Chapter 8

7.8K 370 58
                                    

صَوت المياه و الظَلام و حَركة الأسماك تكاتفوا ، ليَصنعوا مشهداً خلاباً ، يُخيم عَليه الغُموض ، الأسماك تَسبح في جَماعات و لَكنها تتَفرق عِند نُقطه مُعينة ، و تتجمع بَعدها ، صَوت المياه الهادئ، و البُرودة الشَديدة التي تُميز قاع المُحيطات ، يُغلفان المَشهد ليَكتمل

نَعم يا سادة أنهُ ذلك العالم الذي يَكسوه النقاء ، مُختلف تماماً عَن عالم أبناء أدم ، ذَلك العالم المَملوء بالحِقد و الكراهيه بيّن أفراده ، مَن يَقع فيه لا يَستطيع الخُروج إلا عِند مُقابلة ربه.
و إن كُنت جزءاً مِنهُ فإحذر إن الشَر في كُل مَكان.

.

عِندما تَكون وحيداً في ذَلك العالم فإلعلم أنك محظوظاً كُل الحَظ ، أبناء أدم الكثيرون مِنهم شياطين علي هيئة بَشر ، لا يَكترثون لمشاعر غيرهم تَحت راية "ليّس مِن شأني" .. هُم لا يَعلمون ماذا يُمكن أن يفعلوا بمُجرد كِلمة ، قليلاً مِنهم المُتفاهمون ، و إذا لَديك ذَلك المُتفهم ، فَتمسك به بكُل ما أُتيك من قُوة لأنك حتماً لَن تَجده مُجدداً.

.
.

كانوا مازالوا واَقفين أمام ذَلك الشاطئ الهادئ ، صامتين لا يُوجد سِوي صوت الأمواج ، كِلاهما يُصغي إليه بإهتمام ، كِلاهما يُفكر في الأخر ، التأمُل في الفراغ هوَ غايتهُم الأن.

قَرر هوَ إنهاء تِلك اللَحظه عِندما كادت الشَمس أن تَغرب.

زين:"هَيا سَنذهب "

كان جَوابها هو فَقط الأيماء

دَخلوا السيارة ليُكملون طَريقهم إلي الديارِ ، شَغل مُحرك السَيارة وهيَ وَضعت رأسها النافذة تتأمل الشوارِع بِصمت ، مَد يَده إلي زِر تَشغيل المُوسيقي لتُفتح تِلك الأغنيه الهادئه التي تُرخي الأعصاب ، لَكنها لَم تَروقها بمقدار حُبها للموسيقي الصاخبة.
هو كان مُستمتع بِها إلي حدٍ كبير ، و هيَ وَصلت لمَرحلة أنها لا تَطيق سَماع كِلمة أخري مِن تِلك الأغنيه التي تُحرك المَشاعر بدقه.
لَم تتحَمل هيَ فَوضعت إصبعها عَلي الزِر ذاته لكي تَنطفئ الأغنيه ، و يُفتح بُركان غَضبه

زين:"ما مُشكلتك مَعي!!" قالها بِصراخ و هو يُسدد عدة ضَربات لمقود السَيارة  الذي أمامه

چيني:"لَيست مُشكلتي مَعك فَقط أنتَ تُزعجني " قالت ببُرود كأن شيئاً لَم يَكن

زين:"أنا حقاً أتعامل بلُطف مَعك إلي الأن لَكن صدقيتدني سينقلب كل شيء ضدك "

ضَحِكت ذهنياً عَلي كلامه أنه لَم يَكن لطيفاً يوماً مَعها ، هوَ بالفعل جَحيمها.

.
.
.

"سَيدي الأنسه واليها و الأنسه صفاء بالداخِل"

كانت تِلك جُملته الحارس مُوجهاً كلامه إلي زين الواقف أمامه و كان علي وَشك دُخول مَنزله هو و چيني.

RecklessWhere stories live. Discover now