بعد الغذاء توجه الرجال الى التجوال مع نسائهم عدا حازم و سيفينش و هازان التي رفضت بحجة ارضاع الطفلة،فذهب ياغيز وحده مع جان.جلست بالصالون و لفت انتباهها صور العائلة و هما صغار،فقد كانو وسيمين،اقتربت منها سيفينش و اخذت صورة تضم فيها اطفالها الثلاثة عندما كانو صغارا عدا سيلين و قالت:سيلين كانت رضيعة بعمر جنان،لقد اخذ لهما ابوهما هذه الصورة عندما اتينا لاخر مرة اجتمعنا فيها قبل سفر ياغيز
شهقت هازان وقالت:سفر ياغيز؟
اغرورقت عيناي سيفينش بالدموع وقالت:لو عاد بي الزمان الى الوراء لما وافقت على سفره.انظري كم يشبهه جان.
تمعنت هازان بالصورة و قالت:اجل،يشبهه كثيرا
فواصلت سيفينش قائلة :حازم اختار ياغيز كوريث لعرشه،اراده ان يكون مثالي بكل شيء،فدرسه باحسن الجامعات و اسكنه بأفخم العمارات و البسه أشيك الملابس و علمه اللغات بافضل المعاهد،لكنه نسي امرا مهما،وهو حرمه من حنان الولدين ودفىء العائلة. لقد كان طفلا لما سافر الى امريكا ورجع شابا بعدما انهى تعليمه ليراس منصب نائب مجلس الإدارة.
هازان بحزن:لما لم يرسل يوكهان مادام هو الاكبر سنا؟
سيفينش:لانه كان يتركه معي اثناء سفر حازم،كام يريد من يوكهان ان يصبح هو الامان و الحماية من اجل اخ ته لانه كاو عاطفي جدا ولا يصلح لالعاب السوق التجاري و الأعمال. اما ياغيز فمنذ صغره عرف بذكائه الحاد بالمدرسة و بقسوته وبروده فاختاره حازم من اجل ذالك،لان راى فيه كل الشروط ليصبح رجلا مثاليا بالمستقبل.
قالت هازان بحزن:و هذا ما يفسر فسوته معي في بعض الاحيان!
سيفينش:هو ليس قاسي بذالك المفهوم،هو طيب صدقيني،لكنه عندما يغضب يصبح قاسي
وواصلت هازان بتهكم:و بارد أيضا
لمحتها سيفينش بريبة قالت:هل مسالة الفراش بينكما على ما يرام؟
اجتبتها هازان والحمرة تعلو وجهها:لا نحن بخير
فسالتها سيفينش بخبث:إذا فماذا تقصدين بالبارد؟
هازان بتلعثم:اقصد بارد بتصرفاته.
سيفينش:يجب ان تتفهمي انه عاش من دون عواطف و لا حنان،لهذا كوني انت الدفىء لمشاعره و احاسيسه لتذيبي ذالك الجليد، فالزوجة الذكية وحدها تستطيع فعل ذالك.ثم تركتها وخرجت تاركة هازان مع هواجسها.
ارتدت تنورة طويلة و قميص من دون اكمام ضيق يبرز جمال صدرها ونزلت للعشاء،رمقها ياغيز وهو يتاملها ثم دنا منها ليقول بهمس:غيري القميص
اجابته هازان بتحدي:لبسي محتشم جدا ،و الموجودين كلهم ابناء عمي
اتسعت عيناه غضبا ودهشة بنفس الوقت ليقول:ابناء عمك؟و انا؟
هازان:قبل ان تكون زوجي انت ابن عمي و ملابسي هذه استطيع لبسها امام ابناء عمي،اما الملابس التي تقول عنها غير محتشمة،هي فقط التي سالبسها امام زوجي و الذي للأسف هو انت.
ثم دخلت الى الصالون تاركة ياغيز يغلي من عنادها،لكن الى متى سيستمر هذا العناد!
