حبيسة قلبه المظلم ( الجزء الأ...

By sarahalqharaguli_97

544K 23.5K 2.9K

هو رجل يشبه الظلام .. رجل طعنه القدر بقسوة ولم يتبقَ منه سوى بقايا روح ترفض الحياة .. أما هي فأتت وإخترقت حيا... More

تنويه
اقتباس
المقدمة
نديم & ليلى
الفصل الأول
الفصل الثاني
اقتباس
الفصل الثالث
اقتباس
مهم
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل الخامس ( الجزء الثاني )
الفصل السادس
الفصل السابع
مهم
الفصل الثامن
تنويه هام
الفصل التاسع
الفصل التاسع ( الجزء الثاني )
الفصل العاشر
الفصل العاشر ( الجزء الثاني )
نقاش
مهم جدا
اقتباس
الفصل الحادي عشر
اقتباس
الفصل الحادي عشر ( الجزء الثاني )
مشهد طويل من الفصل القادم
الفصل الثاني عشر
الفصل الثاني عشر ( الجزء الثاني )
الفصل الثالث عشر
موعد الفصل القادم
الفصل الثالث عشر( الجزء الثاني )
الفصل الرابع عشر
الفصل الرابع عشر ( الجزء الثاني )
الفصل الخامس عشر
الفصل الخامس عشر ( الجزء الثاني )
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
ابطال الرواية
مشهد متقدم لعمار ومريم
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثاني والعشرون ( الجزء الثاني )
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
مشهد لنديم وحياة من فصل الغد
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون ( الجزء الاول )
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
صفحتي على الفيس بوك وجروبي
حساب انستغرام
الفصل التاسع والعشرون
الفصل التاسع والعشرون ( الجزء الثاني )
الفصل التاسع والعشرون ( الجزء الثالث )
هام
الفصل الثلاثون
الفصل الثلاثون ( الجزءالثاني )
الفصل الحادي والثلاثون ( الجزء الاول )
الفصل الحادي والثلاثون ( الجزءالثاني )
الفصل الحادي والثلاثون ( الجزء الثالث )
الفصل الثاني والثلاثون ( الجزء الاول )
الفصل الثاني والثلاثون ( الجزء الثاني )
الفصل الثاني والثلاثون ( الجزء الثالث )
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون ( الجزء الثاني )
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون ( الجزء الثاني )
اقتباس من فصل الغد
الفصل الرابع والثلاثون ( الجزءالثالث )
الفصل الخامس والثلاثون ( الجزء الاول )
الفصل الخامس والثلاثون ( الجزء الثاني )
الفصل السادس والثلاثون ( الجزء الاول )
الفصل السادس والثلاثون ( الجزء الثاني )
الفصل السادس والثلاثون ( الجزء الثالث )
الفصل السابع والثلاثون
الفصل السابع والثلاثون ( الجزء الثاني )
الفصل الثامن والثلاثون
الفصل الثامن والثلاثون ( الجزء الثاني )
هام
الفصل التاسع والثلاثون
الفصل التاسع والثلاثون ( الجزء الثاني )
شجرة ابطال الرواية
الفصل التاسع والثلاثون ( الجزء الثالث)
استفتاء
استفتاء(٢)
الفصل الأربعون
تنويه
مشهد لطيف
مشهد لطيف ثاني
اقتباس من فصل الغد
الفصل الأربعون ( الجزء الثاني )
الفصل الحادي والأربعون
بوست للنقاش
بوست مهم
استفتاء
الفصل الحادي والأربعين ( الجزء الثاني )
الفصل الحادي والأربعون ( الجزء الثالث والأخير )
الفصل الثاني والأربعون ( الجزء الأول )
الفصل الثاني والأربعون ( الجزء الثاني )
مشهد لراغب وهمسة
الفصل الثاني والأربعون ( الجزء الثالث )
الفصل الثالث والأربعون ( الجزء الاول )
اقتباس
الفصل الثالث والأربعون ( الجزء الثاني )
تنويه بخصوص الفصول القادمة
الفصل الرابع والأربعون ( الجزء الاول )
الفصل الرابع والأربعون ( الجزء الثاني)
الفصل الرابع والأربعون ( الجزء الثالث )
اقتباس من الفصل القادم
الفصل الخامس والأربعون
الفصل الخامس والأربعون ..( الجزء الثاني )
هام
الفصل الخامس والاربعين ( الجرء الثالث)
اعلان
اعلان
الفصل الخامس والاربعون ( الجزء الأخير )
الفصل السادس والأربعون ( الجزء الاول )
إثبات وجود ( هام )
الفصل السادس والأربعون ( الجزء الثاني )
هام
الفصل السادس والأربعون( تكملة الجزء الثاني )
الفصل السادس والأربعون ( الجزء الأخير )
موعد الفصل القادم
الفصل السابع والأربعون ( الجزء الاول )
مهم
الفصل السابع والأربعون ( الجزء الثاني )
الفصل السابع والأربعون ( الجزء الثالث )
فصل الليلة
الفصل القادم
الفصل الثامن والأربعون
اقتباس من الفصل
الفصل الثامن والأربعون ( الجزء الثاني )
الفصل التاسع والأربعون
الفصل الخمسون
الفصل الحادي والخمسون
الفصل الحادي والخمسون ( الجزء الثاني )
الفصل الثاني والخمسون
الفصل الثالث والخمسون
الفصل الثالث والخمسون ( الجزء الثاني )
الفصل الرابع والخمسون
الفصل الرابع والخمسون ( الجزء الثاني )
تنويه مهم
الفصل الأخير
الخاتمة
الجزء الثاني
اعلان الجزء الثاني
500k

الفصل السادس والعشرون ( الجزء الثاني )

3.1K 166 10
By sarahalqharaguli_97

الفصل السادس والعشرون ( الجزء الثاني )
ظلت واقفة مكانها بثبات تنتظره أن يتفوه بكلمة واحدة وهي توليه ظهرها بينما كفيها ما زالتا تحيطان بطنها بحمية شديدة ...
أخذت نفسا عميقا ثم قررت أن تستدير نحوه أخيرا ترمقه بنظراتها وهي تسأله بصوت حذر :-
" ألن تقول شيئا ..؟!"
راقبت ملامحه الجامدة تماما في تلك اللحظة بخوف لا إرادي عندما هتف أخيرا بصوت غامض لا يوحي بشيء مما يعتمل داخله :-
" حامل اذا ..؟!"
أومأت برأسها تؤكد ما تفوهت به ليضيف ببساطة :-
" ستجهضيه ..."
تجمدت للحظات بدت فيها كتمثال لا حياة فيه قبل أن تتفوه أخيرا بصعوبة :-
" مستحيل .. انا لن أقتل طفلي .."
" سأقتله أنا اذا .."
قالها بقسوة لتهتف بصوت متوسلا مرتجفا :-
" لا تكن جاحدا الى هذه الدرجة يا عمار .. انه طفلك ... من دمك ولحمك .."
قاطعها وهو ينتفض من مكانه بعصبية مفزعة :-
" وانا لا أريده .. تخلصي منه فورا ... "
هزت رأسها نفيا وهي تحتضن بطنها مجددا بشدة ولسانها يهتف بصوت لاهث :-
" لن أفعل .. لن أتخلى عن طفلي .. انه لي .. انا اريده .."
تقدم نحوها بجذبها من ذراعها مرددا بعصبية وانفعال :-
" ماذا جرى لك يا بوسي ..؟! اي طفل تريدين بالله عليك ..؟!"
أجابت بقوة وتصميم :-
" هذا الطفل أريده وسأنجبه .."
" لا تجني يا بوسي .. هذا الطفل لا يجب أن يولد .. انا أساسا لا أفهم سبب تمسكك به .. انت شخصية مستقلة وناجحة .. لديكِ شركتك الخاصة وكل شيء .. ماذا ستفعلين بهذا الطفل ..؟!"
كانت يتحدث بلا مبالاة وكأن ذلك الطفل الذي تحمله داخلها ليس منه ..
ردت بحرقة :-
" أريده يا عمار .. أريده وسأنجبه ... انا أيضا انسانة لدي مشاعر وأرغب أن أصبح أما .."
رد بقسوة :-
" وانا لا أريد أن أصبح أبا يا بوسي .. لا أريد هذا الطفل .. هل ستنجبين طفلا من أب يرفضه ..؟!"
مسحت على وجهها بقوة قبل ان ترفع وجهها الذي إحتقن كليا وقالت بعزيمة :-
" عندما أنجبه ستكون مجبرا على الاعتراف به .. "
" و كيف ستجبريني يا هانم ..؟!"
قالها وهو يتقدم منها أكثر حتى بات لا يفصل بينهما سوى سنتيمترات قليلة فهمست بصعوبة :-
" سأرفع دعوة اثبات نسب ضدك وسأربحها لإنه طفلك وانت مجبر أن تمنحه اسمك .."
قال بنفس الصوت البارد الغامض :-
" ألا تخافين على سمعتك ومظهرك الاجتماعي وانت تنحبين طفلا غير شرعيا ..؟!"
ردت بعدم اهتمام مصطنع :-
" ليس مهما .. انت تعلم إنني لا أهتم بأمور كهذه .. لا يوجد حتى ما أخشى منه .. عائلتي تعيش في الخارج وانت تدرك مدى تحررهم ... وانا نفسي ذات عقلية متحررة ... انا حتى لا أريد منك أن تتزوجني لإني أعلم جيدا إنك لن تفعلها .. انا كل ما أريده إعترافك بالطفل .."
صاح وقد نفذ صبره كاملا :-
" انتِ جننتِ تماما .. هذا الكلام لا يصدر من إنسانة واعية مثلك .. تريدين إنجاب طفلا في الحرام بل وتفتخرين بهذا .. "
أضاف وهو يقبض على ذراعها بقوة :-
" اسمعيني جيدا .. ستتخلصين من هذا الطفل وإلا سأضطر أن أفعلها بنفسي .. أمامك ثلاثة ايام .. في اليوم الرابع ستبلغيني إنك تخلصتِ منه وانا سأتأكد بذلك بنفسي وإن لم تفعلِ فسأخذكِ بنفسي الى الطبيب وأطلب منه أن يجهضك .."
دفعها بعدها بكل قوته لتسقط ارضا بينما اتجه هو نحو السرير يسحب قميصه يرتديه بسرعة قياسية ثم يحمل محفظته وهاتفه ومفتاح سيارته وكل هذا وهي تتابع ما يفعله بعينين دامعتين قبل ان ينطلق خارج الغرفة بل الشقة بأكملها ..!!
احتضنت جسدها المرتجف بذراعيها والألم داخلها كان لا يوصف في تلك اللحظة ..
كانت تعلم مدى قوته وتجربه لكن داخلها كان هناك أمل بسيط أن تتغلب غريزة الأبوة داخله على هذه القسوة لكن من الواضح إنه لا يمتلك هذه الغريزة من الأساس ..
شهقت باكية وهي تتذكر كيف أمرها بالتخلص من طفله بكل قسوة  بل أخبرها إنه سيفعلها بنفسه اذا انتهت المدة دون أن تتخلص منه ..
كانت المرة الأولى التي توضع فيها بموقف كهذا وللمرة الأولى تشعر إنها غير واثقة من قرارها الذي اتخذته ..
هي تريد طفلها لكن عمار لن يتركها أبدا دون أن يتخلص منه فماذا تفعل في هذا الوضع المزري ..
...................................................................
في صباح اليوم التالي ..
تقدمت نحو طاولة الإفطار حيث تترأس والدتها الطاولة كعادتها ترتشف قهوتها ببطأ وتتناول معه احد انواع البسكويت الصحية التي نصحها بها الطبيب منذ عدة سنوات عندما تدهورت حالتها الصحية بسبب ما حدث مع أخيها ..
" صباح الخير .."
قالتها غالية وهي تسحب كرسيها وتجلس جانب والدتها على الطاولة لترد والدتها تحيتها بصوت مقتضب خافت بالكاد يسمع ...
صبت غالية لنفسها الشاي الذي تفضله على الإفطار ثم وضعت القليل من المربى على قطعة التوست السمراء وبدأت في تناولها وهي تتجنب النظر الى والدتها بعد مواجهة البارحة ..
أنهت فطورها سريعا وهمت بالنهوض لكن صوت والدتها أوقفها وهي تأمرها :-
" انتظري لحظة .."
ظلت جالسة في مكانها دون أن تنظر الى والدتها التي فاجئتها عندما سألتها :-
" انت مصرة على الإرتباط بذلك الشاب ، أليس كذلك ..؟!"
إبتلعت غالية ريقها ثم هزت رأسها على الفور تجيب بهدوء بعدما نظرت الى والدتها أخيرا :-
" أريد خطبة مبدئيا ... خطبة تمنحني الفرصة للتعرف عليه جيدا ..."
توقفت عن حديثها وهي تلاحظ نظرات والدها الغير راضية قبل أن تسألها مجددا :-
" وماذا عن طلب شريف ابن عمك ..؟! أبلغه رفضك إذا ..؟!"
هزت غالية رأسها مجددا وهي تجيب بجدية :-
" نعم ، أبلغيه رفضي والذي بالمناسبة لا علاقة له بفراس ووضعي معه ..."
حل الصمت المطبق تماما عندما شاهدت غالية والدتها تضع كفيها أسفل ذقنها بطريقة توحي إنها تفكر في أمر ما تزنه داخل عقلها بجدية ..
سمعت غالية والدتها تهتف أخيرا بحسم :-
" انا موافقة مبدئيا .."
" حقا ..؟!"
قالتها غالية بعدم تصديق وهي تجاهد لإخفاء ابتسامتها قبل أن تسأل بإحباط :-
" ولكن نديم يرفض الأمر بشكل قاطع ...؟!"
ردت والدتها وهي تحمل فنجان قهوتها مجددا :-
" انا سأتحدث معه .."
"شكرا يا ماما .. شكرا كثيرا ..."
قالتها غالية بسعادة حقيقية لتضع والدتها فنجانها في مكانه مجددا ثم تقول بتحذير :-
" ستكون هناك فترة خطوبة يا غالية .. وعليك ان تعلمي إنني لسه راضية عن هذا الإرتباط لكنني سأوافق مجبرة لإنك لستِ صغيرة يا غالية وانا لا يمكنني أن أمنعك عن شيء تريدنه .. أنتِ أصبحتِ في عمر يسمح لكِ بإتخاذ قراراتك بنفسك وهذا بحد ذاته يجعلني مجبرة على تقبل قرارك .."
" هي مجرد خطبة مبدئية يا ماما .. فراس يبدو جيدا ومع هذا سأمنح نفسي الوقت الكافي لإتخاذ القرار النهائي ..  أعدك إنني لن أاخذلك ابدا .. ثقي بي يا ماما .."
قالتها بنبرة متركبة لتمنحها صباح إبتسامة مقتضبة وهي ترد عليها :-
" انا أثق بك يا غالية وإلا ما كنت سأوافق على الخطبة أساسا .."
نهضت غالية من مكانها وقبلت والدتها من وجنتيها وعادت تشكرها مجددا قبل ان تودعها منطلقة بسعادة الى عملها تاركة والدتها تتابعها بقلق وهي تتمنى داخلها أن يكون قرارها بالموافقة صائبا ..!!
.....................................................................

كانت تسير داخل سيارتها عندما رن هاتفها لتجده يتصل بها فإبتسمت وهي تجيبه بعد لحظات :-
" اهلا فراس .."
جاءها صوته المرحب :-
" صباح الجمال يا غالية .. أتمنى ألا أكون أيقظتك من نومك .."
ردت بسرعة وهي تقف جانب سيارتها  :-
" بالطبع لا .. انا أساسا ذاهبة الى الشركة .."
هتف بعدم تصديق :-
" ظننتك ستحصلين على قسطا من الراحة  بعد حفلة البارحة .. "
ضحكت وهي تهتف بجدية :-
" كان يجب أن يحدث هذا لكنني كنت أشعر بالضيق قليلا ووجدت إن بقائي في المنزل سيضاعف من ضيقي ..."
" هل حدثت مشكلة بسبب قدومي البارحة ..؟!"
سألها بحذر ليسمعها تتنهد بصوت مسموع ثم تجيب :-
" ماما وافقت مبدئيا يا فراس لكن نديم ما زال رافضا .. "
أضافت وهي تأخذ نفسها :-
" لكن ماما ستتحدث معه وتقنعه ..."
سمعت صوته المتحمس :-
" موافقة والدتك مبدئيا شيء جيد .. بالتأكيد ستنجح في إقناع أخيك .."
" ستنجح في ذلك إن شاءالله .."
قالتها بخفوت قبل أن تضيف بجدية :-
" ولكنني أريد التحدث معك وجها لوجه يا فراس ... أظن هناك الكثير من الأشياء يجب أن نتحدث عنها قبل أن تتقدم لخطبتي رسميا .."
" بالطبع يا غالية .. متى تريدين مقابلتي ..؟! أنا موجود في أي وقت حتى الآن إذا أردتِ ..؟!"
نظرت أمامها بتفكير قبل أن تسأله بجدية :-
" هل يمكننا أن نلتقي بعد قليل في احد المقاهي ..؟!"
رد فورا :-
" بالطبع .."
" جيد ، سنلتقي في المقهى المقابل لشركتنا ... انا سأغادر المنزل الآن متجهة الى هناك .."
سمعته يرد بسرعة :-
" ستجديني قبلك هناك ..."
ودعته بعدها وأخرجت مفاتيحها من حقيبتها حيث فتحت باب سيارتها وركبتها ..
قادت سيارتها متجهة الى المقهى الذي سينتظرها فيه عندما وجدته قد سبقها في الوصول الى هناك بالفعل ..
تقدمت نحوه بمظهرها المتألق كالعادة فتابعها بإعجاب عندما جلست أمامه تحييه بخفة ..
أشار الى النادل بعدما رد تحيتها ليسألها عما تحب أن تتناول فطلبت كوبا من النسكافيه الخالي من السكر بينما طلب هو قهوة معتدلة الحلاوة ..
ابتسمت له بعدما رحل النادل ليبادلها إبتسامتها وهو يسأل بإهتمام :-
" هل أنت بخير ..؟! "
ردت وهي تبتسم بهدوء :-
" نعم بخير ... "
أضافت وهي تتنهد بصمت :-
" نحن يجب أن نتحدث يا فراس .. بعد موافقة والدتي هناك موافقة نديم .. عندما يوافق نديم ستأتي وتخطبني كما اتفقنا لكن هناك أشياء أحتاج أن أعرفها عنك ..."
ابتسم مرددا ببساطة :-
" ماذا تريدين أن تعرفي ..؟! بالطبع تعرفين المعلومات الأساسية عني .. اسمي وعمري ومجال دراستي وعملي ..."
" هناك شيء أهم من كل هذه المعلومات .."
قالتها بجدية ليسألها بإهتمام :-
" تحدثي بصراحة يا غالية ... ما هو الشيء الذي تريدين معرفته ..؟!"
" زواجك السابق ..."
شعرت بجمود ملامحه للحظات .. لحظات قليلة وعادت ملامحه الى طبيعتها وهو يسألها بهدوء مريب :-
" ما به زواجي السابق ..؟!"
كادت أن تتحدث عندما تقدم النادل ووضع طلباتهما أماميهما ...
ابتعد عنهما لتهتف غالية أخيرا وهي تقبض على الكوب تحتضنه بكفيها :-
" ما سبب إنفصالكما ..؟!"
رد بسرعة وصوت قاطع :-
" هذا أمر خاص بيننا و .."
قاطعته بجدية :-
" ولكن من الطبيعي أن أعلم سبب الإنفصال .. ربما يكون سببا لا يناسبني .."
هتف بإنفعال مكتوم:-
" ما علاقتك انت بسبب إنفصالي عن زوجتي السابقة ..؟! لا أفهم وجه المقارنة أساسا ..."
" هذا سؤال طبيعي يتعرض له أي رجل في موقفك ..."
قالتها بهدوء ليحمل فنجان قهوته يرتشف القليل منه ثم يعيده الى مكانه قبل أن يقول وهو ينظر بعيدا :-
" لم نكن متفقان ... بالأحرى غير متناسبين ... هي من عائلة متواضعة للغاية وانا كما تعلمين ثري ومن عائلة معروفة وكبيرة في البلاد .. "
" هل تعني إن الفارق الاجتماعي والمادي بينكما سبب طلاقكما ..؟!"
هز رأسه مؤكدا ما قالته فهتفت بصوت خافت قليلا :-
" هذا يعني إنك تزوجتها عن حب ... "
شعرت بنظراته تتجمد لا إراديا وتفاحة آدم خاصته البارزة تتحرك بشكل أثار إنتباهه عندما رد أخيرا بصوت بارد :-
" كانت هناك مشاعر بيننا لكنها انتهت .."
سألته بحذر :-
" هل انت واثق من كونها انتهت ..؟!"
نظر إليها مرددا بشدة :-
" انا وعهد انتهينا منذ زمن يا غالية .. ولا أفضل أن نتحدث عن هذا الموضوع مجددا .. نحن تطلقنا منذ اربعة اعوام تقريبا لذا لا يوجد ما يقلقك بشأنها فلو كان هناك أمل أن نجتمع مجددا لما إنتظرنا كل هذه المدة دون أن نفعلها ..."
هزت رأسها دون رد بينما عقلها يفكر في كلامه وحنقه الشديد من ذكر زواجه السابق وسبب الإنفصال فوجدت إنها لم تستنتج شيئا واحدا من هذا الحديث سوى إن فراس كان يجب زوجته فهو تزوجها رغم أصلها المتواضع والفارق الكبير بينهما كما قال وهذا أكبر دليل على كونه كان يحبها ...
.......................................................................

كانت تقف أمام المرآة تصفف شعرها عندما سمعت صوت حنين تتقدم منها ويبدو إنها إستيقظت من نومتها أخيرا تسألها بدهشة :-
" إلى أين تذهبين منذ الصباح الباكر ..؟!"
ردت حياة وهي تضع مشطها على الطاولة بعدما انتهت من تصفيف شعرها :-
" نديم في طريقه الى هنا .. سأخرج معه .."
أضافت معتذرة :-
" لم أرغب في إيقاظك لإننا تأخرنا في النوم البارحة فقررت ترك رسالة لك .."
ردت حنين بجدية :-
" كلا انا أيضا سأخرج مع صديقتي بعد حوالي ساعة .. سنذهب الى احدى الجامعات للإستفسار بخصوص التقديم .."
" هل إخترت التخصص الذي تريدنه إذا ..؟!"
سألتها حياة بإهتمام لترد حنين بسرعة :-
" كلا ، ما زلت أبحث عن أكثر ما يناسبني ..."
ابتسمت حياة مرددة وهي تربت على وجهها بحنو :-
"حاولي أن تختاري أكثر تخصص تشعرين برغبة بدراسته .. "
" ان شاءالله .."
قالتها حنين وهي تبتسم لها عندما رن هاتف حياة برقم نديم فقالت حياة بسرعة وهي تحمل حقيبتها :-
" سأغادر أنا .."
أضافت وهي تلتفت نحو حنين تسألها قبل الخروج من المنزل :-
" هل سوف تبيتين هنا الليلة أيضا ..؟!"
قالتها حنين وهي تبتسم بخفة :-
" اذا لم يكن لديك مانع .."
ردت حياة بمرح :-
" في الحقيقة لدي أكثر من مانع .."
" حتى لو لديك ألف مانع ، سأظل هنا باقية على قلبك .."
ضحكت حياة تردد :-
" وجودك كالعسل على قلبي يا حنين .."
هتفت حنين تذكرها بنديم الذي ينتظرها :-
" اخرجي بسرعة .. سيمل الرجل من الانتظار .."
أرسلت لها حياة قبلة في الهواء ثم سارعت تخرج من المنزل متجهة الى سيارة نديم حيث ركبت السيارة وهي تبتسم له بهدوء ملقية تحية الصباح ليرد لها إبتسامتها وتحيتها قبل ان يحرك مقود سيارته متجها الى وجهته المحددة ..
بعد مدة من الزمان وأثناء الطريق حيث كانت تجلس بجانبه ملامحها هادئة كالعادة لكن بداخلها الكثير من المشاعر المختلطة التي تحاول أن تضعها جانبا وتفكر بما هو قادم ومستقبلهما سويا فهي ليلة البارحة ارتبطت به رسميا وأصبحت خطيبته ..!!
أفاقت من أفكارها على صوته يسألها بإهتمام :-
" أين شردت بأفكارك ..؟!"
إستدارت نحوه تبتسم بهدوء وهي تجيب :-
" لم أشرد ابدا .. فقط كنت أفكر عن سبب خروجنا اليوم .."
عقد حاجبيه متسائلا من جديد :-
" ومالذي يدعوك تتعجبين من خروجنا اليوم ..؟!"
ردت وهي تعاود النظر أمامها :-
" لإننا كنا البارحة سويا و .."
قاطعها بجدية :-
" البارحة كانت خطبتنا وفكرت إنه من الطبيعي أن نخرج اليوم كخطيبين لأول مرة .."
تأملت الخاتم الماسي الذي يزين إصبعها والذي برغم بساطته ونعومته كان رائعا بحق ..
يبدو إنه لاحظ عينيها المركزة على الخاتم فسألها بإهتمام :-
" ربما تأخرت في سؤالي لكن يهمني أن أعرف .. هل أعجبك الخاتم يا حياة ..؟! كان من المفترض أن تختاري خاتمك بنفسك لكنني كنت متعجلا قليلا .."
قاطعته بصدق وهي تلمس ماسة الخاتم بأطراف أناملها :-
" إنه رائع .."
ابتسم وهو يشعر بصدق كلماتها قبل أن يهتف وهو يلتفت بعينيه نحوها بعدما توقفت سيارته أمام إشارة المرور الحمراء :-
" بحثت عن شيئا يشبهك .."
رفعت نظراتها المندهشة نحوه ليضيف وعيناه تحومان حول وجهها :-
" شيئا بالرغم من بساطته ونعومته يحمل بريقا خاصا وهالة تجذب الروح له ..."
" نديم ..!!"
همستها بصوت رقيق مبحوح ليسحب كفها يقبض عليه بقوة ثم ينحني طابعا قبلة بطيئة على كفها مرددا وعيناه الزرقاوان ما زالتا تحاصران عينيها :-
" شكرا على كل شيء حياة .. شكرا على وجودك في حياتي .. شكرا على قبولك الزواج مني ..."
ابتسمت برقة رغم رفرفة نبضات قلبها التي وصلت أوجها في تلك اللحظة ...
كلامه كان كالبلسم لروحها وهي بدورها كانت بلسم روحه الدائم..
سمعته يضيف مشاغبا :-
" من الآن فصاعدا يحق لي أن أمسك يدك متى ما أردت و .."
قاطعته بسرعة :-
" تمهل قليلا يا نديم .. الخطبة لا تبيح كل شيء كما تظن .."
ضحك مرددا :-
" نعم أعلم ذلك .. ولهذا السبب فهذه الخطبة يجب أن تنتهي قريبا وندخل في الخطوة القادمة .. الزواج .."
توترت نبضات قلبها رغما عنها وعاد شعور الخوف يسيطر عليها مجددا فإنتبهت الى إشارة المرور التي تحولت للون الأخضر والسيارات التي بدأت تتحرك فهمست له :-
" السيارات تحركت .."
عاد يبتسم لها قبل أن يتجه ببصره نحو السيارات مفكرا بجدية إنها ما زالت تخشى قرار الزواج .. بل ما زالت تتهرب منه ورغم كونه يتفهمها جيدا لكنه لا يستطيع الصبر أكثر ..
كان يفكر إن أفضل شيء فعله هو قرار الخروج معها اليوم خاصة بعد ليلة البارحة وما حدث فيها وكيف أصبحت الأجواء مشحونة للغاية ..
بداية الليلة كانت رائعة لكن النهاية لم تكن كما أراد وكأن الجميع اتفق أن ينغص ليلته حتى أخته الوحيدة المحبة ...
لا يعلم لماذا عاد بذاكرته الى الخلف متذكرا يوم خطبته على أخرى وما حدث بعدها ..
في يوم مشابه لهذا اليوم كان قد خسر كل شيء ووجد نفسه خلف القضبان بتهمة لا يعلم عنها شيئا ..
يومها صباحا كان في أوج سعادته لكن سعادته تلك لم تستمر سوى لسويعات قليلة وبعدها انتهى كل شيء وتحول اليوم الذي ظن فيه إن بداية حياته التي انتظرها طويلا مع حبيبة عمره الى أسوء يوم في حياته ...
حاول طرد تلك الأفكار بعيدا وهو ينهر نفسه بقوة ..
لا يجب أن يتذكر ذلك اليوم ..
عليه أن ينساه تماما ويمحي ذكرى ذلك الماضي بكل ما فيه ..
منذ اللحظة التي إرتبط فيها بحياة وقد قرر أن ينسى ذلك الماضي تماما ..
عليه أن يكون مخلصا لها ويحقق لها السعادة دائما كما تسعده هي دوما وأبدا ..
أخذ يلوم نفسه بحق لإنه سمح لنفسه أن يتذكر تفاصيل ليس من حقه أن يتذكرها أبدا فحياة لا تستحق أن يتذكر تفاصيل تخص أي إمرأة سواها ..
عاد ينظر إليها مجددا فوجدها شاردة مرة فحاول أن يتحدث معها من جديد مفكرا إن خروجهما سويا هذا اليوم كان لأجلهما فهما يحتاجان الى هدنة وقليل من الترفيه ...
" ما أخبار نتيجتك ..؟!"
صدح سؤاله فجأة فإلتفتت نحوه تجيبه بسرعة وسعادة شعت في عينيها :-
" ظهرت منذ يومين .. الاولى كالعامين السابقين .."
قال بسرعة وسعادتها انتقلت اليه :-
" مبارك يا حياة .. هذا شيء يستحق الاحتفال اذا .."
أضاف وهو يضيق نظراته :-
" كان عليك أن تخبريني منذ اول يوم .."
قالت بسرعة :-
" معك حق لكنني إنشغلت في تحضيرات الخطوبة .. "
أضافت وعيناها تبرقان بفرحة :-
" هل تتذكر تلك المادة الصعبة التي شرحتها لي ..؟! لقد حصلت على درجة امتياز فيها .."
ابتسم لا اراديا ثم قال بتفاخر مصطنع :-
" هذا طبيعي .. لطالما كنت مبهرا في شرح المواد وإيصال المعلومة .."
زمت شفتيها ترد :-
" وانا ايضا كذلك .. حتى إنني شرحت اغلب المواد لمي خلال العام السابق ... "
ابتسم وقتا بصدق :-
" انت ذكية للغاية بل مبهرة ولديك مستقبل لامع .."
بادلته ابتسامته ورغما عنها شعرت بنوع من الفخر به ..
كان فخرا لسبب مختلف ..
فخرا لكونه يشاركها فرحتها بنجاحها في تخصص خسر هو كامل فرصته فيه ..
كانت سعادته لأجلها حقيقة ...
في تلك اللحظة اكتشفت صفة جديدة مميزة فيه ..
هو ليس أناني ولا يغار من نجاح البقية حوله ..
هو حتى لم يظهر عليه الإنزعاج من تفوقها رغم كل ما مر بيه وشهادته التي سحبت منه نهائيا ..
شخص آخر غيره لم يكن ليفرح هكذا .. فرحته كانت صادقة ودعمه صريح ..
نديم شخص رائع .. هذا ما فكرت به .. شعرت إنه يستحق النجاح في حياته ويستحق الكثير من الاشياء وفي تلك اللحظة تمنت كثيرا بل دعت ربها من أعماق قلبها أن يعوضه خيرا عما فقده وأن ينجح في حياته ويصل الى اعلى المراتب ..!!
عادت تنظر اليه مجددا ولكن هذه المرة كانت وكأنها تحتويه بنظراتها فإنتبه بدوره لها ..
سألها وهو ينقل بصره بين الطريق أمامها وبينها :-
" لماذا تنظرين الي هكذا ..؟!"
ابتسمت بخجل ثم قالت :-
" فكرت إنه من كان بصدق أن نصل يوما الى هنا ..."
هز رأسه موافقا :-
" معك حق .. هل تعلمين شيئا ..؟!"
نظرت إليه بإنتباه ليلتفت نحوه يمنحها نظرة سريعة قبل أن يعاود النظر أمامه وهو يكمل :-
" أوقات كثيرة اتسائل ماذا كان سيحدث لو تعرفت عليك مسبقا .. قبل سنوات .."
أضاف بنبرة لا تخلو من الشرود :-
" انا لا اتذكر إن عمي فاضل رحمه الله جلب سيرتك يوما .. كنت أعلم إن لديه ابنة .. هذا كنتِ ما أعلمه فقط وما تعلمه عائلتي .. لكننا لم نكن نعلم أي تفاصيل تخصك فهو لم يذكرك يوما .. حتى اسمك لم أكن أعرفه .."
أضاف وهو يضحك رغما عنه :-
" هل تتذكرين اول لقاء بيننا ..؟! يومها اندهشت عندما رؤيتك .. لا أعلم سبب الاندهاش لكنني لم أتوقع وقتها إن ابنة العم فاضل شابة جميلة في العشرينات من عمرها .."
ضحكت بدورها وقالت :-
" وانا لم أكن اعرف عنك اي شيء ... فوالدي لم يكن يجلب سيرتك الا نادرا مكتفيا بكونك محترم جدا وشخص جيد للغاية .. ولكنني كنت اعرف اسمك بالطبع .."
أضافت وعيناها تشردان بعيدا :-
" لم أكن اعرفك ولا اعرف اي شيء عنك وأول مرة رأيتك فيها كانت في تلك الصورة الموضوعة في صالة الجلوس عندكم .."
عقد حاجبيه وكأنه تذكر امرا هاما :-
" لهذا تذكرتني فورا تلك الليلة عندما أنقذت من اولئك الشبان .."
أومأت وأضافت بصوت شارد :-
" يومها رأيت صورتك و .."
توقفت عن حديثها وهي تتذكر ما حدث ..
كيف غزا قلبها من مجرد صورة وتمكن منه ...
وكيف سقطت تلك الصورة من يدها لتجفل على صوت ليلى الغاضب والتي سحبت الصورة منها بعنف تحتضنها بين ذراعيها وكأنها شعرت في تلك اللحظة بما سيحدث في المستقبل ...
لا تعلم لماذا في هذه اللحظة تحديدا شعرت إن ذلك الموقف ليس عابرا ... وإن ما حدث هو صورة مستقبلية لما سيحدث معه ..
فهاهو نديم معها اليوم كما كانت صورته بين يديها ولكن الصورة سقطت منها وهذا ما سيحدث ربما مستقبلا ..
سوف يتسرب نديم من بين يديها كما سقطت الصورة ويعود لأحضان حبه الاول .. ليلى ..!!
شعرت بألم شديد يغزو قلبها من هذه الفكرة والمشهد يتكرر في ذنها عدة مرات متسارعة وغضب ليلى الغير منطقي وقتها ونظراتها المشتعلة كانت نذير لما سيحدث ..
شعرت بغصة محكمة داخل قلبها وهي تفكر إنها ستتألم كثيرا عندما يتركها نديم رغم إدراكها إن هذا الشيء متوقع ان يحدث ..
كانت تدرك إن علاقتهما لا ضمان فيها وإن مشاعره اذا ظلت غير متبادلة ستضطر الى تركه حينها ..
هي لن تتحمل ان تكون مجرد بديل لأخرى ولا دواء لجروحها ..
هي لن تقبل أن تعيش مع رجل يريدها بعقله بينما قلبه ملك لأخرى واذا إقتضى الأمر فسوف تنسحب من حياته بهدوء وليعود هو إلى الأخرى التي إمتلكت القلب دائما حتى وإن كان قلبها سيتألم وربما ستبقى تتألم الى الأبد لكن هذا سيكون افضل بكثير من العيش مع رجل يراها بعقله لا بقلبه وهي التي تراه بعقلها وقلبها وروحها ..
اذا لزم الأمر ستجعله يعود إليها وتنسحب هي بكل هدوء من حياته ..!!
أفاقت من أفكارها المؤلمة على صوته ينادي عليها وكفه يربت على كتفها فأدركت إنها شردت اكثر من اللازم ..
التفتت نحوه بملامح بدت شاحبة قليلا مما جعله يلمس وجهها وهو يسألها بخوف صادق :-
" هل انت بخير يا حياة ..؟! وجهك شاحب للغاية .."
ابتسمت بسرعة تحاول أن تخفي شحوب وجهها وهي ترد بصوت جاهدت كي يخرج طبيعيا :-
" انا بخير .. لا تقلق .."
أضافت وهي تنظر من نافذة السيارة نحو بوابة المطعم الخارجية الذي توقف جانبه منذ مدة :-
" لنهبط هيا .."
" توقفي .."
قالها فجأة لتلتفت تنظر اليه بتعجب فوجدته يهبط من سيارته ويتحرك خارجها فبقيت هي في مكانها عندما جاء بعد لحظات وهو يحمل شيئا ضخما يغطيه شيء اقرب لغطاء من القماش  بيده بينما فتح الباب لها باليد الاخرى ..
هبطت من السيارة تتأمل ما يحمله بتعجب ليهتف وهو يمد العلبة لها :-
" هدية النجاح .."
تناولت الهدية منه تسأله بعدم تصديق :-
" كيف علمت وانت سألتني منذ لحظات ..؟!"
قاطعها مبتسما :-
" بسيطة .. دخلت على صفحة الجامعة على الفيس بوك وقرأت اعلان النتائج منذ يومين ..."
" كنت واثق من نجاحي لهذه الدرجة ...؟!"
قالتها بعدم تصديق ليومأ برأسه وهو يضيف بثقة :-
" بل كنت واثق من كونك الاولى ايضا .."
اضاف وهو يشير الى الهدية :-
" أزيحي العطاء هيا .."
نظرت له بتردد قبل أن تزيحه فتشهق بعدم تصديق عندما رأت هديته ودون وعي منها أخذت تقفز بسعادة غير مصدقة إنه جلب لها اكثر شيء تمنت شراءه يوما ما ..
ضحك بسعادة انتقلت إليه منها عندما جذب القفص منها يفتحه وهو يخرج الجرو الصغير بعناية ويمنحه لها حيث تناولته وأخذت تلمسه برقة ..
" إنه رائع .."
قالتها بصدق وهي تتأمله بفرحة بالغة قبل أن ترفع عيناها نحوه تسأله بدهشة :-
" كيف علمت ..؟!"
ابتسم وأجاب :-
" حسنا كنت أبحث عن هدية نجاح مميزة منذ يومين ... فكرت أن أسأل حنين او مي لكنني شعرت بالقليل من الإحراج فأنا ومي لم يجمعنا حديث مسبقا ثم دخلت الى صفحتك على الفيس بوك وبدأت أبحث فيها ربما أجد شيئا مفيدا فوجدت ذلك المنشور على صفحتك حيث أشارت مي إليكِ بمنشور يحوي صور عدة لأنواع مختلفة من الكلاب وهي تكتب بعض الكلمات التي فهمت منها كم تحبين الكلاب وتتمنين يوما أن تحصلي على كلبا صغيرا تربيه بنفسك .."
" نعم هذا صحيح .."
قالتها وهي تضحك بسعادة وتلاعب الجرو بيديها ...
همست أخيرا وهي ترفع مقلتيها اللامعتين نحوه :-
" شكرا حقا يا نديم .. إنها أفضل هدية حصلت عليها في حياتي .."
ابتسم وقال بصدق :-
" لو كان بيدي لجلبت لك شيئا أغلى وأثمن بكثير لكنني فضلت أن أهديك شيئا مختلفا وتحبينه .."
" نعم ، لطالما أردت شراء كلبا صغيرا أعتني به ويكون رفيقي دائما .."
" ماذا سوف تسمينه ..؟!"
سألها بجدية لترد بسرعة :-
" بندق .."
رفع حاجبه مرددا بدهشة :-
" بندق !!"
أومأت برأسها تردد بضحكة رائقة :-
" اخترت هذا الاسم منذ زمن ولن أتنازل عنه .."
" هو لك وإسمه بالطبع سيكون من خبارك .."
قالها بجدية قبل أن يبتسم مضيفا :-
" إذا اهلا بالسيد بندق الذي أشعر إنه سيصبح فردا أساسيا في حياتنا .."
ضحكت وهي تربت على الجرو بكفها وسعادتها في تلك اللحظة كانت لا تضاهيها سعادة بيننا نديم يتأملها وإبتسامة خافتة مرتسمة على شفتيها مفكرا إن مجرد كونه سببا في سعادة حياة شيئا يسعده للغاية ..!
...............................................................

هبطت ليلى درجات السلم وهي ترتدي ملابس رسمية تناسب المكان الذي ستذهب اليه عندما قابلت والدتها في طريقتها والتي أوقفتها تسألها بضيق واضح :-
" لماذا ذهبت الى الخطبة البارحة ..؟!"
سألتها ليلى بدورها :-
" كيف عرفتِ ..؟!"
هتفت فاتن بضيق :-
" ليس مهما كيف عرفت .. المهم لماذا ذهبت الى هناك ..؟! ولماذا لم تخبريني ..؟!"
همت ليلى بالرد لكنها توقفت عندما سمعت صوت مريم تهتف وهي التي دلفت الى المنزل بحماس :-
" من الجيد إنكما هنا .. بعد غد سأسافر الى تركيا مع غادة .."
قاطعتها والدتها بغضب :-
" لماذا لم تخبرينا ..؟! كيف تقررين شيئا كهذا دون علمنا ..؟!"
ردت مريم بملامح باهتة :-
" لإنني معتادة على السفر مع أصدقائي منذ أن بلغت ثمانية عشر عاما .."
قالت ليلى محاولة احتواء الموقف :-
" ماما مريم قررت الأمر قبل يومين فقط .. يعني هي لم تقصد إخفاء الأمر .. أليس كذلك يا مريم ..؟!"
هزت مريم رأسها بحنق بينما هدرت فاتن بهما :-
" اسمعاني جيدا .. وضعكما أنتما الإثنتان لا يعجبني بل إن تصرفاتكما لا تعجبني أبدا ... تتصرفان دون إستشارة أحد وكأنه لا وجود لي ولا لوالدكما .."
" ماما الأمر ليس هكذا .."
قالتها ليلى بسرعة لتقاطعها والدتها بضيق :-
" انت بالذات لا تقولي شيئا .. لماذا تذهبين الى الخطبة ..؟! ما معنى ذهابك الى هناك ..؟!"
اضافت وهي تستدير نحو مريم الواجمة :-
" وانت تذهبين معها بكل بساطة بدلا من أن تمنعيها من الذهاب .."
" ما ذنبي أنا الآن ..؟! يجب أن تشكريني لإنني تنازلت وذهبت الى تلك الخطبة السخيفة معها ... أساسا هي الكبيرة وبالتالي لا يمكنني منعها عما تريد .."
" رائع يا مريم .. يعجبني إحترامك لمن حولك وخاصة من هم أكبر منك سنا .."
قالتها فاتن بسخرية لترد مريم بغيظ :-
" انت تسخرين مني .."
قاطعتهما ليلى بسرعة :-
" أرجوكما يكفي .. لدي موعد هام في الشركة ويجب أن أغادر فورا .. عندما أعود سنكمل حديثنا .."
ثم سارعت تخرج من الفيلا متجهة نحو سيارتها حيث ركبتها وقادتها في اتجاه الشركة ..
وصلت الى الشركة ودخلتها لتجد عماد المحامي في انتظارها فإبتسمت له وهي تتقدم منه عندما حياها وقال :-
" جهزت كافة الأوراق الرسمية ليلى هانم .. كل ما ينقصنا توقيع أحمد بك ثم توثيق الأوراق رسميا في الشهر العقاري .."
" سنذهب الى مكتب والدي لأجل التوقيع وموضوع التوثيق سأتركه لك .. "
" حسنا ولكن ربما نحتاج توقيع والدتك وتوقيعك انت بالطبع وأختك أثناء تحويل الملكية لكن .."
قالها بجدية لتهز رأسها بتفهم وهي ترد :-
" لا مشكلة في ذلك .. المهم أن ننهي كل شيء في أسرع وقت .."
" هيا بنا الى مكتب أحمد بك اذا .."
سارت ليلى بجانب عماد عندما دخلا سويا الى مكتبه حيث وجدا احمد في انتظارهما ..
تحدث عماد بعدما تبادل التحية مع احمد وهو يضع الاوراق أمامه :-
" هذه أوراق تحويل ملكية الأملاك المتفق عليها الى فاتن هانم وابنتيها ... لا ينقصها سوى توقيعك .. يمكنك مراجعتها اذا اردت .."
ابتسم احمد مرددا بإستهزاء :-
" انا لا أراجع بعدك انت بالذات يا عماد .. "
ثم جذب الاوراق ووضع توقيعه عليها قبل أن يعيدها الى عماد الذي أعطاها الى ليلى حيث أخذت تقلب فيها وتقرأ داخلها بتمعن قبل ان تسمع والدها يسألها :-
" متى سوف تتنازلين عن البلاغ ..؟!"
ردت ليلى بهدوء وهي تعطي الاوراق مجددا للمحامي :-
" بعدما يتم توثيق الاوراق رسميا .. سأتنازل بعدها فورا عن البلاغ .."
أضافت وهي تمد بورقة أخرى له :-
" وبعدما تتنازل عن ادارة الشركة لي .."
تطلع أحمد الى الورقة يتأملها بصمت بينما إستأذن عماد منسحبا فسبب وجوده انتهى ..
رفع احمد بصره نحو ليلى يهتف ببرود :-
" تجرديني من كل شيء يا ليلى ...؟!"
ردت ليلى بهدوء :-
" ادارة الشركة من حقي خاصة بعد وجود تلك الشيكات لدى عمار .. الشركة في هبوط مستمر منذ أكثر من ثلاثة اعوام والنتيجة ديون متراكمة ... امنحني حق الإدارة فربما أنهض أنا بها وأنقذك من الإفلاس العلني .."
رمقها بنظرات غير راضية لكنه مجبر على التنفيذ .. لا حل آخر أمامه ...
حمل قلمه ووضع توقيعه على الورقة والتي تؤكد تنازله عن إدارة الشركة لإبنته الكبرى ليلى قبل أن يمنحها الورقة فتأخذها منه وهي تبتسم بإنتصار ..
همست وهي تتأمل الورقة ببسمة راضية :-
" يوما ما عندما كنت في الثالثة عشر من عمري .. كنت على وشك إعلان إفلاسك أيضا .. بالطبع تتذكر تلك الفترة العصيبة ... انا نفسي لم أنسها فكيف أنت ...؟!"
أضافت وهي ترفع بصرها نحو وجه والدها الذي احتقن كليا تضيف بهدوء :-
" يومها والدتي وهبتك أغلب ما تملكه .. منحتك كل شيء بإستثناء منزلها الكبير في اطراف العاصمة والأراضي الزراعية الخاصة بعائلتها ... أنقذتك من الإفلاس الحتمي بتصرفها هذا .. لم أنسَ يوما كيف تصرفت وسارعت تمنحك مبلغا ضخما أنقذك من الإفلاس الحتمي ..."
لمعت الدموع داخل عينيها وهي تردد :-
" عندما أتذكر ما فعلته والدته وكيف منحتك ثروة كتلك دون تردد وأرى كيف كافئتها أشعر بمدى العذاب الذي ستشعر به عندما تعلم الحقيقة يوما ما .."
أكملت متجاهلة الألم الذي ظهر على ملامح والدها وقد شعرت بغصة محكمة داخل حلقها :-
" والدتي لن تغفر لك يوما ما فعلته لإنها لا تستحق خداعك لها أبدا ولا تستحق أن تتزوج أخرى عليها .. أثق جيدا إنها بقدر حبها لك وتضحيتها لأجلك بقدر ما ستكرهك وتسعى جديا للتخلص من وجودك في حياتها تماما ..."
.......................................................................
دلف الى الشقة التي تجمعه بها بعد غياب يوم كامل حيث سارع في الدخول الى غرفة النوم وهناك ألقى نفسه بتعب على السرير عندما وجدها تخرج من الحمام وهي تلف منشفة صغيرة على جسدها الذي يظهر أغلبه بسخاء بينما شعرها المبتل يحيط وجهها وملامحها بدت أكثر فتنة وهي خالية من المكياج التي تعتاد أن تضعه دائما ..
تقدمت نحوه وجلست جانبه تهتف به :-
" وأخيرا عدت يا مهند .."
أضافت تتسائل وهي تمد يدها نحو خصلات شعره :-
" أين كنت طوال اليوم السابق ..؟!"
اعتدل في جلسته يتأمل جسدها الذي لا يستره سوى تلك المنشفة الصغيرة ليعض على شفته وهو يقول :-
" برأيي إن هذا الوقت بالذات يحتاج الى شيء أهم من الكلام والأسئلة المعتادة ..؟!"
ضحكت وهي تحرك كتفيها بدلال ليجذبها نحوه بعناق عفوي قبل ان يسارع ويخلع قميصه ثم بنطاله بينما تساعده هي في تجريده من ملابسه كما تجردت هي من تلك المنشفة الصغيرة ..
بعد فترة كانت تفترش أحضانه وهي تشعر بسعادة لا مثيل لها ..
سعادة حقيقة كلما يقترب منها بشغف لا ينتهي ..
هتفت وهي تحرك أناملها فوق صدره العاري :-
" أفكر في زيارة والدي يا مهند .."
اعتدل في جلسته وسحب بنطاله يرتديه ثم قال بضيق خفي :-
" لماذا ..؟! ألم نتفق على قطع علاقتك به نهائيا ..؟!"
ردت بسرعة وحيادية بعدما اعتدلت في جلستها هي الأخرى تحيط جسدها بغطاء السرير :-
" انه والدي يا مهند وانا ابنته الوحيدة .. لا يمكنني تركه هكذا ... لن يحدث شيئا اذا زرته بين الحين والآخر .."
" كما تحبين .."
قالها بإقتضاب وهو يتجه نحو الحمام لتسارع وتهبط من السرير تجذب احد قمصان نومها المعلقة على الشماعة وترتديه ..
جلست بعدها على السرير تهز قدمها بتوتر وهي تنتظر خروجه عندما خرج أخيرا وهو يلف منشفة على خصره وقطرات المياه العذبة تتساقط على صدره العادي ومن خصلات شعره المبللة ..
توجهت نحوه تسأله :-
" هل تضايقت مني ..؟!"
رد وهو يجفف شعره مجددا بالمنشفة التي كان يحملها :-
" نعم تضايقت لكنني لا يحق لي منعك فكما قلتِ هو والدك وانتِ ابنته الوحيدة .."
" ماذا أفعل يا مهند ..؟! مهما فعل يظل والدي .."
التفت نحوها مرددا من بين أسنانه :-
" والدك هذا سبب كل المصائب .. انا لا أفهم كيف تم حكمه بالسجن المؤبد .. كان من المفترض أن يحكموه بالإعدام .."
جحظت عيناها تردد بعدم تصديق :-
" بعيد الشر عنه .. لماذا تقول هذا يا مهند ..؟! انه والدي وانا لا ارضى عليه هذا الكلام .."
رد مهند بنفاذ صبر :-
" والدك مجرم يا هانم .. تاجر مخدرات من الدرجة الاولى بل ولديه سجل حافل في العديد من جرائم القتل وحتى الإغتصاب .."
" كلها تهم ملفقة .."
قالتها بتوتر ليضحك رغما عنه قبل ان يقول :-
" انا بالذات لا تقولي هذا أمامي ... كلانا يعرف البير وغطاه كما يقولون ..!!"
كتمت غضبها بصعوبة وقالت :-
" يكفي يا مهند .. انه والدي .."
قاطعها وهو يغمض عينيه بنفاذ صبر :-
" حسنا اخرسي الان ... تريدين الذهاب إليه إذهبي .. انا لن أمنعك عنه .."
أضاف وهو يتجه نحو خزانة ملابسه يخرج ملابس بيتية مريحة ويرتديها :-
" انا سأنام .. لا توقظني مهما تأخرت في النوم .. حسنا ..!!"
ثم اتجه بعدها نحو السرير وهوى بجسده عليه غارقا في نومه بعد لحظات بينما وقفت هي تتأمله بغيظ قبل ان تخرج من الغرفة بعصبية ..!!
...................................................................

كانت تجلس بجانبه على البحر تتأمل أمواجه الهادئة بينما تحتضن الكلب بين يديها تلاعبه بإستمرار ..
" منذ الصباح وانت تلاعبينه .."
قالها وهو يتأمل الجرو الصغير الذي بدا متفاعلا معها للغاية وكأنه إعتاد عليها خلال الساعات القليلة الماضية ليضيف :-
" لقد سرق هذا الجرو الصغير إهتمامك بالكامل .."
التفتت نحوه تضحك رغما عنها وهي تردد :-
" انت قلتها بنفسك .. انه صغير للغاية ولطيف ومحبوب .."
" نعم ووسيم جدا .."
قالها يشاركها ضحكتها لترفع الجرو بين يديها تردد وهي تقبله بخفة :-
" هو كذلك بالفعل .."
" منذ الصباح وانت تداعبينه وتقبلينه ولم تفكرِ في منح المسكين الذي جلبه لكِ قبلة عابرة حتى كعربون شكر على الأقل .."
احتقنت ملامحها بقوة فنهرته :-
" نديم توقف .."
قال بسرعة وبراءة مصطنعة :-
" ماذا حدث ..؟! هل تفوهت بشيء خاطئ .."
حملت الكلب ووضعته داخل القفص وأغلقته جيدا ثم استدارت نحوه تهتف به بجدية :-
" دعنا نتحدث بجدية الآن .."
" تفضلي .."
قالها بنفس الجدية لتهتف بتردد :-
" تلك الشركة .. هل سأعمل بها أم ..؟!"
ظهر الضيق على ملامحه عندما قالت بسرعة :-
" انا لم أتخذ قراري بعد .. بل أحتاج من يشاركني هذا القرار .. انت تعرف إن نضال هو سبب حصولي على تلك الوظيفة وانا أشعر منذ فترة بالقلق الشديد منه ..."
تمتم نديم بصوت خافت :-
" قلقي لا يقل عنك ... "
" ماذا قلت ..؟!"
سألته تحاول أن تفهم ما قاله لكنه رد بسرعة :-
" بعيدا عن موضوع الشركة .. نحن تحدثنا مسبقا في موضوع السفر وانت من المفترض أن تفكري في الأمر جديا .."
هزت حياة رأسها موافقة فأكمل نديم :-
" اذا هل بدأتِ التفكير ..؟! وما هو رأيك المبدئي ..؟! انا لا أريد أن أضغط عليك يا حياة ولستُ أنانيا معك ... لكن برأيي السفر سيكون لصالحنا نحن الاثنان ... "
" اذا وافقت على السفر فهذا يعني إننا سنتزوج قبل سفرنا ، أليس كذلك ..؟!" 
سألته بحذر ليرد بسرعة :-
" بالطبع يا حياة ... سنتزوج ونسافر سويا .. انت تنهين سنتك الأخيرة ثم تبدئين في التحضير للدراسات العليا وانا أبدأ عملي هناك .."
" هل وجدت عملا مناسبا هناك ..؟!"
سألته بتردد ليجيب بجدية :-
" دعكِ مني الآن .. نحن نتحدث عنك .."
" انا رفضت منحة نضال يا نديم .."
قالتها بخفوت فهتف مسرعا :-
" من جلب سيرة المنحة ..؟! انت لا تحتاجينها أساسا .. سوف تدرسين هناك على حسابك الشخصي .."
" تقصد حسابك .."
قالتها مصححة ليرفع حاجبه مرددا بتعجب :-
" سأكون زوجك .. مالي هو مالك .. بالطبع لا توجد مشكلة في دفع أجور دراستك لإنني سأكون مسؤولا بالكامل عنك .."
أبعدت أنظارها عنه تتأمل البحر مجددا فتوقف عن حديثه للحظات قبل أن يأخذ نفسه ثم يقول متسائلا :-
" هل هناك ما يشغلك يا حياة ..؟! هل هناك سببا معينا لترددك هذا ..؟!"
استدارت نحوه تتأمله بصمت للحظات قبل ان تبتسم مرددة برجاء :-
" دعنا نؤجل حديثنا هذا لوقت آخر .. لقد قضينا يوما ممتعا سويا وأريده أن ينتهي كما بدأ .."
زفر أنفاسه بقوة ثم اومأ برأسه وهو يجيبها مبتسما :-
" كما تحبين يا حياة .. دعينا نستمتع في وقتنا اذا .."
ابتسمت وهي تستدير نحو البحر عندما شعرت به ينحني نحوها فإلتفتت نحوه تهمس إسمه بتحذير فوجدته يطبع قبلة بطيئة على موضع غمازتها يردد بمكر :-
" سأقبل الغمازة فقط يا حياة .. الغمازة لا غير ..."
إبتلعت ريقها بتوتر قبل ان ترفع ذقنها وهي تردد :-
" ومن سيسمح لك بأكثر من هذه القبلة ...؟!"
ضحك مرددا بشقاوة :-
" لا تتحديني يا حياة .. ستكونين انت الخاسرة الوحيدة في هذا التحدي .."
زمت شفتيها بعبوس بينما عاد هو يضحك مجددا قبل ان يخرج علبة سجائره من جيبه ويسحب احدى السيجارات ويهم بإشعالها عندما شعر بنظراتها المسلطة عليه والتي تحمل عتابا صريحا فزفر أنفاسه مرددا بجدية :-
" انا لست مدخنا شرها يا حياة .. أتناول السيجار فقط بين فترة وأخرى .."
قاطعته بجدية :-
" الجميع يبدأ هكذا ثم يتحولون الى مدخنين شرهين .. اتركها يا نديم من فضلك .. فأنت أكثر من يعلم بمقدار أضرارها .."
أراد أن يرفض لكن ذلك الرجاء الخالص في عينيها جعله يرميها فورا على الارض فيرى ابتسامتها تتسع كليا ليهمس بلا وعي :-
" تأثيرك الشديد علي أصبح يقلقني كثيرا يا حياة ..!!"
يتبع
رأيكم ..؟!
توقعاتكم ..؟!

Continue Reading

You'll Also Like

1M 65K 103
" فرحات عبد الرحمن" شاب يعمل وكيل نيابة ويعاني من مرض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مع ارتباط وثيق باضطراب النرجسية مما يجعله ينقاد نحو كل شيء معاك...
11.3K 834 18
رواية #خطيئة_ميريام رواية تتحدث عن ميريام التي أقامت علاقة آثمة مع حبيبها الذي سرعان ما هجرها وبقيت هي لوحدها مع خطيئتها .. تدمرت حياتها بعدما كشف وا...
9.5K 370 4
أسير عينيها " الورقي الجزئين "