم بدوا الضغط
_ خلاص مفيش خطورة يا دكتور؟
_ لا ابدا الحج صحته احسن منى ومنك
ابتسم مروان لهذه البشرى وسارع نحو جده مقبلا رأسه
_ حمدالله على سلامتك يا جدى
ربت فرج فوق كفه دون أن يتحدث ليعود باهتمامه للطبيب الذى صرح بمغادرة فرج للمشفى فعليا .

قاد مروان سيارته وبجواره يجلس جده مبديا قوته التى اعتاد عليها الجميع، قلبه يحمد الله أن نوبة مرضه مرت بخير دون أن يراه أحد ضعيف ودون أن يحتاج لأي شخص حتى ولديه، وجود مروان يفيده كثيرا بل أصبح وجود مروان محور حياته وعليه أن يحميه
_ مروان انا عاوز اجوزك
ضغط مروان المكابح بصدمة احتلت ملامحه وعينيه تطالع جده الذى لم تتغير ملامحه
_ عاوز إيه؟؟ تجوزنى ليه دلوقتى يا جدى ؟
_ عاوز أفرح بيك وأشوف عيالك قبل ما اموت
ليس من السهل أن يراوغ فرج حفيده الذى يطلع ببساطة على مكنون صدره. فهم مروان فورا أن جده يحاول أن يقصيه عن أمينة وكانت فرصة جيدة له لاخفاء نواياه مؤقتا
_ اطمن عليك يا جدى وهعمل كل اللى يريحك
ابتسم فرج بارتياح وعاد مروان يتابع طريقه للمنزل ملتزما الصمت الذى يسود فى الغالب مؤخرا .

وصل للمنزل ليزداد جلد فرج وهو يتقدم للداخل أمام الخدم فرفضه رؤيتهم له ضعيفا كان وراء سقوطه وحيدا بغرفته وكان هذا افضل عنده من طلب المساعدة.

تغاضى عن همسات الخدم وتوجه إلى مكتبه بالدور الأول يتبعه مروان الذى توقف ونظر للجميع
_ لو حد فى البلد شم خبر أن جدى دخل المستشفى هطردكم كلكم وكل يوم الصبح تسألونى عن الأكل يلا كل واحد يشوف شغله.
تفرق تجمعهم وتبع هو جده مغلقا الباب وكان جده استقر بالفعل خلف مكتبه
_ كنت فين يا مروان؟
سؤال كان يثق أن جده سيطرحه مهما تأخر فى طرحه ولن يتنازل عن إجابة وكان مستعدا
_ اتخنقت يا جدى ومشيت بالعربية مش عارف رايح فين ماكنتش مصدق أن كل اللى عملناه راح هدر وكل الفلوس ضاعت علينا على ما فوقت من التوهة اللى جت لى لاقيت نفسى داخل على قليوب بت هناك ورجعت الصبح لاقيتك واقع فى الأوضة .
سلط فرج نظراته عليه بحدة يبحث عن صدقه أو كذبه لكنه كان بارعاً بالفعل ودرب نفسه جيداً لهذه اللحظة ، استغرق فرج دقائق حتى ابعد ناظريه عنه
_ خلاص انا مش هقف لهم تانى، خلى عيلة البحيرى تنفعهم وانت كمان ابعد عنهم خالص انا تعبان يا مروان
ارتفعت عينا مروان نحو جده لهذا الضعف المتسرب مع نبرة صوته المكسورة فيرى انكسار عينى فرج للمرة الأولى بحياته ، رأى الحزن يخيم على قسماته بشكل احزن مروان نفسه
_ انا لما تعبت كان عندى الموت اهون من انى انادى على الخدامين ولا اطلب ابوك بعد ما ساب الدار واخترت الموت، انت سندى يا مروان ومن غيرك هقع ووقعة تانية ليا هتبقى النهاية .
_ بعد الشر عنك يا جدى انا مش هسيبك ابدا وابويا وعمى بكرة يعرفوا غلطهم ويجوا يحبوا على ايدك
تنهد فرج بألم ولا زال يشعر أنه على حق ومن حقه الدفاع عن أسرته أمام استيلاء عائلة البحيرى على عقولهم لكنه لم يعد قادراً على مواصلة الحرب.

رضوخ للعشق / بقلم قسمة الشبينىWhere stories live. Discover now