٣١

17.2K 145 2
                                    


عبدالله خلص اجتماعه ..

كانت نفسيته في الحضيض.. 

حاس بحزن غير طبيعي متجذر بقسوة .. وبجرح عميق خلى روحه تغرق نزيف..


نزل من مقر البنك..

لقى السواق اللي معاه ينتظره تحت،

عطاه عبدالله جاكيته وكرافتته، وخذ من السواق جاكيته هو(جاكيت السواق اللي كان لونه زيتي ومبين عليه القدم).. 


وقال له : روح أنا أبي أمشي وسط الناس شوي.. وما أبي يكون منظري لافت للنظر وأنا بجاكيت رسمي وكرافته..


ونزل عبدالله مشي.. متجه لميدان التحرير.. كان يبي يحس بالناس.. يمكن الزحمة والعالم يلهونه عن حزنه الحاد شوي..


"خلاص جواهر أنتي كذا انتقمتي مني وزيادة.. عمر ماحد كسر نفسي مثل ما أنتي سويتي"


كانت الهواجس تاخذ عبدالله وتوديه.. الكلام اللي قالته له جواهر جرحه لأبعد حد..

وعمره ما تخيل وهو ابن السوق القوي الصارم الواثق.. إنه ممكن ينجرح بهالصورة من مجرد كلام.. 

كلام.. 

ومن من؟؟

من اللي كان يتشفق وبيموت على كلمة منها..


ألف هم يغرقه ويسحبه للهاوية..

استمر عبدالله يمشي، مشى ومشى كثير بدون مايحس بالساعات اللي تمر.. 

كان عبدالله يحفظ القاهرة مثل كف يده.. مشى في الميادين والشوارع العامرة بمئات الآلاف من البشر.. 

لكنه كان وحيد .. وحيد..

كأنه وسط صحراء قاحله عدد حبات رمالها يأسه وحزنه وجرح كرامته المهدورة.. 


وصل لكوبري قصر النيل ، وقرر يجلس شوي في مقهاه الشهير اللي هناك، رغم برودة الجو..


وهو جالس يشرب قهوته المرة كمرارته..

وصله مسج.. فتحه.. 


رغم إن المكتوب في المسج كان في غاية الأهمية.. إلا أن عبدالله قراه بدون اهتمام..

ورمى الموبايل على الطاولة.. وهو رجع يطالع الأفق.. ونظره يسرح بعيد بعيد..

جواهر وهي مصدومة ومو مصدقة: أنت ونوف تدرون؟؟ من متى؟؟ ومن اللي قال لكم؟


عبدالعزيز بهدوء: أبوي اللي قال لنا.. خبرني امس الظهر لما اتصلت فيه؟؟

بعد الغيابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن