فَلوغن

الجزء ٣ / الفصل ١٩

طريق ابراهيم الخليل ..
.
شاحنة زغيرة تشبه الاسعاف جانت تمشي ب اتجاه المعبر الحدودي و جان يسوقهه واحد كوردي اسمه كاوه و كاعد بصفه فواز و صلاح نايم ليورة و مشدودله مغذي و مروة كاعده بصفه و السيارة تمشي حتة تعبر الحدود و هناك فواز يذكر كاوه انو يوكف :: كاكا اوكف هنا على اليمنى راح يجي فؤاد هسة طلع جاب ادوية و مستلزمات من المستشفى .
كاوه :: حاضر كاكا .
و بعد ما وكفو بربع ساعة .. يوصل فؤاد و يصعد ليورة يم صلاح و يكوللهم توكلو يلله ..
تتحرك السيارة ..
مروة كاعدة و حاطة ايدهه على خدهه و كلش مخنوكة.. :: فؤاد شتكول شوكت يكدر يصحى ؟
فؤاد يباوع على المغذي :: هذا الدوه ينومه ٤ ساعات راح اشدله مغذي ثاني حتة يبقى نايم مااريده يصحى هسة الوجع راح يسويله مضاعفات.
مروة :: سودة عليةة هسة امه شحالهه شوكت يخلص هذا الهَم ..
فؤاد :: فواز ما كلج شي مو ؟
مروة :: ما حجه شي و كلساع يتصل بسيادة العميد بس اني اعرف شنو الي ديصير اصلا .
..
..
..
..
بغداد .. البياع ..
.
تدخل للفرع سيارة تاهو سودة و وراهه سيارة ناصية بيكم شايلة تابوت ملفوف بلعلم العراقي و وراهه سيارتين حماية و توكف السيارة كبال بيت صلاح و ينزل منهه العميد محمد بملابسه العسكرية و ينزل بخطوات باردة و هو يتقدم للباب :: هفففففف ..
يدك الباب ...
صوت فلاح :: منووو؟
و يفتح فلاح الباب و يباوع المنظر الي كدام عيونه و عيونه تصير بكصته و تطلع امه للباب و تباوع للتابوت و من الهبطة تلزم ايد فلاح بكل قوتهه و تباوع بعيون العميد محمد و هو يمد ايده و ينزع بيريته.. يدنك راسه و يكول :: ما كدرنا ندز عليكم للطب العدلي لان .. لأ..ن مجان باقي شي ممكن تتعرفون عليه ..
يرفع عينه و يكول لأم صلاح بنظرة انكسار :: البقية بحياتكم اختي ابنج استشهد ..
.
ابنج استشهد يا ام صلاح .
.
ام صلاح و هي عياطهه بدون صوت تبجي بمكانهه و تلطم و تملخ بوجهه :: يبووووو يبووو يبووووووو .
و يصير صوتهه يعله :: اوليييييديييي صلووووحي يبووووو عليج سمرة يبووو عليج سمرةةةةة انهجم بييييتج و انكسسسر ضهرج اااااااخ يا الله
.
ام صلاح تكعد بلكاع و التابوت كبالهه و هي تلطم و تدك على وجهه و تعيط و تشيل من الكاع و تضرب وجهه و هي تعيط و تبجي :: لك صلووووحي ولك ويييين رححححت و عفتنييي ولك ويييييييين .
:: اااااااااخ يابو السما الزركةةةة وييييين اخذت وليييدييي .
فلاح يتوسل ب امه تكوم و هو لازمهه من ايدهه و دموعه بطرف عينه و يبجي و العالم التمت و العميد محمد مدنك راسه ميعرف شنو يحجي و يخلي التقرير الطبي بيد فلاح و يتحرك من مكانه .
تكوم أم صلاح و تروح علتابوت و هي تريد ابنهه :: كوووم ولك كووووم صلووووحي ولك هدييييت حييييييلي لك صلااااااااح .
.
انتهت ايام الفاتحة و التقرير الطبي جان يكول انو الشهيد مات ب انفجار لغم بلموصل و الدولة وفرت كامل التعويضات المادية لعائلة صلاح و كانما هو استشهد بلحقيقة ..
.
ام صلاح حالتهه الصحية تدهورت كلش و نفسيتهه تعبت و بقت متحجي شي ابد و اكلهه صار قليل كلش و عكدت حزنهه على ابنهه و كعدت بلبيت ..
.
ايام و ريم عايشة ب بيت هذا الشايب يم زوجته و جانو كاعدين بمنطقة ريفية مابيهه ناس هواي و عدهم مزرعة زغيرة و هي و منصور يحجون وياهم بلانكليزي لو بلاشارة.. بس نسيت اكوللكم انو ب اول يوم الهم راحو للشط و شافو اغراض اللاجئين الي طافت و وصلت للساحل و هناك ريم لكت جنطتهه و اخذتهه و انهزمت بسرعة لبيت الشايب و منصور بقى يراقب من بعيد لحد ما شاف اللاجئين الي بقو عايشين ترحلو لمركز الشرطة بيد خفر السواحل و محد يعرف مصيرهم طبعا و منصور رجع وية ريم ..
.
أما مصيرهم ف اغلبهم رجعو لتركيا أو رجعتهم الحكومة اليونانية بذات نفسهه و الي كدر ينفذ منهم بطريقة أو ب اخرى كدر يبصم بمقابل مادي حتة يبقى بليونان بلكَم ..
.
بذيج الصباحية.. مدينة ميلاكي.. اليونان ..
.
كعدت ريم الصبح من النوم و طلعت على الشرفة تباوع على الخضار الي كدامهه و اخذت شهيق كلش قوي و فجأة حست ب وخزة وجع بكلبهه انوب صارت تاخذ نفس براحتهه لحد ما كعدت و هي تكول بينهه و بين نفسهه :: صلاح ..
.
كامت و نزلت جوة صبحت بوجه خالتهه اتالا و راحت غسلت وجهه و جتي كعدت على ميز الطعام و اجه الشايب الي جان اسمه ادريس .
:: Good morning.
( صباح الخير )
ريم :: Good morning.
( صباح الخير )
ادريس خله ورقة على الطاولة لريم و طلع برة بدون ما يحجي شي ابد .
ريم تلزم الورقة و هي تباوع ل ادريس مستغربة و تفتحهه و تلكه مكتوب ..
.
( ريم ..
انتي اختي و رفيقة دربي انا اكتبلِك المكتوب ده و انا ندمان كتير لإني سبتك لوحدك بس سدئيني غصبا عليا .. انا تشرفت بمعرفتك كتير و آسف كتير لانك فظلتي لوحدك بس انا لازم الحق امي على مصر لأنو سايبهه لوحدها.. ريم في نمرة موبايل عندِك في الورقة دي دي نمرة موبايل صلاح كان موصيني انو تتصلي عليه اول متوصلي لأوروبا و انا حفظت النمرة دي قبل ما يغرق الموبايل بتاعي .. انا عاوزك تتطمني خلاص انو انتي بقيتي ف امان دلوقتي بصي يا ريم ..
انتي مش حتحصلي حاجة لو بقيتي في اليونان انتي لازم تطلعي لبلد تانية بس اوعي تروحي لمركز الشرطة ولا تسلمي نفسك ليهم ولا اتبصمي في البلد دي لانو البلد الي حتبصمي فيه مش حتقدري تطلعي مننو ابداً .. روحي ل المانيا و خلي عم إدريس يساعدك و يوصلك الحدود فعربيتو و اعبري من هناك ل البانيا و بعديهه الجبل الأسود و بعديهه البوسنا و كرواتيا و سلوفينيا و النمسا و بعديهه حتوصلي لميونيخ و تبقي ف المانيا و بعد ماتاخدي الاقامة تقدري تتواصلي مع اهلك هناك و يقدرو يزوروكي و انا برضو اقدر ازورك ل المانيا بس لازم تروحي الاول لهناك و متتواصليش مع حد قبل متوصلي المانيا عشان متعرضيش نفسك للخطر .. لما تكوني بتقري المكتوب ده انا اكون سلمت نفسي للأمن اليوناني و راجع تركيا تاني عشان اسافر مصر .. صاحبتكي السلامة يا جدعة( قوية )
.
ريم تبجي و هي تركض برة و تصيح :: منصوووور لتعوووفنيييي ولك منصوووور.
تبجي و تعيط و إدريس يلزمهه و هو يهدئهه و ما يعرف شنو يسوي و هو يباوع لزوجته اتالا..
.
اتالا تجيبلهه مي و تشربهه و تهدئهه و بعد ما هدأت ريم ما طلبت شي من عمهه ادريس غير انو يوصلهه للحدود و هو وافق بس كاللهه بليل اوصلج و صارت تحضر جنطتهه و اخذت من اتالا ملابس و هلملابس جانت لحفيدتهم و اخذت كلشي تحتاجه و صار الليل و ادريس اخذ ريم بسيارته البسيطة و هناك ريم ودعت اتالا بلدموع و تحركت السيارة حتة تروح للحدود و مر الوقت بسرعة و تالي الليل وصلو للحدود و ريم حضنت إدريس بكل قوتهه و هي دموعهه بعينهه و تشكرته هواي و رأسا دارت وجهه و راحت تمشي بطريق كلشي ماتعرف عنه و هي مضطرة هلمرة تحمي نفسهه بنفسهه من كلشي .. و الشي الوحيد الجيد الي صاحبهه هو اللاجئين العرب الي يعبرون الحدود لحد ما التقت بلطريق ب بنية سورية صارت صديقتهه و كملن طريقهن سوية ...
.
بعد ما عبرت سيارة الشباب و دخلت تركيا .. ما وكفت ابد و لان اسطنبول بعيدة عليهم اضطرو يوكفون بصباحية ثاني يوم بمحافظة شيلوبي.. مستشفى شيلوبي و فواز طلع كدامهم لاسطنبول حتة يكمل الاقامة و نزلو بلمستشفى و هناك صلاح خضع لعملية جراحية كلش صعبة و نجا منهه ب اعجوبة و الطبيب التركي كاللهم و كال لمروة بلتحديد انو :: الرصاصة مستقرة بلفقرة العجزية و مكان حرج جدا و منكدر نطلعهه حاليا و لحسن الحظ انو بطريق وصولهه لهذا المكان ما اذت شريان أو شي ممكن يفقده حياته لهذا لازم ينتظر الرصاصة يتغير مكانهه شوية على الاقل حتة يكدرون يسحبوهه سحب و راح يبقى عايش على الأدوية و انو هو انصاب بشلل بلنصف السفلي من جسمه و يحتاج عناية طبية متطورة و لازم يننقل لاسطنبول فورا ..
.
بعد يومين ..
.
صلاح يفتح عيونه و اخيرا :: ااااخ اممممم ااااخ بوية .
مروة تطلع ركض للدكتور تجيبه و الدكتور يشوف حالته و يتحمدله بالسلامة.
مروة دمعتهه بعينهه و هي تباوع لصلاح و تكوله :: ديكلك الحمدلله على سلامتك .
صلاح يشوف مروة و كوة يحجي :: انيي وين؟!
الدكتور يدير وجهه على مروة و يكوللهه بلتركي :: صرتو هسة تكدرون تنقلوه لإسطنبول .
مروة تبتسم :: شكرا دكتور .
مروة تجي يم صلاح تخلي ايدهه على جتفه :: يمعوود والله خوفتنا الحمدلله على سلامتك.
صلاح يإن من الوجع :: انيي ويين؟
مروة :: احنة بتركيا اصحى هسة و بعدين تعرف كلشي بس هسة ارتاح شوية .
صلاح :: مي .. اريد مي .
مروة تجيبله مي بسرعة و تشربه و هو يشرب و يكوللهه و هو كوة يحجي  :: هذااا...المي ضكته بمسلسل وادي الذئاب.. اي والله احنة بتركيااا !
مروة :: هههههه يمعود صدك تحجي انت .
.
فؤاد جان برة و يجي اتصال من بغداد :: الوو .
محمد :: ها فؤاد بشرني .
فؤاد :: صحى سيدي الحمدلله .
فؤاد يشرح حالة صلاح للعميد محمد و العميد محمد يكول :: فؤاد ابني .. بعد شهر تاخذكم طيارة خاصة من ازمير ل برلين توصلت وية طبيب عراقي ب المانيا و تكفلنا بكامل تكاليف علاج صلاح .. حضرو روحكم حتة تودو و ترجعون و تبقى مروة هناك يمه .. يلله ابني اهلكم منتظريكم .
فؤاد :: حاضر سيدي . 
.
.
برلين ..
.
صاحب يسد الخط بعد ما اجاه اتصال مهم .. و يروح لزوجته .. :: ها حبيبتي شلون صرتي ؟
سرى :: بالي يمهه .شلون اصير يعني يعني كل هاي علاقاتنا و مساعدة سهلة النة و تعبنا و هم ما لحكنا عليهه .
سرى تباوع لصاحب و تبجي :: الله اليعلم هسة شنو صار وياهه و شنو دتعاني صاحب والله ريم بعدهه زغيرووونة.
تبجي سرى و صاحب يمسح دموعهه :: تعاي .
يخليهه بحضنه و يكوللهه :: اني وعدتج و راح اوفي بوعدي و اليوم خابرت و اخذت باقي إجازتي السنوية كلهه و راح اروح للحدود و اذا لكيت معبر لو طريقة راح اعبر للنمسا و لو اعرف اوصل لليونان لحد ما الكاهه بس راح ارجع قبل متنتهي إجازتي و اذا لا سامح الله ما لكيتهه انتي راح تروحين بمكاني و تدورين عليهه لابد و نلتقي بيهه ويا اللاجئين الي ديعبرون.. ما ردت عليج بعد مو؟
.
سرى تمسح دموعهه :: لا يمكن ضيعته جهازهه لان خارج نطاق التغطية...يتبع