لَسْتُنَّ بِخَطِيئَاتٌ '" أنه...

By SafaaEhab

27.1K 2.8K 235

" لا تَكْرَهوا البَناتِ ، فإنَّهنَّ المُؤْنِساتُ الغالياتُ " كل حقوق الفكرية و الكتابية محفوظة لدى كاتبة صفاء... More

المقدمة
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع وعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع عشرون
الفصل الأخير
كلمة الكاتبة
إعلان
عن النوفيلا الجديدة

الفصل الثاني عشر

696 89 2
By SafaaEhab

"أرحل"

"12"

"صدي كلماتها لازال يتردد بداخلي، وهي تقول: أرحل فقربك لا يُطاق، فلتحزن؛ فالشوق لك نارًا خُلقت للأحتراق."
__________

أغمضت رؤية عينيها بصدمة لا تطيق النظر إليه هو في تلك الحالة، لا تطيق النظر لعينيه منكسرة رغم بسمته الباردة، وجهه... قد تشوه تمامًا تلك البقعة الأرجوانية تستوطن خده الأيسر بأكمله وصول للجبهته.

وكأنها شمس الغروب قد سكنت طيات وجهه البائس، لا داعي لتلك التشبيهات تبقي شمس غروب حارقة حتي أن فتن بها الحبيب والمشتاق، تبقي حارقة حتي وأن كانت حانية علي فراء هره، تبقي حارقة حتي وأن كانت لطيفة علي عينين، تبقي حارقة دائمًا وأبدًا.

شعر أحمد بنيران تستوطن قلبه، أعمض عينيه وهو يذكر تلك اللحظات التي فقد بها الوعي شعور بقطرات مياه تتساقط علي وجهه، الذي قام بتعيرته لأمداد زيدان بالأكسجين اللازم، ليسقط مغشي عليه لتسلسل المياة كيميائية الحارقة، التي كانت متساقطة من أحدي أنابيب المصنع التي تم هلاكها بفضل الحريق، لتسلل بخبث مستغلة تعرية وجهه وفقدانه الوعي؛ لوجهه لتحرقه مخبرة أيها، أن لا تتوقع الآلام من أعداءك فقط، فلتذكر أن عنصر مفاجأة سلاح القدر الأقوي.

أبتسم بسمة قد حاول بها التخفيف عبئ الهم علي قلبها قبل قلبه، ولكن محاولته باتت بالفشل، ليبدأ بالحديث ممازحًا أيها وهويضع القناع طبي مجددًا قائلًا:

_ حادث بسيط في مصنع كان تعويض كبير عربية وكمان خلوني مدير التنفيذي لمصنع إلي في مصر بالتحديد في القاهرة

رفعت رؤية بصرها له للحظات حاولت منع دموعها من هبوط بصعوبة قد نجحت، حركت عينيها بعيدًا عنه بتشتت لتردف بنبرة حاولت أخراجها بإعتيادية:

_أتمني لك السعادة... بس أنتِ بتقولي كلام دا ليه؟

نظر لها للحظات ثم أردف بنبرة لامبالاية جعلتها تشتعل بنيران الغيظ، قائلًا:

_ أحنا مش أطفال يا آنسة رؤية... أحنا كبار بما فيه الكفاية أنا بكل بساطة جاي أحط نقط علي حروف وأعرف أذا كانت علاقتنا.....

تبخرت كلماته من علي طرف ثغره، لتلقي رؤية دبلة ذهبية في وجهه وهي تنهض بعنفوان وغضب، طفح الكيل منه ومن أساليبه الملتوية، فليذهب هو حبه للجحيم السابع.

لم يرمش له جفن حتي أنه لم يكلف ذاته العناء للركض خلفها وأصلاح ما أفسده، رأها تهرول من أمامه تجر خيبة رجائه بيه، ومن عودتهم التي باتت مستحيلة.

أعادة خصلات شعره للخلف، ليغمض عينيه بضيق، لينهض من موضعه هو يضع الحساب علي طاولة، مقرر العودة للقاهرة ومباشرة أعماله، فلا عمل مع تلك الأنثي ذات الكبرياء اللاذع، فلم تعد آنسته الغالية تلك المراهقة التي تداري خيبة آمالها وكسرتها بالبكاء، صارت أقوي وأفضل وأقسي وهذا الذي طلما أرداه؛ حتي وأن كان بعيدًا عنه.

__________________

قد المر الليل بظلمته، لتشرق الشمس تمر ساعات الصباح الأولي.

أنهي دوامه اليومي من عمل يشعر بالأرهاق يحرك كل جزء بجسده، وكأنه صار كمجري دماء في عروقه، تنهد بضيق وهو يسير بينما تداعب نسمات الهواء الطلق وجهه بحنان، وكأنها تخفف عنه أثقال التي قد وقعت علي كهله منذ الصغر، ليبدأ بالتلاوة بعض الأيات ليخفف عنه قليل:

_وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ

أطلق تنهيدة حارة هو يبعثر خصلات شعره الثائرة، هو يعبر الطريق لكن في تلك الأثناء شعر بإصطدام حاد، قد أطاح بتوازنه ليسقط أرضًا بعنف، تأوه يحيي وهو يسب بكل ما يعرف من سباب، ليستمع لصوت رقيق قلق قد راق له وكأنه يعرفه، ليرفع بصره هو يجد تلك المدللة تهبط من سيارة صارخة بيه بشر:

_ يا بني أدم انت أزاي تعدي طريق كدا أفرض كنت موت دلوقتي.... أنت؟

نظر لها يحيي بسخرية هو لازال ممد علي أرضية الشارع الذي كان خالي من بشر، ليردف بسخرية:

_ واو أهلا ببياض التلج إلي جت زي الأعصار وشليتني في طريقها

حاول نهوض ولكن محاولاته باتت بالآلام شديد أصابت قدمه بالتحديد، قد تيقن تمامًا أن كامل الصدمة قد أستقرت في قدمه المسكين، لكن أتت تلك الحمقاء وأكملت الأمر بكلماتها:

_ أوعي تقول أن رجلك أتكسرت وشغل روايات دا

رفع رأسه للسماء وهو يدعو اللّٰه أن يختفي جميع نساء الكوكب وينتهي نسل البشري اللعين الذي يعرضه لحمقاوات كتلك، أغمض عينيه هو يستمع لها تكمل:

_ بس حوار معكوس.. مش مفروض بطل هو إلي يدوس البطلة ويشيلها يدويها مستشفي تحت أعتراضها وصراختها.... طب هشيلك ازاي دلوقتي وانت زي تور كدا؟

رفع يحيي نظره لها بغضب، مما جعلها تتراجع للخلف خوفًا وهي تبتلع ريقها بتوتر، لتردف بغباء:

_ خلاص مش تكشر هتصرف وأشيلك حاضر... هطلب فريق الأنقاذ يشيلوك عشان ظوافري مش تتكسر

أزدادت نظرات يحيي قسوة، لتصرخ هي بفزع قائلة بخوف:

_ واللّٰه عظيم صارفه نص فلوسي عليهم دا أنا بتعالج من أنيميا عشان يطولوا... خلاص مش تبص كدا فداك ميت ضافر يا باشا ولا تزعل

شعر يحيي بأن نيران قد أشتعلت برأسه من شدة الغيظ، تلك الفتاة تفننت في أخراج أسوء ما فيه بكل بارعة، ليجدها تعاود الحديث قائلة بغباء:

_ هو أنت وقعت علي لسانك كمان.. يلهوي لتكون أتخرست بسببي... بس كدا أنت مش هتعرف تثبت أني خبطتك مفيش شاهد يعني مش هتسجن

ألتقط يحيي حجرًا من علي أرض، وبسرعة الريح قد سدده نحوها ولكن تفادته هي بسرعة، لتجد حجر قد أصطدم فورًا في زجاج سيارة الأمامي؛ ليتهشم لقطع صغيرة، نظرت له تلك الحمقاء لثواني قبل أن تبدأ بتحسر علي عربتها وهي تردف:

_ يا مصيبة سوده... أخويا هيعمل مني بوفتيك.. انت بعملتك دي هتبيتنا في الحجز سنة قدام.. أنت ضربت أغلي ما أخي يملك علي كوكب.. دي أغلي مني ومن بنته

نظر لها يحيي بلا مبالاة لحديثها تحسرها ذلك، فهي كسرت ساقه بالتأكيد لن يقوم برد الأمر بالمثل، لذا كسر زجاج السيارة لعلها تتعلم تلك المدللة أبيها الدرس، ليجدها بدأت بالبكاء بعجز وقلة حيلة، رفع رأسه لسماء بضيق فهي ستبدأ بالبكاء كالأطفال الرضع.

قطع الأمر وقوف سيارة أجرة أمامهم، ليهبط منها ذلك الثائر، وهو يردف بنبرة مرعبة بحق قائلًا:

_ أبرار

أرتجفت المسمية بأبرار بقوة هاهو حدث ما تخشها، ألتفت أبرار لشقيقها الأكبر وهي تتطالعه بذعر وبسمة بلهاء:

_ أبيه يامن حضرتك بتعمل أيه هنا؟

رفع يامن حاجبه لها بضيق، ولكن تفحص الجالس علي أرضية الذي يناظره ببلاهة وغباء، لا يختلف عن شقيقته، أنه يعرف ذلك الشاب يذكره جيدًا، وهنا قد تذكر أنه ذات الشاب إبن تلك السيدة المختلة.

ليمرر بصره علي زجاج سيارته، الذي تناثر علي طريق بشكل مروع، شعر وكأنه سيصاب بأزمة قلبية حادة، ليردف بغضب أعمي علي أثره أرتجفت أبدان كل من أبرار ويحيي:

_ مين حيوان فيكم إلي عمل كدا... ولا خلوني أخمن

نظر له الأثنان بصمت يراقبان ردة فعله، وهو يردف بتفكير:

_ دلوقتي آنسة أبرار كانت بتضبط روچ بتاعها في مراية العربية.... فخبطت الأستاذ مشاكل وكسرت دراعه

صحح له يحيي قائلًا بألم:

_ رجلي

طالعه يامن بعد أهتمام ليكمل:

_ كسرت رجله... فهو خدته الجرأة وكسر أزاز العربية لأنه بطبيعته مش بسيب حقه.. صح ولا غلطان؟

هزت أبرار رأسها ببلاهة، وهي تردف:

_ اسم الله عليك يا حبيب أختك هو دا إلي حصل بالضبط بس.... أنا كنت بضبط الأيلاينر مش روج

أردف يحيي بغيظ وهو يتحسس قدمه بألم، يشعر بنيران قد أشتعلت في قدمه، ليردف:

_ يعني عشان ست جمال والحسن تضبط للاينر بتاعها تخبط بني ادم... وتكسر رجله وتوقفه عن لقمة عيشه لحد ما يفك الجبس.. ويجي أخوها جون سينا بدل ما يعتذر يقعد يشخط وينطر في خلق اللّٰه

صرخ يامن في يحيي الذي طالعه ببرود واللامبالاة مصطنعة:

_ ولا واللّٰه أبيتك في الحجز أنت وعيلتك كلها مش تبقي غلطان وبجح كمان

صفقت أبرار ببلاهة وهي تردف بتشجيع:

_ أديلوا يا أبيه مش تسكتلوا

نظر لهم يحيي ببرود ليردف:

_ أعمل إلي تعملوا مش فرقت كتير... هتودني مستشفي ولا أخد تاكسي وأروح بيتنا أحسن

نظر له يامن للحظات بضيق، لكنه علي علم تام، بأن شقيقته المدللة هي سبب في صنع كل ذلك، ظن للحظات أن أولي خطوات ألتزامها ستقف عائقًا أمام هوسها بمستحضرات التجميل والموضة، ولكن خابت آماله أجمع وهو يجدها مهتمة بأدق تفاصيل أكثر من ذي قبل.

تحرك يامن ليقوم بأسناد يحيي، ولكن في تلك الأثناء أستمعوا لشهقة أنثوية عنيفة من خلفهم؛ ليستدير يامن ويري تلك التي تقف أمامه بتنمرها المعهود، ليردف بنبرة منخفضة:

_ كملت

_________________

في أحدي مقاهي الراقية المتواجدة بداخل أحياء الهادئة لإسكندرية الحبيبة، كانت تجلس رؤية أمام ذلك الوغد الذي كان يتناول طعام بشراهة واضعًا أيها في وضع محرج.

صرخت رؤية بنبرة منخفضة بنفاذ صبر، لتردف بضيق:

_ أنت يا بني أدم ركز معايا... يا زفت يلي أسمك مجدي

نظر لها مجدي بحمق، ليقوم بمسح فمه ممتلئ بطعام بطرف كُم قميصه، وهو يردف:

_ خير يا ست رؤية مش تعزمينا علي لقمة وتبصلنا فيها

نظرت له رؤية بإشمئزاز لتردف ببرود:

_ خلص يا مجدي عاوز أيه مقابل أنك تمسح القرف إلي عندك دا

نظر لها بخبث ليغمز لها بقذارة:

_ طالب الرضا من أختك

فتحتت رؤية عينيها علي مصراعيها، في شكل جعلها ترغب بصفعه علي فمه، وهي تردف:

_ أنت بتقول أيه يا حيوان أنت؟ فكرك بعد ما خلصنا منك هنرجعلك تاني... هديك فلوس إلي أنتَ عايزها بس تسبنا في حالنا

نظر لها مجدي وهو يهز رأسه برفض، ليردف بنبرة كريهة:

_ تؤ تؤ أنا عاوز أختك ترجع تاني تحت رجلي عشان سمعتي كراجل ترجع تاني وكلمتي في حارة تكون ليها ألف حساب

نظرت له رؤية بشر، لتردف قائلة:

_ أنت أتجننت يا جدع أنت؟ كلمة مين يا ابو كلمة أحنا سبنالك الحارة بما فيها.. وأختي مش هترجع وإلي عندك أعملوا

لتنهض رؤية بعنفوان وغضب يتطاير من عينيها، ليردف مجدي بما جعل قدمها تتصلب في موضعها قائلًا:

_ تكونيش مفكره أنه فيديوهات دي لسه مش نزل منها حاجه تبقي مغفلة يا سيادة المعيدة.

تراجعت رؤية في خطواتها لتجلس مجددًا، وهي تردف بتوتر بدي بنبرة صوتها:

_ يعني أيه؟

نظر لها مجدي بخبث ليردف:

_ لاء متخافيش كدا أوي دا هو فيديو نزل علي موقع كدا لواحد حبيبي يعني بس عمل شغل جامد.. متخافيش أنا عند وعدي مش هنزله لسه علي فيس ولا هشهركم... واحده واحده نبدأ بالمواقع صغيرة بعدين.....

صفعة قد هوت علي خده بعنف، لينظر مجدي لرؤية بغضب شديد كان سيرد لها صفعة، ولكن كانت يد أحدهم أقرب له، لينظر لصاحب تلك اليد ليجده رجل أربعيني العمر يافع الطول، صاحب ملامح مرعبة أكثر من كونها وسيمة، ليجده يردف بفحيح الأفعي:

_ تؤ تؤ مش من رجولة يا زميلي تمد أيدك علي واحده ست حتي لو هي عملت كدا... مع أني متأكد أنك تستاهل ضرب نار مش كف بس

نظرت رؤية لجميع برؤية مشوشة، وجدت ذلك الرجل يتصدي لمجدي وأمرأة أخري فاتنة ملامح ذات خمار تقترب منها، بينما تحنو عليها قائلة ببسمة بشوشة:

_ أنتِ كويسة يا حبيبة قلبي؟

نظرت لها رؤية بتشوش لتنسحب بهدوء بعدما هزت رأسها بخفة، لتتحرك جهة الخارج سريعًا حاولت السيدة لاحق بها لكن فشلت في ذلك، عادت مجددًا لداخل لتردف موجه حديثها لرجل الممسك بمجدي قائلة:

_ خلاص يا أدهم سيبه هو عرف غلطه

نظر لها أدهم بضيق وتذمر ليتركه؛ ليفر مجدي من أمامه بخوف وأرتعاب، رفع أدهم نظره جهة السيدة ليردف:

_ ما كنتِ تسبيني أتسلي شوية يا ست رزان ولا هو لا تسلية هنا ولا في بيت

مسحت رزان علي ظهر أدهم بحنان، لتنظر له بنظرات يملأها شغف، جعلت أدهم يحلق في سماء لكن سرعان ما سقط علي جذور رقبته لسابع أرض، وهو يستمع لقولها:

_ ألعب في مناخيرك يا حبيبي بدل ما أنت مبهدل ناس معاك

لتتحرك هي تاركة أيها يراقبها تبتعد بصدمة وغيظ منها ومن أفعالها، وهو يردف بغيظ:

_ روحي يا شيخة ربنا يسد نفس إلي يكرهك بدل ما أدعي عليكِ تكون ساعة أستجابة

_________________

كانت تسير وهي تبكي تشعر بأن عالم يدور بها حقًا لا تعلم ماذا تفعل؟ لمن تذهب؟ لمن تلجأ؟ تخشي أن تخبر شقيقته فتذهب لقتله وينتهي بها الأمر في سجن، تخشي أخبار والدتها فتصاب بأزمة قلبية، تخشي أن تخبر يحيي فيقوم بسلخ جلده وتقطيع لحمه يذهب هو إلي تهلكة في نهاية.

تخشي أخبار الشرطة فينتهي الأمر بفضاحها دون حتي أمساك الشرطة بيه، فهي علي يقين تام أن ذلك الوغد قد أعطي تلك الفيديوهات لعدة رجال؛ حتي أن حدث شئ له يقوم غيره بتولي المهمة.

لا ترغب أن ترمي بشقيقتها في ضياع لأجلها ولكن هل من حل أخر؟ نعم هي تستمع لصوت قلبها، هو يخبرها أن تذهب ركضًا لأحمد كيخلصها من براثين ذلك الشيطان، ولكن هل فكرت يا قلبي مسبقًا أن ذلك ليس بأحمد التي تعلمه؟ ليس ذلك الرجل الذي وقعت في حبه، قد تغير كثيرًا لم يعد ذاته الذي تعشقه، تخشي أن يردها خائبة الرجاء.

كل هذا قد أغرقها في تفكير، الذي أدي إلي أنهيار أعصابها، الذي زاد من حدة بكاؤها، شعرت بأن الرؤية صارت مظلمة، أن العالم من حولها صار يدور في حلقات، لتستلم لظلام تاركة لعقلها فرصة للنجاة، ليغشي عليها بين ذراعيه.

نظر لها أحمد بفزع هو يحاول أن يجعلها تستفيق، فهو قد كان يسير بسيارته الجديدة الذي أستلمها لتوه من أحدي منافذ البيع سيارات هنا،. كان سوف يتجه لمنزل رؤية لألقاء التحية عليهم والعودة للقاهرة لبدء في عمله، لكن رأي رؤية تمر من جواره في حالة سيئة حقًا قد أستشعرها في حركتها غير متوازنة.

ليهبط من سيارة ليري إذا أصابها سوء، ليجدها تهوي علي أرضية ليتلقطها بزراعه حاميًا لها، ليحملها متجه جهة أقرب مستشفي من هنا، للاطمئنان عليها.

_______________

كان يحيي يجلس علي فراش الكشف في أحدي عيادات الطبية في مستشفي، بعدما قام بوضع جبيرة علي قدمه -كما توقع تمامًا-، كان يشعر بألم شديد في ساقه وليست في قدمه فقط، ولكن أخبره طبيب أن المسكنات سوف تخفف من حدة الألم مع مرور الوقت.

كانت سحر تجلس علي مقعد جوار الفراش مقابل لأريكة، التي يجلس عليها كل من يامن وأبرار، كانت تتطالعهم بضيق وغيظ شديد، بينما تبادل معها يامن نظرات الباردة للحظات، تلك السيدة حقًا تثير حنقه يومًا بعد يوم، وكأن القدر يتعمد أن تقع في طريقه دائمًا.

كانت سحر تشعر بالضيق شديد وهي تري أبرار تجلس علي أريكة، وتعبث في هاتفها بلا مبالاة مصطنعة، فقط تحاول تلاشي النظر لتلك السيدة مرعبة بحق، كل ما كانت سحر تفكر بيه أن تقوم بكسر الهاتف، التي تعبث بيه تلك المدللة بدلًا من ردها له.

فسحر بالفعل قد تواصلت مع أبرار وأخبرتها بأنها قد طردت من عمل في روضة، لهذا سيتقابلون في أحدي أحياء قريبة من روضة، وأعطائها الهاتف وأنهائها الأمر.

بالفعل قد أنتظرتها سحر كثيرًا، لتقرر العودة للمنزل بضجر، وأثناء عودتها سيرًا قد رأت ظهر أبنها الذي يستند علي أحدهم لتشهق بعنف، وهي تري جروح قدم اليسري لأبنها، بدأت شجارها مع يامن بعنف الذي أخذها قهرًا لمستشفي في محاولة لأصمتها.

أنتهي بيامن الأمر أنه علم من شقيقته، أن تلك السيدة ليست ألا ذاتها السيدة مشرفة الروضة، التي تتواجد بيها نور أبنته تلك المشاغبة صاحبة لسان السليط، الذي علم من قام بتعليمها كل تلك السخافات توًا، من غيرها أنثي مشاكل والكوارث، التي علي يقين أنها الآن تفكر في طرق أكثر هماجية ووحشية لقتله.

أنتهي طبيب من فحص يحيي، ليمده بالعصوان للمشي طبيتان، لتساعديه علي تحرك ومشي بجبيرته، بالفعل خرج يحيي وسحر أولًا من خلفه أبرار ويامن الذي بدأ كل من أبرار وسحر بتشاجر.

لكن صمتت سحر، وهي تجد أبنها يهرول أتجاها أحدهم هو يصرخ بنبرة مهتزة أثر دموعه، قائلًا بإشتياق جارف:

_ أحمد

لكن تجمد كل من سحر ويحيي، هم يرون مظهر أحمد دموعه، التي بدأت بالسقوط واحده تلو الأخري وهو يردد اسم رؤية، صعق كل من يحيي وسحر ثلاث مرات، الأولي لرؤية أحمد والثانية لحروق وجهه والثالثة لتردديه باسم رؤية.

لكن لم تكن لهم فرصة، وهم يجدوا الطبيبة تخرج من غرفة وهي تردف بأسف قائلة:

_ للأسف المريضة حالتها......

لم تستطيع أن تكمل، وهي تجد تلك التي هجمت عليها بعنف، ليسقطا كليهما أرضًا بعنف.

_________

لستن بخطيئات
"أنهن المؤنسات الغاليات رفقًا بهن"
صفاء إيهاب||صَافِي

ڤوت وكومنت برأيك يا لطيف من أجل الاستمرارية.
دعمكم جزء من رواية من دونه لا تكتمل.
طبت لطيفًا.

Continue Reading

You'll Also Like

240K 20.1K 59
فتاه تقع في حب المعيد الأحمق الذي لا يراها سوي فتي مسبب للمشاكل بل الجامعة كلها تراها فتي ولا أحد يعرف انها فتاه ماذا سيحدث عند اكتشاف أمرها نبذة...
912 93 6
يذمونني حين يقولون "يا ابنة فيريال" ويمدحونني حين يقولون " يا ابنة سِتُّهم" كم هم غريبون أبناء قريتي؟ أيظنون أن تكنيتي بإسم والدتي عار؟ و تكنيتي بإس...
1.9K 195 30
"نعم أنا المقدمة التي رفضها الجميع، أنا الفتاة التي لا يجرؤ رجل على مواجهتها، أنا الفتاة التي ستلغي الرقة وتحولها لقوة"
1.5K 202 8
جميع البشر مختلفون فى تفكيرهم و تصرفاتهم و معتقداتهم و دينهم و جنسيتهم إلخ... لكنهم يتفقوا أن أرواح البشر تتعلق بحبهم للوطن فهى الفطرة التى نشأنا علي...