86💎

887 17 0
                                    


كانت هازان مستلقية بسريرها بالمستشفى،تحسس بطنها وهي تقول:تحمل حبيبي،ارجوك تمسك بالحياة من أجلي، فانت واخاك اغلى ما املك بهذه الدنيا.لقد خذلني الجميع حتى من أقرب الناس إلي كله بسبب الطمع.لكن انت واخاك لن تخذلاني و اعدك اننا لن نفترق،سنناضل معا،لهذا تشبث بي ارجوك.
بقيت على تلك الحالة تتحسر قدرها السيء الذي لم يتركها تفرح بحياتها سوى القليل من اللحظات .تذكرت ماعاشته بعد تلك الليلة التي استسلمت فيها لنزوات ياغيز ،ليلة زفاف سنان وسيفدا.
بعد تلك الليلة اصطحبها الى يخته ليقوما برحلة لمدة ثلاثة ايام كان في قمة الروعة،كان حبيبيا شغوفا يذيقها كل انواع الرومانسية و العشق من قبل محمومة تذيبها و مداعبات جريئة تثر جنونها وكلمات منحرفة يهمس لها باذنها تحرجها.كانت تتلذذ بمبادلته كل هاته الاشياء.يسبحان معا بالنهار و تلتصق جسديهما حتى يرتويان اخر رمق النشوة ليلا.بعدها رجعا الى البلازا و ارسل بطلب جان اليه لانه قد قرر ان يعيشا بشقته ليكونا حرين،فهو سيفقد تلك الحرية و الجراة امام عائلته.
مضت تلك الايام بسرعة.كانا قد اخذ اجازة لمدة اسبوع،ليتنزهان معا و ابنهما ينط بسعادة حولهما،لقد كانا حقا يمثلان لوحة فنية للاسرة السعيدة،لم يكن هناك وجود لا لضغينة الماضي و لا للحقد و لا للعتاب و لا للعقاب،تركا كل شيء وراءهما لعيش حبهما مع ابنهما جان.
لكن لماذا الأيام السعيدة تنتهي بسرعة؟او بالأحرى لماذا ياغيز لا يتفهم مشاعر الغيرة و حبها له و عدم رغبة اخرى بمشاركته اياها و خصوصا لما يكون حدسها في محله.
كل ذالك حصل في ذالك اليوم المشؤوم، عندما ارادت مفاجأته بالشركة لتتوجه الى مكتبه و لا تجده فسالت السكرتيرة عنه لتخبرها انه خرج مع نيل منذ ساعة.احست بغصة تتملكها و قررت انتظاره بمكتبه،لكنه لم يرجع،بل رجعت نيل لوحدها،اخبرتها السكريتيرة عن وجود هازان بالمكتب فتوجهت نحوها لاغاظتها،ففتحت المكتب لتدخل و هي تقول بخبث:حبيبي هل سبقتني..لتدعي انها تفاجات برؤية هازان التي كانت واقفة جامدة و كان مياه باردة صبت فوق رأسها.
نيل:آه هازان انت هنا!
هازان بغضب:احذرك مرة اخرى لتنادي زوجي حبيبي
ضحكت نيل وقالت:لا انكر انه زوجك لكنه بنفس الوقت حبيبي،لانه يحبني انا اما انت فقد تزوجك من اجل هذا فقط.قالتها وهي تشير الى جان الذي كان يطالعهما بفضول.مسكته هازان بيده واخرجته من المكتب و اوصت السكريتيرة بمراقبته ثم دخلت الى المكتب و اغلقته بعتف و قالت:ياغيز هو حبيبي قبل ان تقعي بحبه،انا من احببته أولا، انا كنت معه بتلك الايام التي هربت من المستشفى،لم اكن عند احد العائلات. و قعنا بالحب و عشنا تلك العلاقة معا و النتيجة كان جان.
نيل بخبث:لكنك تركته و تخليت عن ذالك الحب وقد كرهك بعدها و تدمر بعدما حرمته من ابنه.انا من وقفت معه وساندته بمحنته،انت لم تكوني معه،احببته و مارلت احبه لدرجة الحنون ولن اتخلى عنه سوى بموتي
هازان بغضب:انت مريضة نفسيا،
نيل:لا حبيبتي انا لست مريضة نفسيا انا عاشقة حتى النخاع،انا لست مثلك،تعرفين لماذا،لانني لا اهرب من مصيري،بل أحارب و ساحارب من اجل حبي له و بشتى الطرق.انت لن تهزمينني
هازان:ياغيز سيختارني انا،لانه يحبني و لدينا طفل
ضحكت نيل وقالت:الطفل لا يربطكما فيمكن ان اكون امه أيضا ،انسيت انه كان سيتزوجني
اشتعلت عيناها من الغضب و قالت: لا تقتربي من ابني و لا من زوجي و الا لا تلومي الا نفسك
ضحكت نيل لتقول:حسنا مارايك ان غدا سنذهب انا وزوجك الى امريكا لمدة اسبوعين لوحدنا،طبعا سيقول لك انه من اجل العمل وهو لن يكذب عليك لكنني ساغويه حتى يقع بحضني فقد كنا حبيبين قبلا و سيشتاق لحضني لا محالة
هازان بغضب:ما كان بينكما هو مجرد قبل!و قد اعترف لي بذالك
ضحكت نيل وقالت:و صدقته؟كم انت بريئة و ساذجة هازان،انت لم تتغيري أبدا
هازان :لا اصدقك فانت كاذبة .
نيل بسخرية:حقا!اذا كان يحبك فاطلبي منه الا يذهب معي الى أمريكا و إن فعل ساتركه لك،ساسافر لوحدي و استقر هناك،لكن ان سافر معي،فاعلمي انني قد انتصرت عليك وياغيز قد اصبح ملكي.
نظرت اليها هازان بتحدي و قالت:ياغيز لن يسافر معك،سوف ترين.ثم خرجت و اخذت ابنها معها و هي تفكر بحوارها مع نيل الذي جعلها ترتجف من الغضب.
هاتفته لتعلمه بانها ذاهبة للقصر ،اعترض و أمرها بالرجوع الى البلازا لكنه رفضت و اغلقت الخط بوجهه لانها كانت تريد ان تبتعد عنه قليلا لتستجمع افكارها.
دخلت الى القصر لتجد سيفينش غاضبة وياسمين معها ايضا لما جرى لسيلين،التي كانت تبكي بعدما اعلمتهم بحملها و بان يا سين قد رفض الاعتراف به وهجرها.استاذنت منهم هازان لانها كانت حزينة ما يكفيها للمشاركتهم بذالك النقاش،فهي تحتاج فعلا للراحة من اجل مواجهة ياغيز لانها تعرف عناده و صعب اقناعه،لكنها ستهدده بالطلاق اذا ما لم يتراجع عن السفر.ستفعل كل ما بوسعها لتنتصر على نيل.نيمت ابنها و اخذته لغرفته، سمعت ضوضاء بالصالون علمت ان الجميع قد اتى ليتناقشو بامر سيلين.لكنها كانت تنتظر ياغيز فقط

العذراء والمثالي (للمبدعة حنون)Where stories live. Discover now