عقب صلاة العصر
مجلس أبو خالدالدكتور سعد وصل ومعاه المملك..
محمد قاعد برا بيت عمه في سيارته
وخالد يروح ويجي ويدخل ويطلع وكان في غاية التوتر و الهم بيكسر ظهره..
حاسس بنار محرقة تحرق أطرافه..عقله..مشاعره..وخلاياهوسعود مابعد بين ولا طل.. لأنه حرك من المعسكر من ربع ساعة بس..
في نفس الوقت
وفي مكان ثاني في بيت أبو خالد
في غرفة دانةدانة كانت تبي بكاء مر موجع يائس عميق
لم يكن مجرد بكاء.. كان شيئا يتجاوز البكاء
شيء أشبه بالأنين الحاد المؤلم المنتزع من عمق روح مدمرة لبقايا حطام إنسان..مزنة اللي كانت بطبعها دمعتها بعيدة.. بدت تبكي من تأثرها من بكاء دانة المؤلم: دانة حبيبتي ليش تبكين الحين؟؟ مهوب سويتي اللي في راسش؟؟
دانة من بين عبراتها وأنينها: خليني أبكي على خسارة سعود قبل أصير حلال غيره..
خليني استغل الدقايق الأخيرة أبكي عليه قبل يصير حرام علي أفكر فيه وأخون الرجّال اللي بأصير مرته..
خليني أبكي في هالدقايق بكاء لو بكيته عمري كله ماكفاني..مزنة برجاء باكي: تكفين دانة.. تقدرين تتراجعين... حرام اللي تسوينه في روحش.. حرام
دانة بوجع: خلاص مزنة.. ماعاد للحكي فايدة...خلاص
في المجلس
فتح الشيخ دفتره.. وقال للدكتور سعد اللي كان معه أخوانه الاثنين: عطوني بطاقة المعرس.. وبطاقات الشهود..سعد عطاه بطاقته..
ثم واحد من أخوانه طلع بطاقته...
وتوقعوا إن خالد بيطلع بطاقته.. عشان يعني من باب الذوق
واحد من هنا وواحد من هنا
لكنهم شافوا إن خالد كان سرحان في ملكوت ثاني...
فطلع أخوه الثاني بطاقته وحطها على دفتر الشيخ..الشيخ بوقار: بسم الله الرحمن الرحيم.. توكلنا على الله..
وكان على وشك يطلب بطاقة دانةصوت حاد حازم : وقف ياشيخ لا تكتب شيء
الكل ألتفتوا ناحية الصوت...
وأبو خالد تغيّر وجهه من الغضب
وهو يلتفت ناحية خالد اللي كان واقف فوق رأس الشيخ بحزم ويقول: أقول يادكتور سعد..
مالك مرة عندنا توكل على الله..سعد بغضب: ليه أنتوا شايفيني لعبة عندكم..
خالد بحزم وبرود: أقول توكل على الله.. لا تتأخر على العيادة المسائية..
أبو خالد بغضب: خويلد ياللي ماتستحي.. ماكن لك كبير.. ولا كن لي قدر ولا حشيمة...
خالد بنفس بروده رغم أنه يذوب توتر في داخله: يوم ملكة دانة الأولية.. طلعت الرشاش بس ماسيحت دم حد...
ترا ماعندي مانع أطلع أجيبه.. ونسيح لنا دم ذا المرة بحق وحقيق..