لَسْتُنَّ بِخَطِيئَاتٌ '" أنه...

由 SafaaEhab

27.1K 2.8K 235

" لا تَكْرَهوا البَناتِ ، فإنَّهنَّ المُؤْنِساتُ الغالياتُ " كل حقوق الفكرية و الكتابية محفوظة لدى كاتبة صفاء... 更多

المقدمة
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع وعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع عشرون
الفصل الأخير
كلمة الكاتبة
إعلان
عن النوفيلا الجديدة

الفصل الخامس والعشرون

423 61 3
由 SafaaEhab


"نحن عائدون"
"25"

"لا معني للسلام وعينا تشتاق لعيناكِ، الحرب تُقام لتبقي أبد الدهر حتي اللقاء، لا لقاء لا سلام!"
___________________

الأصوات الموسيقية الصاخبة تعج المكان بأكمله، الأجساد المتلاحمة في مظهر يثير التقزز، أنفاس اللهاثة من فرطة الرقص، الملابس الكاشفة، وروائح الخمر التي تدفع رئتيك للانتحار.

علي أحدي طاولات كان يجلس ذلك اللعوب يتفحص النساء من حوله، وهو يحاول أن ينتقي منهم ما يشتهيه بعناية؛ فهو لن يجازف بليلته بسهولة.

كان يرتشف من كأسه، لتتعلق يديه في هواء؛ وهو يطالع تلك الفتنة المتحركة التي تدلف إلي ناديه الليلي، ابتسم بخبث ليترك طاولته ويتجه إليها.

كانت تبحث بعينيها عن شئ، حتي اهتدي لها صوت أحدهم، وهو يردف بنبرة لعوب قائلًا:

_ تبحثين عن شئ معين؟

ألتفت إلي مصدر الصوت، لتلتمع عينيها بإنتصار خفي، هزت رأسها برقة بالغة، وهي تردد بصوت ناعم:

_ لا، فقط كنت أبحث عن طاولة جيدة

هز رأسه بتفهم، ولازالت بسمته اللزجة تعتلي فمه، أقترب منها ليحاوط كتفها، طالعته بإستنكار واضح، ليردد هو بتوضيح:

_ المكان مزدحم بالأسفل، أما بالأعلي في الجو أكثر هدوءً، لن يزعجك أن اصطحبتك إلي هناك؟

نظرت له بسخرية؛ وكأنه ترك لها فرصة للرفض، أغمضت عينيها ولم تتحدث، رسمت بسمتها بصعوبة دليلًا علي موافقتها.

سعد كثيرًا، ليصطحبها إلي الأعلي، لِيدلف إلي أحدي الغرف وهي خلفه، لتجلس هي علي فراش وتشير له بالأقتراب، نظر لها ليبتسم بأتساع، أقترب؛ ليجلس بجوارها.

تحسست وجهه بأناملها الناعمة، وكان سوف يقترب هو، ليشعر بأبرة تخترق أحدي شرايين رقبته، ليشعر بالخدر سريعًا؛ ليسقط مغشي عليه.

زفرت تلك الفتاة بقوة، لتبصق في وجهه وهي تبدأ بالسب واللعن، ليقتحم الغرفة ذلك الجاك وهو يغمز لها بشغب ليثير حنقها:

_ ماذا عزيزتي جيسيكا هل وجدتي الحب في وجه ابن سميث الوضيع أم ماذا؟

ضغطت جيسيكا علي شفتاه بضيق، وهي تنزع تلك الباروكة اللعينة؛ لتلقيها في وجهه، ليضحك جاك، من ثم أقترب ليضع ذلك الصغير اللعوب في كيس كبير، وقام بوضعه في أحدي العربات التي تحمل مشاريب؛ كي لا يثير الشك.

ابتسمت جيسيكا بخبث وهي ترفع هاتفها لتهاتف احدهم لتردد ما أن استمعت لإستجابة الطرف الآخر:

_ أصبح الصغير في قبضتنا الآن، نحن عائدون يا مدير.
___________________

كانت تشعر بالخوف، ولكن ما زاد هلعها أكثر، هو الشعور بأنامل ذلك اللعين تتفحص نقابها، استمعت لطقطقة أصابعه، لتشتعل الأضواء فجأة، وتري مدي قربه منها وهو يجلس علي كرسيه..كرسيه المتحرك!!

نظر لها ليعيد خصلات شعره الطويل للخلف وهو يردف بسخرية:

_ ايه عجبك الكرسي؟ دا شغل ايد باباكِ اللهم لا حسد.

أبتلعت ريقها ومعه لسانها عن طريق الخطأ، النجاة من تحت يديه مستحيلة، قديمًا، لم تؤذيه في شئ وكان مُقبل علي فضحها؛ وذلك ليزيد من مشاهدات موقعه اللعين.

أما الآن، فهو أصبح قعيد وعلي يد والدها، نظرت له ثواني ولم تتحدث، فضلت الصمت، ماذا تقول؟ أن تحدثت ستنفجر في ضحك فرحًا لما أصابه، لهذا الصمت سوف يؤخر مقتلها بعضًا من الوقت.

تنهدت رؤية وحاولت لملمت شتات نفسها، لتردف بهدوء يغلفه بعض من رهبة:

_ لؤي.. هيفيد رجلك بأيه الأنتقام مني أو من عيلتي ولا حاجة، غير بس الحسرة أول ما تفوق..

قاطعها بعنف وهو يسحبها من نقابها بعنف، لتشعر بأنفاسه الثائرة وكأنها أنفاس تنين يوشك علي نفث نيران، ليتحدث بعنف:

_ حسرة! وتعرفي ايه أنتِ عن حسرة وأنتِ حتي معرفاش تحققي ابسط احلامك في أنك تكوني فخر لعيلتك.

نظرت له بسخرية، وكأنها تقول له حقًا؟ يتحدث عن حسرته لكونه فقط ليس بفخر؟ ماذا عنها هي التي تتعامل معاملة الجاريتات والعبيد؟ هل ذلك هو المعني للإنتحار؟

نظرت له بأشمئزاز منه ومن نفسها؛ لأنها كانت يومًا تراها أجمل رجل في عينيها، أنه أحقر رجل رأته عينيها، لكن أكتشفت غفلتها مؤخرًا.

هل لديه عين يلومها علي ما حل به؟ يأتي ويحاسبها؟ ألا يكفي ما أصاب رأسها من بلاء بسببه، ألا يكفي أنه أضاع عليها عشقها الأخرق الذي أصبح علي حافة الهوج؟ ألا يكفي؟

نظرت له باشمئزاز، ورغبة في البصق في وجهه، جن جنونه وهو يري نظراتها تلك، ليقوم بسحب نقابها في عنف شديد لتبرز ملامح وجهها.

تجمد جسد رؤية، وصعدت الدماء في وجهها، شعرت بغليان في رأسها، نظرت له وأعينها قد أحمرت في غضب، أهتز لؤي من نظراتها، ليبتلع ريقه بتوتر، غضب حواء أشد قوة من صاعقة رعدية.

نظر لها حاول عدم النظر لعينيها، ابتسم لؤي بسمة خبيثة، ليحرك عنقه وينظر خلفه، ليعطي أشارة لرجاله، غاب رجل ليعود، ولازالت رؤية صامته تتطالعه بنفس النظرات.

حتي عاد الرجل مجددًا ومعه جثة مكفنة بقماش أبيض، هكذا خُيل للرؤية منذ أن رأت ما يحمله ذلك الرجل للوهلة الأولي.

ألقي الحارس الجثة ولكن أستمعت لهمهمات من داخل ذلك الكيس الأبيض بحجم بشري، ليفتح الحارس الكيس سريعًا، لتشهق رؤية بفزع ما أن رأت محتوي الكيس.

أخرجت تلك الجنونية رأسها من الكيس لتردد بضيق وغيظ قائلة:

_ تنشل شلل ثلاثي الأبعاد يا بعيد، بترمي شوال بطاطس يا ابن المبقعة
___________________

كانت دموعها تتدحرج علي خديها كالصخور الضالة من فوق الجبال الشاهقة، كان هو يجلس مقابل أيها، لا يعلم يواسيها أم يواسي نفسه، فقد آخر أمل يتشبث بيه، فقد الخالة والصديقة والأم.

نظر يحيي لأبرار التي تبكي دون توقف أو اصدار صوت، فقط الدموع الشئ الأوحد التي يدل علي أنها لازالت علي قيد الحياة، مقت تلك الدموع وذلك العذاب، تذمر كما لم يتذمر من قبل.

لم يعد يحتمل كفي يا رجل فهذا يؤلم، يؤلم وبشدة، لم يخلق من فولاذ لتحمل كل ذلك، هو فقط خُلق وسط أب لا يرحم، يذكر أنه كان يضربه بالسوط عندما يتذمر، كان يبكي ويشهق ولكنه كان يستمر في ضرب وكأنه يتلذذ بصراخاته.

يذكر أنه توسل له كثيرًا أن يرحمه، وكانت أمه تلقي بذاتها عليه لتحمبه من سياط وضربات لتأخذها هي كاملة برحاب صدر.

أمه! كم أشتاق إليها، وأشتاق لجنونه ومرحها والحياة التي تتداعب عينيها، والقوة التي تملكها في نبرة صوتها، والشجاعة التي تملأ قلبها، يراها مثالية، كانت صديقة وليست بأم، كانت تدافع عنه بقلب شجاع تشاركه شجاراته، وضحكاته وألعابه ومرحه، حتي ثيابه كانت تقوم بسرقتها وارتدائها، كانت تفعل ذلك مؤخرًا.

أما عن أبرار فعقلها قد سافر إلي مكان غير المكان، كانت تعبث في آثار الماضي، تذكر جيدًا تلك الليلة عندما كانت في خامسة تبكي بجوار جثة والدها التي أنهكها المرض حتي ازهقت روحها لترحل قبل أن تشبع قلبها من حنانها.

أحتضنها والدها ليلتها ونامت بين احضانه، واصبحت عادة لديها صارت لا تنام سوي في احضانه كل ليلة؛ تستشعر الأمان في قربه.

في أحدي ليالي مظلمة أتي احدهم واقتحم مكتبه المتواجد في منزلهم، كانت هي معه ليلتها كالعادة لا تفارقه، كانت في عاشرة وقتها من عمرها، وشقيقها في ثامنة والعشرين من عمره، كان مقبل علي زواج في ذلك الوقت.

كان شقيقها خارج المنزل ليلتها، لتجد عمها يقترب من والدها ويدعوه للخروج، خرجت بخوف وقلبها يرتجف، كان شجارهم حاد واصواتهم عالية، عمها كان غاضب ووالدها كان ثائر، حتي استمعت لصوت طلقة نارية لتصمت الأجساد دون تحدث.

ارتجف جسدها رجفة لم تنساها ابدًا، لتجد عمها يفتح الباب ويهرول سريعًا للخارج، تجمدت اطرافها وهي تقف علي أعتاب الباب وتجد والدها غارق في دمائه جثة هامدة.

مرورًا بوالدها حتي زوجة ريان التي ماتت اثر اغتيال قام بيه احد اعداء ريان، من ثم بعدها ريان، وادهم وانس ورحيل رزان وسحر، وها هي رؤية ايضًا ترحل.

ظلت ذكريات تتكاثر في رأسها دون توقف، تشعر بضيق يخنقها، وعينيها تزفر دموع دون توقف، نظرت ليحيي ودموع تأبي التوقف قائلة بصوت مختنق:

_ هتسبني زيهم؟

فجأته بسؤالها المفاجئ، لكن لم يشعر بذاته سوي يردد بدون وعي:

_ لو طريقك الجحيم هسبقك عليه.

نظرت له وأمطار الدموع تغرق أشجار الزيتون التي في عينيها، تنهدت ببعض راحة وهي تمسح دموعها قائلة:

_ معرفش اشمعنا أنتَ بس فيك شبه من بابا

عقد يحيي حاجبيه بغرابة لم يفهم ما تقصده، نظرت له ثم نظرت لأظافرها قائلة لتبتسم وهي تنظر لسماء:

_ لقيت يا بابا إلي ممكن اكسر ضوافري عشانه، لقيته!
___________________

الصمت ما أمقته، البعض يظنه أن الصمت ما هو إلي ضعف ينتسب إلا لبشري، ولكن العواصف لا تحدث سوي بعد الصفاء والهدوء والصمت الثقيل الذي يُغرق أصحابه، أحذر فالهدوء ما هو إلي تمهيد ما قبل العاصفة.

ينظر له بنظرات فارغة، وكأنه فقد مشاعره أثناء رحلته في طرق الحياة الوعرة، تنهد المدير بتثاقل، ليست تلك المره الأولي الذي ينظر له أحد تلك النظرة.

الكثير جلسوا علي ذلك الكرسي ليحددوا مصريهم المكتوب بنهايتهم المحتومة، لا يعلم كيف يخبره بما حدث لسحر، أو حتي لا يتوقع ما حدث لرؤية، هو لا يعلم شئ من الأصل.

يذكر جيدًا أثناء بحثه حول عصابات الصغيرة، وجد اسماء تلك العائلة من ضمن قائمة الضحايا، عائلة الصاوي، أعطي الأسم لرزان وعائلتها، لهذا ما أن عرفت سحر أول مره عندما اتت لمنزلهم، تشبست بيها واقامت الصداقة معها، ليس لغرض شخصي بلي لحمايتها.

نهاية تلك الحرب مجهولة حتي له، يتمني فقط أن يبقوا علي قيد الحياة، فقط هذا ما يتمناها.

كان أحمد شاردًا في عالمه الخاص، يظن أن إغتيالات والمؤامرات وغيرها لا تحدث سوي الأغنياء وأصحاب سلطات، هناك العالم من ظلمات لم يسمع عنه، اصبحوا مجموعة من الغزلان لعشيرة الأسود.

سخر من نفسه ومن أحلامه الهوجاء، صار عشقه عشق أهوج فقط، يسعي خلف الفراغ والفناء، اين هي؟ لا يعلم، ماذا حدث لها؟ هل.. هل تعدوا حدودهم معاها؟

ضغط علي يديه بعنف، وهو يشعر بأن أنفاسه قد أصبحت لهيب يحرق رئتيه، كانت أحلامه ابسط مما يطمح غيره، زوجة تحبه وعائلة دافئة تزيح عنه مشاعر اليتم التي عاني منها لسنوات.

نظر للمدير ليجده يطالعه بنظراته الغامضة، ذلك الراجل الذي لا يعلم لما وثق بيه، وهو لا يعلم عنه شئ سوي أنه المدير فقط، أنقذه من الموت وبقي مدين له، وأصبح من رجاله، فقط لأنه مدين له، سُحقًا.

تنهد أحمد ليبتلع الآلامه، نظر للمدير ثواني ليتحدث:

_ أنا مطلوب مني ايه عشان أوقف حرب دي؟

نظر له مدير برهة، ليتنهد قائلًا:

_ برضو عاوز توقفها! يا بني حرب قايمه من قبل ما تتولد، فكرة أنك توقفها مستحيل، كل إلي مطلوب منك أنك تفوز عليهم، تفوز وبس يا أحمد

قاطعه قائلًا بنفور:

_ هخسر كتير عشان افوز بالحرب، لا أنا ليا في فنون الحرب ولا بفهمها أنا ابسط من كدا، كان مفروض متخترنيش..

قاطعه مدير هذه المره بقوة:

_ أنا هنا بس إلي اقرر مين ينفع ومين مينفعش، وأنتَ مفكر أن رؤية رفضتك ليه؟ عشان شايف نفسك دايمًا قليل

نظر له أحمد ليصمت ولم يتحدث، لم يكلف نفسه العناء لتبرير له بشئ، أهو بحاجة لتبرير لأحدهم؟ لا ليس بحاجة لتبرير لأحدهم أحدي اهم أسلحته، فهو يصمت كثيرًا ويفكر عميقًا، لا يحب كثرة الحديث يفضل القراءة كثيرًا، لهذا يسهو ليتحدث باللغتنا  الفصيحة في بعض الأوقات.

يفضل ترتيل القرآن أثناء عمله، أفضل من دندنه الأغاني السخيفة، يترنم بذكر ربه ويتجلي، يخشع في صلاته وكأنها الأخيرة، الحياة في عينيه تافه وسخيفة، لا يكتثر لما يحدث حوله من تراهات، ولكن الحياة أجمعها تتمثل فيها.

الرؤية، يذكر جيدًا أنه من توسل والدها حتي يسميها هو، ليسميها وهو منشرح الصدر، كان طفل في الخامسة لا يفقه من هم في سنه شئ ولكنه كان هو يفقه الكثير.

ألا يكفي؟ أن يكن تقي مُحب لدينه ويسعي لآخرته وليست دنياه، ألا يكفي حقًا أن يكن حامل القرآن؟ أن يكن قارئ فصيح اللسان يحفظ أحاديث رسوله عن ظهر قلب؟ ألا يكفي أنه يسير علي منهج رسوله؟ يأخذ من عادات ما يتماشي مع دينه وليس مع مجتمعه ألا يكفي يا قوم؟

قاطع أفكاره، أقتحام ذلك الشاب الغرفة بينما هو يلهث قائلًا:

_ يا مدير، لقينا المكان إلي محبوس فيه الهدف

أنتفض المدير من موضعه في حماس، ليفهم أحمد المقصود بـِ"الهدف"، انتفض هو ايضًا، ليشعر وكأن الحياة عادت لتداعب أطرافه من جديد.

وكان سيتحرك ولكن وجد المدير يقف أمامه بهيبة تهتز لها الشوارب، نظر له أحمد بلهفة وكأن الحياة عادت له من جديد، تنهد المدير ليردد بعدها:

_ قبل ما تتطلع هتقرر مع الحرب ولا السلام المستحيل.

ردد أحمد بدون تفكير:

_ مع رؤية

زفر المدير في ضيق:

_ واسترجاع رؤية يعني إعلان الحرب

بدي عليه توتر بعض شئ، ليتنهد من ثم ردد:

_ سأذهب لجحيم لأجلها، ولكن لن أريق دم بشري أبدًا

وضع المدير يديه علي كتف أحمد، ليبتسم له في فخر قائلًا بفصاحة:

_ لا تستطيع حمل السلاح ولكنك تمتلك شجاعة محارب، لك ذلك لا دماء.

هز أحمد رأسه في ارتياح بعض شئ، لينظر للمدير وكأنه يطلب أذن اللحاق بالفريق، أفسح المدير الطريق له في سرور.

ليتحرك أحمد في حماس للخارج، حتي انضم لفريق الإنقاذ، ركب بجوار سائق السيارة؛ ليصلوا في قاربة ساعة للمكان المنشود.

قفز أحمد من سيارة، لينظر خلفه ليعلم ما هي خطوة التالية، ولكن وجد الفريق يقفون خلفه ولا يتحركوا، عقد حاجبيه في غرابة، ليتسأل عن سبب وقوفهم هكذا، ليرددوا جميعًا في نفس واحد:

_ منتظرين أوامرك يا فندم

فرغ فاه أحمد في فزع، ماذا؟ واللعنة يمزحون اولئك! والآن فهم مغزي الحديث المدير، لا يستطيع حمل السلاح ولكنه يمتلك شجاعة محارب! لقد أحرقه اللعين!

زفر في ضيق؛ لا داعي للنواح كالنساء فالعدو لا ينتظر حتي يتجهز الخصم، بلي يضرب دون أن يرف له جفن.

أعاد خصلات شعره للخلف، ليزفر في ضيق؛ فلازال جسده ضعيف لم يتعافي بالكامل، تنهد ليشير للفريق للإستعداد، وأرسل احدهم ليتفقد ثغرة يستطيعون النفاذ منها.

بالفعل تحرك ووجدوا تلك الثغرة، لا داعي للهجوم في الوقت الحالي وهذا جيد، تسلقوا العمود؛ ليصلوا لتلك النافذة المهشمة، دلف الجميع لداخل، ليتحركوا في حذر شديد.

كان أحمد يترقب أي ضربة مُفاجأة ولكن لا شئ، زفر في ضيق، وصبره بدأ ينفذ وقلبه لم يعد يتحمل هكذا فراق، ولكن أستمع لصوت طلق ناري يأتي من سطح البنية، ليهرول سريعًا للأعلي، ما أن وصل حتي تتجمد أطرافه وهو يردف بقلب ينتفض بقوة صارخًا:

_ رؤية!!

___________________

لستن بخطيئات
"أنهن المؤنسات الغاليات رفقًا بهن"
صفاء إيهاب"صَافِي"

حسنًا، بدأ الحب يداعب أطراف البعض، ويهلك البعض، ويقهر البعض، وينقذ البعض، وفي نهاية لا نعلم هل ستوفي الأحداث بوعد اللقاء أما لا.

لا أهتم بعدد المتابعين أو الشهرة والإطراء الزائف، كل ما أتنماه أن تخرج من أعتاب مغامرتنا انسان، أن تكن بشري بما تحمل من معني، كن لطيفًا وهذا يكفيني.

طبت لطيفًا.

繼續閱讀

You'll Also Like

233 55 12
بيـن الحـب والقسـوه.. بيـن الهـلاك والـعذاب... فتاهَ جـميلَه ذو شعر احمر عيون زرقاء مـصـيره وحياتَه عكس ماتريد قويه وشرسه تدعى بـ .....
240K 20.1K 59
فتاه تقع في حب المعيد الأحمق الذي لا يراها سوي فتي مسبب للمشاكل بل الجامعة كلها تراها فتي ولا أحد يعرف انها فتاه ماذا سيحدث عند اكتشاف أمرها نبذة...
1.9K 195 30
"نعم أنا المقدمة التي رفضها الجميع، أنا الفتاة التي لا يجرؤ رجل على مواجهتها، أنا الفتاة التي ستلغي الرقة وتحولها لقوة"
898K 68.1K 19
عَالم مظلم مغمور بالغموض حكاية خطت ورُسمت بالوان الغموض والخفية سَنشاهد التقاء روحين للتصدي للماضي الأليم والمواجهة مع التحديات الجادية هل ستجد ال...