خديعة بنكهة الحب

Od MiraLee410

52.2K 2.5K 2.2K

أحببتها بجنون و علمت بأنها لقلبي لن تكون إلا إن قمت بخداعها فكانت خديعتي. .... خديعة بنكهة الحب ♡ ملاحظة : ... Viac

ترويج
ترويج 2
Part 1
Part 2
Part 3
Part 4
Part 5
Part 6
Part 7
Part 8
Part 9
Part 10
Part 11
فيديو الرواية
Part 12
Part 13
Part 14
Part 15
Part 16
Part 17
Part 18
Part 19
Part 20
❤ مقتطفات ❤
Part 21
❤مقتطفات❤
Part 22
❤مقتطفات❤
Part 23
❤مقتطفات❤
Part 24
❤مقتطفات❤
❤آخر المقتطفات❤
🎀بوست شكر🎀
فيديو تشويقي

Part 25 & final

1.8K 83 159
Od MiraLee410

كن أنت صوتي .. كن أنت كياني
لقد استسلمت .. لقد سلمت أمري بين يديك
يحق لك الفخر و التباهي
يحق لك الوقوف شامخا الآن
لأن مهما قدم كل العشاق بتاريخ الحب من تضحيات ، لن يقدمو ما ضحيت به لك ..
فأنا ، أقدم نفسي بكل تفاصيلي ، لأن بدونك ؟ لا يوجد لنفسي في هذا العالم مكان !

-علي نجم-

***********

الجميع كان يشعر بتوتر كبير لا يوصف ؛ بمن فيهم الجد و السيدة هيانسوك .. 'هل من المعقول أن يرفض كانغ إن خطبة دونغهي ليورا بشكل علني و رسمي ؟! ، إذا كيف ستحل هذه المعضلة حينها ؟! و الطفل ماذا عنه ؟' .. جميع تلك الاسئلة كانت تدور بذهن الجد و والدة دونغهي .
أما فيما يتعلق بطرفي العلاقة المعنيين بالموضوع ، فقد كانا ينظران لاعتراض كانغ إن بقلب مقطوع النبضات و ذهن فارغ من التساؤلات من فرط الصدمة .. شدت يورا قبضتها على يد شقيقها بجانبها بعينين مغرورقتان بالدموع ، ليلتفت لها ناظرا في مقلتيها الخائفة و يحدق بها لثوان معدودة ... "أتحبينه لهذه الدرجة !! لدرجة أن تموتي ذعرا من مجرد اعتراضي على خطبته لك و بعدك عنه من جديد !! ما طبيعة المشاعر التي تحملينها له في قلبك يا أختي ؟!!!" كلم نفسه هكذا بشرود و هو يتأملها ، لتتحول تعابيره بعدها و يهديها ابتسامة مطمئنة ثم يلتفت إلى الجد قائلا بنبرة لطيفة : أظن أنه يستحق فرصة ثانية أمنحه إياها ، ليس من أجله و إنما من أجل أختي ... و الطفل الذي تحمله في أحشائها ..
أبتسم الجد و الوالدة برضى و ارتياح ثم قال الجد : بارك الله بك يا ولدي ، و نحن نعدك أن نكون عائلة يورا الثانية .. كما وأنك ستكون بمنزلة دونغهي بالنسبة لي ..
كانغ إن بابتسام : شكرا لك سيدي ..
التفت لشقيقته مجددا ليجدها غارقة بنظرات الفرح تتبادلها مع حبيبها بالمقابل ، و نتقابل عيناهما مرة ثانية و تبتسم لشقيقها بامتنان و هي تشد على يده من جديد ..

تمت الزيارة و الغرض منها 'الخطبة' بسلام و حان موعد الرحيل ؛ حيث خرجت السيدة و الجد يسبقان دونغهي نحو السيارة بينما تأخر هو عنهما ليودع حبيبته عند الباب ..
وقف كانغ إن قريبا منهما و تنحنح ثم كتف ذراعيه إلى صدره و قال بصرامة : لا تطل البقاء عند الباب ! فجدك و والدتك بانتظارك ..
أبتسم له دونغهي : أوه أجل ! بالتأكيد ..
حينها أدار ظهره كانغ إن وابتعد بضع خطوات أخرى مانحا إياهما بعضا من الخصوصية .. حينها التقت عيناهما واقتربا من بعضهما ، ليمسك هو بيدها و يضع كفها على قلبه النابض و يكلمها بعينيه الهائمتان : اشتقت لك حد الهذيان !
أجابته بخجل : أنا أيضا ..
دونغهي : لكم طال انتظاري لهذا اليوم ..
يورا : أنهما يومان فقط !
دونغهي : أحسستهما سنتان ..
يورا : هذا اليوم كان من المفترض أن يكون بداية علاقتنا ..
أنزل رأسه و قال : معك حق ..
قالت له : ارفع رأسك ! اشتقت لعينيك ..
رفع رأسه و نظر إليها وقال بحب : ماذا أقول أنا إذا ؟! .. اشتقت لك كلك !
اتسعت ابتسامتها و ردت : حسنا ، وصالنا بات قريبا ..
دونغهي : سأجعل حفل الزفاف بعد يومين ، لن احتمل أكثر !!
يورا بتعجب : هل تستطيع إدراك التحضيرات ؟!!
دونغهي : لا تقلقي علي ، حينما يتعلق الأمر بك أصبح الرجل الخارق !
ضحكت ليتابع : ماذا عنك ؟
تنهدت و قالت : اسمع دونغهي .. اريده حفلا صغيرا ، لا تدعو إلا المقربين جدا .. كما أنني سأرتدي فستانا بسيطا ! لن يكون كفساتين الزفاف الباذخة و المبهرجة!
هز كتفيه بلا مبالاة : كما تشائين ، لا يهم .. المهم أن نعود لبعضنا مجددا ..
اومأت له بابتسامة عذبة ليغرق هو بتفاصيلها ثم و بسكر و وله يقترب منها و يطبق قبلة عميقة على وجنتها ملصقا شفتيه بوجهها و كأنه يأبى الابتعاد ، لتغمض هي عيناها وتميل برأسها عليه ، كم اشتاقت للمساته و همساته و ذوبانها بين يديه .. ابتعد عنها بمقدار انش واحد ليداعب وجهه بوجهها بغرام و عشق و أنفاسه الساخنة تتضارب عند أذنها ، ثم تمتد يده الأخرى لتعانق خصرها مقربا إياها منه بينما يده الأخرى لم تفلت يدها ، و هي منساقة لأفعاله كالمنوم مغناطيسيا لا يعنيها كل الوجود حولها ...

بعد لحظات من التوهان العشقي يقاطع خلوتهما صوت شقيقها الحازم موجها كلامه لدونغهي : أظن أنك تأخرت بالفعل و حان وقت الرحيل !
لينتفض الاثنان مبتعدين عن بعضهما متوترين و قد احمرت وجنتيهما خجلا .. لينحني دونغهي له باحترام و ارتباك ثم ينصرف مودعا يورا بعينيه الباسمة بسكون و يغادر بالفعل ..

لم يكن موعد الوصال ليكون بعيدا ، حيث نفذ دونغهي كلامه و بعد يومان بالفعل كان حفل الزفاف .. كان في قصر عائلة 'لي' ، كما و تم دعوة المقربين فقط من أقارب العروسين ، بالإضافة إلى انهيوك و كاتيا و كيوهيون و آريا و هيومي ..
في منتصف الاحتفال و بعد حضور الجميع ، دخلت يورا عاقدة ذراعها بذراع شقيقها و توجهت بين أفراد الناس نحو عريسها و زوجها دونغهي ، ليسلمها شقيقها إليه و يتعالى التصفيق و المباركات لهما بالحب و الهناء ..


أمسك يدها بحب و طبع قبلة رقيقة عليها و عيناه سارحتان بها ، لأول مرة يرى زوجته بالفستان الأبيض ! برغم بساطته و انسداله بسلاسة على قدها الممشوق بقماشه الناصع الكلاسيكي و عري كتف دون الآخر ببعض الأزهار البيضاء .. وشعرها المصفف ببساطة بالغة .. أضفى عليها نكهة شهية تاق لتذوقها بعد أشهر الفراق تلك ..

انخرط الزوجان بين المدعوين يستمتعان بجو من السعادة الغامرة حيث لم يخلو الأمر من شقاوة تجادل انهيوك ونسيبه العزيز كيوهيون ، و كاتيا التائهة بينهما بينما آريا التي باركت للعروسين ثم سحبت خطيبها لتنعزل به بعيدا عن الفوضى في هدوئهما الخاص ... دونا طبعا عن الحب الخجول الذي كان ينمو في خوالج هيومي و كانغ إن ، حيث غرقا عن البقية سوية في الحديث و الضحك و التقرب من بعضهما أكثر و أكثر .. ، كل هذا كان تحت أنظار الجد و السيدة هيانسوك الذان كانا ينظران للجو العام براحة تامة بعد عودة الأمور لنصابها الصحيح و هدوء النفوس العاشقة ..

انتهى الاحتفال المتواضع بعدها بعدة ساعات ، و حان الوقت لمغادرة الجميع و انفراد العاشقين بنفسهما معا ...

دخلا غرفتهما بخطى ساكنة ، أغلق دونغهي الباب خلفه ثم نظر إليها حيث كانت مديرة ظهرها له و تتأمل الغرفة التي جمعتهما معا بشتى ذكرياتهما و تفاصيل خلوتهما وعشقهما وغرامياتهما معا .. كل هذا قفز إلى ذاكرتها دفعة واحدة .. لتتنهد أخيرا و تقول بابتسام : أصبحنا لوحدنا نحن الاثنان فقط ..
اقترب منها وعانقها من الخلف لافا ذراعه حول صدرها و الذراع الأخرى حول وسطها ليهمس بأذنها بعد أن قبلها من رأسها : مخطئة .. لسنا وحدنا ..
أنزل يده التي تحاوط وسطها نزولا نحو أسفل بطنها بلمسات ناعمة و أردف قائلا : ثلاثتنا ! .. الآن و إلى عدة أشهر مستقبلا لن نكون لوحدنا تماما ..
اتسعت ابتسامتها و قالت : ليس لفترة طويلة .. لخمسة أشهر فقط !

عم الهدوء للحظات قبل أن تلتفت إليه و تقابل وجهه ، ليبادر هو بسؤالها بحب و اشتياق : أهو الحمل ، أم أنك تزدادين جمالا بالفعل ؟! ... أم السبب بعيني المتيمة بك ؟!
ضحكت بخفة ثم اقتربت منه و غمرته بين ذراعيها بعناق دافئ و قالت له قريبا من أذنه : اشتقت لك جدا .. جدا .. جدا !
لف ذراعيه حولها مبادلا العناق و يضمها لصدره اكثر ، بعد ثوان طويلة طبعت قبلة طويلة على عنقه و هي تذوب بعطره الرجولي و تأخذ جرعة كبيرة من رائحته و تقول : اشتقت لعبقك ! ، هل يمكنك أن تتخيل كيف تذيبني رائحتك بين يديك ؟!
جعلت قشعريرة تسري بجسده من لمسات شفاهها ليبتعد عنها قليلا و ينظر في عينيها القريبتين ، فتضم وجهه بين يديها و هي تسند جبينها على خاصته و تقول بكل جرأة : الليلة .. لن أخجل أو استحي ، الليلة أريد أن أكون ملك يديك .. أريد أن انصهر كقطعة ثلج بنار عشقك .. (سكتت قليلا و عضت على شفتها ثم تابعت) .. خدعتني .. لا يمكن نسيان هذا .. إلا أنه لو لم تفعل ، لما كنت هنا الآن معك .. لذلك ، يمكننا اعتبار خديعتك .. 'خديعة بنكهة الحب' ..
أغمض عينيه و قد أحرقته بأنفاسها القريبة و دفعته دقات قلبه المجنونة ليطبع قبلة غرامية على شفتيها لم تدم سوى لحظات .. ليبتعد عنها و يقول : تخلي عن حيائك ، افقدي عقلك معي ، و أنسي الماضي بأكمله .. فلا وجود للعقل في حضرة العشق المبجل ، دعيني اسكر أيامك بنبيذ الهوى و لنفقد إدراكنا بالمكان و الزمان و لنعش أيامنا بحب و هيام ..

رفعها عن الأرض و حملها بين ذراعيه بأسلوب عرائسي ، ليمددها على السرير و يستلق بجانبها و هو يهمس لها بينما يعانقها : أنت ملكي .. و أنا ملكك .. و لن يفرقنا أحد بعد اليوم ..

.
.

في نهاية تلك الليلة المفعمة بالمشاعر و القلوب النابضة بالعشق ، كان هناك ولهانان أبيا إلا إكمال سهرتهما الخاصة على النحو الذي يسعدهما ..
أوقف انهيوك سيارته لتترجل منها كاتيا و هي تضحك و تحاول الهرب منه ، وبسرعة ترجل هو الآخر و بلمح البصر طوقها من خصرها و شدها إلى أحضانه قائلا بمكر من بين ضحكاته : إذا الآن تدافعين عن شقيقك و تقفين ضدي ها ؟!! ، حسنا لنرى إلى أي مدى ستتحملين عقابي. .
هزت رأسها منكرة باستسلام إلا أنه لم يتراجع عن عقابه ليبدأ بدغدغتها من وسطها و هي تقاومه و صوت ضحكاتها يملأ المكان إلى أن وجدت لا سبيل إلى إيقافه إلا بطريقة واحدة .. التفتت عليه لتشده من ياقته و تضع شفتيها على شفتيه بقبلة أوقفت صدح قهقهاتهما و أفقدته تركيزه لينساق وراء هذه القبلة و يتفاعل بها متوقفا عما كان يفعله منذ لحظات ..
ثوان مرت عليهما لتضحك كاتيا و تبتعد عنه قائلة : إذا عرفت الطريقة لإيقافك أخيرا !
عض شفته مبتسما وهو قريب منها وتحدث : لو كان الأمر هكذا لما توقفت عن مضايقتك ما حييت !!
أراد معاودة القبلة و اقترب منها لتدفعه على صدره وتتكلم بخجل وهي تتلفت حولها : توقف ! الناس ينظرون إلينا لقد فضحتنا !
انهيوك باستغراب : أنا !! من كان صوت ضحكاته يملأ المكان منذ قليل ها ؟!
ضحكت و أجابت : حسنا حسنا .. لندخل الآن ، دعنا نأكل شيئا فأنا جائعة حقا ..
قبلها من وجنتها ثم شدها من يدها : هيا بنا ..

دخلا معا إلى ذلك المطعم المتواضع الذي توقفا بجانبه منذ دقائق وهما يشبكان أصابعهما معا ، أرادت كاتيا الجلوس إلى إحدى الطاولات التي اختارتها إلا أن انهيوك اوقفها و شدها من يدها : انتظري قليلا !
نظرت له بتعجب لترى ملامحه المتفاجأة وهو يحدق بزاوية من زوايا المطعم ، أثارها الفضول لتنظر للمكان الذي ينظر له و تقول مستغربة هي الأخرى : أليس هذا ... كانغ إن ! شقيق يورا !!
اومأ لها بنعم : بلى هو ..
كاتيا : ولكن من التي برفقته .. (دققت النظر بها قليلا ثم قالت) .. أوه هذه التي كانت معه طوال حفل الزفاف ! صراحة لم أعرف من هي ؟!
انهيوك بضحكة جانبية : أخبرتني آريا أن هذه هي الممرضة التي كانت تتردد لإعطاء يورا الحقن أثناء مرضها ..
كاتيا : أوه حقا !! .. ولكن ، يبدوان منسجمين جدا ..
انهيوك بنفس الابتسامة وهو ينظر لهما : اها. .
كاتيا : تعال نجلس معهما إذا و نشاركهما الطعام ..
اوقفها قائلا : لا .. دعيهما ، أعرف كانغ إن جيدا .. هو من النوع الجاد ، و كونه يبدو الآن مستمتعا معها و مقربا منها فلا أظن أن تدخلنا عليهما سيكون أمرا جيدا .. قد نحرجه. .
كاتيا : اتظن هذا ؟
انهيوك : نعم .. (سحبها معه مجددا باتجاه الخارج مردفا) .. لنجد مكانا آخر نذهب إليه ..
وقبل أن يغادر كليا ألقى نظرة أخيرة على كانغ إن و هيومي ثم ضحك وقال بسره "يبدو أنه وقع في الحب وعرف مذاقه أخيرا !" ...

.
.
.
.

قلب التقويم صفحاته ليطوي بعدها شهر آخر ..
في ربوع ذلك المكان الساحر ، بين أحضان الطبيعة و الجبل و البحر ، و بين كتل المنازل البسيطة البناء .. بيضاء اللون كقطع الثلج المتناثر .. زرقاء النوافذ و القبب .. ذلك المكان ، ملجأ العشاق و مأوى أصحاب القلوب المغرمة .. 'اليونان ، سانتوريني' .. بطبيعتها الجذابة ، و طرقها المتداخلة العريقة ، وبين أسواقها الشعبية و مطاعمها البسيطة الدافئة. . وفي أحد تلك المطاعم ، حيث كانت تقف قريبة من طاولتهما على الإطلالة المطلة على البحر حيث امتزجت زرقته بحمرة الشفق وقت الغروب وحين كان قرص الشمس ينغمس باستحياء في عرض البحر .. كانت هي مأخوذة بهذا المنظر الساحر ..
أطلقت تنهيدة طويلة و ابتسامة كبيرة مرسومة على ثغرها وقالت : هل أنا في الجنة ؟ أم أن الواقع بات يشبه الجنة كثيرا ..
أحست بيديه تلتف حولها و هو يعانقها بحب قائلا : أرى أنك مسحورة بالمكان كثيرا ..
لفت رأسها لتنظر إليه : ألست أنت كذلك ؟
أجابها دونغهي : بلى .. إلا أنني مسحور بك أكثر ..


عاودت النظر إلى البحر مجددا بذات الابتسامة : أتعلم ، كانت فكرة رائعة قدومنا إلى هنا ..
دونغهي : حبيبتي يورا .. أنت لم تحظي بزفاف لائق ، أفلا تحظين بشهر عسل يليق بك ؟!
التفتت بجسدها لتقابل وجهه وهي مازالت في حضنه : يكفيني أني حظيت بك ..
تأملها بحب للحظات ثم سألها بحسرة : اليوم هو آخر يوم لنا هنا ، دعينا نبقى أكثر و نحظى بالمزيد من الشاعرية !
ضحكت لكلامه فأمسكت بحواف قميصه تلاعبها و تقول : حبيبي لقد بقينا هنا لشهر بالفعل ! ، ثم إنه لا يجب علينا تفويت حفل زفاف كيوهيون و آريا. .
تنهد بقلة حيلة : حسنا معك حق ..

التقت عيونهما في نظرات تأملية عاشقة ، ليداعب وجهها بيده بسكون .. فتمسك بيده تلك و تقبل باطنها بشغف ثم تنظر بعينيه مجددا بنظرات غريبة ، مما أثار حيرته و دفعه للتساؤل : ما بك ؟ هناك كلام تريدين قوله .. صحيح ؟
اتسعت ابتسامتها و اومأت بنعم ، ثم فجأة تفتح حقيبتها الصغيرة المعلقة بعنقها بشكل مائل و تخرج منها ورقة صغيرة تعطيها له ..
تناول منها الورقة باستغراب و قال : ما هذه ؟
يورا : افتحها فقط ..
فتحها ليقرأ ما بداخلها " الحياة صعبة يا يورا .. وأنت مازلتي صغيرة .. ستمرين بأمور ومواقف كثيرة ، يجب أن تكوني قوية .. الحياة مظلمة بدون ضحكاتك وابتساماتك .. ابتسمي ! .. فالقادم لابد أن يكون أجمل .. ابتسمي ، فالحياة بابتسامتك أجمل !" ..
تسابقت دقات قلبه ، و ابتسامته كبرت شيئا فشيئا ليرفع عينيه و ينظر إليها و يقول بتساؤل و ذهول : هذه الورقة ! تحتفظين بها !!
اومأت بنعم ليكمل بارتباك : كنت .. تعرفين ؟! .. كنت تعرفين أنه أنا ؟!
اقتربت و عانقته واضعة رأسها على صدره وقالت : بعد وفاة والدتي أثناء سنواتي الجامعية ، وفي أحد الأيام عندما كنت اتوشح بالسواد وقلبي حزين و عيناي دامعة .. وجدت على مقعدي الذي اعتدت دائما الجلوس عليه في حديقة الجامعة ، كوبا كرتونيا من القهوة الساخنة اللذيذة مرفقة بهذه الورقة .. علمت لاحقا بأن صاحب هذه اللفتة الرقيقة كان أنت ، 'دوني المجتهد' ... (رفعت رأسها لتقابل عينيه) .. حبيبي دونغهي !! ومن وقتها احتفظت بهذه الورقة معي ..
ادمعت عيناه بغير تصديق وقال : أكنت .. أكنت تحسين بحبي ؟ .. أكنت تشعرين بي ؟!
هزت رأسها نافية و أجابت : كنت أعلم أنك معجب بي ، إلا أنني لم أكن أعي حبك الكبير هذا .. كما أن ظروفي وقتها لم تكن تسمح لي أن أقع في غرام أحد !! ... سامحني ، أنني لم أستطع التعرف على قلبك العاشق وقتها ..
ضمها لصدره مجددا : لا تقولي شيء .. الماضي قد مضى ورحل ، بحلوه و مراره رحل .. نحن الآن في الحاضر ولن يفرقنا المستقبل أبدا !!

.
.
*****

أتحبني بعد الذي كانا
إني أحبك رغم ما كانا
ماضيك لا أنوي إثارته حسبي بأنك هاهنا الآنا
تبتسمين و تمسكين بيدي فيعود شكي فيك إيمانا
عن أمس لا تتكلمي أبدا و تألقي شعرا و أجفانا
أخطاؤك الصغرى أمر بها و أحول الأشواك ريحانا
لولا المحبة في جوانحه ما أصبح الإنسان إنسانا
عام مضى و بقيت غالية لا هنت أنت ولا الهوى هائنا
فلكم نهبت و أنت غاضبة ولكم قسوت عليكم أحيانا
ولربما انقطعت رسائلنا و لربما انقطعت هدايانا
مهما غلونا في عداوتنا فالحب أكبر من خطايانا
هاتي يدك فأنت زنبقتي و حبيبتي رغم الذي كانا

-نزار قباني-

****

يوم حافل .. يوم مميز ..
فرحة منتظرة .. و زفاف أسطوري ..
الخدم الجدد يتنقلون كالنحل النشيط من مكان لآخر لاستكمال تحضيرات هذا الزفاف ، الذي أقيم في قصر عائلة 'بارك' .. عائلة آريا ، بعد إصرار طويل منهم على إقامته في قصرهم الذي تم شراؤه حديثا و تجهيزه بأفخم الأثاث منذ أيام قليلة فقط .. في حديقة ذلك القصر حيث انتشرت الزينة الذهبية في كل مكان ، والشرائط الوردية التي تزين الكراسي و الطاولات المغلفة بالقماش الأبيض الناصع والأزهار الملونة تغلف جنبات و زوايا الحديقة الملكية الطابع .. كل شيء كان يتماثل إلى الكمال ، حيث بدأت وفود الناس و الضيوف بالتهافت شيئا فشيئا ، و والدا العروسين يقفون عند المدخل لاستقبالهم بأرقى حلة و السرور و البهجة يهيمنان على الأنفس حينها ..

في ذلك الوقت ، وفي غرفة العروس تحديدا .. كانت تقف أمام المرآة تتأمل مظهرها بعد أن انتهى المزينون من عملهم معها و تركوها لوحدها بانتظار ظهورها أمام الملأ ..
عيناها لا تكادان تصدقان الماثلة أمامها في انعكاس المرآة ، تنظر لنفسها بقلب مبعثر الدقات تمسكه بيدها اليمنى ، بينما تداعب بأصابع يدها اليسرى خاتم الخطوبة الذي و بعد وقت قصير سينتقل لليد الأخرى .. فستان منفوش الطبقات بلون الثلج، متناثر عليه في أماكن عشوائية بتلات زهرية اللون كبراعم الربيع في بداية تفتحها .. كتفاها العاريان يظهران بشرتها الحليبية ، حيث تنسدل خصلات شعرها العسلية بدلال على جسدها الظاهر اللؤلؤي ، كحل عيناها الأسود الذي لم يزد عسل حدقتيها إلا فتنة و إثارة ، و حمرة شفتيها الممتلئتان أضفت جمالا و سحرا على طلتها الملائكية حينها ..
زفرت نفسا عميقا و أغمضت عينيها بقلق ، أطرافها متجمدة كالجليد. . هي حتى تلك اللحظة لم تستوعب أي شيء مما يدور حولها ..
فتحت عيناها عندما سمعت صوت طرق على الباب ، فأعلنت بصوت مهزوز "تفضل !" ..
أطلت عليها بفستانها الأسود وبابتسامة واسعة : مرحبا يا جميلة !
تنهدت براحة ثم بادلتها الابتسامة : أهلا يورا ، ادخلي ..
سارت بضع خطوات تجاهها بعد أن أغلقت الباب خلفها وهي تتأملها بصمت معجب خرجت عنه بعد لحظات : تبدين ..
قاطعتها مرتبكة : نعم .. كيف أبدو أخبريني ؟! .. هل هناك شيء ناقص ؟
أطلقت ضحكة صغيرة ثم أمسكت بيدها لتجدها أبرد من الثلج فقالت تطمئنها : تبدين فاتنة !! لا داعي لكل هذا التوتر ..
أجابتها بنفس النبرة : هل يبدو علي انني متوترة ؟!
يورا : كثيرا !! ... اهدأي ، حقا .. حقا !! تبدين رائعة ..
ابتسمت أخيرا : شكرا لك ، ولكن .. متى عدتما من شهر العسل ؟
يورا : البارحة مساء !
آريا : حقا ! آسفة ، اضطررتما لقطع شهر العسل بسبب الزفاف !
يورا : وهل كنت تريديننا أن نفوت هذا الزفاف الرائع !
آريا : بالطبع لا ! .. أنت أيضا تبدين جميلة .. رغم ، أن .. بطنك بدأ يكبر قليلا !!
غمزت لها يورا وقالت : لهذا ارتديت فستانا أسود ؛ عله يخفي هذا الشيء ... بكل حال الأمر لم يعد بعيدا ..
سألتها بتعجب : لماذا ؟ متى موعد الولادة ؟!
يورا : بعد 4 أشهر تقريبا ..
تنهدت و قالت بابتسامة زائفة : جيد ..
صمتت بعدها قليلا ثم شدت بيدها على يد يورا وأردفت : يورا .. انا ، حقا متوترة ..
يورا باستغراب : ولكن لماذا ؟!
آريا : لست أدري ، أقسم لست أدري !!
اقتربت منها و همست لها مازحة : لا داعي للتوتر ، فعلى حد علمي هذه ليست ليلتكما الأولى معا !
عبست بوجهها ثم ضربتها على كتفها : هذا ليس السبب مطلقا !!
يورا بتململ : إذا ما الأمر ؟!!!
قطع عليهما حديثهما طرق الباب من جديد لتدخل بعدها كاتيا بلهجة مرحة : أعلم أنه لا يحق للعريس رؤية عروسته حاليا ، ولكن ماذا عن شقيقة العريس ؟ أهو مسموح لي أم ماذا ؟!
اومأت لها يورا بيدها : تعالي ادخلي حبا بالله و انظري في أمرها معي !
تقدمت منهما وهي تطلق صافرة الاندهاش بمظهرها : مثيرة حقا !!
يورا بسخرية : تقصدين بارعة الجمال ! من أين تأتين بألفاظك يا فتاة ؟!
آريا ضاحكة : الآن علمت من أين يأتي كيوهيون بكلماته !
كاتيا : صدقيني انا التي أتعلم منه !! ... ولكن ، حقا تبدين رائعة !
يورا موجهة كلامها لآريا : أسمعت ! إذا لا داع للارتباك الذي أنت فيه!
صاحت كاتيا : ارتباك !! إن كان لأحد أن يرتبك حقا فسيكون انا !! .. فأنا ليلة زفافي ستكون الأصعب !! ... أنتما الاثنتين تجاوزتما هذه الخطوة بالفعل !
اتسعت عينا آريا وقالت باستهجان : ما بالكما انتما الاثنتان تفكيركما منحدر اليوم ها !!!
تعالت ضحكات الاثنتان لتقبلا عليها وتمسكانها كل من ذراع ، يورا : عليك أن تري كيوهيون وهو ينتظرك في الخارج ..
آريا بلهفة : حقا ! كيف هو ؟
يورا وهي تشدد على كلماتها : شديد الوسامة !!
كاتيا : أضف إلى انه يبدو عكسك تماما !
آريا : ماذا تقصدين ؟!
كاتيا : مشرق الوجه .. باسم الثغر .. مرتاح الملامح !
آريا : حقا ! ماذا أيضا ..
كانت كاتيا على وشك أن تسترسل بحديثها إلا أن طرق الباب للمرة الثالثة قاطعها ليدخل منه والد آريا مبتسم الثغر و يقبل على فتاته الصغيرة و يقبلها من جبينها ثم يقول لها : وحيدتي الغالية تبدو عروسا ملكية !! ... جاهزة يا صغيرتي ؟ عريسك و الجميع ينتظروننا ..
بادلته ابتسامته الأبوية بابتسامة تعكس توترها ، لتبتلع لعابها و تومئ له بالموافقة ..

.
.
.

بعد لحظات عدة كانت تتهادى في مشيتها شابكة ذراعها بذراع والدها الذي يقودها باتجاه عريسها الشاب الوسيم الذي يقف في نهاية الممر ، ما إن وقعت عيناها عليه حتى سرت رعشة غريبة لجسدها .. رعشة بنكهة لذيذة ، بنكهة حبها له وهي تراه ببذلته الرجولية السوداء كإحدى أمراء الأساطير ينتظرها هي وحدها !
وصلت في النهاية إليه لتفك ترابط ذراعها مع خاصة والدها و تمتد أنامل يدها لتلامس يد حبيبها المشتاق ، أمسك يدها و جذبها بلطف ناحيته هامسا لها : تزدادين فتنة و جمالا بمرور الأيام حبيبتي ..
اكتفت بالابتسام و أنزلت رأسها بخجل ، ثم ركز كلاهما لمتابعة مراسم الزفاف .
بعيدا قليلا عنهما كانتا والدتاهما تمسكان بيد إحداهما الأخرى و هما تتأملان ولديهما بعينين تترقرقان بالدموع لتهمس والدة كيوهيون لوالدة آريا : كم انتظرت طويلا هذه اللحظة التي أرى بها ولدي في هذا المكان ..
- انا أيضا ! شعور لا يوصف ..
- كيف لو كان ارتبط بابنة أعز إنسانة على قلبي !
- محقة تماما ، زواجهما كان أفضل شيء يحصل لمستقبل صداقتنا يا عزيزتي ..
- فليبارك الرب حبهما إلى الأبد ..
- ولتكلل السعادة دربهما معا ...
تلاقت نظراتهما لتبتسمان لبعضهما بحب ثم تعاودان الالتفات إليهما لمتابعة ما يحصل بشغف ..

"أعلنكما زوجا و زوجة" ..
ما إن سمع كيوهيون هذه الجملة حتى التفت عليها ليتقابلان ومن ثم يمسك بإصبع يدها اليمنى و يسحب منها الخاتم ليلبسها إياه في إصبع يدها اليسرى .. ليضم بعدها يدها بين يديه و ينظر لها بحب قائلا "أخيرا أصبحت زوجتي ! لا مجال للهرب الآن .."
ابتسمت لكلامه وقالت : من قال أنني سأفعل ؟!

تعالى بعدها التصفيق و المباركات لهما ، ليسمعا بعضا من الحضور يصيح لهما "قبلة !! ... قبلة !! .. عليك بتقبيلها !!"
ضحك بخفة على الموقف الحاصل و قال لها بتصنع البراءة : الأمر خرج من يدي إنه طلب الجمهور ..
هزت رأسها نافية بخجل : لا أبدا !! لن نفعلها أمام هذا الجمع الهائل من الناس ..
اقترب منها يبتسم بمكر : و لكنني لن أقاوم هذه المغريات أكثر ، كما انك زوجتي فعليا ..
اتسعت ابتسامتها عندما رأته يقترب من وجهها هكذا ، ثوان وطبع قبلة على شفتيها ، قبلة طويلة و عميقة .. لترفع حينها يدها التي تحمل باقة الأزهار خاصتها وتضعها على وجههما مانعة بحركة عفوية الرؤية لجميع الحضور في حركة بطابع خجل و حياء ..
.
.


آريا و كيوهيون .. هما الآن زوجين رسميا ، انتقل بعدها الحفل إلى جو من الرقص و المرح بين الحضور على أنغام الموسيقى الصاخبة .. لفترة من الزمن ثم يضع منسق الأغاني جملة من ألحان السولو الهادئة معلنا بدء جولة الرقص الموسيقي ..
لم يجد كيوهيون كلمات تصف سعادته بيومه هذا ، فاكتفى بالسكوت وهو يطوقها بذراعيه و يراقصها بهدوء ساندا جبينه بجبينها غارقا بشهد عينيها بينما هي تعانق رقبته بيديها و تداعب خصلات شعره من الخلف بعقل سارح بجمال اللحظة و روعتها ..
غارقان هما ببحر الغرام عن جميع الناس حولهما ، غير مدركين إلا لحقيقة أنهما الآن خلقا ليكونا لبعضهما بعد كل هذه السنوات ..

كانت تقف من بعيد تنظر لهما بسعادة و شريط الذكريات يمر أمام عينيها ، منذ أيام الجامعة و حتى هذه اللحظة ، ابتسمت ابتسامة صغيرة ثم التفتت لتلقي نظرة على شقيقها الذي يقف بجانبها بشرود .. نظرت إلى حيث شردت عيناه لتجده يحدق بوله في هيومي التي تحمل بيدها كأس العصير و سارحة بدورها في جمال العروسين معا ..
هزت رأسها و لوت شفتها بقلة حيلة ثم قالت له : على حد علمي انا أختك الصغيرة ..
نظر لها مستغربا كلامها : ماذا ؟!
يورا : هل يجب علي أن أعلمك كل شيء يا أخي ؟!
سألها بعدم فهم : ماذا تقصدين ؟
أشارت له بنظراتها نحو هيومي ، ففهم مقصدها ثم قال لها بانفعال : اياكي أن تفعلي شيئا من تصرفاتك المحرجة مجددا !!
ضحكت و قالت : لن أفعل ! هذه المرة أنت من سيفعل ..
عبس كانغ إن وقال بعدم فهم : سأفعل ماذا ؟!
تنهدت يورا و قالت : اذهب إليها !! اطلب منها أن ترقص معك !! قل لها كلاما معسولا يذيب قلبها !! ... ألست جديا بمشاعرك معها ؟!
كانغ إن : بالطبع انا كذلك !
يورا : إذا أفعل كما قلت لك ..
عاد لينظر لهيومي مجددا بتوهان ثم نظر ليورا وقال بتردد : ماذا إن رفضت الرقص معي ؟ ثم إنني لست بارعا في الرقص كثيرا ..
يورا بملل : لن ترفض !! و إن رفضت ، فلتصر عليها .. ثم إن الرقص ليس بعملية معقدة !! تشجع يا أخي و لا تدع ترددك وخجلك يوقفك عن من تحب ..
قالت جملتها الأخيرة و في عقلها يدور طيف 'دوني المجتهد' من الماضي ..
اومأ لها بالموافقة ، ابتلع لعابه ثم اتجه نحوها و طلب منها الرقص فعلا .. ترددت بداية و بدا عليها الارتباك ثم و بلحظة شجاعة فجائية أمسك كانغ إن بيدها بلطف و سحبها معه نحو ساحة الرقص ، يمسك خصرها بيد ، و باليد الأخرى يعانق يدها الناعمة ..
بدء الاثنان يندمجان في جو الرقص و المشاعر المرتبكة ليكسر الصمت بكلامه : هل أنت سعيدة هنا ؟ أقصد ضمن هذه الأجواء ؟
اجابته بابتسامة خجولة : بالطبع ، كل شيء هنا جميل .. حتى هما !!
قالتها وهي تنظر لكيوهيون و آريا الذائبين عشقا ببعضهما ، ليلقي هو نظرة عليهما أيضا و من ثم يعاود النظر إليها مبحرا في تفاصيلها قائلا لها بعد عدة لحظات من السرحان : ولكنك قد تبدين أجمل منها !
نظرت له بتعجب ليستدرك نفسه و يقول : أقصد ، لو كنتي مكانها .. كنت لتكوني أجمل منها حتى !
ابتسمت برقة و أنزلت رأسها و قد اكتست حمرة الزهر وجنتيها خجلا .. شعر كانغ ان أنفاسه تسلب منه عند رؤيتها بهذا الشكل ، تخطف انظاره .. تبعثر دقات قلبه و تشتت أفكاره .. بخجلها و رقتها و أنوثتها الناعمة ، لم يكن منه إلا أن انصاع لأوامر قلبه و تحلى بالجرأة قائلا فجأة : هل تقبلين الزواج بي ؟!
ما من كلمات كافية تستطيع وصف صدمة هيومي بسؤاله ، سرت رعشة بجسدها .. هي ذات الرعشة التي تصيبها في كل مرة بين يديه ، عيناها متسعتان و حلقها جف اضطرابا مما سمعت : ولكن يا كانغ ..
قاطعها بعفوية معبرا عما يجتاحه : أعلم ! مضت فترة بسيطة فقط على تقربنا من بعضنا ، إلا أنني أشعر معك يوما بعد يوم بمشاعر و أحاسيس لم يسبق لها أن سيطرت علي قبل الآن .. انا أمامك هائم مسلوب الأفكار ، لا أدري ما الذي يصيب قلبي بقربك .. انا جدي للغاية يا هيومي بما أحس ، و أريد لعلاقتنا أن تصبح رسمية بأقرب وقت .. هلا .. هلا سمحتي لي أن أتقدم لخطبتك رسميا ؟!
توقفا عن الرقص فعلا ، كليهما يحدق بالآخر بصمت .. هو ينتظر إجابة تشفي قلبه الملهوف ، وهي مضطربة النبضات مشلولة التفكير .. بعد ثوان طويلة من التفكير ، بللت حلقها ثم تسللت ابتسامة إلى ثغرها و قالت : كانغ إن .. أظنك من النوع المتسرع في اتخاذ القرارات ، إلا أن هذا الشيء .. لا يغير من مشاعري تجاهك .. كلامك صحيح ، مضت علينا فترة بسيطة فقط حتى تقربنا من بعضنا ، إلا أن مشاعرنا أكبر من أن يحتويها الزمن .. هذا .. شيء يسعدني !
كانغ إن : ما هو الذي يسعدك ؟
هيومي : أعني ، أن نصبح مخطوبين رسميا لهو شيء رائع .. و الأروع منه (نظرت إلى العروسين) .. أن نصبح مثلهما ..
بادلها ابتسامتها بابتسامة رضى عريضة أخرى ، ثم قربها منه أكثر واضعة رأسها على كتفه ليتابعا رقصتهما الرومانسية مجددا ..

كانت تنظر لهما من بعيد برضى تام و سعادة غامرة على نجاح ما يحدث بينهما كما خططت تماما ! لتكتمل سعادتها عندما سمعته يهمس لها مباغتا إياها من الخلف "هل يجوز للجميع أن يرقصو مع أحبتهم و ابقي انا حبيبتي تقف وحيدة هكذا ؟!"
ابتسمت يورا ثم التفتت إليه : من قال لك أنني وحيدة ؟ كنت بانتظارك فقط ! أين كنت ؟
دونغهي : كنت أتحدث إلى انهيوك قليلا ، بعدها قررنا أن ننسحب إلى حبيباتنا !
أشار لها لمكانه لتنظر إلى حيث فعل و ترى انهيوك يراقص كاتيا بشكل جنوني و مرح حيث هي تضحك بأعلى صوتها ، ثم يسحبها إلى أحضانه و يضمها بعشق ووله و هي مستسلمة لافعاله العابثة ..

عاودت النظر إلى دونغهي ليقول لها : ارأيت ! حان دورنا ..
أمسك بيدها و سحبها لساحة الرقص أيضا فقالت له بتمنع : لن تراقصني مثلهما حسنا !!
اجابها وهو يضمها إليه : ساراقصك كيف أشاء ، ثم إن طفلي لا يمانع !

في نهاية حفل الزفاف حان الوقت للعروس أن ترمي باقة الأزهار خاصتها بعشوائية إلى تجمع الفتيات اللواتي حضرن الحفل ، والتي تلتقطها تكون هي العروس التالية أو المستقبلية ..
بدء العد التنازلي .. ثم فجأة رمت آريا الباقة في الهواء لتسقط و بعبثية بين يدي هيومي !
همست كاتيا ليورا حينها باستغراب : ما هذا ! و انا التي ظننت أنني سأكون العروس التالية !!
أجابتها ضاحكة : أنت بالفعل العروس التالية .. إلا أنك لست الأحدث هنا ، هيومي ستكون أحدث عروس هنا !!
قالت يورا جملتها الأخيرة وهي تنظر إلى كانغ إن الذي يقف بعيدا و تغمز له على هذا الموقف ، ليبتسم هو وينزل رأسه بخجل بعد أن فهم مقصدها و بعد أن تلاقت نظراته مع نظرات هيومي حينها ...

انتهى الزفاف الأسطوري على أجمل ما يكون ..
انتقل بعدها العروسان الى غرفتهما الخاصة في أحد الفنادق الراقية ليبدآن بعدها بقضاء أيامهما التالية كشهر العسل معا ..

دخل كيوهيون إلى الغرفة و هو يحمل آريا بين ذراعيه بأسلوب عرائسي يليق بهما كزوجين حديثين و الابتسامة العريضة لم تفارق محياهما أبدا ، أنزلها لتقف على الأرض مشدوهة بجمال الغرفة ، حيث باقات الأزهار الجورية الحمراء تملأ المكان و تزين عرض السرير بشكل خاص ..
تقدمت بضع خطوات تتأمل المكان بسكون معطية إياه ظهرها بينما هو كان مكتفيا بالصمت يراقب ردة فعلها و هو يخلع عنه سترة بذلته السوداء و يفك رباط عنقه و يحل بعضا من بداية أزرار قميصه الأبيض الناصع ..
اقترب منها و عانقها من الخلف بحنان مفرط حيث لامس خده بخدها. . ليتفاجأ ببلله !
ابتعد عنها قليلا ثم أدارها لتقابل وجهه و يصدم بعينيها الباكية : آريا !! اتبكين حبيبتي ؟!!
ضحكت من بين عبراتها و قالت بارتباك : لا ، أنا .. لا لست أبكي حبيبي ..
قال لها مازحا باستغراب : ما هذا إذا الذي على وجنتيك ؟! هل تساقط المطر في الغرفة فجأة و لم أشعر ؟!!
ضحكت مجددا بارتباك دامعة العينين تلك ، ليمسح بإبهامه برقة دموعها و يقول لها بمزاح مجددا : هل يجوز هذا ! أفسدت مكياج العروس باهظ الثمن ، ما العمل الآن !! ... ثم لم التوتر باد عليك ؟ أذكر جيدا أن ليلتنا الأولى قد سبق و فاتت ، لذا ما من داع للخوف الآن !!
اكتفت بالابتسام و طأطأت رأسها بصمت وخجل ، في حين توقع هو ردة فعل مغايرة لمعاكساته لها بالكلام .. أمسك بذقنها ليرفع وجهها و يقابل عينيها ، أهداها ابتسامة عاشقة ثم سأل بجدية : أخبريني الآن ، لماذا البكاء ؟
تنهدت بعمق ثم قالت : كل ما في الأمر أنني .. لست أصدق ! .. لست أصدق أننا و أخيرا بعد كل سنوات عشقي لك ، أصبحنا متزوجين حقا !! .. هذا الأمر الذي كان بالنسبة لي حلم قد لا يتحقق مطلقا !! .. بصراحة ، إن كان هذا حلما .. فأنا لا أريد الاستيقاظ منه ، أريد أن أبقى نائمة إلى الأبد .. عقلي الهائم يأبى أن يتخيل أن الأمر حقيقة واقعة حقا !! .. تشو كيوهيون و بارك آريانا ، يربطهما الآن زواج مقدس !!! .. أهو حلم وهمي أم واقع حقيقي ..
قاطعها فجأة بعد استماعه لكلامها الذي كان من الواضح له بأنه كلام إنسانة متعبة تستجدي إجابة عن تساؤل لطالما انتظرتها سنوات طويلة .. أراد إيصال الجواب لها على طريقته الخاصة ، عندما دمج شفتيه بين شفتيها في تموج عميق ، يقبلها بشغف .. بحب .. بعشق .. بطاقة و قوة يفهما من خلالها مدى واقعية الذي يحصل ، تبادله هي الأخرى القبلة بنفس الإحساس و العاطفة و إنما باستسلام مطلق لرجولته التي طغت و عانقت أنوثتها .. يشدها من خصرها إليه أكثر و يداعب وجنتها بيده الأخرى مفقدا إياها آخر ذرات التعقل و التفكير ..
استمر بتقبيلها لفترة طويلة إلى أن انقطعت انفاسهما ، ليبعد أخيرا شفتيه عن شفتيها و يهمس لها لاهثا : هذه القبلة ، لا يمكن إلا أن تكون حقيقة واقعة .. هذه القبلة حقيقية .. هذه القبلة تخبرك بأنك ملك لي ! زوجتي .. حبيبتي .. عشيقتي .. و كل دنيتي .. زواجنا حقيقي ، حبنا حقيقي .. والتحامنا في هذه اللحظة لابد أن يكون أكبر الحقائق التي عليك إدراكها ..
ضحكت بارتياح وقالت بنبرة ولهة : أنا نجمة و أنت لي السماء ، أنا لوحة و أنت لي الالوان ، أنا عصفورة و أنت لي الأغصان .. أنا فقط لن أكون بدونك أبدا ..
ثم عاودت تقبيله و البسمة لازالت تتوج ثغرها و يداها تعانقان عنقه ثم بالتدريج تنزلان لتحلان فك باقي أزرار قميصه الصامدة بينما هو في ذات الوقت تسللت يده إلى كتفها العاري إلا من خيط الفستان الذي أزعجه فقام بإنزاله و إبعاده عن ذلك الجسد الذي وسم منذ تلك اللحظة بأن يكون هو و روح صاحبته ملك له بشكل شرعي ..

.
.
.
بعد 3 سنوات ..

كان يقف يلوح بيده اللوح الكرتوني فوق جمرات النار الملتهبة في محاولة لازدياد نارها داخل الشواية ، بينما يتفقد شرائح اللحم المشوي و يتأكد من نضجها ، قسم له قطعة صغيرة ليتذوقها فخرجت منه تأوهة خافتة بدليل تألم لسانه من سخونتها .. ملفتا بذلك انتباه الواقفة بقربه و هي تحضر له الشرائح النيئة و تساعده ..
صاحت له يورا : حذار حبيبي !!
قال لها دونغهي مداريا ألمه : مازالت لم تنضج بعد ، برغم سخونتها الشديدة !
ضحكت بقلة حيلة على تسرعه و أجابت : بالطبع ستكون ساخنة جدا ، فلتحذر في المرة القادمة ..
دحرجت عينيها في المكان تبحث عنها ثم سألته : أين هيرا ؟ أنا لا أراها !
دونغهي : إنها على الارجوحة تلعب مع أمي ..
يورا : حسنا ، سأذهب لتفقدها. .

سارت إلى حيث الارجوحة الصغيرة لتجد السيدة هيانسوك تلاعب حفيدتها ذات الثلاث سنوات 'هيرا' و أصوات ضحكاتهما تملأ المكان ..
اقتربت منهما و سألتها : هل تتعبك معها يا أمي ؟!
التفتت لها السيدة هيانسوك عندما توقفت عن الضحك ، ثم ابتسمت لها و قالت : لا يا ابنتي ، و هل يعقل أن تتعبني حفيدتي الغالية ؟!
يورا : إذا فعلت فقط أخبريني !
ربتت السيدة هيانسوك على كتفها قائلة : لا تقلقي. .

تأملتهما و هما تمرحان ، شعرت حينها بارتياح كبير عند تذكر معاملتها القاسية لها قبل أكثر من ثلاث سنوات .. و كيف أن قدوم هيرا إلى حياتهم غير الكثير من الأشياء ، إلى الأفضل طبعا .. سمعت بعدها صوته الوقور من خلفهم "من يريد حلوى المارشميلو اللذيذة ها ؟!!!"
لتقفز تلك الصغيرة من على الارجوحة و تركض باتجاه الجد الحنون عندما قدم إليها مكعبات الحلوى الطرية و هو يداعبها و يضحكها و يقبلها بحب و عاطفة ..

انتهى دونغهي من الشواء ليضع الطبق المليء بشرائح اللحم على الطاولة ، حين لفت انتباهه ذلك الذي يقطع الخضار بتململ فيقول له : ألم تنته بعد من التقطيع !! ما صعوبة هذا الأمر بربك !
أجابه كيوهيون بنظرات ذابلة : وهل ترى أن هذا أمر ممتع جدا !
دونغهي : إذا لم ترد فعله دع زوجتك تقوم به !
كيوهيون : دع زوجتي و شأنها ! يكفيها تعبها هذه الأيام. .
لمست كتفه تلك الجالسة بجانبه و قالت بحب : قلت لك منذ البداية دعني اقطعها نيابة عنك ! أعلم كم تكره أعمال الطهي !
كيوهيون : مهما يكن ! .. آريانا ، ألا ترين أنك في أواخر شهور حملك ! لا أريد لك أن تتعبي أكثر مما أنت متعبة أصلا .
آريا : أنت فقط ابق بجانبي و سيزول التعب عني صدقني ..
أبتسم لها و لامس بطنها قائلا : هل يثير المشاكل طفلي الصغير ؟
"بدأت تتكلم كالمجانين مع طفلك مجددا !!"
قالتها كاتيا التي أحضرت أطباق الطعام من المطبخ لتقوم بتوزيعها على الطاولة ، فيجيبها كيوهيون بانفعال : سليطة اللسان !! أين زوجك ليسكتك ها ؟!
ضحكت و قالت : انهيوك يتحدث على الهاتف مع أحد عملاء الشركة ، سيأتي حالا ..

"سمعت طنين اذناي فخمنت أن أحدهم أتى على ذكري !"
قالها انهيوك و هو يقترب من الطاولة ، لتسرع إليه كاتيا تعانق ذراعه بدلال و تقول : تعال و انظر بماذا ينعتني أخي ! .. هل أنا سليطة اللسان حقا !!
قرص خديها بيديه و قال : حبيبتي ، أنت لا يخرج من بين شفتيك سوى عسل الكلمات ... لا تستمعي لهم أبدا !
طوقت خصره بذراعيها معانقة إياه .. ليقول لهما دونغهي متذمرا : حبا بالله فلتأخذا لكما غرفة و تمارسا غرامياتكما بها !! لدينا طفلة ها هنا !!
أتاه صوت يورا ساخرا القادمة من خلفهم برفقة كانغ إن و هيومي : فلتدعهما و شأنهما حبيبي ، سيعتقدان أنك تغار منهما !!
صاح كيوهيون : و أخيرا قدم حديثي الزواج !!
هيومي : لقد تزوجنا بعد كاتيا و انهيوك بمدة قصيرة و لازلتم تنعتوننا ب'حديثي الزواج' !!
آريا بملل : لقد تأخرتما انتهى تحضير الطعام و لم تصلا بعد !
اردفت هيومي بخجل : نحن حقا آسفان ..
كانغ إن : اللوم يقع على هيومي ..
نكزته في ذراعه مبتسمة : توقف !
آريا باستغراب : ماذا ؟! ماذا هناك ؟
كانغ إن : حسنا ، سأخبركم .. كانت متعبة قليلا اليوم صباحا ، تعبها هذا الذي استمر طوال الايام الفائتة ، و قبل أن نحضر إلى هنا ذهبنا إلى الطبيب .. لنكتشف ....
صمت قليلا لتسأل يورا : تكتشفان ماذا ؟!
كانغ إن و هو يقرب هيومي منه : زوجتي حامل !
يورا بسعادة : حقا !!!
آريا : مبارك لكما !
دونغهي : خبر رائع حقا !!
كتفت كاتيا ذراعيها و قالت بعبوس طفولي : أفسدتما مفاجأتنا بمفاجأتكما هذه !
كيوهيون بذهول و تساؤل : ماذا تقصدين ؟!
ضمها انهيوك مقربا إياها إليه أيضا و قال بابتسامة عريضة : كاتيا أيضا حامل !
حينها ضرب كيوهيون جبينه و قال بتذمر : يا إلهي أصبح الحوامل ثلاثة هنا !!!!
تعالت ضحكات الجميع على ردة فعله الغريبة ، و غمرهم جو من السعادة و المرح و كأن الحياة تبتسم لهم في النهاية ...

.
.
"المشاعر أشبه بخيول برية ، لا يمكن لعقل أن يكون سيدا مطلقا لها" -باولو كويلو -

عندما تسيطر علينا مشاعرنا و تتأجج نيران الحب في قلبنا ، قد نعلن الحرب على العالم بأسره فقط لتحقيق مرادنا تحت مسمى العشق المطلق .. لا أحد يجيز الكذب او الخداع ، فهذا طريق لاتحمد نهايته و لا تضمن عقباه .. ولكن القلب دائما ما يكون في نزاع مع العقل ، و غالبا مايفوز .. إلا أننا وجب أن نؤمن بقوة ما نحمله في افئدتنا من مشاعر و أحاسيس نابضة ، لأننا لو آمنا بها و سلكنا درب الصدق و الإصرار في الحب .. حينها قد نحصد أطيب ثمار الغرام ..
فليكن حبنا صادقا ولنثق بأنفسنا و بقوة ما نحمله من مشاعر ، و في النهاية قد نحصل على مانبغي و نحقق أحلامنا التي لطالما أرقت عيوننا و قطع ألم الشوق أوصالنا فقط حتى نصل إليها ...

Pokračovať v čítaní

You'll Also Like

2M 56.3K 69
قراءه ممتعه 😎⚔ تم اخفاء بعض الأجزاء لفتحها تابعوا حسابي في تويتر https://twitter.com/D333Rose?t=Gb48_5k2v_EeiPSf_QxA3w&s=09 تابعوني في حساب تويتر
68.8K 4.4K 62
احتقان الدماء بوجنتيها الحنطيتين.. على انعكاس صورتها ..اخذت ترتب حجابها بتوتر واضح ..مقلتيها كلون البن ..شابكت يديها لتبعث السكون في نفسها ورددت بتمت...
18.1K 426 10
قصتنا هذه تتحدث عن عالمين مختلفين نعم سنتحدث عن عالم الملائكه الملعونه و عالم البشر لدينا بطله قصتنا فردوس لنتحدث عنها فردوس هي انسانه طبيعية من الب...
15.7M 340K 55
باردة حياتها معه ....لا تعلم سبباً واحداً يبرر بروده معها أو عدم اهتمامه بها...فقد تزوجها و لا تدرى لما اختارها هى تحديداً..؟! سارت كالعمياء فى طريقه...