٣٥-لِقاء ليتَه لم يَحصُل

304 38 24
                                    


أتمنّى لكم قراءة ممتعة من كل قلبي 💛👀

صلوا على سيدنا محمد 💛✨
اذكروا الله ✨💛

ركزوا في القراءة وتأنّوا 💛✨.
واتركوا لمساتكم الجميلة بين الفقرات 💛✨

..


تمشي في الغابة الّتي بدت موحشة وسط الأشجار الكثيفة فشعرت بهالة المكان المرعبة ، وكم تمنّت أن تتخلص من الهواء الملوّث الّذي يحيط بها معطياً إياها شعوراً بالاختناق مع أنها تتنفس بكل قوّة ساحبةً كلّ الأوكسجين حولها غير تاركة حصةً لكائنات أخرى تنوي ذلك

توقّفت أمام منزل متواضع شاذ تماماً عن محيطه فهو حديث مناقض لحوض الأشجار المرعبة التي تحوطه
ما إن لمحته حتّى شهقت لما هاجم عقلها من ذكريات أليمة
إنه نفس المنزل الذي كانت تسكنه بعدما طردتها والدتها فترة حملها الأخيرة وبعد إنجابها

قبضت عضلة عيناها وسدّت أذناها لما تخلّلهما من همسات مزعجة مصاحبةً لصوت بكاء طفل مألوف إنه بكاء طفلها الذي لم تشفق عليه ! حتّى انفرجت عيناها

"لا!لا لا لا لا يمكن .... توقّفي هذا مجرّد كابوس
اهدأي مجرّد كابوس "

وعندما علت تلك الهمسات صرخت
" اخرس توقّف عن ذلك لا ! "

وكأنّها تعاندها فتعلو وتعلو،نزعت يديها عن أذنيها ودارت في المكان بضياع تبحث عن مصدر الصوت وكم حَلا القتل في مزاجها مجدّدا

بدأت بالرّكض بعيدًا حيث يمكنها الهروب من الصوت وفي منتصف طريقها التقى رأسها بجذع شجرة بدى منقوشًا عليه ابتسامة مستفزّة ذكرتها بالتي كانت على وجهها في فترة مرضها واحتلالها النفسي كلما بكى طفلها

فشيء رطب احتضنها وشلّ حركتها حاولت الخروج لكنّه متمسّك بها وظلّ يسحبها للأسفل حتّى غاصت بينما تختنق بذعر ولا تتمكّن حتّى من الصّراخ للنجدة

أفاقت من نومها فزعة تتنفس بسرعة والعرق وجد جسدها منزلاً له ليتصبب منه بوفرة،زفرت بعنف ممسكةً قلبها لتجده ينبض بعنف كذلك،امتدّت يدها باحثة عن شيءٍ ما لتسحب كأس الماء الذي كادت توقعه عن الطاولة وترتشف بضعًا منه تروي ظمأها ثمّ تنهّدت قائلة ببكاء وقد جفّ حلقها مجددًا
" إلى متى ستظلُّ تلاحقني !! لقد كانت نزوة أقسم! لابد أنه شعر هكذا ! "

The Crime Train Station Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu