.
°
.
°
.
°
.
°
.
°
•
< يوم 12 فبراير 2023 م، الساعة 11:00 PM >
« دخل أونار الغرفة، ومعه طبيبة، ثم استيقـظ آرينـا، فتفاجأت: لا تخافي؛ إنها طبيبة نفسية، ولن تؤذيك.
فاستلقت آرينا مجددا، وأعطت له ظهرها: لست أريد.
فأدارها أونار، وجلس على كرسي، بعدما جلست هـي، ثم بدأ يروي لها وقت وجدت آرينا القلادة، والمتحـف بكل أسراره، وما حدث أثناء اختفائها أمام الكاميرات، لم تعد بعدها في هذه الليلة حتى انتشر الخبر بجميع وسائل التواصل الاجتماعي، وفي اليوم التالي جاءت آرينا وسألت عن القلادة: لا أعلم ما جعلها ترجع لزمن القلادة، إنها قديمة جـدا، ولا نعـرف حتى ما سرهـا.
أخذها من يد آرينا، وأعطاها لها، فظلت تتفقدها، وهو يكمل حديثه عن الساعة، وما حدث في المـزاد، وإنهـا قد اشترتها بأغلى الأثمان، غيـر مباليـة بسعرهـا الـذي كـان مليـونـين، ونصـف دولار، نظـرت لآرينـا بتعجـب، ودهشة، فقالـت: لا تسألـي، أحضرتهـم مـن الماضـي.
فرد أونار: هذا مـا تقولـه طـوال الوقـت، إنهـا ذهبـت للماضـي، كيف لعقل بشري استيعاب هذه الخرافة ؟
كانت الطبيبـة صامتـة، لا تعـرف حتى مـا تقولـه للـرد عليهما، وعندما سألت آرينا عما قاله، قالت: نعم، لكني لم أغب يوم كما قـال، لقـد عـدت بعـد ثمانية أشهـر، لقد ذهبت للماضي عن طريق الساعة، وعشت هـناك هذه المدة، ثم جئت إلى هنا بعد يوم واحـد؛ حتى لا يقلقا علي، لكنـي كنـت مخطئـة؛ فـلا أحـد يصدقني.
تكلمت الطبيبة: سأسألك بعض الأسئلـة آنسـة آرينـا.
أكملت بعدما أدركت بموافقة آرينا: هل أنتِ متزوجة؟
وافقتها آرينا، وعندما كادت تكمل قـال أونـار متعجبـا: متزوجة ماذا ؟ أيتها الطبيبـة، إنهـا لـم تتـزوج بعـد.
فسألتها: منذ متى هذا ؟ ومن ؟ هل أنتِ حامل منه ؟
تعجبت آرينا لكنها احتفظت بعد بهدوئها: تزوجت من شهرين تقريبا، ثانيا الذي تزوجته هـو فـي الماضـي، ثالثا أنا لست عاهرة لأحمل من غيره كما يظن أخي.
وجهت كلماتها الأخيرة لآخاها الذي نظرت له بكل ثقة بنهاية كلامهـا: أنـتِ تقصديـن أن أوراق زواجـك فـي المـاضـي، ولا يـوجـد أي دليـل هنـا أنـك متـزوجـة ؟
وجهت الطبيبة كلامها لآرينا، فوافقتهـا: نعـم، وجميـع المملكة تعلم إني متزوجة، فلست متزوجة به بالسر.
همهمت لها ثم سألتها آخر: لكن كيف ذهبت للماضي ؟
: لا أعرف، لكني الوحيدة التي تستطيع الذهاب لـه، كان هناك فتاة تستطيع منذ قرن، وقبلها كذلك، لكـن من كل هؤلاء الفتيات لا يوجد فتاة فعلت؛ لأنهن لـم يرون الساعة أساسا، أما أنا، ولأنهم وجدوا الساعـة في عصري، تم إستدعائـي؛ لدراسـة الساعـة، وكانت تلك الصدفة أني الفتاة التي تستطيع إستعمالها، ثم إني عرفت قراءة اللغة التي لم يستطيع فعلها أحـد.
: كلامك مقنـع آنسـة آرينـا، ولكـن هـذا لمـن يصـدق الخيال، للأسف أنا لم أستطع تشخيص حالتك؛ إذ لا يوجد أي دليل يدل إنـه مـن تأليفـك، وهـذا تفسيـره عـدم استطـاعـة أي أحـد فعـل مـا فعلتيـه بالساعـة، سأتحقق من الكاميـرات مثلمـا قـال أونـار، وأرى إن تعطلت الكاميرات بالفعل أو إنك اختفيت من العالم حقيقة، وأيضا سأتحقق إن كان هناك القرن الماضي فتاة تشبهك، أم لا، وللأسف سوف يتضح كل شيء، ولكن بعـد قـرن، عندمـا نجـد أن لكِ شبيهـة بالفعـل.
فابتسمت آرينا، وقالت لها: حسنا، أراهـن لك أن هـذه حقيقة، وليست من تأليفـي، الكاميـرات لـم تتعطـل، وهناك فتاة في القرن الماضي تشبهني تماما، وأيضا أريد إخبـارك بشـيء، وهـو إنـي سأفـك لـعنة الـملك، ولسوء الحظ لن تجدوا فتاة تشبهني في المستقبل؛ لأني هي من ستفكها ...... فهمـت يـا أخـي العزيـز ؟
ضحـك أونـار بسخريـة، يعبـر عـن عـدم تصـديقـه لأي شيء قالتها بينما خرجت الطبيبة قائلة: عن إذنكما »
.
°
.
°
•
< يوم 13 فبراير 2023 م، الساعة 01:00 AM >
« لوحت لصديقتها -الواقفة أمام باب منزلها- تودعهـا: حسنا، آرينا، سأذهب، أونار، أعتني بهـا، ولا تؤذيهـا.
ابتسمت وذهبت، فدخلت آرينا، وبعدها أخوها، ذهبت بعدها تجاه السرير؛ لترتاح؛ كيلا ترهق نفسها، وطفلهـا الصغير، أما أونار فظل يرتب المنزل بأكمله، ويبعـد أي شيء يمكن أن يعرضها للخطر، دخل غرفتها، فوجدها تنظر للمفتاح بيدها، وفجأة نظرت له لإدراكها وجوده، نهضت بسرعة، وقالت بترج له: أونـار، أريـد الذهـاب.
سألها عما تقصده فقالت: للماضي، أرجوك أخي أونار.
فذهب لها وقال بغضب: ذلك الحقير، ستخبرينني من هو غصبا عنك، وإن لم يأت فسأذهب له بنفسي، ولا تخافي إن ظننتِني سأضربه لأني سأقتله من الضرب
قالها، وهو ما زال يحافظ على هدوئه؛ حتى لا يغضب عليها فردت آرينا بعبوس: أنت لا تفهمني، صدقني أنا أقول الحقيقة لقد ذهبت للماضي فعلا، أونار أرجوك
قال يصرخ، وقد نفد صبره: قلت لن تذهبي، أخبريني عنه، وأنا سأحضره ليعتذر عما فعله، سأجعله يتمنى الموت إلم يتزوجك، وإلم تخبريني فستبقين هنا، لن تخرجي من المنزل؛ لأني لم أعد أثق بك يا الحقيرة.
خرج وقفل الباب بقوة، فانهمرت بالبكاء وظلت تشهق واضعة يدها على وجهها تفكر، لقد وقعت بورطة حقا، أخاها يظنها عاهرة، أصبحت حامـل دون أن تتـزوج »
.
°
.
°
•
< يوم 13 فبراير 2023 م، الساعة 06:00 AM >
« استيقظت وهي تفكر، مستلقية على السرير بهدوء، لا تعرف ما تفعله، قريبا الأمر سينتشر، وسيظن الناس كما يظن أخوها، لـذلك أصـرت على الذهـاب للماضـي.
نهضت؛ لتبحث عن ورقة، وقلم، ولكن عدم إيجادهما، جعلها تذهب لغرفة أونار بهدوء شديد؛ كيـلا يسمعهـا، وعندما وجدت ما تريده قفلت الدرج وذهبت؛ لتخرج، أصدرت صوتا، فاستيقظ أونار: مـاذا تفعليـن ؟ آرينـا.
نظرت له، وأخفت الورقة، والقلم، ورائها: لا، لا شـيء.
أدركت رؤيته لما خلفه،ا فأظهرتما الورقة وقالت: كنت أريدهما؛ لأكتب بعض الطلبات التي ستحضرها لـي.
أعاد للنوم، وغطى وجهه بالوسادة: أكتبي ما تريدين.
خرجت من الفرفة وذهبت لغرفتها؛ لتكتب رسالتها له:
- أخي ، آسفة أني ذهبت دون إذن، لكن صدقني لـم أعد أتحمل، أنت لا تصدقني، وإيمالا كذلك، أنا أقول الحقيقة حقا، سأذهب، لكن لا تقلق، ربما أغيب عنك سنة أو أقل بشهور، حتى موعد ولادتي، لكني سأرج لك لا تقلق، أحبك، وكنت أتمنـى بقـاء التسعـة أشهـر معك لكني لم أعد أتحمل كلامك علي صدقني أنا لم أفعل شيئـا، سأكتب لك بعـض الحـروف، وسأحـاول وضـع عقـد زواجـي باللغتيـن؛ لتتأكـد، أحبـك أونـار.
أنهت رسالتها له بتلك الجملة، ثم أخذت ورقة أخرى، وكتبت بعض الكلمات التي ستفيده لفهـم اللغـة هـذه، وكتبت في الورقة الثالثة، رسالة لإيمالا أعز أصدقائها.
وضعتهم على السرير، ونهضت، وأخذت ملابسها التي جاءت بها من الماضي، ثم اتجهـت للحمـام؛ كـي تغيـر ملابسها، دخل أونار الغرفة: آرينا أكتبت ما تريدينه ؟
تفاجأ أونار بعدم وجودها فاتجه للحمام وطرق: آرينا.
صدمت فكانت قد تجردت من ملابسها: نعم أونار، أنا أغير ملابسي، أخرج من الغرفة؛ لأني أريد الخـروج.
كانت خائفة أن يرى الأوراق، لذلك تحاول إخراجه من الغرفة بسرعة، لكنه عندما اتجه؛ ليخرج رآهـا بالفعـل، فنظر لها متعجبا وأخذها: انتظري آرينا ،أنا لم أخرج.
قرأ أول كلماتها ففهمها واتجه يخرج: يمكنك الخروج.
قفل الباب، ووقف مستند على الجـدار؛ ليقـرأ الورقـة، نظر أمامه بعدما أدرك أن آرينا فتحت البـاب، نظراتهـا المصدومة، وكأنها تريد ضربـه؛ ليفقـد ذاكرتـه، أخـذت الورق منه بسرعة، فتكلم أونار بابتسامـة على وجهـه: أهذه هي الطلبات التي تريدينها ؟ !! ....... أجيبـي.
قالها، واختفت ابتسامته؛ لتظهر تعابير غضبه صارخـا: تظنين أني سأصدق ورقة، واو أختي ذهبت للماضي ولن تعد إلا بعد مرور تسعة أشهر، ما هذا الهراء ؟ اا توقفي آرينـا لقـد سأمـت منـك، تعرفيـن أنـك لـو لـم تكوني حاملا لكنت ذهبت بـك لمستشفـى المجانيـن، آسف على الكلمة، ولكن هذا حقيقي، كانوا أرجعـوكِ لـعقلك لمجـرد ساعقة كهربـاء واحـدة فـي دمـاغـك.
أنزلت دمعة ونظرت له بحزن أما أونار فأغمض عينيه بقوة ونفاد صبر، فتحهما بعدها، فوجدها تبكي: آسف.
ثم اقترب منها وحضنها بقوة قائلا: لم أقصد لكن .... أنا خائف عليك آرينا، أرجوك أخبريني بما حدث، لـن أفعل لك شيئا -حقا- لكن أخبريني -آرينا- أنا أخـوك.
أبعدته عنها بقوة، وصرخت: أبتعد -أونار- أبتعد عنـي أرجوك -أونار- أنا لم أعد أتحملك، أنـت لسـت أخـي.
دفعته، واتجهت لغرفتها، قفلت الباب على نفسها بقوة وبكت، فخرج إونار من المنزل غاضبا: ااا، ااه يـا الله.
قفل باب المنزل بالمفتاح، ثم ظل يتجول قليلا؛ ليهدأ، قابله متجر فوضع يده بجيبه، وعند تأكده مـن وجـود نقود دخله وظل ينظر حوله يتفقد ما تحبه آرينا، فتح هاتفه وبحث عما لا يجب أكله الحامل، فظهرت قائمة.
فأحضر ما تحبه، والذي لم يكن ممنوعا عليها، وبعدمـا ملأ عربة تسوق، ذهب؛ ليحاسب، ثم خرج من المتجر، واتجه لمنزله، دخل المنزل، فسمع صوت سعالها الـذي تعالى بقوة، فوضع الأكياس في المطبخ، ولغرفتها قد ذهب ليطمئن عليها، لم يجدها، لكنه وجد باب الحمام مفتوحا فنادى عليها: آرينا أنت بخير .. هل آتي لك ؟
ظلت تسعل بقوة وهي تستفرغ ثم قفلت الباب فتنهد وخرج من الغرفة، وفور دخولـه المطبـخ تذكـر عندمـا كانت أقل عمرا، ووقت ماتت والدتهما، فلم تعد تصنـع الخبز، ولم تحب الخبز الذي يشتريه أونار من المنـزل، فكان يصنع لها خبزا عندما كانت في فترة امتحاناتها.
وها هي لم تعد تأكل غيره، ابتسم وأخذ الدقيق، وظل يصنعه، وعندما أخرجه من الفرن، كان قـد أنتهـى مـن قلي البطاطا الحلوة فوضعها على الخبز ووضع فوقها أنواع الجبن التي تحبها، لف الخبز ووضعه على طبق أنيق ثم وضع صلصة حمراء فوقه وبعدما انتهى كتب على الطبق بالصلصة ' آسف ' وحضر بعدها كوب لبـن ساخن، وضع عليه بعضا من الشيكولاتة، ووضعه على طبق آخر أصغر، ثم وضع بجانبه بسكوت الشيكولاتة.
وضع الطبقان على صينية، ثم حملها واتجه بها لغرفة آرينا، فتح الباب، فوجدها نائمة تضم فخذيها لصدرها وتخبأ وجهها بين ذراعيها، جلس على السرير، ومسـك قدمها ليهزها: آرينا هيا انهضي لتأكلي، أنتِ لم تأكلي منذ فترة، هل حببت المستشفى؟ إن كنتِ لا تهتميـن لابنك، فأنا أهتم لمن سيقول لـي خـال عندمـا يكبـر.
ابتسمت آرينا، ثم نهضت، بعدما ألح عليهـا، وأنهضهـا، ابتسمت أكثر بعدما وجدت الطعام الذي تحبه وعندما قرأت الكلمة نظرت له بحزن ثم اقتربت منه وحضنته فابتسم ومس على ظهرها بحنان قائلا: أنا آسف آرينا
ابتعدت عنه لتأكل، أما هو كان يتجنب النظر لها لكيلا تخجل، وتحزن، فقد كان طوال الوقت ينظر الأرض »
.
°
.
°
.
°
.
°
.
°
•