٥٧

22.1K 242 10
                                    

جواهر كانت مستغرقة في النوم
تحتضن تحت رأسها مخدة عبدالله المغلفة بغترته...

عبدالله المجنون الثائر الغاضب المحترق غيرة وغضب

يقتحم الغرفة بصوت مدوي وهو يصفق الباب بعنف وراه وهو يغلقه..

جواهر فزعت من الصوت
وكانت على وشك أنها تفتح عينها في نفس اللحظة اللي حست بملمس أصابع نارية تمسك عضدها العاري بعنف.. 
وتنتزعها من فراشها بقسوة 
وصوته العميق الغاضب الثائر يصرخ بعمق وحشي: عطيني موبايلج بسرعة..

عبدالله ما انتبه لمكان نوم جواهر المتغير ومخدتها الحمراء المخططة.. لأن الغضب كان معميه..

في الوقت اللي جواهر كانت تحس بحرج شديد ومو قادرة تحط عينها بعينه..

وهي تدعو ربها وتتمنى أن عبدالله ما ينتبه هي أشلون كانت نايمة.. 

لكن دعواتها ما اُستجيبت.. وعبدالله انتبه..

ومع انتباهته المفاجئة: فلت يدها كأنما لسعته نار محرقة.. وتراجع بحدة.. 
وهو يشوف إن جواهر كانت نايمه على مخدته وغترته..

حس بألم حاد شديد العذوبة والجمال يغزو مشاعره.. يخترق قلبه كرمح سعادة مسنون.. ينسف مشاعره الثائرة في فضاءات من البهجة المتلاحقة

في الوقت اللي جواهر كانت تتمنى الأرض تنشق وتبلعها.. 
كانت تفرك إيديها بتوتر حاد قاتل.. وخجل أكثر حدة وقسوة..
وهي تشعر بنفسها كطفل قُبض عليه بالجرم المشهود.. طفل على وشك البكاء خجلا وألما عجز قلبه الصغير عن احتماله..

هل سبق لك أن مررت بلحظة شعرت فيها أنه لفرط تدفق مشاعرك وانفعالك.. تفضل أن تعتصم بالصمت
حتى لا تخونك مشاعرك وكلماتك وانفعالك؟؟
لأن كلمات الدنيا كلها بكل اللغات وكل القواميس لن تكفي للتعبير حتى عن جزء بسيط مما تشعر به..

هكذا كان عبدالله وجواهر..

جواهر لبست روبها وقررت تطلع من الغرفة..

عبدالله كان واقف في نفس مكانه كتمثال عظيم سُلبت منه الحياة ولكن لم تُسلب منه العظمة.. 
بصوت شديد العمق: جواهر وين بتروحين؟؟

جواهر وهي معطية ظهرها لعبدالله مو قادرة تطالعه من خجلها، بصوت خافت: عبدالله أنا محرجة بمافيه الكفاية.. خليني أطلع لا تحرجني زيادة..

جواهر طلعت..

في الوقت اللي عبدالله رجع يجلس على السرير مكان ماكانت جواهر نايمة، وهو يمسح مكانها بوجع حنون.. 

ومشاعر كثيفة تجتاحه بعنف.. مشاعر هو عاجز عن احتمالها أو تخيلها أو استيعابها.. 
مشاعر تهديه لاول مرة الفرحة بعد طول حرمان.. وهو من تعودت روحه على الحرمان الموجع
أذان الفجر أذن
عبدالله بعده قاعد في غرفته على نفس جلسته..
جواهر مارجعت..

بعد الغيابWhere stories live. Discover now