خديعة بنكهة الحب

By MiraLee410

52.2K 2.5K 2.2K

أحببتها بجنون و علمت بأنها لقلبي لن تكون إلا إن قمت بخداعها فكانت خديعتي. .... خديعة بنكهة الحب ♡ ملاحظة : ... More

ترويج
ترويج 2
Part 1
Part 2
Part 3
Part 5
Part 6
Part 7
Part 8
Part 9
Part 10
Part 11
فيديو الرواية
Part 12
Part 13
Part 14
Part 15
Part 16
Part 17
Part 18
Part 19
Part 20
❤ مقتطفات ❤
Part 21
❤مقتطفات❤
Part 22
❤مقتطفات❤
Part 23
❤مقتطفات❤
Part 24
❤مقتطفات❤
Part 25 & final
❤آخر المقتطفات❤
🎀بوست شكر🎀
فيديو تشويقي

Part 4

1.6K 81 133
By MiraLee410

"المكابرة والخوف من العواقب ... طريقان يصبان في النهاية في نهر واحد .. نهر الاستسلام أمام جبروت الحب ..
لم يكابر الجميع ويخفون مشاعرهم وحبهم عميقا بداخلهم ؟! ، لأنهم يخافون من العواقب السيئة الناتجة عن الإعتراف بالحب !!! ... ألا يعلمون بوجود عواقب أخرى تدعى العواقب الجيدة للإعتراف بالحب ، لربما يكون الطرف الآخر يذوب عشقا بالمقابل ! ... عندها سنكون أضعنا الفرصة بإحياء مشاعر قد لا تتكرر مستقبلا أبدا ...."

- دونغهي ، قلت لك أنني متعبة ..
لم يستمع لها أمام حرارة مشاعره التي تحرق قلبه شوقا لها فأجابها بينما بدأ بطبع قبلات متفرقة على عنقها مما أثار جنونها وأشعل اللهيب بأوصالها : وأنا أيضا متعب من بعدك عني .. لاتمنعينني عنك الليلة حبيبتي ....
أغمضت عينيها لتترقرق الدموع فيهما .... بقدر الشعور الذي اجتاحها ويطالبها بالاستسلام له ... بقدر الخوف الذي اعتراها من فضيحة أمرها أمامه ..........
تعمق في قبلاته أكثر ونزل إلى كتفها ، لم يستطع السيطرة على نفسه فضمها إليه أكثر فأكثر ، وأثناء توهانه وغرقه فيها ... أحس بقطرة ماء على كتفه العاري ، تجمد للحظات .. توقف عن ما كان يفعله .. حدق في الفراغ .. عندما استوعب بأنها تبكي ... هم بإبعادها عنه ، وقبل أن تلتقي عيناهما ، مسحت قطرتين كادتا أن تفران من مقلتيها بسرعة ... نظر لها بصدمة ثم قال : أتبكين ؟! ... ليندا ... أتبكين حقا !!
ارتبكت أكثر أمامه و أجابت بتلعثم : لا !! .. أنا لا أبكي ، أنا ... فقط ... قلت لك أنني متعبة ..
دونغهي بقلق : أنت حقا متعبة !!
ليندا : ن...نعم .قليلا ..
حدق بها مطولا ثم قال لها بجدية : إخلعي فستانك وغيريه إلى ثياب النوم المريحة ريثما أعود ..... حسنا !!
أومأت له بالموافقة بملامح متفاجأة من طلبه ... خرج من الغرفة .. لتبدل هي ثيابها بسرعة البرق وترتدي ثياب النوم قبل أن يعود من جديد .. انتهت ثم جلست تنتظره على طرف السرير ... مضت عدة دقائق ودخل الغرفة بعدها حاملا بيده كوب ماء و في اليد الأخرى حبة دواء ، جلس مقابلا لها وقال : تناولي هذا ..
ليندا : ما هذا ؟
دونغهي : إنه دواء مهدء ومسكن ... ألم تقولي أنك متعبة ؟
ليندا : بلى ....ولكن .....
دونغهي : اسمعي كلامي فقط وتناوليه ...
ليندا : دونغهي ... لا أحتاج إلى أي دواء ، أحتاج إلى الراحة فقط هذا كل مافي الأمر ...
صمت لبرهة وهو ينظر في عينيها مستغربا حالها .. وضع الكأس والحبة جانبا ثم قال لها : إذا لا يوجد سوى حل واحد ..
لم ينتظر إجابتها أو ردة فعلها ، أمسكها من ذراعها و جعلها تتمدد على السرير ليستلقي هو بجانبها واضعا ذراعه تحت عنقها ويضمها لصدره معانقا إياها ... كل هذا وسط اندهاشها من أفعاله وعيناها المتسعة وقلبها الذي أبى إلا أن يفضحها بنبضه المجنون العاشق ليشعر بدقاته دونغهي تضرب صدره هو الآخر ... فضلت الصمت بينما قال : هكذا سترتاحين .. الليلة ستنامين في حضني وقريبة مني ، أعدك أن لا أترك للتعب طريق إليك أبدا ما حييت !
بقيا على هذه الوضعية لعدة دقائق ، فتذكر دمعاتها الهاربة .. أخفض رأسه إليها ورفع ذقنها لتتقابل عيناهما وسألها باستغراب : أخبريني الحقيقة ، لم كنت تبكين ؟
أنفاسها اضطربت وارتبكت من سماع تلك الكلمة "الحقيقة" ... تبعثرت حروفها ولم تقدر على تجميعها في جملة مفيدة ، فتابع كلامه معها : هل ظننتي .... بأنني قد ألمس شعرة من رأسك بدون موافقتك ؟! ... هل تظنين أنني قد أقبل التمادي بأفعالي معك غصبا عن إرادتك ؟! ... أنتي زوجتي هذا صحيح ... ولكن تأكدي تماما ، بأنني لن أقترب من جسدك وأنت لاتريدين ! ... لن أفعل في حياتي أي شيء لا يرضيكي !
ترقرقت الدموع بعينيها ، لم تستطع المكابرة أكثر .. نعم ، إنها واقعة في شباكه ، أوقعها في غرامه بأفعاله العابثة .. بلمساته العاشقة .. بكلماته الساحرة .. بقلبه ومشاعره وحنانه .. أتعبتها وأنهكتها تلك المكابرة أمامه ، لذا .. لم يكن منها إلا أن دفنت رأسها في صدره وشدت بذراعيها عناقها له أكثر .. ثملت بعطره الفرنسي ، تاهت في عالمه ، نسيت نفسها في أحضانه ، حسدت ليندا كثيرا على امتلاكها لمثل هذا الزوج ، تمنت لو كانت هي ليندا فعلا ، تمنت لو أنها التقت به منذ سنين طويلة .... أخذت عهدا على نفسها أنها لن تكابر مجددا ، كل ما ستحس به مستقبلا .. ستبوح به بكل بساطة ...
أحس بالزوبعة التي عصفت بكيانها ومشاعرها .. أراد النظر في وجهها الذي لم و لن يشبع من السكر بتفاصيله .. رفع ذقنها إليه مجددا ..حدقا ببعضهما مطولا ....ثم .... اقترب من شفتيها ببطء ، أراد أن يقبلها بشوق جامح ولكنه تردد ولم يرد أن يغصبها .. ففاجأته هي بأن اتخذت خطوة واسعة أكثر واقتربت منه لتبادر بالقبلة سابقة إياه ، ابتسم خلال القبلة لفعلتها .. ثم غرقا معا في شغف تلك القبلة ، التي اختصرت آلاف الكلمات وآلاف المشاعر التي قد يعجز اللسان عن التعبير عنها ....... نعم ، كانت قبلتها الأولى معه .. قد تقسم بأنها أفضل قبلة قد تحصل عليها في حياتها .... تموجت شفاههما بشغف ومشاعر وجموح قاتل لم يكونا يدركان وجوده قبل دقائق من تلك اللحظات الساحرة ......

في ذلك الوقت .. كانت تنتظره في سيارتها بفارغ الصبر ، إلى أن رأت سيارة أجرة تقترب ويترجل منها هو بلهفة ، فتحت الباب وترجلت هي الأخرى لتقع عينيه عليها ويصدم من هيئتها الفاتنة والمثيرة ...
كيوهيون بتلعثم : م....مرحبا ...... هل كنتي ....في حفلة ما !!
ابتسمت آريا وأجابت : نعم كان لدي حفلة .. وفي طريق عودتي للمنزل ... حدث الذي أخبرتك به ..
شرد بجمالها لوهلة ، غرق بتفاصيلها وسحرها ولم يدرك المكان والزمان حوله ... أفاق أخيرا من شروده قائلا : احم .. هل تأخرت عليكي ؟
آريا : لا أبدا ، كنت أنتظرك في السيارة على أي حال ..
كيوهيون : حسنا ... دعيني أرى الإطار ...
أشارت له و دلته على مكان الإطار المثقوب ، اقترب ودنا من الإطار الأمامي ، عاينه وتفحصه ثم التفت ذاهبا نحو صندوق السيارة وأخرج العجلة الإحتياطية و العدة اللازمة لتبديلها ... عاد لمكان العجلة المثقوبة وبدأ عمله باهتمام وسكون ...وآريا بالمقابل تقف أمامه تنظر إليه وتحدق فيما يفعل سارحة بسحره الفاتن ........ كان يعمل بتركيز ، إلى أن وقع بصره على قدميها المكشوفتين وهي تقف قريبة منه ، بتلقائية وبدون أن يشعر .. حدق بهما صعودا إلى نهاية الفستان فوق ركبتها بشبر كامل ! ... ارتفعت حرارة جسدة ، أحس بالعرق يتصبب من جبينه وضربات قلبه تعصف به فتمتم قائلا في نفسه "تبا !! .. لم هي جميلة ومثيرة لهذه الدرجة!!" .... انتفض واقفا ونظر إليها ، حدق قليلا بتعابيرها المتفاجأة ثم سألها بعد أن ابتلع لعابه : هل .... كنتي تسيرين ... في الطريق بهذا الفستان ! ، هل ذهبتي للحفل .... بهذا الفستان !!
رمشت عدة مرات ثم أجابت ببراءة : نعم ... لم تسأل ؟! ، أهو قبيح !!
كيوهيون بتلعثم : على العكس !! ، أقصد ..... (تنهد واستجمع كلماته ثم اردف) ... إنه مكشوف وفاضح جدا .... ما كان عليك ارتداؤه ..
آريا : حقا !
تنهد مجددا وجال ببصره بعيدا بقلة حيلة ، كيف سيفهمها الذي يدور بخلده ... خلع سترته الجلدية وقام بوضعها على كتفها والبسها إياها : هكذا أفضل ... من فضلك ، لا تلبسي ملابس كهذه مرة أخرى .. أخشى .... أخشى ..... عليك من .... أعين الرجال و الناس ....
ابتسمت له بحب وقالت : حسنا .. كما تشاء ..
كيوهيون بصدمة : ماذا !! .... أنا ... أرجوك لا تفهميني بشكل خاطئ ، لست أفرض رأيي عليكي ولكن ...
قاطعته آريا : لا أبدا ، معك حق .. كلامك صحيح .. سأفعل ما قلته لي إن كان يشعرك بالارتياح ..
سرح مجددا في عينيها وأدهشته بموافقتها على كلامه ... ابتسمت له ابتسامة عريضة ، ثم رفعت شعرها من تحت السترة وفردته على ظهرها بارتياح لتهب نسمات هواء خفيفة وتحمل معها ذلك العطر المعبق بشعرها وتنشره في الأرجاء ...
استنشق عبيرها وملأ رأتيه به .. ضربت الحرارة بقلبه وعصفت المشاعر بكامل جسده ، قلبه ينبض بهستيرية أمامها ، عيناه مفتونتان بها على آخرهما وعقله قد سكر بتفاصيلها التي ينساق إليها كالمنوم مغناطيسيا ... حدق بها للحظات إلى أن أعادته لرشده بسؤالها : ألن تكمل تركيب العجلة ؟!
كيوهيون : ها !!!! ........ بلى ...... بلى ، معك حق
اكمل تبديل العجلة المثقوبة بالأخرى السليمة بخفة ومهارة ثم قال لها بعد أن انتهى : والآن ، أصبح كل شيء جاهزا ... هيا بنا ...
آريا باستغراب : هيا بنا إلى أين ؟!
كيوهيون : إلى منزلك بالطبع ! ، أم ظننتي أنني سأدعك تقودين وحدك في هذا الليل الموحش وبهذا الفستان المكشوف !!! ... لا أبدا !! ، هذا لن يحصل ، هيا إصعدي .. أنا سأقود ..
أومأت بالموافقة بابتسامة خجولة تخفي ورائها ملامح السعادة الغامرة بالنصر وبنجاح خططها معه ...
دلته على مكان المنزل أثناء قيادته ، فركن السيارة جانبا عند وصولهما ، ترجلا منها معا .. اعطاها المفاتيح ثم رافقها حتى باب المنزل ...
آريا : أتعبتك معي الليلة ، شكرا لقدومك ..
كيوهيون بابتسامة لطيفة : لا تشكريني على شيء .. على العكس كنت سأغضب كثيرا لو لم تتصلي بي .
آريا باستحياء : بالتأكيد كنت لأفعل ، ليس هناك أهم منك في حياتي ..
أرادت الاقتراب منه وطبع قبلة على وجنته ... ولكنه وبردة فعل مفاجأة ، تراجع للوراء ! .... صدمها بفعلته كثيرا ولم تفهم مقصده وخجلت من فعلتها في نفس الوقت .. فقال لها مبتسما ابتسامة كبيرة : هذه المرة دوري أنا ! ..
اقترب منها وأمسك خدها بيده ليطبع قبلة عميقة على خدها الآخر ... اتسعت عيناها ولم تتوقع ردة فعل كهذه منه "اهتمي بنفسك أكثر ولا تغرقي نفسك بالمشاكل مجددا !" ...القى عليها كلماته وابتسم مبتعدا خطوة إلى الوراء .. طأطأت رأسها بخجل ثم بادلته الابتسامة أيضا ، وقامت بخلع سترته وردها إليه .. تناولها منها .. حدق بها قليلا ، ثم قال مشيرا لها بيده : هيا الآن ، ادخلي لأطمئن عليك أكثر ، وأغلقي الباب خلفك بإحكام ثم اصعدي لغرفتك ولوحي لي من نافذتها.....(تفاجأت من طلباته فصاح بحب) .... هيا !!!!
ابتسمت آريا قائلة : حسنا تصبح على خير ..
كيوهيون : و أنت بخير ..
أغلقت الباب خلفها بالفعل ثم هرولت راكضة بسرعة نحو غرفتها ، دخلتها وفتحت الستائر لتراه يقف في الأسفل منتظرا إياها بابتسامته الساحرة .. لوح لها بيده ، فبادلته التلويح هامسة برقة وكأنه سيسمعها أصلا "أحبك كيوهيون ، أحبك كثيرا " ... وضع يده في جيبه وابتسم لها مودعا مطمئنا عليها ثم غادر .... مشت نحو سريرها بخطوات بطيئة لترمي بنفسها على السرير وهي تبتسم بسعادة فاقت حدود إدراكها ... "لقد قبلني ... قبلني على وجنتي ... أحسست بشفاهه ... أحسست بشفاهه العاشقة ... لا يمكنك إنكار مشاعرك لي بعد الآن كيوهيون " ....تمتمت بهذه الكلمات لنفسها لتغمض بعدها عينيها متمنية زيارة منه إليها في المنام أيضا ....

استيقظت صباح اليوم التالي لتجد نفسها مقيدة الحركة ، فتحت عينيها بتثاقل ليقابل وجهها وجهه و تعانق ذراعيه القويتين جسدها في حضنه .. بقرب كبير يكاد ينعدم وبأنفاسهما المتضاربة معا ، اتسعت عيناها من صدمتها ولكنها التزمت الهدوء ولم تحرك ساكنا .. تذكرت الذي دار بينهما الليلة الفائتة فابتسمت لرقة كلامه ورقي تعامله معها ولمسته الحنونة تجاهها ، وتذكرت أيضا وعدها لنفسها بأنها لن تلجم أحاسيسها ومشاعرها أمامه مجددا .. ستبوح بكل ماتحس به ، ستتصرف بالطريقة التي تريحها وستستشعر بكل كلمة وكل ذرة حب يقدمها لها بغض النظر عن شخصيتها الحقيقية أو الشخصية التي تتقمصها وتؤديها ! ...
ارادت التملص من حضنه بهدوء بدون أن يحس أو يستيقظ .. ونجحت في النهاية .. دخلت الحمام ، غسلت وجهها ونظفت أسنانها ثم خرجت ، أهدته ابتسامة محبة ثم غادرت على رؤوس أصابعها من الغرفة .. نزلت إلى الأسفل لتعد لهما فنجانين من القهوة ، فلم يستيقظ جميع من بالقصر بعد ... انتهت منهما ثم خرجت من المطبخ وهي في طريقها نحو الدرج استوقفتها بنبرتها الساخرة : أتمنى أنك استمتعتي في حفلة البارحة !
التفتت مذعورة متفاجأة : أمي !!
نظرت لها قليلا ثم ارتشفت من فنجان قهوتها رشفة صغيرة وعاودت القراءة في الجريدة الصباحية .. تنهدت ليندا ثم اتجهت نحوها بابتسامة رقيقة وقالت : صباح الخير أمي .. أجل استمتعت كثيرا ، شكرا لك على هذه الحفلة الرائعة ..
كلمتها بدون النظر في وجهها وهي مركزة نظرها في الجريدة : من الجيد أنك لم ترتكبي أي حماقات أمام كل الناس حينها !
ابتلعت صدمتها و حدقت بها متسائلة في نفسها "يا إلهي .. هل عرفت حقيقتي ؟! ، أم هو مجرد كلام عابر ! ، لايمكنني سؤالها .. سأكشف نفسي حينها بالتأكيد ... ماذا أقول ؟ ، ماذا اتصرف ؟" ...
رفعت نظرها إليها وبأعين ذابلة ونبرة ساخرة من جديد قالت لها : اوه .. شيء آخر .... فلتوفري غرامياتك أنت ودونغهي إلى حين تصبحان وحدكما في غرفتكما الخاصة ... بدل نشر أفعالكما الصبيانية على العلن !
ليندا بتلعثم : نحن ... آسفون ...لم نق....
قاطعتها عندما استقامت وتوجهت بخطاها نحو الدرج صاعدة لغرفتها محدثة إياها بصوت مسموع : فلتوقظي ذلك الصبي المدلل .. لدينا عمل كثير اليوم ...
تنهدت ليندا بعمق ثم اتجهت هي الأخرى بفنجاني القهوة باتجاه غرفتهما .. دخلت واغلقت الباب بهدوء ، وضعت الفنجانين جانبا ثم جلست على طرف السرير مقابلة ذلك الوسيم النائم .... حدقت في الأرض قليلا ، والقلق والحزن يأكلان عقلها وقلبها وعدة تساؤلات تدور بخلدها ولاتستطيع استشفاء إجابة لها .. نقلت بصرها له مجددا وابتسمت . اقتربت منه وطبعت قبلة على خده .... لم يستيقظ .... شعرت بالسوء .... داعبت خصلات شعره بخفة .... لم يستيقظ ! ..... تنهدت بغيظ ، ثم اقتربت منه وداعبت أنفها بأنفه ... حدقت به لترى ردة فعله ، فوصلها صوته : ما الذي تنتظرينه ؟!
رجعت إلى الوراء متفاجأة : أنت مستيقظ !!
ضحك على ردة فعلها وأجاب : نعم ، كنت أنتظر أن توقظيني بقبلة حتى استيقظ .. ومادمتي لم تفعلي فلن استيقظ !
قالت له ساخرة : هيييي .. لقد قبلتك بالفعل !
فتح عينيه ونظر لها مضيقا إياهما : وهل تسمين هذه قبلة ! ...(اعتدل في جلسته مقابلا لها ثم أشار نحو شفتيه) ... أرديها هنا ...هنا !!!
ضحكت على كلامه : إشرب قهوتك أولا !
تناول فنجان القهوة بوجه باسم ، شرب منها قليلا : ممم لذيذة !
وضع الفنجان جانبا من جديد ثم اقبل عليها يريد تقبيلها .. فجأة توقف ! .... نظر لها قليلا ... زم شفتيه مفكرا ، ثم نهض مسرعا نحو الحمام ، كل هذا وسط دهشتها واستغرابها .. بعد دقيقتين عاد مجددا وجلس بجانبها بمرح ثم قبلها قبلة خفيفة على شفتيها ... ابتسمت له وقالت : ما الذي دهاك ؟!! ، لماذا انتفضت هكذا !!
أجابها بابتسامته الساحرة : أردت تقبيلك ، ولكنني خشيت أن تكون رائحة فمي كريهة ، فنظفت أسناني أولا ثم عدت لأقبلك بثقة أكبر ..
ضحكت هذه المرة من كل قلبها على تصرفه ثم نظرت في عينيه وقالت : أنت حقا رائع ! ..
اقترب من وجهها : أنت من جعلني بهذه الروعة ..
ابتسمت مجددا لغزله ثم تغيرت تعابير وجهها : احم .. فلتشرب قهوتك بسرعة ، قالت أمي أن لديكم عملا كثيرا اليوم .. لايجب أن تتأخر عليها ...
استهجن ردة فعلها وسألها : لماذا تغيرت تعابيرك هكذا ؟ ، ثم متى رأيتي أمي ؟! ... هل قابلتها منذ قليل ؟! ، هل قالت لك شيئا ما قد أزعجك !
رفعت حاجبا دون الآخر وقالت ساخرة والبسمة تعلو ثغرها : قالت إن علينا الإنتباه لأفعالنا الصبيانية ، وأن ندع غرامياتنا لغرفة النوم فقط ... يبدو أنها مازالت منزعجة من مشهد قبلتنا في الحفل البارحة !
أجابها بنفس النبرة : مممم هكذا إذا ... ولكن ماذا أفعل لا استطيع ضبط مشاعري أمامك في أي مكان كان !! .... (حدق بها وبملامحها المتضايقة ثم أمسك بيدها وأردف) .... لاتنزعجي منها حبيبتي ، أمي امرأة جدية وصارمة ولاتحب حركات الشباب هذه ...هذا كل مافي الأمر !
هزت رأسها له موافقة ، ولكن القلق والخوف لم يفارقانها حيال انكشاف أمرها أمام الجميع ! ...

بإشراقة هذا الصباح السعيد ، استعد لبدء يوم جديد .. وكما كل يوم كان في هذا الوقت يرتدي ملابسه ليذهب إلى عمله بنشاط ، تناول سترته التي يرتديها غالب أيامه .. وضعها على كتفيه وهم بلبسها وإذا به يشتم عطرها في الأرجاء ! ، نبض قلبه بقوة فجأة .. التفت حوله ظنا منه أنها موجودة بالمكان ولكن لم يجد أحدا .. استغرب الأمر بداية ، ثم فطن أن العطر قادم من سترته .. جذبها من على كتفيه وضمها وشم عبيرها المعبق بين قماشها بعمق ، تذكر الليلة الفائتة حين البسها إياها ، لابد و أن عطرها قد علق بسترته حينها ... ضحك مما يحصل معه ، ارتدى سترته وشم عبيرها مرة أخرى ثم خرج من المنزل والابتسامة لم تفارق وجهه حتى وصل المطعم ....

عند انتصاف النهار ، وكما عادتها .. لم يطاوعها قلبها ولا حتى مشاعرها أن يمضي يومها بدون أن تكحل عيناها برؤيته ... انهت عملها في الشركة بسرعة ثم اتجهت نحو المطعم الذي يعمل به ، دخلته وجلست على الطاولة المعتادة لها .. وما إن رآها تدخل حتى نبض قلبه من جديد كما نبض صباحا عند استنشاق عطرها ، وانبثقت من بين شفتيه ابتسامة محبة اهداها لها حين التقت عيناهما ... توجه نحو طاولتها ، وقال لها مبتسما بسعادة : أهلا بالزهرة الفواحة التي تنشر عبيرها في الأرجاء ..
آريا باستغراب مصاحب لابتسامة خجولة : الزهرة الفواحة ؟!!
أجابها كيوهيون بثقة : نعم ..
ضحكت بخفة وقالت : أعجبني اللقب ، رغم أنني لم أفهم سببه بعد !
كيوهيون : ستفهمين لاحقا ... كيف حالك اليوم ؟
آريا والابتسامة لم تفارقها : بخير ... بأحسن حال في الواقع ..
كيوهيون بابتسامة أيضا : جيد .. مع أنني لم أفهم سبب السعادة التي تعتلي وجهك الباسم !
آريا : أظن أنه نفس سبب السعادة التي تعتلي وجهك أنت أيضا ! (أكملت مازحة) ...... ماذا ؟! .... هل اشتقت لي منذ البارحة وحتى اليوم ؟!
كيوهيون : مممم لا .. في الواقع لم تفارقينني كثيرا حتى اشتاق لك ... كنت معي البارحة ... وبعد أن عدت إلى المنزل ... وفي الصباح ... حتى وصلت إلى العمل .... فارقتني لبضع دقائق ... ثم .... ها أنت هنا مجددا !
آريا باستهجان : ماذا !!! ، لم أفهم مقصدك !
صمت كيوهيون لبرهة ثم تابع قائلا : عطرك ...
آريا : مابه عطري !!!
كيوهيون : البارحة حين البستك سترتي ... يبدو أن عبقك تعشق بها ورافقني حتى حضوري اليوم إلى هنا ، لذلك أحسست بوجودك معي كل هذا الوقت .... ولذلك سميتك ب"الزهرة الفواحة" ...
حدق بها وحدقت به وسرحا في بحر عينيهما وكأن كل منهما يفهم تماما مايحصل بقلب الآخر ... قطع هيمانهما ببعضهما قائلا : ممم إذا .... ماذا تطلبين ؟ .. أو ... أتعلمين أمرا ، سأحضر لك شيئا مميزا على حسابي .. (ثم اردف مازحا بكلمات مقصودة المعاني) ... اعتبريني دعوتك إلى موعد ما ، بدون جلوسي معك إلى نفس الطاولة ..
ضحكت آريا وقالت : حسنا ، قبلت دعوتك ..
اومأ لها بحب ، ثم غادرها لبضع دقائق وعاد بعدها حاملا كأسا كبيرا من المثلجات بعدة نكهات مع كريمة و حبات متناثرة من الشوكولا المبشورة على السطح.. وضعه أمامها وقال : آمل أن تنال إعجابك ..
توسعت عيناها ورمشت عدة مرات ثم ابتسمت بطريقة لم يعهدها منها من قبل وقالت : يا إلهي !!! ... أنت ماذا ؟ .. ساحر .. أم محقق أمنيات !!
ضحك على طفوليتها وعفويتها وأجاب بدهشة : لماذا ؟ .. كل هذا بسبب كأس المثلجات هذا !!
أخفضت رأسها مبتسمة ثم رفعته لتلتقي عيناهما : أنت حقا لا تعلم ...... بيني وبين المثلجات قصة عشق لاتنتهي !!
قال مستغربا : قصة عشق !!! .... واو .... بدأت أغار !
رفعت حاجباها مستغربة كلامه ، فوعي لنفسه بما تفوه به ثم استدرك نفسه قائلا : أقصد .. أنه .... هههه أنا فقط لم أكن أعلم ... حسنا ، جيد أنك تحبينها ... استمتعي بها من فضلك .
تناولت الملعقة وتذوقتها بشغف مغمضة عينيها ، بعدها ابتسمت ابتسامة عريضة وتابعت تناولها بتلذذ واستمتاع .. كل هذا وهو مازال واقف أمامها يراقبها و قلبه يكاد يغادر ضلوعه ويذهب إليها .. حرارته ارتفعت من طريقة تناولها لتلك المثلجات الباردة .. عيناه انشغلتا بحفظ والتهام تفاصيلها ونحتها بداخل عقله وفؤاده ..... ايقظته من شروده بها حينما قالت له ساخرة : ألم ترى في حياتك فتاة تأكل المثلجات باستمتاع مثلي ؟!!
كيوهيون : ههه لا ... في الواقع لم أرى في حياتي فتاة تتناول المثلجات بطريقتك أنت !!
حدقت به مستغربة ، فعاد متداركا كلامه قائلا : أقصد .. بطفوليتك وعفويتك .. انظري ماذا فعلتي !!
تناول منديلا ورقيا من أمامها ثم اقترب من جهها ليمسح نقط المثلجات التي لطخت بها ذقنها وطرف شفتيها بدون أن تشعر ...
قلبه عاد لينبض بجنون أنفاسه اضطربت من جديد وعيناه غرقتها بمقلتيها و حدقتي العسل خاصتها .. وهي لم تكن أقل حالا منه ، كادت تذوب بثيابها لتصرفاته وقربه الزائد منها ، وأنفاسه التي تلفح وجهها لتذهب عقلها وإدراكها ، وعيناه اللتان تكادان تفقدانها وعيها وإطلاق جماح الحب بداخلها لأي فعل طائش غبر محسوب العواقب !!
أدرك وقتها ما وضعهما بتلك اللحظة فعاد واستقام ليكلمها بشيء من الجدية الممزوج باللطف : عن إذنك يجب أن أعود لعملي ، من فضلك استمتعي بالمثلجات ..
غمز لها ثم انصرف بعيدا عنها وعن حضورها الذي أصبح يبعثر كل ذراته وكيانه ....

بعد غياب كيوهيون عنها إلى عمله ، تعالت أصوات هاتفها منبهة بمكالمة واردة ، أخرجت هاتفها من الحقيبة لتجيب على تلك المكالمة بابتسامة : أهلا ليندا ..
ليندا بانزعاج : لما تتركينني وحدي كثيرا هنا ؟! ، لم لم تعودي تأتين إلى القصر كما في السابق ؟! ، اشتقت لرفقتك .. أنت الوحيدة التي تعلم سري وتفهم كل شيء عني !
آريا بمزاح : أنا أيضا اشتقت لك ، ولكن ..ألن تتوقفي عن تذمرك و توترك الدائم هذا ... أصبحت أتشائم حين أرى إسمك على شاشة هاتفي !!
ليندا : ماذا !! ، هكذا إذا .... أتتخلين عني في منتصف الطريق !!
ضحكت آريا وقالت : يالك من فتاة طيبة القلب !!... أمزح معك فقط .... المهم .... اخبريني ما آخر مستجداتك مع العائلة ..
ليندا : ممممم بالنسبة للجد ، هو لطيف معي للغاية ، بصراحة أحسه في كثير من الأحيان مثل جدي الحقيقي فعلا .... بالنسبة لدونغهي ، ممم ماذا يمكنني القول أكثر من أنه رائع ، بصراحة بدأت أحسد ليندا عليه فعلا .. بموتها خسرت أفضل زوج على الاطلاق !! ، أنا نفسي لم أعد أستطيع السيطرة على قلبي بوجوده ...
آريا : ماذا ؟! ، ما الذي تقصدينه ؟
ابتسمت ليندا بخجل : إن اعترفت لك أن الأمور تطورت بيننا ، على الأقل بالنسبة لي ......... هل من الممكن أن يكون هذا خاطئا !!!
ابتسمت آريا ابتسامة جانبية : برغم حبي وصداقتي بليندا الحقيقية ... إلا أنني لايمكن أن أحبس دونغهي وعواطفه في طيفها الذي فارق الحياة .... لا يمكنني إلا أن أقول لك ........ فوزي بقلبه ..
ليندا : هل أنت جادة فيما تقولين !!!
آريا : لم لا ؟!!، دونغهي زوج مثالي رائع ، وأنت فتاة طيبة وجميلة وذكية و أي شاب في الكون يحلم بالفوز بحبك ... بالإضافة إلى أنك نسخة طبق الأصل عن ليندا ...... فما المانع من علاقتكما معا ..
ليندا : ولكن .............. متى ........... ستخبرينهم بالحقيقة ؟!
آريا : قريبا ...... لا تشغلي بالك بالأمر ..... اه صحيح ، لم تخبريني كيف هي علاقتك مع السيدة هيانسوك ؟!
تنهدت ليندا بعمق ثم قالت : هنا تكمن المصيبة ...... أحس إحساسا قويا بأنها اكتشفت أمري ، ولكنها تخفي الحقيقة عن الجميع لسبب ما !!!
آريا : ماذا !!!!!!! ..

أما بالنسبة لكيوهيون ... فقد انغمس بعدها لدقائق في عمله بالداخل ، إلى أن باغته صوت هاتفه الذي يرن بإزعاج ، أخرجه من جيبه لتصدمه هوية المتصل ... توتر كثيرا قبل أن يجيب ، ثم استجمع قواه وفتح الخط قائلا : كانغ إن !!! ... أهلا بك !
كانغ إن : كيف حالك كيوهيون ؟ ، مر زمن طويل لم اسمع صوتك فيه !!
كيوهيون بارتباك : اوه ..كما تعلم ، إنه العمل وحسب !
كانغ إن : ههه حسنا .... مممم كنت أريد سؤالك عن يورا .... وصلت الآن للمدينة وذهبت إلى شقتها فوجدتها فارغة ، كنت أريد مفاجأتها بقدومي ولم أجدها فظننتها معك في المطعم ..... حتى أنني اتصلت بها كثيرا و وجدت هاتفها مشغول ! .... هل هي هناك ؟!
كيوهيون بتلعثم : ها !!! .... هناك !! ... هناك أين ؟!
كانغ إن : أقصد هل مازالت تعمل معك في المطعم ؟! ..... إن كانت كذلك أخبرني لأحضر وأراها ... اشتقت لها كثيرا وأريد مفاجأتها برؤيتي ....
كيوهيون : يورا .......... إنها ............ يورا ......... يورا لم تعد تعمل في المطعم ...
كانغ إن : ماذا ؟! ، أين هي إذا ؟!!!!!!

Continue Reading

You'll Also Like

508K 11.8K 40
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
343K 7.9K 34
لو إلتقينا في عالم آخر لوقعت.. لغرقت وتهت في حبك ولكن ولدنا هنا في عالم انتِ القاتلة وانا السجان واه من حرقة الإنتقام ولهيبها تهنا معًا في هذا الظلام...
508K 24K 35
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
254K 20.2K 53
لم أقع في الحُب بل كنتُ واقفة طوال الوقت لم أكن مجنونة، لقد كنت عاقلة وأعي ما يجري بيننا وأظن أن ذلك ما جعل ما بيننا شيئاً أبدياً غير عادي . ~لقد...