15: دموع الملائكة

Start from the beginning
                                    

'عظامي مكسرة'

تذمرت ببكاء ثم تثاءبت بكسل بالغ لتنهض بخطوات متثاقلة نحو الحمام بالكاد ترى ما أمامها جيدا

بعثرت غرتها تعدل وضعيتها بينما ساقاها تقودانها ببطء

لم تكن مركزة فيما حولها

حتى أنها لم تنتبه للضوء المشع من النافذة الزجاجية أعلى بوابة الحمام

ولا لخرير المياه الذي توقف منذ زمن قصير

أدارت المقبض بهمجية ثم اقتحمت المكان الذي كان دافئا بشكل غريب جدا

إلا أنها لم تكن في وعيها الكامل لاستيعاب وجود شخص آخر يشاركها ذات البقعة

في المقابل كان ذو الخصلات الفحمية قد انتهى من أخذ حمامه اليوم كالعادة بعد حصته المعتادة من الركض اليومي

ولكون الشقة الصغيرة مصممة أساسا لشخص واحد كان جونغكوك مضطرا لاستعمال الحمام الوحيد والذي يقبع بالأعلى حيث الغرفة الوحيدة التي تحتلها ذات أعين الربيع

لف المنشفة حول خصره ليتناول أخرى ممررا إياها على خصلاته الغرابية الطويلة بينما يحتل ذات البقعة قرب حوض الاستحمام

كان منهمكا في ما يفعله بهدوء إلى أن التقط ثقبه الأسود الجسد الضئيل الذي اقتحم خلوته وغزى الهدوء الذي كان سائدا

رمق ذات الخصلات العسلية التي تبدو كمن يسير أثناء نومه بأعينها النصف مغلقة تجر ساقيها كالعجوز بجسدها النحيل الغارق بثياب النوم القطنية ذات اللون الوردي الناعم

لم يصدر صوتا بل اكتفى بمشاهدتها تعكف جذعها مديرة ظهرها نحوه ثم تضرب وجهها بالمياه ويبدو أن المرآة الضبابية لم تساعدها لاكتشاف الحالك الذي يقبع خلفها مباشرة

إيما كانت منهمكة في تنظيف وجهها ثم أسنانها بكسل إلى أن استعاد جسدها بعض النشاط و تفتحت عيناها بشكل كامل وحينها فقط لمحت خيالا ما بين ضباب المرآة لتعقد جاجبيها

"ما هذا؟"

نبرتها صدرت مهتزة لتمرر كفها بخوف على الزجاج

ويا ليتها لم تفعل

انتفض جسدها بفزع و توسعت حدقتاها كأنها رأت شبحا ولم يكن سوى الغرابي عاري الصدر الذي انقشع انعكاسه على المرآة

واقف كالصنم يراقبها بعيني الصقر الحادة وذات الملامح الباردة تكسو ملامحه

هادئ و ثابت كالجليد

"يا إلهي"

صرخت ملتفتة نحوه وأقسمت حينها أن خافقها تجاوز معدل الضربات الطبيعية لإنسان

وجدته واقفا دون أدنى ردة فعل و فورما وقعت عيناها على عري جسده و القطرات الغزيرة التي لا زالت تتصبب من أطرافه التفتت للأمام مجددا تبعد أنظراها عنه و خافقها يقرع بشدة

جيون جونغكوك: سجن الغرابWhere stories live. Discover now