لَسْتُنَّ بِخَطِيئَاتٌ '" أنه...

By SafaaEhab

27.1K 2.8K 235

" لا تَكْرَهوا البَناتِ ، فإنَّهنَّ المُؤْنِساتُ الغالياتُ " كل حقوق الفكرية و الكتابية محفوظة لدى كاتبة صفاء... More

المقدمة
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع وعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع عشرون
الفصل الأخير
كلمة الكاتبة
إعلان
عن النوفيلا الجديدة

الفصل الثاني والعشرون

442 69 9
By SafaaEhab

"جهّزوا أمنياتكم؛ سِهام عرفة صائبة بإذن ﷲ."

ولا تنسونا من صالح دعائكم.
_____________

"شكرًا"
"21"

"أريد شُكرك؛ لأنك علمتني كيف لا أخوض معارك الخاسرة، وأن أتمتع بطعم الهزيمة، عندما أتوق للنصر!"
_____________

كانت تجلس علي أرضية، تحتضن ذاتها وتطالعه بشرود، لازالت تراقب جسده يرتجف، وتلك الرغوة البيضاء التي تخرج من فمه، أنه يُحتضر! أنه يتسلل من بين يديها كالمياة، لن تستطيع التمسك بيه أو حتي سجنه بين كفيها.

صرخات والدتها هزت الجدران، ولكنها أبت أن تسمع، أم أنها فقدت القدرة علي السماع؟ نظرت مجددًا لجسده الذي يرتجف وكأنه يتمسك بسلك كهربائي عاري؛ ليمسه من شروره ما يكفي.

نظرت لوالدتها التي تبكي وتنوح، لما تبكي تلك المرأة؟ أو ليس ذلك الراقد بمعذبها؟ أم أنها رغبة تلك التي تتواجد في كلاب؟ لا تقصد الوفاء، ولكن الكلب يرغب بمن يرشده! بمن يوجهه! لهذا يدين بالوفاء دائمًا لصاحبه، ليس لأنها شيمة فيه؛ بلا لأنه أعتاد علي ذل، والمهانة.

نظرت لوالدتها، ثم لجثة من يُدعي بأبها، وجدت جسده يرتفع من علي أرض، ويد تلتف حول خصره، نظرت لصاحب اليد لم يكن سوي يحيي الذي يحمل من الفزع ما يكفي، هل يحيي أيضًا أصابه داء الكلاب؟

لما لا تشعر بشئ؟ لما لا تشعر بأي مشاعر؟ لما فقدت القدرة علي سمع؟ لما لم تعد تري بصورة جيدة؟ تذكر بأنها خضعت لعملية جراحية لتحسين بصرها؛ لتستطيع الاستغناء عن خدمات نظارتها اللعينة.

ولكن الأمر بداخلها، أنها تتحرر، أنها تتحرر من داءها، لقد ثارت! وأصبحت حره، ولكن لما لا تشعر بلذة الإنتصار؟ هل فقدت حاسة التذوق ايضًا؟ هل هي مُصابة بمرض ما؟

بدأت التساؤلات تلتف حولها كحبل مشنقة، وها هو الجلاد يقترب ليدفع بالكرسي التي تقف عليه، ليطوح الكرسي، ويتطوح جسدها معه، شعور بالإختناق قد بدأ يتسلل لها ليحاصر روحها بين طيات الخوف، والشك.

ولكن شعرت بسهم يخترق حبل المشنقة؛ لينقطع، ليسقط جسدها علي أرضية منصة الإعدام، لتنظر لصاحب السهم الذي وضع يديه علي كتفها، وهو ينادي بتوتر وتخبط لا يقل عنها قائلًا:

_ رؤية..

نظرت رؤية ليحيي، لتجده علي وشك البكاء، لتنظر حولها، كيف ومتي وأي وسيلة حملتها إلي هنا؟ كيف أتت إلي مستشفى مجددًا حيث تركت أحمد؟ نظرت ليحيي بتوهان، لتجده يحاوط وجهها وينظر في عينيها مُباشرة قائلًا بتشجيع:

_ هيكون كويس

نظرت له بتشكك في كلماته، ولكن لما تلومه فما عسي أن يقول في تلك الأوقات العصيبة؟ منذ الصغر وهو يتحمل ما يثقل جثمانه بالهموم، تشفق عليه، كيف له تربي بين طيات أب ثائر أهوج مجرم، وأم طائشة لا تفكر في عواقب أفعالها، تعلم أنه صار يمقت الزواج، والنساء، والرجال، وجميع دواب التي تسير على الأرض.

لا يطيق ذاته، ولم يعد يتقبلها، يبدو أنه قد تحمل ما يكفي من سخرية، وإستهزاء بيه، فهو بلا أب، وأصبح بلا أم لم يبقي له أحد، أصبح أكثر توترًا وعنفًا، كثرت الشكاوي من أستاذته، وزملائه.

لم تري رؤية له صديق يومًا، لم تراها يهم بالخروج مع أحدهم، أو زيارة أحد أصدقائه للدراسة، لم يكن يفعل كل ذلك.

كان يكتفي بصحبة العمال الذين معه في عمل، وزملائه الذين أذاقتهم الحياة الآلام ألوان، كان يكتفي بمن يشبهونه، لهذا يمقت أبرار، ويمقت مشاعره جهتها، ويمقت ضحكاتها، ومرحها، وجنونها، ويمقت شخصيتها التي تذكره بوالدته.

يمقت خياله عندما يفترسه الأفكار ليلًا، وهو يتخيل شجارهم سويًا، ثم تأتي أبرار عابسة تشتكي له شغب سحر، لينتهي بيه محتضن إيها يداعبها ويمزحها؛ حتي يزيل عبوسها، ثم يذهب ليشجع والدته علي أستمرار؛ حتي تعود إليه عابسة فيعود هو لمداعبتها؛ حتي تبتسم.

لا يعلم لما أقتحمت خياله مجددًا، للمره التي لا يعرف عددها، بدأ العقل بالتيقظ ليهاجمه مخبرًا إيها الفروق العمرية، والاجتماعية، والمادية، هناك فروق بينهم تكبله، حتي وأن كانت تشبهه، وحيدة، يتيمة ليس لها أحد، تدعي القوة رغم كونها هشة، تدعي الثبات رغم العاصفة التي اطاحت بها.

لازال يفكر، لكن توقف عقله عن تفكير، بلي شُل تمامًا، أين هي؟ لما لم تأتي حتي الآن لرؤيتهم؟ نظر للرؤية وكان سيرتكب أكبر حماقة في حياته ويسألها عنها، ولكنه صمت؛ ليس لأنه أدرك حماقته؛ بلا لأنه رأي أحمد يأتي بينما يستند علي عكازه؛ ذلك لأنه كان يرقد في فراش لفترة طويلة.

جلس أحمد علي كرسي مجوار ليحيي، لينظر لرؤية الجالسة علي أرضية تضم جسدها، تتطالع الفراغ في شرود؛ أنها عادتها عندما تعصف بيها الحياة، تحتضن ذاتها لتمدها بالأمان، كما ود لو ضمها؛ ليطمئنها ويخبئها بين طيات ضلوعه؛ ليخبرها أن كل شئ سيمر.

أنها تتخبط بين دهاليز عقلها، أنها قد سلمت ذاتها لجلادها الأعظم، لتلوم ذاتها علي أي شئ، وكل شئ.

يؤلمه رؤيتها هكذا أكثر من ألم احتراق خده الأيسر، إنها تلتصق بيه كالبقعة التي تزين خده، تنهد لينظر بعيدًا، بينما يريح رأسه علي كتف ذلك اليحيي، الذي يتنازع بينه وبين ذاته علي عشق أهوج.

أردف يحيي بهمس، وهو يطالع جدته التي تقرأ في مصحف بينما تبكي بعنف وحرقة:

_ احنا إلي بنعذب نفسنا ولا إلي بنحبهم هما إلي بيعذبونا؟

نظر له أحمد لثواني ليعود بنظره للأمام، بينما لازال رأسه مستقر علي كتف يحيي، ليجيبه بعد تنهيدة طويلة:

_ حسب نوع الحب دا، هناك حب أخرق وهناك حب أخرف.. أيهما تقصد؟

نظر له يحيي بضيق، وكأنه يقول له: "لا روح لي؛ لتحمل تحاذقك ذلك"، ليردد يحيي بنفاذ صبر:

_ فرقت النقطة يعني؟ (يقصد تلك التي تعلو القاف في أخرق، والفاء في أخرف)

نظر له أحمد برهة، ثم أعاد نظره للأمام مجددًا وهو يهز رأسه في جدية:

_ نعم، تستهين أنتَ بلغتنا الفصيحة يا أخرق

لينفخ يحيي في ضيق، ليستكمل أحمد وهو يطالع رؤية:

_ هناك حب أخرق، وذلك يعني أنك سوف تصرف الوقت والجهد للحصول عليه، دون كلل دون تعب ودون ملل، وستحصل عليه حتي وأن نعتوك بالأخرق.

ثم صمت، ليستكمل بعدما أستمع لهمهمات يحيي؛ التي دفعته للإستكمال:

_ ولكن أن لم تحصل عليه سيكون مجرد خرف، سيكون حب أخرف، أسطورة لا وجود لها مجرد هذيان.

لينهض من علي كتف يحيي، ثم نظر في عينيه مُباشرة ليخبرها ببسمة هادئة:

_ لهذا أسعي يا صغير أن يكن حبك أخرق.. أن يكن أخرق فقط.. فلتكن أخرق حتي تحصل على ما تريد.

هز يحيي رأسه باقتناع؛ لطلما أقتنع بالحديث مع أحمد، يحب الحديث معه؛ لفصاحته التي تضيف له رونق خاص، الذي يثبت له شئ أوحد أن شهادتك الأكاديمية لا قيمة لها؛ أن لم تصل بها إلي أعلي مراتب.

ولكن هناك قوم رفضوا القيود، ليتعلموا ما يحبوا دون معلم، يكون هم القائد الأوحد في رحلة حياتهم البائسة.

قاطع نظراتهم تلك، والصمت التي لم يستمر سوي لدقائق تُعد علي أصابع الكف الواحد، كان يحيي سيبوح لأحمد بما يعتلي صدره من أسي، وأمر ذلك اللعين الذي أرسل له صور، ولكن فُتح باب الطوارئ وأخيرًا ليخرج منه الطبيب.

لينهض يحيي وأحمد ومن خلفهم إحسان، بقيت رؤية موضعها تراقب الجميع ببرود؛ وكأن الأمر لا يعينها في شئ.

طالع الطبيب الوجوه المتوترة بجمود، ثم أردف بجدية علمية:

_ المريض أُصيب بسكتة دماغية، ودا أحدث تلف في الفص المسئول عن الحركة والكلام، لولا تدخلنا لكنا فقدنا المريض، بس الحمدلله المريض لازال عايش.. بس

نظر له أحمد بترقب وهو يتوقع السئ، ليحث الطبيب علي إستكمال، ليستكمل الطبيب قائلًا بجمود:

_ بس للأسف المريض هيفقد القدرة علي تحريك نصفه السفلي، بالأضافة إلي عدم قدرته علي نطق بشكل سليم..

_______________

فتحت عينيها لتشعر بدوار شديد، وتثاقل في جفونها، وكل قطعه في جسدها تنضج بالألم، نظرت حولها بتشتت، لم تسعها ذاكرتها كثيرًا لتذكر ما أصابها قبل ساعات، لكن رائحة العفن الغريبة التي تسللت إلي أنفها بخبث؛ حتي كادت تخنقها.

حاولت النظر حولها لمعرفة؛ اين هي؟ ولكن كانت غارقة في ظلام يكفي لإصابتها بالعمي، ظلام ورائحة جثث متعفنة، هذا ما ينقصها، ألا يكفي ما رأته؟ هل سيتركوها تتعفن هنا؟

كل ما كان يدور في عقلها في ذلك الوقت شئ واحد، لن يكن من عدل أن تمت قبل أن تصيب مجدي بجلطة أو سكتة قلبية؛ تفتك بيه، رغبة الأنتقام قد فاقت جميع رغبات ولذات التي ترغب بها.

عندما تتدمر للفتات علي يد من كنت تحب، أشد مرارة من موت علي يد من كرهت، كانت تراها كامل، يبدو أنها كانت مُصاب بشلل في عينيها يجعلها تري الخنفساء حسناء.

أخذت تفكر قائلة: "لن يكن من عدل أن تمت قبل إصابة أبرار بشلل؛ وذلك حتي تذهب لشكوي ليحيي ليرميها في أقرب دار مسنين، وتجد حياتها وسط العجائز لتكثر مشاكلها وشجاراتها مع شخوص جديدة"

تنهدت، وهي تفكر بحالمية بعض شئ بأن يتقاتل كل من يامن (ريان) ومجدي عليها، ولكن قطع تفكيرها الأهوج الباب الذي ظنت أنه أنفجر، تسلسل الضوء بشكل مفاجئ لعينيها لتغمضها حتي تعتاد علي الضوء.

لكن أقتحم أذنيها أصوات شجار، لتري ريان ومجدي يتنازعان بشكل أخرق، لتفتح فمها وهي تردد بحماقة:

_ باركاتك يا شيخة سحر..

لتصمت وهي تري ريان يعتلي مجدي، ويبدأ بتسديد له لكمات، لتبتسم، وهي تشجعه بحماس، ولكن ما أن نظر لها حتي يلكمه مجدي بعنف ليسقط علي أرضية رأسه بجوار قدم سحر المقيدة بالأغلال، ردد يامن في تهكم:

_ روح حسبي الله ونعم الوكيل.. مشفتش يوم عدل من ساعة ما حبيت أمك

نظرت له بغباء، من يقصد ذلك الأخرق؟ ما أن ردد ريان ذلك حتي شعر بيد تلتف حول ساقه اليمنه، واليد أخري تلتف حول ساقه اليسري، ليتم سحله في من قبل رجلين ضخام البنية.

لتردد سحر في تهكم وهي تكح بسبب سحابة الغبار التي حدثت أثر سحل ريان، رددت سحر بحنق:

_ روح اللّٰه ياخدكم؛ بهدلتوا هدومي إلي لسه مغسوله يا ولاد المعفنه

ولكن ألتزمت بالصمت؛ ما أن أستمعت لصوت طلق ناري يدواي المكان، ليهوي قلبها بين قديمها ما أن أستمعت لصوت صرخات ريان؛ لتردد بفزع:

_ يامن أبو ودان شبه الطبق.. أنتَ موت يا حزين!
_________________

الهدوء والبرود فقط ما كان يعلو ملامحها، ما أن أستمعت لصوت أنفجار البيت خلفها، الذي تبعد عنه بعض الأميال، لازالت تشعر لهيب نيران يحرق ظهرها، تبادلت النظرات مع رفيقيها بريبة.

نظرت لساعة معصمها، وما أن تعامد عقرب الثواني علي عقرب الدقائق؛ حتي وجدت سيارة سوداء تقف أمامها، ليهبط منها رجال حراسة أصحاب البنية الضخمة، لم يستطيعوا الأقتراب منها خطوة واحدة.

كانت نظراتهم يملؤها الشر، أبتسمت رزان بسمة مُختلة، لتتحرك بداخل مكنونات السيارة، وكانت ستتبعها جيسيكا، ولكن كانت يد جاك لها أقرب؛ وهو يمنعها من ركوب.

تحركت سيارة سريعًا بعيدًا عنهم، نظرت جيسيكا لجاك بضيق، وهي تشير جهة الجهة التي تحركت فيها السيارة، لتردد بحنق:

_ بحق الجحيم يا راجل! تركتها تحصل علي متعة كاملة!

نظر لها جاك بملل، ليردد بلؤم:

_ لم تكن هناك متعة لا يوجد قتال..

نظرت له بشك يغلفه بعض سخرية، أيمزح معها؟ أنها ذهابة، وبقدمها لأكبر زعيم مافيا في ولايات، وأنه زراع الأيمن لإله الأغريق، لن يكن هناك ولو قطرة دماء واحدة، هل يسخر منها ذلك؟

أستكمل حديثه بتوضيح:

_ يردون عودتها.. لا يعجبهم أمر تحالفها مع شرطة؛ لأنها قامت بسحب أقوي العصابات تحت قبضتها..

نظرت له بخبث؛ والآن فهمت ما يرمي إليه، لتردد بلؤم:

_ بالطبع بدون الصغار لا يوجد كبار

تبادل معها نظرات الخبيثة يؤكد لها ما يقول، صفقت جيسيكا بحماس لتردد:

_ حسنًا فلنري هل سيصمد الكبار كثيرًا أمام كفوف الصغار...

لكن قاطع حديثها الحماسي رنين هاتف جاك، أجاب جاك على هاتف ببرود، حتي أنصهر الجليد وجهه، وحل محله بسمة شيطانية، ليردد بكلمات مُقتضبة:

_ أن لزم الأمر قتل ريان ومن معه فلا تردد في فعل ذلك.. قد خسرنا الكثير فلا مانع أن نخسر القليل

____________________

رائحة القهوة، معزوفة الهادئة، الشمس الساطعة، الأفكار الحبيسة بين الأوراق والأغلفة، كانت تسيطر عليها حالة من صفاء لم تشعر بيها منذ زمن..

حاولت أن تزهد المعازف، والأغاني، ولكنها قد ورثت تلك موسيقية عن والدها، يُصعب تخلي عنها، تمتمت بدعاء بأن يغفر اللّٰه لها، ليست من محبين القراءة، ولكن شجعتها تلك النور علي ذلك..

فَنور عاشقة للكلمات والأحرف، لديها مكتبة تبدأ من قصص المصورة، وحكايات الأطفال حتي أشهر روايات، والكتب، ومجلدات لأكبر الفلاسفة، أبتسمت تعلم جيدًا بأن تلك صغيرة ستصبح ذو شأن عظيم، أنها قوية وشجاعة ومثقفة وذكية وعنيدة.

عنيدة مثله، ليس مثل والدها بلا مثله هو يحيي، تعلم ما تحمله عينيه من عشق يخفيه خلف أسوار القسوة، وعناد، وكثير من كبرياء، لا تظن أنهم سيجمعهم القدر تحت سقف واحد، فهي لا تهيم بيه عشقًا كما يُخيل للبعض.

هي فقط تشعر بالفضول الشديد جهته، ترغب في كشف غموض الذي يحيطه، حتي وإن بان للناظرين أنه بسيط، ولكنه كمكعب روبيك ما أن توحد لون وجه حتي يخذلك الخمس الباقين.

تنهدت، ولكن أنقطع تيار الكهربي لمنزلهم، عقدت حاجبيها في غرابة، هل عبست تلك العجوز الصغيرة مجددًا في كهرباء؟ أما أن منزلهم يتعرض للسرقة؟ أم ستخطف من قِبل عصابة كما طلما طمحت، وتقع في عشق زعيمهم؟

لكن أستمعت لصوت صرخات نور، لتنهض بفزع، وهي تزفر في حنق، لتأخذ خمار صلاة سريعًا؛ لتخرج، وهي تردد بحنق:

_ واللّٰه ما يحصل أنتِ أتخطفتي مره دوري بقا

__________________

لستن بخطيئات
"أنهن المؤنسات الغاليات رفقا بهن"
صفاء إيهاب"صَافِي"

قُل لي فلتخبرني هكذا ماذا سيصيبك عندما تضغط علي ڤوت ها؟ هل سوف تُشل أطرافك؟ أما سوف ينتهي العالم ما أن تخط بعض كلمات التشجيعة لي؟ لُست في جمال أمبر هيرد، ولكني أمتلك نفس فصيلة الأجرامية التي لديها؛ لهذا فلتحذرني يا لطيف.

طبت لطيفًا

وعُيدكم مُبارك

Continue Reading

You'll Also Like

5.9K 256 12
المقدمه "علي ضفاف النيل رأيتك فرعوناً شامخاً ،كنت تنظر الي النيل شارداً وانا كنت شاردةً بك ،انجذب قلبي اليك دون سابق انذار ،ذهبت اليك لطلب المساعدة ،...
89.3K 10.1K 42
🖤كتاب ينقلك إلى عوالم وتجارب مختلفة🖤 🍁ولكن انت من تصنع عالمك وتجربتك الخاصة🍁
15.9K 1K 16
"شيروفوبيا" "رهاب السعاده.." _ وانا صغيره كنت بسمع اغنيه بتقول "ده القلب يحب مره ميحبش مرتين" كنت بحبها وبحب ادندنها كتير، لكن بما كبرت اتغيرت نظرتي...
932K 70K 19
عَالم مظلم مغمور بالغموض حكاية خطت ورُسمت بالوان الغموض والخفية سَنشاهد التقاء روحين للتصدي للماضي الأليم والمواجهة مع التحديات الجادية هل ستجد ال...