١٠٧

15.8K 186 10
                                    

بغداد قبل حوالي تسعة أشهر..

عبدالله نزل من فندق فلسطين لشارع السعدون اللي الفندق فيه

كان تارك محفظته عند عبدالعزيز.. ومعه موبايله وشوي فلوس في جيبه بس..

وقف تاكسي وطلب منه يأخذه للشورجة (منطقة الأسواق الشعبية في بغداد)

كان مقرر ياخذ له لفة سريعة.. ويمر مقهى القدوري الشهير مقهى المقامات العراقية
ويشتري شغلات تراثية خفيفة 
ويرجع خلال ساعة على الأكثر..

في السوق كان منبهر بالأجواء القديمة الحميمة.. وكان يستفسر من الحرفيين اللي هو شافهم عن كثير من الأشياء..
شاف العبابجي.. والمغازجي.. والكندرجي..والأطرقجي.. وغيرهم.. 
أشياء كان يسمع عنها من راوي اللي كان محتفظ ببقايا ذكرياته عن بغداد مثل حلم شفاف مرتبط بشباب مهدور..
أشياء عشقها وتمنى يشوفها من قد ماشوقه راوي لها..

بعد شوي مر عليه جماعات متراصة من الرجّال اللي كانوا يمشون مع بعض وكلهم لابسين ثياب وغتر مثله

سأل عنهم.. قالوا له البياعين انه هذولاء من العشائر اللي من منطقة الهوير قريب البصرة..
وأنهم جايين عشان يجتمعون مع شيوخ عشائر ثانية هنا في بغداد.. يتفقون على من يرشحون يخوض انتخابات مجلس النواب..

عبدالله كان يمشي جنبهم وهو يستفسر عن مقهى القدوري يبي يعرف من وين ممكن يطلع له..

وصار التفجير الانتحاري وقتها..

وتصوب عبدالله.. وتحطم موبايله..

التفجير كان بسيط.. والمصابين كانوا 13 ومو 10 مثل ماعبدالعزيز كان يظن..

3 كانوا من رجال العشيرة اللي أمر شيخهم إنه لو اصاباتهم بسيطة.. 
أنهم يشيلونهم معهم على الباص الكبير اللي هم جايين عليه ويرجعون فورا للبصرة..

ووفي الربكة والاضطراب الهادر اللي بعد الانفجار..
رجال العشيرة شالوا مصابينهم الثلاثة ورجعوا فيهم للبصرة..
لأنهم شافوا إن الاصابات كانت بسيطة
وماتستلزم أنهم يدخلون مستشفيات بغداد
ويعنّون أهلهم عشانهم..
الاحسن يرجعونهم لمستشفيات البصرة عشان يكونون قريب من اهلهم في الهوير..

ولأن عددهم كان كبير.. وماكانوا يعرفون بعض بشكل كامل.. فهم حملوا الثلاثة اللي كانوا ملاصقين لهم ولابسين ثياب نفسهم..

اثنين من المصابين كانت اصابتهم جرح في اليد والثاني في الوجه...
أما الثالث كان مغمى عليه اغماء عادي مثل ماهم يظنون..

بينما طريقة حملهم غير الاحترافية والطريق الطويل بإرتجاجه الدائم وهو ممدد على أرضية الباص
أدى لتدهور حالته اللي كانت ارتجاج في المخ أدى لذهابه في غيبوبة لعدم تلقيه العلاج بالسرعة المطلوبة...

بعد الغيابWhere stories live. Discover now