بعد الغياب

By HaboOoshy

2.3M 29.7K 3.6K

بقلم أنفاس قطر More

١
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
٢٤
٢٥
٢٦
٢٧
٢٨
٢٩
٣٠
٣١
٣٢
٣٣
٣٤
٣٥
٣٦
٣٧
٣٨
٣٩
٤٠
٤١
٤٢
٤٣
٤٤
٤٥
٤٦
٤٧
٤٨
٤٩
٥٠
٥١
٥٢
٥٣
٥٤
٥٥
٥٧
٥٨
٥٩
٦٠
٦١
٦٢
٦٣
٦٤
٦٥
٦٦
٦٧
٦٨
٦٩
٧٠
٧١
٧٢
٧٣
٧٤
٧٥
٧٦
٧٧
٧٨
٧٩
٨٠
٨١
٨٢
٨٣
٨٤
٨٥
٨٦
٨٧
٨٨
٨٩
٩٠
٩١
٩٢
٩٣
٩٤
٩٥
٩٦
٩٧
٩٨
٩٩
١٠٠
١٠١
١٠٢
١٠٣
١٠٤
١٠٥
١٠٦
١٠٧
١٠٨
١٠٩
١١٠
١١١
١١٢
١١٣
١١٤
١١٥
١١٦
١١٧
١١٨
١١٩
١٢٠
٢٢١
١٢٢
١٢٣
١٢٤
١٢٥
١٢٦
١٢٧
١٢٨
١٢٩
١٣٠

٥٦

20.6K 248 32
By HaboOoshy

سعود رمي موبايله على السرير
ونط يفتح أدراج التسريحة بسرعة وتوتر وجنون..
كأنه أصيب بما يشبه ماس كهربائي ينفض جسده بأقسى درجات الرعشة..

دانة اللي ارتعبت من شكل سعود اللي تغير 180 درجة
نطت وهي تسأل سعود بقلق: سعود انت ايش تدور؟؟ ومحمد بعيد الشر فيه شيء؟؟

سعود المتوتر والقلق والحزين واللي ضايع في انفعالاته: أدور جوازي.. وين راح؟؟ بأروح الحسا الحين..

دانة مثل اللي انضربت على رأسها صاحت برعب وهي تطيح على الأرض: خالد مع محمد.. العيال فيهم شيء سعود..؟؟ تكفى يا سعود علمني..

سعود طلع جوازه ورجع مكان مادانة طايحة على الارض ووقفها بقوة .. 
وركز في عيونها مباشرة وايديه على أكتافها.. وهو يقول بتوتر وجدية: العيال إن شاء الله أنهم بخير.. 

اسمعيني يا دانة عدل.. أمي وخواتي أمانة في رقبتش لين نرجع.. 
عمرنا ماخليناهم انا محمد بروحهم.. لازم حد منا موجود.. 
والحين حتى خالد اللي كان ممكن أوصيه عليهم مهوب موجود..

أبي أحس أني وراي رجال في البيت لا تشغلين بالي عليكم
(سعود كان يتكلم في الوقت اللي عشرات الانفعالات تخطف دانة ووجهها وقلبها)

تكفين.. أمي لا تدري بشيء: أنا في الزام.. ومحمد عجبه الوضع في النعيرية وبيقعد يومين..

وعقب التفت سعود على موبايل دانة المحطوط على التسريحة
خذه ودقه شوي وعقب قال بنفس لهجته الجادة المليانة توتر: أنا سيفت رقم سواقنا سيد علي عندش، والحين أنا باعطيه فلوس وأنا طالع

أي شيء تبونه وصوه عليه.. هو رجال كبير وله سنين عندنا، أنا بأوصيه يقفل بيبان البيت الخارجية من برا.. قبل ينام.. ويفتحها الصبح

بس انتي تاكدي أنش قفلتي كل البيبان من داخل كل ليلة..

دانة برعب: سعود لا تخوفني عليكم.. وش السالفة؟؟ أنتم مطولين..؟؟

سعود باستعجال: إن شاء الله ماحنا بمطولين.. بس انا للحين ما اعرف الوضع هناك.. و هذي مجرد تنبيهات عادية..

وعقب طلع سعود بطاقة فيزا من محفظته وقال بجدية: خذي يا دانة، ولا تخلين شيء يقصركم لين اجي، بارسل لش رقمها السري مسج الحين..

دانة رجعت البطاقة وهي تقول بألم جارح: الخير واجد يا سعود
انت ليش تسوي كذا.. كانكم بتغيبون سنة
حرام عليك اللي تسويه فيني.. موتت قلبي والله العظيم

سعود بلهجة حزن وهو يفتح يد دانة ويسكر على البطاقة فيها: دانة تكفين ماعندي وقت للكلام..
مثل ماقلت لش.. انا تارك وراي رجال في البيت
خلي بالش من نفسش وامي وخواتي..
وما ابي حد يعرف عن أي شيء لحد ما اتصل فيش..

بعدها حب رأسها وطلع، وهو على الباب
قالت له دانة بحزن بلهفة بوجع: لا إله إلا الله..

سعود بحزن: محمد رسول الله..
ماجد رجع أخته لبيتها..
وطلب يتكلم مع أم جاسم شوي..

أم جاسم لبست برقعها وجلالها، وقالت لنجلاء: خليه يتفضل..

كانت أم جاسم محرجة جدا ، كانت متوقعة إن ماجد يبي يعاتبها
وهي ما تقدر تلومه، مافيه رجال حر يرضى الضيم على أخته..

ماجد دخل وسلم، وقعد على الكرسي المقابل لام جاسم..
في الوقت اللي نجلاء انسحبت تشوف زوجها وولدها النايمين..

ماجد باحترام: أم جاسم طال عمر غاليج، وش تقولين فيني؟؟

أم جاسم بحرج: والنعم والسبعة أنعام.. ليت كل الرياجيل مثلك..

ماجد بنفس النبرة الجدية: يعني لو خطبت عندكم.. تزوجوني؟؟

أم جاسم باستغراب: بس ياولدي أنا ماعندي إلا بنتين كلهم متزوجات..

ماجد بلهجة خاصة: وبنت أخوج أحمد...

أم جاسم كحت: إذا أنت جاي تسوي ذا الحركة عشان أختك، ترى دلال ما تستاهل كذا.. دلال تستاهل رجّال شاريها..

ماجد بثقة: وانا شاري.. 
يعني يا أم جاسم.. أنا الرجّال العزابي اللي ماني بشاري
وجاسم الرجّال المعرس اللي يحب زوجته وعندهم ولد هو اللي شاري..

وربي اللي خلقني يا ام جاسم، أنه من مدح نجلاء لبنت أخوج أني نفسي انفتحت لها.. وتمنيتها صدق تصير مرتي..
إلا لو أنتي شايفتني ماني بكفو نسبكم..

أم جاسم باستنكار: إلا كفو ونص.. ودلال وين تلاقي مثلك..
بس يا ولدي عشان تكون على بينة، البنت لها 6 سنين متزوجة ماجابت عيال.. 
وماحد يدري العيب فيها أو في رجلها الله يرحمه..

ماجد بجدية: نجلاء قالت لي.. وانا قلت لج إني شاري.. 
أسألي البنت، لو وافقت علي.. مهرها في نفس اليوم عندكم.. وموعد العرس براحتكم..

أم جاسم بجدية: الموافقة إن شاء الله إنها بتوافق..
بس العرس على طول تتملكها وتأخذها لبيتك.. 
لأني أصلا ما أصريت أزوجها جاسم إلا لاني خايفة عليها من القعدة بروحها..
وإذا إن شاء الله كتب لكم نصيب مع بعض.. عرفت ليش أنا خايفة عليها كذا..

ماجد بتوتر(لحول وش ذا البلشة.. ما أسرع) : زين يا أم ماجد اللي تشوفونه..

نادي لي ولا عليج أمر على جاسم أتكلم معه بشكل رسمي
نوف وعبدالعزيز ما ناموا إلا بعد ما اتصلوا في أبوهم عشرين اتصال.. 
عبدالله طمنهم عنه بس ماقدر يقول لهم كم يوم بيقعد..

في الوقت اللي جواهر كانت بتموت تبي تسمع صوته.. 
تبي تتأكد إن نبرة الحزن اللي غرقت أخر كلماته لها قبل يطلع واللي ذبحتها من الوريد للوريد تغيرت.. 

بتموت تبي تطمن عنه.. تشوف وضعه أشلون..

كانت على اعصابها وهي عارفة انه بيسوق هالمسافة كلها ووضعه النفسي على الحال اللي هو طلع بها.. 
ارتاحت شوي.. لما أكدت لها نوف إنه وصل بالسلامة..

جواهر متمددة على سريرها.. والنوم مجافيها.. 

الحزن يغزو قلبها من كل ناحية، ماتوقعت إن الوضع بينها وبين عبدالله ممكن يوصل لهذا الحال من التأزم وبعد ايام بس من زواجهم..

(لو كان حد قال لي قبل 5 ايام.. انه أنتي وعبدالله بيصير بينكم خلاف بيخليه يطلع من البيت، كان قلت: أبركها من ساعة، فكة منه ومن وجهه.. 

أشلون الحين حاسة كأن روحي فارغة وجرداء كصحراء قاحلة مثل الغرفة بدون حسه.. وصوته ورائحته..)

جواهر قامت من السرير، على الشماعة باقي غترة لعبدالله معلقة مابعد انغسلت..

خذتها جواهر بحنان.. ورجعت للسرير، لكن للناحية الي كان عبدالله ينام عليها، فرشت الغترة على مخدته، وحطت رأسها عليها...

خذت نفس عميق جدا من أعمق أعماق روحها وماضيها ومراهقتها وشبابها.. والباقي من عمرها.. 

وبكت..
عبدالله على شاطئ الخور..
يجلس مقابل الشاليه على الشاطئ مباشرة..
الجو شديد الرودة.. يحمل نسائم بدايات يناير الصقيعية..

أشبه مايكون في جلسته بـ(مارس) رمز الحرب عند الرومان..

مارس الأسطورة.. محرك الحروب.. وآسر الحسناوات

يجلس على مقعده يبث شكواه الأسطورية للبحر، عل شقيقه اليوناني بوسايدون رمز البحر يرسل حورياته لانتزاع الحزن من قلبه..

عبدالله كان أسطورة حقيقية بوسامة أسطورية.. رماها حظها العاثر في حبائل أنثى أسطورية بحسن أسطوري..

وحينما تتواجه الأسطورتان ..
يحضر حزن أسطوري بنفس مستواهما.. بنفس عمقهما.. بنفس يأسهما..

عبدالله يجلس بلبس خفيف دون أن يخطر بباله انه يرجع للداخل لارتداء جاكيت يصد عن جسده العاري لسعات البرد القارصة..

(البرد سكن قلبي.. وش فيها لو سكن جلدي بعد!!!)

(تعبت ياعبدالله والله تعبت.. والله وجابت رأسك جواهر..
آه ياجواهر على قسوتك..
لهالدرجة قلبك أسود..
ماسمعتي: ارحموا عزيز قوم ذل..
هذا أنا وانتي..
حبك داس على كرامتي..
وأنتي تطاولتي على رجولتي..
والشرخ بيننا اتسع
ومسامحتك لي اصبحت حلم بعيد المنال
بعد الجنون اللي أنا سويته)

الوقت قرب صلاة الفجر
سعود قرب من الأحساء
دانة نهائي ماتركته
تقريبا كانت تكلمه طول الطريق
وهو عشان كذا
ركب سماعة البلوتوث في أذنه
عشان يقدر يكلمها وينتبه للطريق..

سعود حاس بضيق نفسي غير طبيعي..حاس بثقل في روحه المرهقة من الخوف والقلق والفزع
يتصل على جوال محمد اللي يعطيه مغلق.. ومع كل اتصال لا رد عليه.. تزداد حالة سعود سوء على سوء
والرعب والقلق أتلفوا أعصابه اللي أصبحت مثل شعرة رفيعة على حد سكين مشحوذة بحدة..

رغم أن الفرق بينه وبين محمد 3 سنوات بس.. لكنه يحس أن محمد ليس مجرد أخوه.. لكن ولده.. مثل ما يحس إن الجازي ومها بناته..

وصل مستشفى الملك فهد بالأحساء.. وقف سيارته مايدري حتى وين وقفها.. 

ونط يركض بدون إحساس للطوارئ..
بعد ماقفل تلفونه اللي كان اصلا شحنه خالص.. 
مايبي دانة توتره لين يتأكد من وضع الشباب أشلون..

أول مادخل مع باب الطوارئ..

شاف محمد قاعد على الكراسي دافن وجهه بين إيديه..
وثيابه غرقانه دم..

وقتها سعود ماقدر يكمل..

انهار

وطاح على ركبه على بلاط المستشفى البارد..
سعود لما شاف محمد والدم مغرقه.. ماقدر يستحمل..

حس رجوله أصبحت مادة هلامية غير قادرة على احتمال ثقل جسده

محمد اللي انتبه للرجّال اللي طاح عرف بقلبه قبل عينه أنه سعود.. 
قام يركض له وهو يسحب رجله والممرضين وراه برعب..

محمد بعمق حزين قاتل ساكن كسكون الموت: سعود أنا بخير.. قم جعلني فداك..

سعود تسند على يد الممرض اللي قومه وقال له بقلق: لا يا أخويا.. الأستاز مش بخير خالص.. 
عنده أصابات مختلفة في مختلف نواحي جسمه ونزف كثير.. واعتقد أنه يمكن عنده التواء في الكاحل.. إزا ماكنش كسر..

بس هو معند.. ما يتعالجش إلا لما يتأكد أن التلاتة اللي معاه كلهم كويسين..

سعود بلهجة قلق قاتل: والثلاثة الباقيين أشلونهم؟؟

الممرض: اتنين وضعهم مستقر وحالتهم أحسن حتى من حالة الأستاز اللي مش راضي يتعالج.. بس التالت حالته صعبة خالص وتحت رحمة ربنا
جواهر صحت بدري.. مع أنها ما نامت إلا بعد ماصلت الفجر..

كانت تبي تتطمن على نوف ودراستها.. وخصوصا أن امتحان نوف بعد ساعتين..

بدلت وجات تبي تطلع، رن موبايلها، رقع قلبها لهفة ووجع
مافيه حد بيتصل بدري كذا إلا لو كان عبدالله..

لكن المتصل كان أخوها عبدالعزيز يخبرها عن العرض الخيري اللي مسويه راشد وزملائه في فيلاجيو لجمع التبرعات لأهالي غزة.. 
ويطلب منها تبلغ كل الناس اللي تعرفهم.. 

جواهر ردت عليه بود: إن شاء الله ياقلبي، وانا راجعة أنا ونوف من الجامعة بنمر عليه شوي.. عشان نوف لازم ترجع تدرس امتحانها اللي بعد بكرة..

لما قفلت من عبدالعزيز، فوجئت بثمان مسجات ماانفتحت 

فتحتهم 

وصعقت..

السبعة الأولى مسجات حب وغزل ساخنة جدا.. في كل مسج اسمها هي..

(شكت بأمل ضعيف دامي أنها ممكن تكون من عبدالله)

حتى وصلت للمسج الأخير فيهم

" جواهر ياروحي أنتي
والله أنه مايعرف قيمتك
ولا يستاهل تراب رجولك
أنتي قاعدة في البيت
بس هو وين الحين؟؟
ومع من؟؟
وفي حضن من؟؟
إذا هو ماعارف النعمة اللي عنده
والله غيره عارفها
إذا هو يرفس النعمة
غيره بيموت يبيها "

جواهر توترت.. وتوترت بشدة.. (من هذا؟؟ وأشلون عرف إن عبدالله موب في البيت...)

(يكون ماجد؟؟
لا لا مستحيل.. ماجد رجّال فيه خير ومايسويها..)

جواهر كانت تبي تتصل في أخوها عبدالعزيز.. تعطيه الرقم.. عشان يتصرف.. 
بس عقب قالت لروحها: عبدالعزيز بيستغرب ليه أقول له، وما أقول لعبدالله...
أنا بأنتظر شوي.. لو تكررت المسجات تصرفت..

وعقب مسحت المسجات كلها
عبدالله مانام نهائيا..
كان مرهق جسديا ونفسيا 
ومستنزف روحيا..
قعدته هنا ماريحته ولا حتى شوي..
وهو قلق على نوف وامتحاناتها..
بس مايبي يرجع
العذاب بعيد عن جواهر أهون من العذاب جنبها

(الحين أبي أنام
واذا صحيت
يحلها الحلال)

خذ حبتين منوم.. مع أنه أصبح يكره اضطراره لاستخدام المنومات عشان يخدر روحه قبل جسده..

أم جاسم عند بنت أخوها دلال في بيتها..دلال كانت ساكتة وحزن حاد يعصرها..

أم جاسم بود: هاه يا بنتي وش قلتي؟؟

دلال بحزن: يمه تكفين.. أنا جربت نصيبي في العرس.. الله يرحمه ما أبي أتكلم عليه.. بس كرهني في الزواج والرياجيل..
ويوم الله رحمني منه.. تجين تبين ترجعيني لذا الدوامة مرة ثانية..

أم جاسم بحب: يادلال أنا مربيتج مع بناتي.. وأنتي والله العظيم أغلى على قلبي منهم.. 
تعتقدين أني بارميج على واحد ممكن يعذبج..؟؟

دلال بحزن غامر: مثل ما أبوي رماني.. مع أن أبوي كان يحبني أكثر من روحه وعيونه..

أم جاسم بحزن: أبوج أنغش فيه.. وأنتي عارفة أني ما كنت راضية بالمرحوم.. بس ماجد غير والله غير يا بنتي..

دلال بحزم حزين: ما أبيه يمه.. يمكن أنتي بعد منغشة فيه مثل ماكان أبوي منغش في المرحوم.. وأنا ما أبي أتزوج خلاص لا ماجد هذا ولاغيره.. أنا اكتفيت من جنس الرياجيل كله

أم جاسم بحزم: يا تاخذين ماجد.. يا تأخذين جاسم.. وبما أنه أنتي خايفة من ماجد لأنج ما تعرفينه.. فأكيد ماراح تخافين من جاسم لأنج تعرفينه عدل..
فاطمة ومها ومنيرة..
توهم خلصوا امتحانهم..

منيرة حزينة لابعد حد، والبنات قاعدين جنبها ويواسونها

منيرة بحزن: زين لو نجحت على الحفة، عقب ما كنت متوقعة أجيب في المادة هذي أ..
الله يأخذك ياسالم الله يأخذك.. كله سبايبك..

مها برعب: حرام عليش تدعين عليه كذا.. لا ومن قلبش بعد..

منيرة بحقد: الله يوريني فيه عقوبته.. مثل ماخرب حياتي..

فاطمة برعب هي الثانية: حرام عليج منتي بصاحية.. ليش تدعين على الولد كذا.. خلاص طلاق بيطلقج.. وش تبين فيه تدعين عليه..؟؟

منيرة اللي قلبها انحرق وصار أسود: زين وطلقني..؟؟ وأيام العذاب اللي أنا شفتها وعانيتها تعدي كذا.. مايعاقبه ربي عليها..؟؟

مها بعمق: بس سالم ماله ذنب.. لا تصيرين حقودة كذا..
لا تحطين حقدش على هلش فيه.. يعني لأنش ماتقدرين تدعين عليهم.. تدعين على ذا المسكين..

منيرة بقهر: خلي الله ياخذه.. من اللي بيحزن عليه يعني..؟؟ لا أم ولا أخوان 
جواهر ونوف راجعين من الجامعة..
جواهر طلبت من أفضل يوديهم فيلاجيو..

نوف بتوتر: يمه أبوي بيرجع اليوم؟؟

جواهر بنبرة هادئة خلفها ألف انفعال: إن شاء الله حبيبتي..

جواهر كان فيه ألف هم يتنازعون في قلبها...

غياب عبدالله اللي هي بتموت قلق عليه وشوق له..

والمسجات الوقحة اللي ما وقفت من صبح..
واللي مع كل مسج تزداد حراراتها ووقاحتها.. ونبرة التحريض على عبدالله والتشكيك فيه.. وأنه صاحب علاقات نسائية متعددة..

جواهر أخر شيء هداها بالها، إن موضوع المسجات خطير وما ينسكت عليه..
ولو سكتت عليه ممكن يخرب بيتها..
قررت أنها تقول لعبدالله عنها.. لأنه هذا هو الحل الصحيح 
حتى لا تدخل نفسها في دوامات بعد كذا..

اتصلت في عبدالله مرتين بس مارد عليها..
جواهر حست بألم.. (مايبي يرد علي)

جواهر كانت كرامتها تحاول إنها تقنعها أنها خلاص ما تقول لعبدالله شيء.. وبكيفه..

بس عقلها قال لها: لا تتهورين في موضوع خطير مثل هذا..

فارسلت لعبدالله مسج:
" عبدالله اتصل لي
أبيك في موضوع ضروري"

لكن عبدالله (اللي كان رايح في النوم) مارد عليها..

أخر شيء قررت جواهر انها تجيبها له على (بلاطة) وبكل حدة جارحة :

" عبدالله 
فيه واحد مستلمني مسجات وقحة
من لما أنت طلعت من البيت
أنا حبيت ابري ذمتي
بما أنه اسمك زوجي"

بس عبدالله بعد مارد عليها.. جواهر ولعت (صدق مافيه نخوة ولا مروة ولا غيرة)

قررت تلعب على الحبل الاخير..

" عبدالله استلم كم مسج من المسجات اللي جاتني"

بس بعد عبدالله مارد عليها..

حست قلبها مات بكل معنى الكلمة (معقول لهالدرجة أنا بدون قيمة عنده؟!!)

لكن قبل ما تنهار الانهيار الأخير..
قررت تقوم بمحاولة أخيرة 
خذت نفس عميق: نوف دقي على أبوج..

نوف اللي دقت مارد عليها أبوها، فقررت تتصل على حارس الشاليه
اللي قال لها أنه راح جاب لعبدالله بنادول نايت.. وإنه نايم الحين..

جواهر اللي قلبها رجع يتنفس من جديد والحياة تدب فيه.. ارتعبت (يا ويلي.. ليتني ما أرسلت له المسجات اللي جاتني.. الحين وش بيفكني منه؟)
دانة من لما طلع سعود من عندها..
أصبحت مثل جسد بدون روح..

حاسة بقلق خرافي..بل رعب قاتل..

طول اليوم وهو تدور في البيت.. موبايل سعود مقفول 
وتتصل من أمس على موبايل خالد اللي مغلق هو بعد..
أصبحت متأكدة إن الشباب صار عليهم شيء كايد
والرعب عندها ارتفعت وتيرته لأقصى حد...

وهي صارت مثل حارس للبيت.. كل شوي تطل على البنات وأم سعود.. 
مها من لما راحت الجامعة لحد مارجعت وهي كل شوي تتصل عليها..
والجازي ما أرتاحت لحد مارجعت من المدرسة..

مها تقول لها بعيارة: يعني عشان سعود في الزام.. تخنقيننا كذا.. وإلا هذا من تأثير الشوق له.. تحطين الحرة فينا
سعود متمدد تعبان على سرير جنب سرير محمد اللي كان مخدر.. رايح في النوم

سعود طلب من الدكاترة والممرضين أنهم يساعدونه يمسك محمد بالغضب.. ويبنجونه عشان يشوفون وضعه الصحي..

محمد كان مصمم بجنون أنه مايخلي حد يقرب منه لحد مايصحا سالم ويتطمن عليه.. 
بعد ما تطمن على خالد وجبر..
وكان ينط على رجله المكسورة.. قدام غرفة العناية اللي سالم مرقد فيها..

سعود جاه من وراه وكتفه.. سعود كان أطول من محمد وأعرض وبنيته أقوى.. 
في الوقت اللي محمد أصلا كان منتهي ونازف كثير.. فماقدر يقاوم كثير.. 
رغم أنه كان يصيح بألم ووجيعة وقهر: تكفى يا سعود..تكفى خلني.. تكفى خلني لحد ما أتطمن على سالم أول..

سعود أصر ما ينقل لمحمد دم غير دمه هو.. فسحبو دم كثير من سعود.. لحد مابدأ سعود يفقد وعيه..

الحين سعود وضعه أحسن شوي
بس بعده مرهق لأبعد حد.. كان يبي يتصل بدانة يطمنها ويتطمن عليها وعلى أمه وخواته..

بس كان مو قادر يقوم من التعب.. 
والموبايل فاصل شحنه.. ومايدري من وين يشحنه..

كان سعود يطالع محمد بحنان..
يبي يتأكد للمرة الألف انه حي وبخير..

محمد كان في جسمه إصابات مختلفة من شظايا زجاج السيارة اللي تحطم من قوة ارتطامهم بالشاحنة اللي كانت واقفة في نص الطريق بس محمد ما أنتبه لها.. عدا عن كسر مضاعف في رجله اليسار..

قد ماكان سعود فرحان لسلامة محمد وخالد وحتى جبر..
كان حزين بذات العمق على وضع سالم الخطير..

سعود كان يحس ناحية سالم بمودة خاصة.. 
لأنه كان يحس وبعمق أخوي إنساني كبير بأحاسيس سالم اللي تيتم من كل ناحية.. 
ومع كذا ماخلى الحياة تهزمه.. لكنه حاول يهزمها..

لكن الحياة الحين طلعت لسانها لسالم.. 
وقالت له: نجيت أول مرة من الحريق مع هلك؟؟ ياترى بتنجى الحين؟؟
جواهر ونوف في فيلاجيو..

نوف بتوتر: يمه أخاف أبوي يرجع البيت ما يلاقينا.. وانا أبي أدرس.. خلينا نروح..

جواهر بحب: يا حبيبتي بس أروح للعرض الخيري.. أتبرع هناك.. واعطيهم تبرعات القسم.. ونشجع راشد شوي..

نوف بطفش: ومن راشد بعد؟؟

جواهر بنبرة احترام ودية: هذا ولد والله العظيم انه يمثل نموذح مثالي للشباب.. الله يحفظه.. أعرفه من يومه صغير.. هله جيران بيت خالي..

وصلت جواهر لمكان التبرع.. 
وشافت راشد واقف يوزع البورشورات.. 
جواهر اتجهت ناحيته: السلام عليكم..

راشد اللي عرف صوتها، قال وعينه في الأرض: هلا والله بأم عبدالعزيز.. الحمدلله على سلامة عيالج.. عبدالعزيز قال لي.. وقلت له يوصل لج سلامي..

جواهر بود راقي: وهو بلغني.. وهذا أنا وبنتي جايين اليوم نسلمكم تبرعات باسم قسمي في الجامعة..

راشد رفع رأسه باحترام وود، وشاف البنت اللي ملامحها طفولية جنب جواهر ولابسة عباية مسكرة وشيلتها مثبتتها عدل على رأسها : ياحليلها بنتج..الله يخليها لج.. زين تسترينها كذا من وهي صغيرة.. 
ووجه كلامها لنوف: أي صف يالشاطرة؟؟

نوف ضحكت وقالت بعيارة محترمة: صف أولى جامعة يا عمي..

راشد تمنى الأرض تنشق وتبلعه من الاحراج
وجواهر عصبت على نوف لابعد حد.. 
بس كتمت عصبيتها.. وقالت لراشد: تفضل.. واسمح لي أهنيك على تفانيكم في خدمة قضايا الأمة.. الله يكثر من أمثالك..

راشد خذ الفلوس وهو موقادر يرفع عينه من الأرض: مشكورة يا أم عبدالعزيز والله يكثر من أمثالك بعد..

ثم انسحبت وهي تشد نوف من يدها

نوف بتوتر: يمه وش فيج علي؟؟

لما وصلوا السيارة، جواهر بحزم: عقب اليوم ما تطلعين من البيت إلا لابسة النقاب اللي عطيتج.. حجتج المتكررة أنج صغيرة خلاص ما أبي أسمعها..

نوف برجاء: يمه فديتج توني على النقاب..

جواهر بحزم أكبر: أنا قلت كلمتي وخلاص .. إلا لو تبين تسمعينها من أبوج بعد.. 
نعنبو.. الولد استحى وانتي ما استحيتي.. 

نوف باستسلام: خلاص يمه خلاص اللي تبينه..
جواهر .. انتظرت اتصال من عبدالله
طول فترة المساء لحد ماجات الساعة وحدة بالليل
بدون مايتصل

جواهر بحزن وتوتر: خلاص .. أكيد ماراح يتصل الليلة ولا يجي..

وتمددت جواهر بنفس وضعيتها البارحة.. 
على غترة عبدالله.. وفي مكانه.. 
وهي تحس إن ريحة عطره الدافئة اللي معبية غترته تهدي شوي من وجيب قلبها المضطرب.. وتسكن أعصابها المنهارة
عبدالله صحا من النوم تقريبا على الساعة 12 ونصف..

قبل مايسوي أي شيء
توضأ وصلى صلواته الفايته.. وهو يلعن الشيطان.. وهو عاتب جدا على نفسه..

(ماذي بحالة يا عبدالله .. عمرك مامرت عليك ذا الحالة.. تفوتك كم صلاة ورا بعض من سبة النوم)

عقب سوى له كأس شاي عشان يصحصح.. وخذ التلفون يبي يتصل بماجد.. يفضفض شوي ويسولف..

فوجئ بالاتصالات..
لكن انصرع واحترق وانذبح من المسجات..

عبدالله حس أنه ولع.. احترق.. انتهى من الغضب.. 
حس بالنار تجتاحه من أطراف أصابعه لأخر أطراف شعره.. وهو يتخيل مجرد تخيل (مجرد تخيل) إن جواهر قرت ذا المسجات.. فكيف وهي قرتها حقيقة 
(لا وهذي بعضها.. عجل الباقي أشلون..)

بدون تفكير .. وحتى بدون مايبدل ملابسه الرياضية.. ركب سيارته وهو راكبه الف عفريت..
الساعة 2 ونصف صباحا..

جواهر نايمة بغرفتها.. 
عبدالله وصل للبيت
مايعرف أصلا أشلون وصل
لأنه ماكان يشوف الطريق من الغضب والحرة والعصبية اللي كانت معميته..

أشلون قطع الطريق من الخور لبيته في الدوحة في 40 دقيقة.. مايعرف..
كم رادار قطع.. مايعرف..
أشلون ربي ستر عليه طول الطريق.. مايعرف

رأسه فيه هدف واحد بس 
مثل علامة استفهام ضخمة تلتهم أفكاره.. ثم تعيد نسفها

هدف واحد بس

جواهر

Continue Reading

You'll Also Like

3.7M 40.7K 93
كلمة الكاتبه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,, أشهد انه لا اله الا الله ,, وأشهد أن محمد عبده ورسوله , لا حول ولا قوة الا باالله العلي العظيم ,, اس...
222K 3.1K 40
وقفت عند الجدار تسمع امها علشان تخوفها وتصرخ بوجهها ... وياليتها ماسمعت ... سمعت شي دمر احلامها وقتل كل معاني الانسانيه الباقيه عندها .. تمنت تموت مل...
13.2K 1K 13
حُـب ، مُعاناة ، مسؤؤلية،
4.1K 214 16
إقرأ لي بِـ حُب عزيزي✨🤎. |لاأُحلل الاقتباس أو السرقه|