نجمة الصباح ✨

By LailaMohamed852

7.2K 607 352

ما هي الحرية ؟ هل هي مجرد أسوار تجاوزناها ؟ لكن ماذا نحتاج بعد؟ الحب؟ ربما، لكن ماذا عن ....الأسرار؟ أليست سج... More

الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادي والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الخامس والثلاثون
الفصل السادس والثلاثون
الفصل السابع والثلاثون
الفصل الثامن والثلاثون
الفصل التاسع والثلاثون
الفصل الأربعون
الفصل الحادي والأربعون
الفصل الثاني والأربعون
الفصل الثالث والأربعون
الفصل الرابع والأربعون
الفصل الخامس والأربعون
الفصل السادس والأربعون
الفصل السابع والأربعون
الفصل الثامن والأربعون
الفصل التاسع والأربعون والأخير
فصل إضافي

الفصل الخامس والعشرون

113 9 7
By LailaMohamed852

استحوذت على مكتب ثيودور كي أستطيع العمل على ترجمة أحد الكتب له، بينما افترش هو الأرض بكل راحة بين كتبه يقرأ ويدون الملاحظات تذكرت عندما حضرت للبرج للمرة الأولى لقد مضى الكثير من الوقت،

-ستحضرين الاحتفال الملكي مع الأمير زين؟
توقفت عن الكتابة عندما سمعت سؤاله، وكل منا مركزًا على أوراقه،

=أي احتفال ملكي؟
لم أكن سمعت عن وجود أي احتفال خاص،

-سيقام نهاية الشهر، كختام للاحتفالات، ألم تسمعي؟ الجميع متحمس، سيحضر جميع النبلاء باختلاف مراكزهم، وسيسمح للعامة من العاملين في القصر بالحضور، وبعض التجار الأثرياء إنها أحد الفرص النادرة للعامة لدخول القصر الملكي.

لديه مهارة السخرية من الأمور التي لا تعجبه وإخفاء ذلك تحت نبرة محايدة، انطلقت منّي ضحكة صغيرة،

=لا أدري لم يخبرني بالأمر.

-حقًا؟ يبدو ذلك غريبًا.

=لابد أنه نسى، أو لم يجد طريقة مناسبة لعرض الأمر، ربما لا يريد أن أظهر معه أمام أفراد العائلة الملكية، سيكون ذلك ضغط كبير عليّ كما سيضعني في مركز مزعج.

ترك أوراقه وحدق فيّ وقد ضيق عينيه، تجاهلته واستمررت في عملي،

-أي امرأة أخرى كانت لتنزعج.

=ليس أنا.

لم أكن أبالي بأمر سخيف كهذا أنا ألتقي بزين كل يوم تقريبًا، نذهب إلى حيث نشاء، لماذا قد نريد الذهاب إلى حيث لن يشعر أي منا بالراحة!

-كما تشائين.

عاد لورقه وقد صرف اهتمامه عن الأمر،

=هل ستذهب أنت؟

كان فضولي يريد أن يعرف سبب اهتمامه بالحفل، هذه ليست من اهتمامات ثيودور، صرح على مضض،

-غالبًا، ريان تريد الذهاب وإن لم تجد شريك مناسب وهذا ما سيحدث كالعادة، ستجبرني على الذهاب معها.

من الواضح أنه لا يريد الذهاب، لكنه يائس من إيجاد ريان لشخص آخر، اتسائل أحيانًا متى سيتزوج أي منهما، الأخ والأخت كلاهما بين الكتب، ولكن ماداما سعيدان راضيان ماذا في هذه الدنيا يستحق تغيير حياتهما وتعكير صفوها لأجله؟

-هنالك شيء أريد إخبارك به، ولكن يجب أن أتأكد من بعض الأمور أولًا.

جاء سؤاله من المجهول، فتصاعد الفضول بداخلي،

=ما هذا الأمر؟

-لاحقًا، لكنه مرتبط بموضوع ذلك الكتاب.

شعرت بأنه أمر مهم وانتابني شيء من القلق، لكن مادام ثيودور قال لاحقًا، فلا أمل أن أعرف الآن عليّ الانتظار.
********************************

رائحة الأزهار الربيعية تعطر الهواء، نسيم ما قبل الغروب والشمس الذهبية تكاد تختفي وراء الأفق، كنت استمتع بهذا المشهد الخلاب برفقة زين، بينما نتجول في حديقة القصر،

-ما أخبار ثيودور والبرج؟

=لا جديد، كان يخبرني عن الاحتفال الملكي، سيذهب مع ريان وكان يسأل إن كنا سنذهب معًا.

-وماذا أجبته؟

بدا مهتمًا بموضوع الحوار، مما أثار تعجبي، فأخبرته ردي، وأنا أحاول استنباط ما يدور في عقله،

=أنني لن أذهب، لا أحبذ الاختلاط بالعائلة الملكية، والاحتفالات الصاخبة.

توقف عن السير ونظر إليّ بابتسامة لطيفة،

-ماذا إن أخبرتكِ أنني أريد أن نذهب معًا؟
لم أكن قد توقعت ذلك إطلاقًا،

=هل تريد؟ ظننت أن ذلك سيكون مزعجًا لكلينا، سنجذب الانتباه كوننا نتواعد، وما إلى ذلك.

اتسعت ابتسامته بمكر،
-أفهم ما تعنيه، لكنني لا أريد أن نذهب كحبيبين.

ازداد تعجبي،
=كيف تريدنا أن نذهب إذًا؟

-كمخطوبين.
تجمدت من الصدمة،

=ماذا!

-كما سمعتِ بالضبط.

أخرج زين علبة صغيرة من جيبه بحذر، وفتحها ليظهر خاتم ماسي قابع بداخلها يتلألأ برقة، ابتسامته ونظرة عينيه تعلنان ما يشعر به من سعادة وحماس،

-هل تقبلين؟
ترددت ولم أعرف ماذا أجيبه،

=أنا يجب أن أفكر أولًا، لا اعتقد أن هذا وقت مناسب.

استشعر ما يدور بداخلي من خوف وحيرة، حاول أن يطمئنني،

-نجمة، ماذا يقلقكِ؟ هل تخافين من العائلة الملكية؟ لا داعي للقلق، سنرحل عن هنا، سأقدم طلب للملك، سأتنازل عن حقي في الوراثة وهكذا سنستطيع التحرك بحرية، سنمتلك مكتبة ونكسب رزقنا من بيع الكتب، وسيكون لدينا بيت صغير أنا وأنتِ، وأطفالنا.

كانت ابتسامته مشرقة، عيناه مفعمتان بالحياة والأمل، ولأول مرة أرى نظرة خجل على وجهه،

=أريد أن أخبرك بأمر ما، (صمت قليلًا ثم أكملت بارتباك) عنّي، هنالك أمر مهم يجب أن تعرفه، أنت تحبني، وتغمرني بحنانكَ، لذلك يجب أن أكون صريحة معك، يجب أن تعرف.

كنت ارتجف من التوتر، أمسك زين كتفي برفق ليدعمني،

-إن لم تريدي إخباري—

=لا، سأخبرك، لكنني أخاف أن تتغير مشاعرك تجاهي إن عرفت.
-لا شيء يمكنه يؤثر على مشاعري نحوكِ، أنا أحبكِ وهذا لن يتغير أبدًا حتى نهاية حياتي.

أفلتُ من بين يديه وتراجعت للوراء، لم يفهم لماذا ابتعدت ولكن قبل أن ينطق فمه بالسؤال توقفت وأغمضت عيني، ناداني بنبرة متوجسة،

-نجمة؟

لم أجيب نداءه، فقط نفثت النيران الموجودة بداخل صدري، شعرت بشيء من السكينة، ها قد أفرغت ما في جعبتي، ولتأتي النتائج كيفما كانت، فتحت عيني لأري وجه زين يحدق مذهولًا، عيناه متسعتان وفمه مفتوح في دهشة، يراقب الفراشة المصنوعة من نيران تحلق أمام عينيه، حتى اختفت نظر إلي وقد استنتج معنى ما رآه لكنه لم يصرح به، فأعلنت أنا،

=أنا أحمل دماء التنين.
ارتبك ولم يدري ماذا يقول، أخذ يفكر، شعرت بقلبي يسقط لابد أنه سيبتعد سيتركني، أنا وحش مخيف، بعد تردد وصمت، تحدث بتردد،

-ولكن كيف؟ الدماء الملكية؟

=لقد كانت أمي أميرة هاربة، لن تشكل تفاصيل لقائها من أبي أية فارق، لذا لا داعي للخوض فيها.
خرج صوتي بادرًا مخفيًا لكل ما بداخلي من حزن وخوف،

-حادثة أخيكِ، وسبب بقائكِ في ذلك البرج؟

=يومها أحرقت الغابة ووجه أخي، لقد أراد الاعتداء على صديقتي، طبعًا هذا لا يلغي أنني سببت له العمى وكدت أقتله.

ابتلع ريقه وقد ازداد توتره،

-هذا يفسر الكثير.

=موت أبي لم يكن مصادفة، كنت أنا.
أصابت كلماتي زين بالصدمة وتجمد مكانه،

=أنا اتفهم موقفك، سأرحل، سأنسى كل شيء ولن تراني مجددًا.

التفت مغادرةً لكنه أمسك ذراعي ليمنعني،

-مهلًا، أنا لم أقل أنني لا أريد رؤيتكِ مجددًا، أو أنني غيرت رأيي في عرض الزواج.

=حتى بعد ما عرفت أنني مجرد وحش قاتل؟

تجمعت الدموع في عيني لكنني تماسكت لمنعها من النزول، جاءت كلماته متعاطفة معي،

-أنتِ لستِ مجرد وحش، لا وحش يشعر بتأنيب الضمير، لا مجرم يقتل دفاعًا عن حياته أو عن أصدقائه، أنا فقط تفاجئت، لقد كنت أظنها مجرد خرافة، حكاية أطفال، ظننت أن الدماء اندثرت تمامًا.

بدأت دموعي تسيل ولم اتمكن من الرد،

-كما أخبرتكِ، لا شيء يمكن أن يغير مشاعري تجاهك، أنا أحبك، وأريد أن أكمل ما تبقي لي من حياتي معكِ ولأجلكِ، ولا أحد سواكِ، أن استيقظ على وجهكِ الجميل، أن أرى بسمتكِ ونحن نتشارك الطعام، أن نجلس كل مساء بقرب الموقد، نستدفئ بناره، نتسامر ونأنس ببعضنا البعض، أن تحملي أطفالنا، وأن أراهم يكبرون، أن نصبح عجوزين نستند على بعضنا البعض حتى آخر لحظاتنا.

طبع قبلة على جبهتي،

-أنا أحبك ولن أحب سواكِ، مهما حدث، وقدر ما امتد بي العمر، هل تقبلين أن تسعدي قلبي وتصبحي مستقبلي؟

أمسك الخاتم بين أصابعه، ونظر إليّ بتطلع، مددت له يدي، أخذها بثبات وضع الخاتم في إصبعي، مسح دموعي بيديه وهمس لي بفرح،

-يلائمكِ تمامًا.

*******************************

تأخرت نجمة بالعودة اليوم، جلست إلى الطاولة مع سارة كانت تخبرني عن حبيبها وأنه يريد لقائي باعتباري في مثابة أخيها الأكبر، وافقت على اللقاء به ،فأخذت توجهني بأن أكون لطيفًا معه ومتفهمًا، وبدأت تعدد محاسنه وتتحدث عن بطولاته بينما وضعت تركيزي على الطعام الشهي الذي أعدته السيدة نورا هذا المساء، توقفت عن الثرثرة عندما دخلت نجمة إلى النزل وجاءت ناحيتنا، كانت نظرتها وكأنها في عالم آخر، على وجهها ملامح صدمة وقلق، لكن هنالك ابتسامة خجولة ترسمها شفاهها، سألتها سارة ما الأمر، توترت قليلًا وحاولت نطق بعد الكلمات التي خرجت مبعثرة بلا معنى، ولكن اتضح كل شيء عندما لمحت ذلك الخاتم في إصبعها وهي تعدل شعرها خلف أذنها، بهذه الحركة الصغيرة أعلن الخاتم عن وجوده،

_تهانينا.

لا أعلم من أين امتلكت الطاقة لتهنئتها، ارتبكت أكثر يبدو أنها أخيرًا أدركت وجودي، قبل أن تحاول شرح الأمر كانت سارة قد عانقتها وانهالت عليها بسيل من التهاني الحارة وإعلانها عن غيرتها كونها تلقت عرض زواج من زين قبل أن يطلب أليكس الزواج منها، قمت عن الطاولة وبداخلي الكثير من المشاعر المضطربة، صعدت إلي غرفتي، أغلقت الباب خلفي،

ليس الأمر وكأنني تفاجأت، لكن هنالك وقائع نرفض مواجهتها، نحاول إنكارها، لم أرد أن أصدق جدية زين في علاقته مع نجمة، أو أنها ستوافق، أردت أن أصدق أنها سترفض، مثلما فعلت معي، حسنًا، ربما لم أكن الاختيار الأنسب لها، أو ربما لم أكن احتمالًا من الأساس، تمددت فوق الفراش طمحت أن انتقل لعالم الأحلام سريعًا، لكن كيف لعقلي أن يتركني لأرتاح!

تذكرتُ انعكاس ضوء القمر الفضي على وجهها النائم، ممدة على فراش قديم وشعرها بسواد الليل منسدل على وسادتها، شيء ما سحري جذبني إليها، كنت قد جمعت كل التفاصيل التي أريدها عن القلعة، عن أبيها، حتى عنها، تلك إذًا الأميرة الضائعة؟ حاملة الدماء الأسطورية كما دعاها ذلك الحارس العجوز عندما استجوبته، كان البرج الذي تسكنه أضعف نقاط القلعة حماية، الموقع المناسب لاختراقها وتنفيذ ما جئت لأجله، مهمة سريعة، وجدت نفسي اقترب منها، أتأمل جفونها المنسدلة، رموشها الطويلة، ثغرها وشفاهها الوردية، هل هذا تأثير الليل وضوء القمر؟ ما من داعي لتوريطها في أي شيء، رغم ذلك سحبت خنجري وثبته إلى عنقها النحيل، فتحت عينيها ونظرت إليّ في فضول، هاتان عينان لا تخافان الموت، حجبتُ ارتباك قلبي، أقنعتها أني بحاجة لمساعدتها وقد صدقتني،

لماذا وثقت فيّ بهذه السهولة؟ لا يهم، لقد كان ذلك كفيلًا أن أبذل كل جهد ممكن كي أنهى الأمر الذي أحمله، وها هي تشاركني فرسي، ذراعها ملتفة حولي، تطلب الأمان، مرة أخرى أراها إلى جواري فوق العشب تشد قبضة يدها بين يدي، ترتجف مع نسمات الفجر العابثة، شعرها يغطي وجهها وخصلاتها تتطاير بخفة، هل سبق وأرى أحد ما هذا الجمال وقد غلبه النعاس؟ هل ترى حلمًا سعيدة الآن؟ وهبتني فرصة رؤيتها وقد سكنت إلى عالم الأحلام مرة أخرى عن قريب أذكر عندما فتحت عيني لأجد ضوء الشمس يلفح خدها الناعم وقد استكانت لنوم عميق، ما أجمل من الاستيقاظ لوجه من تحب! رغم فداحة فعلي غفرت لي وأجابت طلبي، أول لقاء لنا، تلك الليلة في الغابة، يوم عودتي من الحرب،

أحببتها منذ أن وقعت عيني عليها، وازداد غرامي مع كل لحظة، ضحكتها، ابتسامتها، حتى عيونها الباكية بها من الجمال ما يكفي ليأسر قلبي، ليست أجمل النساء، ليست الأشجع، ولا الأكثر ذكاءً، صفاتها قد تبدو عادية، لكن لأنها هي، وهي فقط، أصبحت تلك الصفات هي الجمال في حد ذاته، ستتزوج رجل آخر، الألم يعتصر قلبي، ستصبح له هو فقط، هي لم تكن لي من الأساس، على الأقل كان لدي شيء من الأمل، الآن لا شيء، اتمنى لها كل السعادة، ولكن ألم يكن ممكنًا أن تكون سعادتها إلى جواري؟

(نهاية الفصل الخامس والعشرين)

Continue Reading

You'll Also Like

47.1K 3.1K 20
لُثام في بداية الامرِ.. شُجاع خُفي لتسهيل المُرِ.. أُناث تعيشُ المُعاناة .. في قِصة تَجمعُ بين الظالم والمظلوم والكاشف والمَستور.. تلتقي القلوب لِتَع...
165K 5.4K 75
رواية تتحدث عن باحثة اجتماعية تنتدب إلى أحد مناطق الجنوب وتبدا الأحداث في ضل صراع العادات والتقاليد وكيف تستطيع ان تكسر القيود وتبدأ احداث الحب المحا...
31.4K 2.1K 30
" هل أنتِ مستعدة ؟ " " لماذا ؟ " " لعالم لن يكون فيه إلا أنا و أنتِ " " و إن لم أكن ؟ " " لا يوجد وقت كافٍ ،، إما أنا و إما الموت وحيدةً على طريق لا...