بعد الغياب

By HaboOoshy

2.3M 29.7K 3.6K

بقلم أنفاس قطر More

١
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
٢٤
٢٥
٢٦
٢٧
٢٨
٢٩
٣٠
٣١
٣٢
٣٣
٣٤
٣٥
٣٦
٣٧
٣٨
٣٩
٤٠
٤١
٤٢
٤٣
٤٤
٤٥
٤٦
٤٧
٤٨
٤٩
٥٠
٥١
٥٢
٥٣
٥٤
٥٥
٥٦
٥٧
٥٨
٥٩
٦٠
٦١
٦٢
٦٣
٦٥
٦٦
٦٧
٦٨
٦٩
٧٠
٧١
٧٢
٧٣
٧٤
٧٥
٧٦
٧٧
٧٨
٧٩
٨٠
٨١
٨٢
٨٣
٨٤
٨٥
٨٦
٨٧
٨٨
٨٩
٩٠
٩١
٩٢
٩٣
٩٤
٩٥
٩٦
٩٧
٩٨
٩٩
١٠٠
١٠١
١٠٢
١٠٣
١٠٤
١٠٥
١٠٦
١٠٧
١٠٨
١٠٩
١١٠
١١١
١١٢
١١٣
١١٤
١١٥
١١٦
١١٧
١١٨
١١٩
١٢٠
٢٢١
١٢٢
١٢٣
١٢٤
١٢٥
١٢٦
١٢٧
١٢٨
١٢٩
١٣٠

٦٤

16.9K 209 18
By HaboOoshy

بعد صلاة العشاء
أبو فهد صار عنده خبر باختطاف عبدالعزيز في العراق.. بعد ما اتصل عليه عبدالله وبلغه..

أبوفهد اتصل في عياله وبلغهم.. 
الوضع في مجلس أبو فهد أكثر من مأساوي
عبدالعزيز بمثابة ولد حقيقي لأبو فهد واخو لعياله...

تقرر أن طلال هو اللي ينقل الخبر لنورة..
طلال حاول يتهرب من المهمة.. بس ماقدر..

طلال في سن عبدالعزيز تقريبا.. ونورة أخته اللي أصغر منه على طول.. بينه وبين نورة فرق 3 سنين..
العلاقة بينهم أكثر قرب وودية وحميمية..

طلال طلب من الشغالة تنادي له نورة وهو يحس المهمة صعبة عليه وتثقل روحه المثقلة أصلا بالخوف على عبدالعزيز.. 

(يطلبون مني أذبح أختي.. ويسمونها : انك أنت اللي لازم تبلغها)

نورة طلت عليه من فوق وهو تحت 
وصاحت بطريقتها المرحة وابتسامتها اللي ما تفارقها على طريقة نبرة الشخصيات المدبلجة: من عندنا؟؟ ياللهول... طلول بعل العنود عندنا.. 

وكيف أطلقت العنود أسارك ولاتتبعك مثل الصخلة المرفوسة التي تتبع أمها؟؟... 

سجل سجل في كتاب جينيس.. طلول بروحه بدون ظله المقرود العنود هانم..

أنتظرني.. انتظرني جايتك.. على جناح السرعة

وجلست على الدرابزين نص جلسة وتزحلقت لين تحت.. 

طلال كان يتابع جنونها ومرحها وهو يحسها سهام تخترق صدرة بكل وحشية

نطت عليه تحضنه وهي تقول: شفت من فرحتي بشوفة حريتك الغالية اليوم من أسر المحتل الغاشم.. 
مانزلنا بالطرق المعتادة.. استخدمنا الطريق السري..

طلال وهو يحاول يرسم ابتسامة ميتة: أنتي متى بتعقلين..؟؟
ماكنج خلصتي جامعة ولا مره متملكة..

نورة وهي تضحك: ذنب الحكومة وعزوز...
الحكومة ماوظفتني رغم مضي أشهر على تخرجي الميمون..
وعزوز أبو تمبة صار له مالك علي سنة ونص.. وخبر خير..
بس خلاص صدناه الحين مافيه فكة..

طلال كح بحزن: نورة يمكن عرسج يتأخر شوي.. عبدالعزيز يمكن يتأخر شوي في سفرته..

نورة بمرح: له له له.. بايخة طلول.. دور غيرها.. 
أنا أقول لك تبي دروس عندي في صنع النكتة المعتبرة
طلال ماحب يكذب عليها، هم مايدرون هل عبدالعزيز يطلع سليم من عملية الاختطاف أو لا.. 
فمعرفتها للخبر بتهيئها للي أكبر منه، قال لها طلال بجدية: نورة... عبدالعزيز مخطوف في العراق...

نورة انفرطت تضحك لحد مادمعت عينها: هذي حلوة طلول.. وربي حلوة.. تطورات عندك والله

وعقب حاولت تتماسك وهي تقول من بين ضحكاتها: تدري أنا كنت حاسة أنه عبدالعزيز بيهرب مني قبل العرس لينفذ بجلده من جنوني

وأني بأخلي الانتربول يجيبونه لي مكبل بالأغلال .. 
بس توقعت يهرب سويسرا مثلا بعد مايهرب فلوسه، على طريقة الأفلام المغبرة...

بس العراق حلوة منك على قد سنك... 
بس لاتعيدها.. تراها عقب تجيب لك حساسية مخية..
وانت مو ناقص... كفاية عليك الحساسية المخية اللي اسمها العنود..

طلال مسك يد نورة بحنان وهو يقول: نورة ياقلبي.. ياروح أخوج أنتي.. 
لا تخافين.. إن شاء الله بيرجع.. 
هم طالبين فدية.. وعبدالله رجّال جواهر قاعد يتفاوض معهم.. 
أسبوع بالكثير ويكون هنا..
وعقب كمل بتوتر: ولو الله بغا فيه شر.. ماحد يقدر يرد قضاه.. وأنتي إنسانة مؤمنة..

نورة كانت مبتسمة ابتسامة واسعة.. 
بس لما بدت تشم في كلام طلال ريحة الجدية
بدت ابتسامتها تنطفئ تدريجيا حتى انطفت نهائيا مع انتهاء طلال من كلامه..
حست كأن روحها سحبت منها بالكامل..

تماما مثل مصباح كان في غاية الإنارة والإشعاع.. بكبسة زر.. ينطفئ إشعاعه ليظلم ماحوله..

هكذا كانت نورة التي كانت كلمة طلال لها هي كبسة الزر التي أطفئت أنوار روحها.. لتغرق في ظلام دامس..

عبدالعزيز نور الأرض وبهجتها.. نورها هي..
القلب الطاهر المحلق النقي الذي حمل هموم كل البشر دون أن يُحمّل أحدا همه قد يختفي من الحياة..
لتبقى هي فيها وحيدة تجتر ظلام روحها الأبدي..

نورة اعتصمت بصمت موحش دون أن تنطق بكلمة واحدة 

عيناها جامدتان لا أثر للمعة الحياة في رفيفهما ..شفتاها مطبقتان في تلازم يائس.. ويداها متشابكتان بعنف ضائع..

طلال بتوتر: فديتج نورة قولي شي.. صمتج هذا يذبحني..
أبكي.. أصرخي.. سبيني.. أضربيني حتى..
بس لا تسكتين كذا..
لا تقهرين روحج تكفين.. 
صارخي..طلعي اللي في خاطرج كله..

نورة لم ترد عليه..
وقفت بصمت..
وعيناها تائهتان..خاليتان من أي نبض يوحي بالحياة..
وشفتاها المزمومتان تفتقدان رفيقة دربهما التي مافارقتهما يوما: ابتسامة نورة

وصعدت الدرج بخطوات صامتة أشبه بخطوات شبح على سلالم بيت مهجور..
بعد صلاة العصر

دانة قاعدة مع عمتها أم سعود تحت يتقهون..

الجازي دنقت على خشم دانة، وقالت بعيارة: قولي تم..

دانة بود: تم..

الجازي باستجداء: تكفين قومي وديني الصالون أبي أقص شعري قبل المدرسة.. 

دانة بمودة: ماطلبتي شيء.. بس خليني أستاذن سعود..

سعود كان في المخيم مع جابر..
رخص لهم يروحون.. بس يرجعون قبل المغرب..

دانة والجازي لبسوا

في السيارة دانة سألت الجازي: أي صالون تبين؟؟

الجازي: الماجدة..

دانة بتردد: بس شارع النصر وفي زحمة الدوحة العصر.. يمكن يفوت المغرب مابعد رجعنا..

الجازي برجاء: تكفين الدانة.. أنا متعودة أقص شعري هناك..

الدانة: لو قايلة لي كان وديتش الصبح..

الجازي برجاء أكبر: خلاص صرنا في السيارة.. خلينا نروح .. كلها هالشعرتين اقصهم ونرجع بسرعة..

دانة كانت متوترة وماتبي تخلف وعدها لسعود انها ترجع قبل المغرب..
بس ماحبت تكسر خاطر الجازي: سيد علي اطلع للماجدة اللي في النصر..

الصالون كان زحمة.. والمغرب أذن والجازي دورها مابعد جاء..
سعود اتصل في دانة بعد ماصلى المغرب وهو راجع من المخيم للدوحة: الدانة وينكم؟؟

الدانة وهي تبلع ريقها: في الصالون؟؟

سعود بغضب: انا موب قايل لكم ترجعون قبل المغرب... يعني كسرتوا كلامي..

دانة وهي تحاول تمتص غضب سعود: سعود الله يخليك مايحتاج الأمر لكل ذا العصبية.. الحين الجازي بتخلص وبنرجع على طول..

سعود بنفس نبرة الغضب الهادر: والصالون هذا وينه ان شاء الله؟؟

دانة بتردد: في النصر..

سعود ولع: يعني خلصت المحلات ماتلاقون الا في النصر وفي ذا الليل.. شكلش انتي وياها تبون لكم تربية مهيب ذي..

دانة فولت حست كأنه يبي يهينها ردت بصوت مكتوم: سعود أنا متربية في بيت هلي.. منت اللي بتجي الحين تربيني..

لو كانت الدانة نادت سعود بدل اسمه بكلمة (حبيبي) 
كان يمكن سعود مشى الموضوع عنده بدون شد الأعصاب هذا كله.. يعني كان شد معاهم بس بشكل معقول..

بس سعود بدت تنتابه حالة عصبية سيئة سببها إحساسه أن دانة يمكن أنها ما تحبه، وأن مشاعرها تجاهه نوع من الرضا بالقسمة والنصيب
من باب: سعود خلاص صار زوجي خليني اتعامل معه، مثل ما أي مرة تعامل زوجها..

عشان كذا كان رد سعود مبالغ فيه شوي: زين دانة دواش عندي.. اذا ماربيتش يا بنت هادي.. ما أكون ولد أبي..

دانة اللي ماحبت يزودنها في الحكي قالت له بكلمة حادة: مع السلامة، وقفلت الخط..

سعود على الناحية الثانية ولع: قليلة أدب.. أنا بأربيها..
خلصت الجازي قبل أذان العشا، طلعوا على طول، بس مالقوا سيد علي واقف برا، دانة اتصلت فيه وهي واقفة في البرد هي والجازي: سيد وينك؟؟

سيد بنبرته الهندوعربية: بابا سعود كلام.. انتا روح بيت.. انا يجي شيل بنات..

دانة توترت: شكل سعود مايبي يجيبها البر، والله اليوم العصر كان وش حليله ..
وش قلبه ذا القلبة السودا..

جاو بيرجعون ينتظرون في الصالون لين يجيهم سعود
لولا أنا راكبين الدراجات النارية اللي غالبا متواجدين في النصر من بعد المغرب لنص الليل..
قطعوا عليهم الطريق وهم يصيحون صيحاتهم التشجيعية المعتادة

لفوا لفتين ثم حركوا درجاتهم ومشوا، لكن مع وصول سعود اللي شاف المشهد كامل.. 
سعود حس بنار تطلع مع أذونه وخشمه وعيونه، مع زفيره وشهيقه.. 
من الغضب اللي فيه حس أنه ممكن يكسر الدنيا بجنونه.. ممكن يحرقها بزفراته الحارة

لولا أن الزحمة مسكته..وهو يشوف المشهد قدامه.. 
أو كان يمكن صدم سواقين الدراجات بالسيارة من شدة استحكام حالة الجنون اللي صابته..

ركبت دانة قدام والجازي ورا.. والكل صامت.. والصمت أشبه فعلا ليس بالصمت قبل العاصفة.. ولكن الصمت قبل الأعصار..

سعود حاول يمسك نفسه.. لأنه عارف نفسه.. لو عصب..ماراح يشوف قدامه و يمكن يصدم الحين في إشارة مرور..

كان كاتم في نفسه وساكت.. 
ودانة مستغربة وساكتة.. 
أول ماوقف سيارته في حوش البيت: ألتفت على البنتين مثل فيضان مدمر من الغضب.. 
هزئهم وهزئهم وهزئهم.. 
مرة تهزيء جماعي.. ومرة تهزيء منفرد لكل وحدة.. 
واللي نالت أكبر قدر من التهزيء كانت دانة بحكم أنها الكبيرة.. 
وظل يهزئ لحد مافرغ طاقة الغضب اللي عنده كلها.. 

الجازي نطت من السيارة وهي تبكي..

دانة لولا وجود الجازي او كان لها كلام ثاني مع سعود.. كما أنها من ناحية ثانية ماحبت تشد مع سعود اللي كان واصل أخره من الغضب.. 

قررت تنزل بهدوء.. وسعود مستغرب من صمتها.. 
سعود مسكها من ذراعها بقوة قبل تنزل: يعني ماعندش رد على سواد وجيهكم؟؟

دانة بهدوء: خلاص سعود أنت كفيت ووفيت.. ماعقب حكيك حكي..

سعود بغضب: تتمسخرين حضرتش؟؟
دانة نفضت يدها من أسر يده ونزلت وهي تقول: أفهمها مثل ما تبغي..

دانة لو كانت في طبعها الحقيقي كان خلت سعود يندم على كل كلمة قالها..
وكان عندت وأصرت على موقفها..
بس مع سعود أصبحت تقدم الكثير من التنازلات لمجرد إرضاءه..

على الجبهة الأخرى سعود كان مجروح ومتألم: يعني كأنها تقول لي قلعتك....
بس انا بعد زودتها..
شنو زودتها.. باقي الكلاب اللي على الدراجات يمدون يديهم.. عشان أقول الحين أتكلم..
بس هم ماكان لهم ذنب..
وبس..........
وبس........... ويمكن.....

سعود سبب توتره العالي أنه بدأ يحس أن حبه الخرافي لدانة قد لا يكون له نظير أو حتى شبيه في قلب دانه..

(أنا قبل كنت مكتفي بقربها مني.. بس الحين أنا أبي كل شيء.. أبيها قلب وروح وجسد..
يعني معقول تكون محتلتني بهذي الطريقة.. ومستولية على كل مشاعري بهذا التسلط.. ومايكون لمشاعري العنيفة في قلبها صدى؟؟؟؟!!!!)

سعود
حرك سيارته.. 
ورجع للمخيم.. 
ولجابر..
ولرغبة عارمة في جر أشعاره الحزينة..

Continue Reading

You'll Also Like

291K 8K 66
إستهتار .. لا مبالاه .. إنعدام المشاعر .. قسوه .. إجحاف .. واخيرا .. ضمير ميت .. ولأسباب ... غير معروفه .. صفآت شاب بلغ الرابع والعشرين قبل 22 يوم با...
3.8M 57.6K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...
285K 9.8K 52
قصه هدية مني كل متبوعوني شكركم واحبكم اي كل اهلي
5.4M 158K 105
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣