الفصل الثالث والعشرون والأخير - الجزء الثالث

Start from the beginning
                                    

"بعد مرور أربعة أشهر"

رفعت يدها ووضعتها على فمها لتكتم صوت تألمها الذي زاد كثيرًا في تلك الليلة عن الليالي الأخرى، قبضت بيدها الأخرى على الوسادة، ظلت هكذا للحظات حتى زاد تألمها بشكل كبير فخبطت بخفة على كتف «طيف» الذي كان نائمًا، تحرك قليلًا من مكانه لكنه لم يستيقظ فضربت على كتفه بقوة أكبر وهي تقول بتألم:
- طيف الحقني، أنا بموت
نهض مسرعًا من نومه وامسك بيدها وهو يقول بلهفة:
- مالك يا حبيبتي! وجع كل يوم ولا أيه؟
هزت رأسها بالنفي ورددت بصوت يأبى الخروج:
- المرة دي الوجع صعب أوي ومش قادرة استحمل، شكلي بولد يا طيف
وصرخت بعد تلك الكلمة فانتفض هو من مكانه وتحرك بشكل عشوائي في الغرفة من شدة التوتر فهو لم يعرف ماذا يفعل ومع صرخة أخرى منها ركض إلى الطابق الأول حيث والديه وطرق الباب بقوة، بعد دقيقة فتح له والده الباب وهو يقول بقلق:
- فيه أيه يا طيف؟
حضرت «اسماء» من خلفه وهو يقول بتوتر شديد:
- نيران شكلها بتولد ومش عارف أعمل أيه
تقدمت «اسماء» على الفور ورددت بجدية وهي تستعد للصعود:
- البس يا أيمن وأنت يا طيف هاتلي لبس الخروج بتاعي على فوق وبعدين البس، انا هساعد نيران في اللبس علشان ناخدها على المستشفى، اتحرك يا طيف أنت واقف ليه

هز رأسه عدة مرات بتوتر وبعد مرور عشرون دقيقة كانوا قد استعدوا للرحيل واستقل «طيف» المقعد الأمامي خلف المقود وكان بجواره والده أما عن «أسماء» و «نيران» فقد استقلا المقعد الخلفي قبل أن تنطلق السيارة بأقصى سرعتها.

كانت تتألم كثيرًا بينما كان يتابعها هو من المرآة بخوف شديد وكانت «اسماء» تحاول التخفيف عنها قليلًا، لم يكن يتوقع أنه سيكون خائفًا هكذا في هذا اليوم كما أحزنه كثيرًا تألمها بهذا الشكل، وصلت السيارة أخيرا إلى المستشفى وترجلوا جميعًا قبل أن يتقدم «طيف» ويقوم بحملها بين ذراعيه، حملها إلى الداخل وصاح بصوت مرتفع عايز دكتورة بسرعة، حضر على الفور ممرضتين وساعدوه في وضعها على سرير متحرك قبل أن يحضر طبيب ويقول بجدية:
- الدكتورة مش موجودة يا سيادة الرائد، هنضطر نولدها قيصري وأنا اللي هولدها
وضع «طيف» يده في جيب بنطاله واخرج هاتفه ومد يده به إليه قائلًا:
- لو مش معاك رصيد تكلمها خد كلمها من عندي
نظر إلى يده الممدودة وردد بإصرار:
- حتى لو كلمتها مش هتوصل غير بعد ساعتين اقل حاجة لأنها في محافظة تانية
نظر إليه بغضب شديد وأردف بصوت مرتفع:
- كلمها يا دكتور متخلينيش اخرج عن شعوري مراتي بتموت، مش هخلي راجل يولدها أنا! هتمشيني غصب عني ولا أيه؟
هنا تدخل «ايمن» الذي ردد بدبلوماسية:
- اهدى يا طيف وبعدين مش لازم الدكتورة اللي نيران بتتعامل معاها، بلغ أي دكتورة هنا يا دكتور

بالفعل قام بتنفيذ طلبه وحضرت الطبيبة ومعها ممرضة أخرى وطلبت منهم جميعًا الانتظار لحين التأكد من أنها مستعدة لكي تلد الآن، دلفت إلى داخل الغرفة ومضى من الوقت خمس دقائق قبل أن تخرج وتقول بجدية:
- لازم تولد دلوقتي، متقلقوش إن شاء الله خير
تقدم «طيف» إلى داخل الغرفة وأمسك بيدها قائلًا بابتسامة:
- متقلقيش يا حبيبتي، هتعدي وتبقي بخير إن شاء الله، مش عايزك تخافي من حاجة أنا جنبك
تنفست بصعوبة وهي تردد بتعب:
- عايزاك معايا يا طيف، متسبنيش هنا لوحدي
قبض على يدها بقوة وبيده الأخرى وضع يده على وجهها وأردف:
- هفضل معاكي مش هسيبك لوحدك، مش هسيبك يا حبيبتي

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"Where stories live. Discover now