١٠٥

16.3K 223 8
                                    

نجلاء وصلت للمستشفى وهي تركض
عقب ماخرعت جاسم وصحته من النوم..

على باب غرفة الولادة شافت أخر شخص توقعت تشوفه

الطول هذا.. والعرض.. والهيبة
لشخص واحد.. ماغيره..
معقولة؟؟
معقولة؟؟؟؟

قربت بحذر .. وتأكدت ..

قالت بنبرة فرح واحترام: الحمدلله على سلامتك يابو عبدالعزيز..

عبدالله بقلق قاتل مغلف بطريقته الواثقة في الكلام: الله يسلمك يا أم حمد.. تكفين ادخلي عند جواهر وطمنيني.. لما وصلنا كانت تعبانة على الآخر..وتنزف..
تكفين طمنيني.. موبايلها معي...
نوف صحت من النوم الساعة 6 استغربت أن أمها ما صحتها لصلاة الفجر..
صلت وعقب توجهت لغرفة أمها كعادتها..
قبل تتجهز لمحاضرتها اللي الساعة 8..
مالقت أمها..
ارتعبت بشدة.. ودقات قلبها تتزايد للحد الأقصى 
(أمي وين راحت؟؟)

نطت تدور لها تحت.. مالقتها..

ركضت لغرفة عزوز وهي تصحيه بعنف: عزوز قوم.. قوم.. أمي ما أدري وينها..

عزوز نط قاعد وهو يدور نظارته.. لبسها وهو يقول بقلق: اشلون ماتدرين وينها؟؟

نوف برعب وعبرتها خانقتها: دورت في البيت كله مالقيتها.. 

عزوز خذ موبايله.. ودق رقم أمه بسرعة..كان متوقع أنه ممكن يسمع أي صوت.. أي صوت
إلا الصوت الابوي الحنون اللي رد عليه بكل دفء الأرض: هلا والله ببعد طوايف أبوه

عزوز ماقدر يرد بشيء وعيونه تتوسع وتتملئ دموع 

في الوقت اللي نوف طاح قلبها برجولها وهي تشوف ردة فعل عزوز.. 
صوتها انبح.. بهت.. موقادر يطلع وهي تقول بحشرجة كأن روحها تطلع: أمي صار لها شيء؟؟

عزوز ماقدر يتكلم.. ناول نوف الموبايل.. حطته على أذنها بأصابع مرتعشة وقلبها على وشك التوقف من الترقب والقلق والرعب من الخوف على أمها

حست أنها مو قادرة تتنفس.. مو قادرة تعبر.. عاجزة حتى عن الاحساس بشيء من عظم الانفعالات اللي اجتاحتها وهي تسمع الصوت العذب اللي ذبحها اشتياقها له يقول: عزوز ياقلب أبوك.. ليش ماترد علي؟؟

نوف انهارت وهي متمسكة في الموبايل بوحشية وتصرخ في أذن أبوها بجملة واحدة.. بكل وجع الدنيا وفرحتها:
أبوي رجع
أبوي رجع
أبوي رجع
أبوي رجع
عبدالله لما سمع صراخ نوف في التلفون قلبه انخلع عليها
خاف يصير لها شيء
وهم في البيت هي وعزوز بروحهم..

اتصل في نجلاء وقال لها انه لازم يرجع للبيت عشان عياله.. وبيرجع بسرعة..

نجلاء قالت له بلهجة مساندة لكنها مليانة قلق: روح.. براحتك.. جواهر شكلها مطولة شوي..

عبدالله قلبه طاح برجوله.. مابين رعبه على جواهر وقلقه وشوقه لعياله...

خلال أقل من ربع ساعة.. كان عبدالله يوصل بيته
وينط السلالم للدور الثاني..
توجه أول شيء لغرفة نوف.. مالقى حد
توجه لغرفة عبدالعزيز..بقلق.. بشوق... بمزيج هادر من المشاعر

بعد الغيابOnde histórias criam vida. Descubra agora