١٠٦

17.7K 213 34
                                    

عبدالله كان يهتف في أعماقه بوجع مرير
(يالله أني طالبك ما تفجعني فيها
ياربي أنت اللي عارف ومطلع على السر
ياربي لا تفجعني
لا تفجعني
مثل ما نجيتني من اللي كنت فيه
تمم نعمتك علي.. لا تحرمني منها..

ليتني مارجعت.. ليتني مارجعت
لو ثمن رجعتي بيكون جواهر
ياربي خذ من عمري ومد في عمرها
خذ عمري كله
وخلها هي تعيش)
بعد العصر بشوي
في بيت أبو سعود

مزنة كانت جاية تأخذ مها اللي تبي تسوي بروفة فستانها اليوم..
مزنة هي اللي جاية مع سواقهم وشغالتهم لأن سواق بيت مها مأخذ إجازة اليوم..

مها قالت لها تطلع لها فوق.. لأنه مابعد كوت عبايتها.. وماتبيها تنطرها في السيارة

مزنة طلعت لها شوي.. وعقب قالت لها: أنا تركت شنطتي وفيها فلوسي وموبايلي في السيارة.. عجلي علي وانا أنتظرش تحت في السيارة..

مها بعيارة: نعنبو عجوز مافيها صبر.. زين أذلفي... دقايق وأجيش ياجدتي..

مزنة كانت نازلة بسرعة وفتحت الباب الواصل بين الصالتين الداخلية والخارجية بسرعة وعبرت بدون ماتنتبه للشخص اللي كان يبي يدخل..

خبطت فيه بعنف..
مزنة انتفضت وتراجعت بحدة
وهي تشوف محمد قدامها..
وهي بتموت في ثيابها من الخجل من خبطتها في جسم رجال غريب..

محمد تراجع وابتسامته تتسع وهو يعرفها
حتى بالنقاب.. حتى لو هي متغطية من ساسها لرأسها
مستحيل مايعرفها..

(حيا الله بنت هادي.. وانا أقول وش في بيتنا منور بزيادة وانا داخل) محمد بنبرة دافية تتلاعب الابتسامة على أطرافها

مزنة كانت تبي تطلع بس هو ساد الدرب.. ردت بحرج: الله يحيك.. ممكن امر لو سمحت..

بس محمد ماتحرك (مابغيت أشوفش وتبيني أتحرك مهوب حولي) رد عليها بنفس النبرة الدافية كأنه ماسمع طلبها: مبروك التخرج.. ماصارت فرصة أبارك لش قبل..

مزنة بتوتر وهي خايفة حد يشوفها واقفة معه وتسولف بعد: الله يبارك فيك... وخلني أمر لو سمحت..

محمد ماكأنه يسمع: وأنا يعني مافيه مبروك التخرج ولا الوظيفة..

مزنة العبرة خنقتها من الاحراج: مبروك.. وخلني أمر تكفى.. وش تقول أمك لو شافتني واقفة معك كذا.. مافي وجهي حيا..

محمد انتفض وانلسع من كلامها ومن ريحة البكاء في صوتها.. قال بحرج: أسف مزنة ماقصدي أحرجش..

وخر عن دربها وهو يقول: تفضلي..

مزنة مرت من جنبه بسرعة بدون ماتطالع فيه وهي متوجهه بسرعة للسيارة..
وهي تهتف في نفسها بغضب حاد(صدق مايعرف السحا..
أشلون هذا أخو سعود ما أدري!! 
سعود مايرفع عينه في المرة.. 
وهذا مايستحي يقزني عيني عينك وأنا بنت عمه وفي بيته.
. صدق أنه مهوب رجّال ولا فيه من الرجولة شعرة)

بعد الغيابWhere stories live. Discover now