٦٠

20.8K 226 22
                                    

سالم حالته استقرت..
بس مازال في الغيبوبة..
وتقرر نقله للدوحة على طيارة طبية معه سعود وابو علي..

أبوعلي أتصل في أهله وبلغهم 
سارة اصلا بدأ القلق يقتلها.. وقلبها كان ناغزها على سالم اللي لها أكثر من عشر أيام ماسمعت صوته..

من لما عرفت سارة بالخبر صابتها حالة انهيار من كثر البكا
سالم كان بمثابة توأم لروحها..

منيرة كانت مذهولة.. مصدومة.. أشبه بحطام يائس.. 
شعرت بذنب عظيم ..وحشي..مر.. حاد..قاسي ..
يخنق روحها...يمزقها.. يذبحها.. ينهيها.. 

صحيح إنها دعت عليه.. بس من الحرة اللي فيها 
(والله العظيم أني ماكنت أقصد.. والله العظيم ما كنت أقصد.. يارب سامحني.. 
حتى الأم تدعي على عيالها وهي ماتقصد.. 
ليش ياربي تعاقبني كذا على كلمة غبية أنا والله ماقصدتها)

منيرة قربت بتردد من سارة اللي كانت منهارة تبكي على سريرها.. 
حطت يدها على ظهرها برقة: سارة فديتس..

سارة انتفضت بعنف، وضربت يد منيرة: دعيتي الله يحرق قلبي عليه.. 
وهذا قلبي احترق وصار رماد..أربس مبسوطة بس؟؟.. ارتحتي الحين.. وقلبس تهنأ.. ارتحتي.. ارتحتي..

واستمرت سارة تصيح وتقول: ارتحتي..

في الوقت اللي كانت دموع منيرة بدت تتساقط بغزارة صامتة.. وقلبها يبكي بدموع أكثر قسوة وحرقة وألم متمرد لاتحده حدود ولاتقيده مسافات .. ألم خرافي ترسب في عمق روحها التي أثقلها الاحساس الموجع بالذنب..
الطيارة الطبية وصلت
كان في الاستقبال
محمد بالجبس في رجله وومعاه عكازه 
خالد بشوي لزقات على وجهه
جبر بأسنانه الجديدة..
علي بقلقه العاصف..
عدد من جماعة سالم وقرايبه..

سالم بعده في الغيبوبة .. بس وضعه مستقر

نُقل لغرفته في الطابق السادس من مستشفى حمد/ قسم العناية المركزة

الوقت كان بالليل متأخر..

أبو علي (اللي صار لسعود غلا خاص وكبير جدا عنده) حلف على سعود يرجع لبيته.. 
لأن سعود كان منتهي من التعب والتعب باين على شكله..

أبو علي حضن سعود وقال له بتأثر: والله ما ألحق جزاك يا ولدي لو مهما فعلت وسويت.. 
جعل ربي يقدرني على رد بعض فضلك يوم..

سعود باحترام: لا تقول كذا يا أبو علي.. أنت مثل أبي وسالم أخي.. وجعل ربي يفرحنا بسلامته
سعود كان بيموت من شوقه لدانة
إجازته كلها خلصت وهو بعيد عنها.. 
بس ذكراها مافارقت خياله.. حتى وهو نايم..
كل شيء فيها يتذكره بغصة.. بشوق حاد..
ابتسامتها
شعرها
كلامها
ريحتها
عيونها
روحها العذبة.. وحتى صمتها

على قد ماكانوا يتكلمون في التلفون.. بعد كل مكالمة طويلة.. يحس شوقه لها أطول وأطول.. أحد واقسى وأكثر وجع..

بعد الغيابWhere stories live. Discover now