خديعة بنكهة الحب

By MiraLee410

52.2K 2.5K 2.2K

أحببتها بجنون و علمت بأنها لقلبي لن تكون إلا إن قمت بخداعها فكانت خديعتي. .... خديعة بنكهة الحب ♡ ملاحظة : ... More

ترويج
ترويج 2
Part 1
Part 2
Part 3
Part 4
Part 6
Part 7
Part 8
Part 9
Part 10
Part 11
فيديو الرواية
Part 12
Part 13
Part 14
Part 15
Part 16
Part 17
Part 18
Part 19
Part 20
❤ مقتطفات ❤
Part 21
❤مقتطفات❤
Part 22
❤مقتطفات❤
Part 23
❤مقتطفات❤
Part 24
❤مقتطفات❤
Part 25 & final
❤آخر المقتطفات❤
🎀بوست شكر🎀
فيديو تشويقي

Part 5

1.4K 85 85
By MiraLee410

ليندا : ولكن .............. متى ........... ستخبرينهم بالحقيقة ؟!
آريا : قريبا ...... لا تشغلي بالك بالأمر ..... اه صحيح ، لم تخبريني كيف هي علاقتك مع السيدة هيانسوك ؟!
تنهدت ليندا بعمق ثم قالت : هنا تكمن المصيبة ...... أحس إحساسا قويا بأنها اكتشفت أمري ، ولكنها تخفي الحقيقة عن الجميع لسبب ما !!!
آريا : ماذا !!!!!!! ..... هذا مستحيل ..
ليندا : وما المستحيل في الأمر ؟! ... كلامها .. إيماءاتها .. تصرفاتها معي .. كل هذا لايريحني ، أحس وكأنها تعلم الحقيقة فعلا ..
آريا : إهدأي كل الأمور ستكون بخير ، لا داعي للقلق ، إنها طبيعتها وحسب .. الجدية والصرامة من طبعها ، عليك الإعتياد عليها هكذا ..
ليندا : سأحاول ..
آريا : حسنا ، سنتكلم لاحقا .. علي إنهاء المكالمة الآن ، سأرى إن كان بإمكاننا أن نتقابل قريبا
ليندا : حسنا ، لا بأس ... إلى اللقاء
آريا : إلى اللقاء ...
أغلقت ليندا هاتفها ، ليعاود الرنين من جديد ويظهر إسم كيوهيون على شاشتها ...
ليندا مازحة : أصبحت تشتاق إلي في الآونة الأخيرة كثيرا ..
كيوهيون بانفعال : هل هذا وقت المزاح !! ، ألا تعلمين ما المصيبة التي تنتظرك هنا ؟!!!
انقبض قلبها لكلامه فأجابته متفاجأة : لماذا ؟! ، ما الأمر ؟!!
كيوهيون : كانغ إن ...
ليندا بارتباك بعد سماعها لاسم شقيقها : م....مابه كانغ إن !!
كيوهيون : إنه هنا في المدينة .. يبحث عنك ...
ليندا : ما...مالذي تقوله ؟! ، هل أنت جاد !!
كيوهيون : وهل ترين بأنني أمزح !! ، أخبريني الآن .. أي كذبة أخرى ستختلقين أمامه .. ها !!
ابتلعت لعابها وأغمضت عينيها وتمتمت بصوت منخفض : يا إلهي سيغضب كثيرا لو علم بالذي فعلته .. لن يرضى لي بهذا أبدا !
كيوهيون : ماهو الحل إذا ؟
تنهدت ثم اردفت : أين هو الآن ؟!
كيوهيون : إنه في شقتك القديمة ، اتصل بي بعد أن بحث عنك ولم يجدك ، ثم اتصل بك ووجد خطك مشغول ..... مع من كنت تتحدثين ؟
ليندا : مع صديقة لي ................ حسنا ، إسمع ..لا تشغل بالك ، سأذهب لمقابلته وسأخبرك بكل شيء لاحقا ..
كيوهيون : حسنا سأكون بانتظار مكالمتك ..
أنهت ليندا مكالمتها مع كيوهيون وقلبها يرتجف خوفا من ردة فعل شقيقها لو علم بخدعتها لهذه العائلة ودخولها بينهم على أنها 'ليندا' وكل هذا بسبب النقود ... طبعا ، هذا في البداية ..
طلبت بعدها رقم دونغهي لتخبره بخروجها لبعض الوقت من المنزل .. رن الهاتف مرارا وتكرارا ولكن ما من مجيب ، عاودت الاتصال عدة مرات .. والنتيجة ذاتها .... لم تتحمل أن تصبر أكثر من هذا ، ارتدت ملابسها وخرجت مسرعة من المنزل باتجاه شقتها القديمة ...

في هذه الأثناء ، وفي الشركة كان كل من اونهيوك و دونغهي يسيران في أحد الممرات يتصفحان الملفات بين أيديهما بعد خروجهما من أحد الإجتماعات المغلقة .... حرر دونغهي ربطة عنقه بتعب ثم أخرج هاتفه المحمول من جيبه ليصدم بكم المكالمات الفائتة من ليندا : يا إلهي !! ... لم كل هذا ؟ ، ما الذي حصل ؟!
اونهيوك بعد أن استرعى انتباهه : ماذا هناك ؟
دونغهي : إنها ليندا .. هناك عدة مكالمات فائتة منها ، لم أنتبه لها وهاتفي كان صامتا .. لا بد وأنها كانت تتصل بي خلال الإجتماع ..
اونهيوك بمزاح : ههه لابد أنك أقلقتها ...... (صمت قليلا ثم التفت إليه وسأله بمكر) ..... ألم تخبرها بعد ؟!
التفت إليه دونغهي متسائلا : أخبرها بماذا ؟
ابتسم اونهيوك ابتسامة خبيثة مع رفع أحد حاجبيه ، ليبادله دونغهي النظر بتململ بعد أن فهم مقصده ويجيبه : هيييي ... كف عن ألاعيبك !!! ، لا ... لم أخبرها بعد ..
اونهيوك بنفس النبرة الساخرة : ومتى تنوي إخبارها أيها المتحاذق ؟... إلى متى ستستمر بالكذب عليها ؟
دونغهي بانفعال : أنا لست أكذب عليها !!
اونهيوك : ماذا تسمي هذا إذا !! ...... إسمع ، ليندا تحبك فعلا ، أرى هذا في عينيها ... إياك أن تكسر قلبها ..
دونغهي : كف عن قول الترهات !!! ، أنت تعلم جيدا كم أهواها ، لن أفكر في حياتي أن أسبب لها الأذى !! .....(طأطأ رأسه ثم تنهد بتعب) ...... سأخبرها ، في الوقت المناسب سأخبرها ....
اونهيوك : أتمنى أن لا يطول هذا الوقت المناسب !
دونغهي بعصبية : أنت فقط إبق بعيدا عن هذا الموضوع ... وكف عن تلميحاتك السخيفة ، وكل شيء سيكون بخير !!
غادره دونغهي منصرفا بعد أن أثار بداخله عاصفة من الغضب والخوف من المستقبل وردة فعل ليندا بشأن ما يخفيه عنها .... هز اونهيوك رأسه بعدم رضى مع ابتسامه حزينة "أحمق !! ، لا يعلم كم أنا خائف على مصلحته وعلى زواجه" .....
أراد الإلتفات والمغادرة باتجاه مكتبه ، ليصطدم بذلك الجسد الناعم الأنثوي ، وتتبعثر الأوراق من بين أيديهما معا .. لينزلان القرفصاء أرضا وبردة فعل سريعة للملمة ما وقع منهما ، ليصدم رأسيهما معا ويخران جالسين على الأرض متأوهين من رأسيهما من جراء الضربة ...
اونهيوك وهو يفرك مقدمة جبينه : اوه !!!! .... هلا كنتي أكثر انتباها لخطواتك آنستي ..................................... كاتيا !!!!
كاتيا متألمة أيضا : بل أنت من عليه الانتباه أثناء المسير ... فجأة قررت الالتفات وتغيير وجهتك بدون النظر حولك !!! ، ما بالك ها !!!!!
انبثقت من وجهه ضحكة ماكرة : إذا كنتي أنتي التي سأصدمها في طريقي فلا مانع لدي في عدم الانتباه ... (اعتدل في جلسته ليلملم الأوراق وعينيه لا تفارقان وجهها ذو الملامح الناعمة والقوية بآن معا بذات الابتسامة) .... أليست صدفة جميلة لو تكررت كل يوم ؟!
ضيقت عينيها في وجهه ، فهي مدركة تماما لحركاته اللعوبة وكلامه المعسول مع كل واحدة من الجنس اللطيف : لا أظنها صدفة جميلة أن يصطدم رأسي برأس شاب خبيث النوايا مثلك كل يوم !!!
ضحك اونهيوك ثم أجابها بعد أن وقف كل منهما وانتهيا من لمام بعثرة الموقف الذي جمعهما : لم ؟ ... لا تنكري أنني الأوسم في هذه الشركة !
زمت شفتيها ورفعت حاجبا دون آخر ثم اقتربت منه ولعبت بربطة عنقه بدلال محاولة العبث بمشاعره ... ثم شدت ربطته فجأة وقربت وجهه من وجهها هامسة : لا .... بنظري .... لست الأوسم هنا !
تركته وهمت بالمغادرة بعد أن رسمت ابتسامة بنكهتها الخاصة على وجهه ليعض على شفته السفلى ويمسكها من ذراعها قبل أن تبتعد عنه مكملا حديثه معها : لم أرك في الحفلة سابقا ..... لماذا لم تأتي ؟!
ارتسمت ابتسامة جانبية على ثغرها الرقيق وهزت رأسها بعدم تصديق : أنت حقا غير معقول ... بالطبع كنت هناك في الحفل ! ، أوليس هذا حفل إتمام أنجح الصفقات بين شركتنا وشركتكم !! .... ولكن طبعا بفضل عبثك مع هذه وتلك ، أنى لك أن تنتبه لوجودي ... اوه صحيح ، رأيتك تراقص زوجة دونغهي أيضا .. يا إلهي !! ، حتى هذه لم تسلم من شرك !
اونهيوك وقد لجمت كلماته وحروفه بقوة شخصيتها معه أجابها ضاحكا : هذا غير صحيح ، كيف لي أن لا أنتبه لوجودك ....... لطالما أسرني حضورك أينما حللتي ، لا تشككي بذلك عزيزتي !
كاتيا : بكل حال أنا لم أطل البقاء يومها ، وانصرفت منذ منتصف الحفل ......... كذلك علي الانصراف الآن لقد عطلتني عن عملي ...
أرادت تركه والمغادرة ولكنه عاد واستوقفها بسؤاله مجددا : كيف حال كيوهيون ؟ .... وكيف هي أموركما معا ؟ ..... لم أراه منذ مدة طويلة !
أجابته وهي تمشي بخطواتها الواثقة مديرة ظهرها له : نحن بخير .... (لوحت له بدون أن تلتفت إليه) ... إلى اللقاء ..
ضحك بسره وقال : فتاة مميزة ... لن تفلتي مني ..

دخل إلى مكتبه والقلق يأخذ من نفسه كل مأخذ ... منذ عودة ليندا من السفر وهي لم تتصل بدونغهي أثناء تواجده في الشركة ولو ليوم واحد !! .. "ما الذي حصل اليوم حتى دعاها لتتصل بي كل هذه المرات ؟!! ... ما الأمر يا ترى ؟"
جلس وراء مكتبه وطلب رقمها على هاتفه ، ماهي إلا لحظات حتى أجابته بصوتها الملهوف : أين أنت دونغهي ؟!! ، اتصلت بك كثيرا ولم تجب !
دونغهي بقلق : لقد كان لدي إجتماع مغلق ، ولم اسمع رنين الهاتف فقد كان صامتا ! ... ما الأمر حبيبتي ، لقد أقلقتني هل هناك شيء ما ؟!
ليندا بارتباك : ل...لا ... لقد .... لقد اردت إخبارك فقط .... أنني سأخرج برفقة صديقة لي ..... ولا أعلم متى أعود للمنزل .... لذا ..... لا تقلق علي ..
دونغهي بتعجب : صديقة !! ، أي صديقة هذه ... هل تقصدين آريا !
ليندا : لا .... لا .... صديقة أخرى .. لا تعرفها
دونغهي : حسنا ...... متى ستعودين ، في وقت متأخر من الليل مثلا !
ليندا : ....... أنا .... أنا حقا لا أعلم .... سأحاول أن لا أتأخر ..... إلى اللقاء
دونغهي : إلى اللقاء حبيبتي ...
أغلق الخط وهو يناظر الهاتف بين يديه بعيون مستغربة .... كل هذه الاتصالات من أجل الخروج مع صديقة ما !! ، في الأمر شيء لا يريحه ، وكأنها تخفي عنه أمرا ما ... قرر قطع حبل أفكاره الذي قد يقوده لأماكن لا طائل منها ، وطلب على هاتفه رقم آريا ....
دونغهي : مرحبا آريا ..
آريا : أهلا دونغهي ....... ما الأمر !
دونغهي بتعجب : أهذه أول كلمة تردين بها على مكالمتي ؟!!!
ضحكت بخفة وقالت : ههههه لا ... ولكننا كنا في الشركة معا منذ بعض الوقت ...(أردفت مازحة) .... لن أصدق بأنك اشتقت لسماع صوتي مثلا !!
دونغهي بابتسامة متكلفة : لا ... الأمر ليس هكذا .... إسمعي ، هل تعلمين عن صديقة أخرى لليندا غيرك أنت ؟
آريا : صديقة أخرى !! ، على حد علمي لا .... لم تسأل ؟!
دونغهي : لقد اتصلت بي عدة مرات ولم أجب لأنني كنت في الإجتماع ، وعندما انتهيت اتصلت بها قلقا لتجيبني بأنها خارجة مع إحدى صديقاتها ولا تعلم متى تعود !!
آريا : حقا هذا غريب !! ، لقد كلمتني اليوم ولم تخبرني بشيء !
دونغهي : مايثير جنوني أنه على حد علمي ليس لديها صديقة غيرك أنت ..... و .................. هل يعقل .....
قاطعته قائلة : لا أظن هذا !
دونغهي : لم أنت متأكدة ؟!
آريا : أنا فقط متأكدة ..
تنهد بقلة صبر .. طأطأ رأسه وعبث بشعره بملل ثم نهض من كرسيه على عجل قائلا لآريا وهو يتجه صوب باب مكتبه : إسمعي ، أخبري والدتي إن سألتك عني بأني ذهبت في موعد ما ... أخبريها أن لا تنتظرني وأني سألحق بها إلى المنزل فيما بعد ...
آريا : ولكن ، إلى أين أنت ذاهب ؟!
دونغهي : ستعلمين لاحقا .. إلى اللقاء ..

فتحت باب شقتها ودلفت بهدوء ، تجولت بعينيها في المكان .. لم يتغير كثيرا عما تركته منذ مدة طويلة ، بحثت عنه بعينيها ولم تجده في المكان ، حسب ما أخبرها به كيوهيون أنه في شقتها ... نادته بصوتها "كانغ إن ... كانغ إن ... أنت هنا !!" ...
كان خارجا من المطبخ وبيده طبق يحوي شطيرة صغيرة وبيده الأخرى كأسا من العصير .. وقعت عينيه عليها فأجابها متفاجئا : يورا !! ..
وضع الطبق والكأس من يده جانبا ثم التفت عليها ليجدها تركض باتجاهه تعانقه بحب واشتياق : كانغ إن ، اشتقت إليك أخي .. لقد أطلت الغياب هذه المرة كثيرا !
كانغ إن مبادلا إياها العناق ومقبلا لرأسها بعاطفة الأخ الملهوف على أخته بعد غياب شهور طويلة : صغيرتي الغالية ، أنا أيضا اشتقت لك كثيرا ولكن مابيدي حيلة .. العمل قد سرقني منك لفترة طويلة ، أنا حقا آسف ..
يورا وقد ابتعدت عنه قليلا لتلتقي عيناها المتفاجئة بخاصته : هل أفهم من كلامك أنك استقريت في العمل المناسب وأخيرا !!
أهداها ابتسامة مطمئنة مع إيماءة لطيفة : نعم ، يمكنك قول هذا ..
يورا : هذا يعني .... أن لا سفر بعد الآن ..
بهتت ابتسامته قليلا ليجيبها بنبرة حزينة بعض الشيء :  ممممم هنا تكمن المشكلة ، العمل الذي استقريت به بعيد قليلا عن هنا ، لذا يتوجب علي السكن في مكان قريب إليه ... مما يعني ....
ابتعدت عنه خطوة إلى الوراء وبملامح طفوليه حزينة : مما يعني أنك ستبقى بعيدا عني مجددا .... ألن أتخلص من موضوع سفرك الدائم هذا أبدا !!
كانغ إن : صغيرتي ، إنه العمل .. ماذا يمكنني أن أفعل ؟ ................ اوه صحيح ، بمناسبة الحديث عن العمل ... هل تركت عملك في المطعم مع كيوهيون ؟! ، لقد اتصلت به وأخبرني بهذا ..
ارتبكت قليلا ثم أجابت : أ....أجل .... هذا صحيح .... العمل في المطعم أصبح يتعبني كثيرا ولا أجني منه راتبا مرموقا مقابل تعبي ، لذلك تركته ...
كانغ إن : حسنا لا بأس إن كان هذا يريحك ........ ولكن ، ماذا تعملين الآن ؟! ............. لقد ... لقد تغيرتي علي فعلا ، قصصتي شعرك و ..... ملابسك ، تبدو مترفة وغير الملابس التقليدية التي اعتدت عليك بها ......... ماهي طبيعة عملك يورا ؟!!!
هنا أحست يورا/ليندا بأن كل الكلام قد هرب منها ... وكأن أبجدية الحروف تسخر منها وتطالبها مستهزءة بكذبة أخرى أمام أخيها تضاف إلى سجل كذباتها التي على مايبدو أنها ستطول كثيرا ...... استجمعت شجاعتها ، رطبت حلقها الذي جف خوفا من اكتشاف أخيها للأمر ، رتبت كلماتها بعقلها ، ثم أجابته بعد صمت لحظات كانت كالسنين عليه مرفقة كلماتها بابتسامتها العذبة التي لطالما اعتادها منها : في الواقع ... أنا ... أعمل حاليا ....... مضيفة .......... مضيفة في الطيران الجوي ..
كانغ إن بصدمة شلت لسانه : ها !!!! .... ما...ماذا ؟! ..... مضيفة !! ...... من أين لك تدبير عمل كهذا ؟!!!
يورا : احم ..... لقد ...... تعرفت بفتاة ما ، وأصبحنا بعد مدة قصيرة صديقات مقربات ، وهذه الصديقة تعمل مضيفة في الطيران ، لذلك عرضت علي أن أتقدم بطلب للعمل معها في نفس المجال ... على حساب أن عملها مريح أكثر من عملي ، والأجر الذي تتقاضاه أكبر بكثير من أجري في المطعم ...
كانغ إن محاولا استيعاب ماتقوله : حسنا ..... ماذا بعد ؟!
تابعت يورا قائلة : نعم .... بعدها تقدمت للعمل معها ، وفعلا تم قبولي بناء على شهاداتي ودراستي الجامعية ... وها أنا أمامك .... أعمل بوظيفة مريحة أكثر من سابقتها و راتبي أصبح أفضل من الذي كنت أتقاضاه ، لذلك تحسن مستوى معيشتي قليلا عما كان عليه ........ و ...... لذلك لم تجدني في المنزل فور وصولك ، لأنني دائمة السفر من بلد إلى آخر حسب طبيعة عملي ...
رمش كانغ إن عدة مرات محاولا فهم واستيعاب كم المفاجآت التي تفوهت بها شقيقته الصغرى منذ قليل ، ثم و بردة فعل عفوية مازحة لما سمع .. شدها من أذنها وأنبها مازحا : وكنت تلومينني وتنتحبين كالأطفال أمامي منذ قليل بسبب سفري الدائم !!! .... إذا ماذا تسمين سفرك وتنقلك من مكان إلى آخر طوال الوقت ها ؟!!!
فلتت أذنها من يده الكبيرة بصعوبة ثم أجابته متألمة : إذا ..... أنت لست غاضبا مني ؟!
كانغ إن وهو يلف ذراعه حول عنقها ضاحكا : لم سأغضب منك أيتها الشقية الصغيرة ، طالما أنت مرتاحة في عملك وتكسبين مالا وفيرا بطريقة شرعية و واضحة بدون كذب أو احتيال ... فما المانع من هذا العمل !!!
ابتلعت غصتها ثم رسمت ابتسامة صغيرة على وجهها مدارية صدمتها من كلامه الذي يكشف الستار عن ماتخفيه عنه من الحقيقة ... أردفت له بعدها قائلة : ماذا كنت تأكل ؟ ، رأيتك تحمل طبقا من الطعام منذ قليل !
تنهد ثم أجابها ساخرا : هذا صحيح ، أختي العزيزة لم تترك في المنزل كسرة خبز واحدة لأتناولها ... لذا ، اشتريت منذ قليل بعض الجبن والخبز والعصير لأسد رمق جوعي ... حضرة المضيفة العزيزة ..
ضحكت بوجهه بحب ثم شبكت ذراعه بخاصتها وقالت له : مادام الأمر هكذا ، أنا أدعوك لتناول الطعام في الخارج .... وعلى حسابي الخاص ..... ها ، ما رأيك ؟! ......... (أشاحت أمامه بسبابتها مازحة) .... عرضي قائم للتغيير ، أسرع بجوابك من فضلك !
كانغ إن متعجبا باسما : واااااه ، أختي الصغيرة تدعوني لتناول الطعام خارجا .... إنها فعلا لسابقة ، سأكون مجنونا لو رفضت هذا العرض المغري !!
تعالت ضحكاتها وهي تدفعه نحو غرفته قائلة : إذا هيا أيها الشاب الوسيم ، بدل ثيابك بأخرى أنيقة فأنت على موعد مع أختك الجميلة ...

وصلا لذلك المطعم البسيط معا .. دخلت إليه يورا/ليندا مع كانغ إن وهي تشبك ذراعه بذراعها بدلال وأصوات ضحكاتهما ومزاحهما تملأ الأرجاء ... وهما على هذه الحال ... وتحت أنظار ذلك الذي يراقبهما من بعيد بعيون كالصقر لا تكادان تفارقانهما ... تنهد دونغهي تنهيدة طويلة زفرها من صدره المتعب بحثا عنها ، ثم اسند ظهره ورأسه إلى كرسي السائق وهو جالس بسيارته يناظرهما من بعيد .. أغمض عينيه بتعب ثم بعثر شعره بفوضوية ، أعاد بعدها فتح عينيه ورمقهما بنظرة أخيرة ... قرر بعدها أن يتحرك بسيارته بعيدا عن المكان باتجاه المنزل تاركا وراء ظهره ما رآه منذ قليل ...

بعد حلول ليل المساء ، وانتصاف البدر في السماء .. دلف من باب القصر بتململ يجر قدماه بخطى متعبة ، ويطأطأ رأسه بعقل مليء بالأفكار المتضاربة .. سار بخطاه نحو الدرج ليصعد لغرفته بدون إبداء أي اهتمام لأحد من سكان المكان ... فاستوقفه من ذراعه بيده الحنونة المجعده التي نال منها الزمن وأتعب صاحبها قائلا : لم تأخرت في العودة يا بني ؟ ، أين كنت ؟!
التفت إليه وأهداه ابتسامة مطمئنة ثم احتضن يده بين يديه بحب مجيبا : كان لدي موعد يا جدي ..
الجد : أعلم هذا .. لما لم تأتي مع والدتك ؟ ، لقد كانت قلقة عليك .. سألت عنك الجميع بمافيهم آريا وأخبرتها بأن لديك موعدا ما ! .... هل كل شيء بخير يا بني ؟!
دونغهي : لا تقلق يا جدي ، كل شيء بخير ... حقا كل شيء بخير !!
هم بالمغادرة فعاد واستوقفه بكلامه مجددا : ليندا لم تعد بعد أيضا .. خرجت منذ عدة ساعات ولم تعد حتى الآن ! .. ما الذي يجري دونغهي ؟!
التفت إليه دونغهي ، حدق به مطولا ثم قبل جبينه بحنان وقال : لا تحمل همنا يا جدي ، ليندا عند صديقتها .. أخبرتني بنفسها بهذا وطمئنتني عنها ، قلت لك لا تقلق كل الأمور تسير بخير ... أنا فقط متعب من ضغط العمل ، هذا كل مافي الأمر !
اومأ له الجد باسما ، صمت لبرهة ثم قال له بنبرة عطوفة مازحة : متى سأرى ابن حفيدي ها ؟ ... يبدو أنني سأموت قبل أن أرى حفيدي المدلل ناضجا ويحمل ابنه معه !!
حدق بجده ولم يعلم بماذا يجيب ، بداخله بئر عميق من مختلف الأسرار والأمور المخفية .. كيف له أن يخبره ويبوح بما في داخله دفعة واحدة ! ... أومأ له بابتسامة عريضة وقال : قريبا ... أنت فقط بارك لنا زواجنا وادعو لنا بالخير ..
قبل يده باحترام وحب ثم تركه مغادرا لغرفته ، مغلقا الباب خلفه وآلاف الأفكار تعبث برأسه ..

أما عند يورا فقد عادت إلى المنزل متأخرة مع كانغ إن بعد مرح ومزاح لم يذوقان طعمهما معا منذ زمن بعيد ... ليفاجأها شقيقها بإخبارها بأنه سيضطر للسفر مجددا بسبب عمله باكرا في الفجر ، وحينها لم تجد يورا منه مهربا سوى أن تبات معه في شقتها حتى الصباح وحتى تأكدها من ذهابه ... بعدها فقط يمكنها العودة إلى القصر ...

كان دونغهي ممددا في سريره يصارع النوم بدون جدوى .. إلى أن سمع رنين هاتفه معلنا وصول رسالة نصية له .. فتحه بتلقائية ليفاجأ برسالة من ليندا فحواها "دونغهي .. أنا حقا آسفة ، صديقتي تعاني وقتا عصيبا واضطررت للبيات عندها في المنزل .. أرجوك لاتغضب ، أعدك سأكون في القصر في الصباح الباكر لأودعك قبل ذهابك للعمل"
قطب حاجبيه باستنكار لما قرأه منها ورمى بهاتفه جانبا بغضب ليزفر أنفاسه بضيق ويعود بعدها لصراعه المستميت مع النوم الذي لم يعرف طريقا لحفونه في بعدها عنه ...

أشرق صباح يوم جديد ، حاملا في طياته الكثير والكثير  ...
فتحت باب القصر منذ ساعات الصباح الباكر بهدوء بالغ ، ثم دلفت إلى الداخل على رؤوس أصابعها متقصدة ألا تشعر أحدا بحضورها .. عبرت الردهة متجاوزة غرفة الجلوس باتجاه الدرج ، لتستوقفها ضحكات أنثوية تكسر صمت الأجواء و تخمد فجأة فور التقاء أعين السيدة هيانسوك التي كانت تشرب قهوة الصباح مع آريا .. بعينيها الخائفتين ....
السيدة هيانسوك بسخرية غاضبة : هل حضرتي الآن إلى المنزل ؟! ... أين كنتي طوال الليلة الفائتة ها ؟!
دحرجت عينيها بينها وبين آريا محاولة استشفاء جواب منها يخفف من موقفها أمام والدة دونغهي .. ولكن آريا كانت بدورها مصعوقة منها ومتفاجأة ليسعفها لسانها وينقذ الموقف ..
ليندا بابتسامة وارتباك : صباح الخير أمي ....ك...كنت ... عند صديقة لي ... و .... اضطررت للبيات عندها البارحة لأنها تمر بوقت عصيب ..... لقد ... أخبرت دونغهي بهذا ......... آسفة لإقلاقك أمي ..
ضحكت باستهزاء ثم مشت باتجاهها عدة خطوات وقالت : ما نوع تلك المرأة من بين جميع النساء التي تبات خارج منزل زوجها بدون سبب يذكر ؟!!
ابتلعت ليندا لعابها لتجيب : أنا آسفة يا أمي .. حقا اضطررت لهذا ..
رمقتها بنظرات استحقار ثم التفتت لآريا قائلة بنبرة لطف مختلفة تماما : سأبدل ملابسي لنتناول الفطور وننطلق معا للشركة ، لن أتأخر عليك عزيزتي ..
أومأت لها بالموافقة قائلة : خذي وقتك سيدتي ..
عادت والتفتت لليندا لتلتقي عيناهما بنظرات استهزاء ممزوجة بغضب من قبل السيدة .. ونظرات خوف وارتباك من ليندا ... بعدها تجاوزتها وسارت صاعدة الدرج باتجاه غرفتها الخاصة ...
ما إن اطمأنت آريا لسماع صوت باب غرفة السيدة هيانسوك يغلق حتى ركضت باتجاه ليندا ممسكة إياها من ذراعها مكلمة إياها بقلق وانفعال : هل أنت مجنونة ؟!! ، أين كنتي الليلة الفائتة بحق الله !!! ... وأي صديقة هذه التي ذهبتي لرؤيتها والبيات عندها ؟! ، ولم لم تخبريني أصلا حتى أغطي على فعلتك !!! .......... هل ......... هل كنتي ....... برفقة أحدهم ؟!!!!
نفضت ذراعها من يدها ثم شدتها من معصمها إلى أقصى غرفة الجلوس وكلمتها هامسة : هلا رحمتني أنت الاخرى من مسلسل عتاباتك !!! ..... برفقة أحدهم !!!! ... ماذا تظنين بي ها ؟!!!! ..
آريا : ماذا إذا أفهميني ما الموضوع ؟!!!
ليندا : لن تصدقي ماذا حدث ... لقد علمت فجأة بعودة أخي من السفر ، وعلمت ببحثه عني .. لذا كان علي الذهاب لمقابلته وأختلاق كذبة أخرى أمامه بأنني تركت عملي في المطعم لأعمل كمضيفة طيران !!! مبررة غيابي الطويل عن المنزل ... وفي نهاية النهار اضطررت للنوم في الشقة معه تحت أنظاره لأنه سيغادر فجر هذا اليوم مسافرا من جديد ...... هذا كل مافي الأمر ...... ماذا كنتي تتخيلين مني أن أتصرف وأقول ها !!!
حدقت بها آريا مطولا في محاولة لاستيعاب كلامها ثم أجابتها أخيرا : ومن أين ظهر لنا شقيقك هذا الآن ؟!!
ليندا : هيييي إنه شقيقي لا تتكلمي عنه هكذا !!!!
تنهدت آريا ثم أردفت : آسفة لم أقصد ... في المرة القادمة أخبريني بكل شيء حتى أتصرف جيدا في غيابك ..
ليندا : حسنا معك حق ..
آريا : ماذا عن دونغهي ؟ ، ما كان موقفه من الموضوع ؟!
خبطت ليندا جبينها بصدمة قائلة : يا إلهي !! ، لقد نسيت أمره .. علي أن أصعد إليه قبل أن يستيقظ .... أراك لاحقا ..

تركتها وسارت عنها بخطواتها المسرعة باتجاه غرفتهما تاركة إياها وسط نوبة ضحك على ردة فعلها تجاهه "أكاد أقسم أنك واقعة في غرامه" ... قالتها آريا في نفسها وهي تتابعها بعينيها إلى أن وصلت غرفتها....

فتحت الباب بهدوء لتجده مازال نائما ، فقد سهر الليلة الفائتة وقد جافاه النوم لساعات متأخرة من الليل في بعدها عن أحضانه .... اقتربت منه كنسمة الهواء الرقيقة ، جلست القرفصاء أرضا مقابلة لوجهه ... مسدت شعره بيدها ثم انتقلت لتداعب خده بلطف .. ليستيقظ أخيرا بعيونه الناعسة محملقا فيها بذبول بثغره الباسم لعدة لحظات بغير وعي منه ... ليخرجه من شروده فيها صوتها قائلة "صباح الخير !!"
عندما استوعب أنها عادت أخيرا وعاد له وعيه ، انتفض من السرير معتدلا في جلسته : ليندا !!! ، متى عدتي ؟!!
ليندا وهي تجلس بجانبه بابتسامة بريئة تعلو محياها : منذ عدة دقائق .. هل قلقت علي !!
قال لها بجدية : أين كنتي الليلة الفائتة ؟
تلعثمت وأجابت : ق...قلت لك .....كنت عند صديقتي .... اوه ....إنها حقا تمر بوقت عصيب واضطررت للبقاء بحانبها ....
دونغهي : صديقة ... أي صديقة هذه ؟!!
ليندا : ص...صديقتي هذه ... أنت لا تعرفها !!
حدق بها قليلا بصمت ثم سألها طالبا إجابة تطمئن قلبه : هل تقولين الصدق ليندا ؟!! ....

Continue Reading

You'll Also Like

632K 21.1K 35
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
891K 89K 30
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...
2.1M 41K 52
‏"لا أنكر أنكِ الشعور العميق المركون في صدري للحد الذي لا يُنسى ولا يُمحى مني، و أنكِ اللهفة التي لا تتوقف عن الأستقرار و الخلود بي رغم كل مايحدث،...
8.1M 514K 53
رجلٌ شرسٌ شُجاع مُتقلبُ المزاج غريبُ الطورِ عديَمُ المُشاعر حيَادي لا ينحاز سَديدُ الرأي رابطُِ الجأَشِ وثابِتُ القلب حتىٰ.. وقعت تلك الجميلةُ بين...