٩٠

14.7K 205 10
                                    

مازالت ذكريات دانة وأحرفها تنثال بصدق موجع شفاف يشبه دانة

صفحة أخرى:

اليوم أعلان نتيجة الثانوية العامة في الإذاعة وغدا في الجرائد
لم أستطع النوم من التوتر.. قلقا على نتيجة سعود

والدي ووالدتي معهم أختي مزنة وخالد..
كانوا مجتمعين كلهم عند الراديو في الأسفل

أنا هززت أكتافي وقلت لهم: نجح أو ما نجح شيء مايهمني.. ماعاد باقي إلا المتوحش عشان أنا أنتظر نتيجته.. بأروح أنام أحسن..

بينما أنا أغلقت على نفسي في غرفتي..
وأنا أحتضن جهاز الراديو الصغير الخاص بي
وأضعه عند أذني حتى لا يسمعه حد.. ويكتشفني..

والتوتر والقلق يقتلني..

ما أن سمعت اسم سعود ونتيجته حتى قفزت من الفرحة ووقع مني الراديو وانكسر..

نتيجة سعود كانت رائعة وفوق المتوقع..

عندما كان صغارا كان دائما يقول انه سيكون طبيب أسنان العائلة.. حتى يخلع أضراسنا كلنا..

الآن يستطيع تحقيق حلمه..
أن يدرس الطب.. تخصص أسنان قد يكون الأسهل والأسرع
ولكن لما لا يكون قلب أو عظام أو أعصاب؟؟

سعود شاطر ويسويها
صفحة أخرى:

سعود قرر الالتحاق بالكلية العسكرية

رغم أن نسبته كانت ستدخله أي تخصص يختاره..

أنا أعلم سبب اختيار سعود للكلية العسكرية..

يريد أن يبقى قريبا من أمه وأخوته.. 

لا بأس سعود.. لا بأس..

أنا سأحقق لك حلمك.. سأكون طبيبة العائلة..
وسأخلع أسنانهم نيابة عنك.. (رُسم بجانب الكلام وجه مبتسم على خده دمعة)
صفحة أخرى:

مازلت مريضة من آثار ضربة الشمس
ولكني اليوم أحسن

أمس سمعت أبي يقول أن أن سعود سيأتي لزيارته بعد أول إجازة من الكلية..

منذ دخول سعود للكلية وأنا أتلهف لرؤيته باللبس العسكري..

لم أعلم متى سيأتي.. لذا بقيت متسمرة عند الشباك منذ عودتي من المدرسة.. حتى العصر حينها كنت قد فقدت إحساسي بالأشياء
فالشمس كانت حامية جدا وشعرت أنها أذابت مخي وحرقت وجهي..

ولكن قبل أن افقد وعيي......... رأيته
رأيته

كان .. كان.. كان

أعجز عن إيجاد وصف

كان عظيما.. رائعا.. وسيما.. طويلا.. جليلا.. مبهرا

كان حبيبي أنا...

ثم فقدت وعيي.. 

سعود حين وصل إلى هذا المقطع..
حس بشعور كلسع كهرباء مؤلم جارح متوحش يجتاح خلاياه وروحه ودمه وتفكيره بكل القسوة والعنفوان..

بعد الغيابDär berättelser lever. Upptäck nu