٣٤

19.1K 243 38
                                    

كان عبدالله جالس في صالة الدرجة الأولى في مطار القاهرة


كان جالس يشرب قهوته كأنه يشرب هم صافي....


سمع نداء رحلته..

النداء أشعل شيء خطير في أعماقه


بعدها قطب عبدالله جبينه..


وموال جديد ينرسم في رأسه..


(أنا ماراح أرجع لعيالي بهالحزن والكآبة.. بأنسى الحزن والكآبة هنا.. على هالطاولة في مطار القاهرة..

وبأرجع أنا عبدالله اللي ما حد يقدر عليه

طيب جواهر تبيني احلج من حقي الشرعي.. أبركها من ساعة.. فكة..

بس في غيرها أنا اللي بأوريج"



*******************



عمه اللي رفع عيونه له صدمه منظرها الغائم وهو يقول بصوت مرتعش: تكفى يا ولدي طلبتك..


سعود انتفض من الحمية وقال بنبرة رجولية: أطلب عزك يا عمي..


أبو خالد بنفس الصوت المرتعش: دانة إذا طلعت من المستشفى أبيها ترجع لبيتي..


سعود حس كأن حد شق صدره بوحشية.. وأنتزع قلبه من مكانه بكل قسوة..


"يبون يأخذون دانة مني عقب مالقيتها..

إذا خذوا روحي أشلون أعيش بدون روح...

قل لي أنت ياعمي..

أشلون ممكن أعيش بدون روحي اللي بين جوانحي..

وانفاسي اللي تردد في صدري.. 

وقلبي اللي ينبض بين ضلوعي..

قل يا عمي أشلون؟؟ أشلون؟؟

ليتها خلت خالد يذبحني.. كان مت بدون ما أتعذب.. قبل ما أكتشف أسطورة حبها اللي تغلغت في قلبي من سنين طويلة.. 

كان مت مرة وحدة قبل ما يجي عمي يبي يذبحني بالتدريج"


هذا كان كلام سعود بينه وبين نفسه، لكن اللي هو قاله لعمه بصوت متماسك: أنت تأمر يا عمي، ما تطلب..


بس عمه ما أكتفى

رجع ينظر لسعود نظرة كلها ألم ورجاء: ولو كانت دانة تبغي الطلاق.. تكفى إنك تطلقها.. 

بعد الغيابWhere stories live. Discover now