نجمة الصباح ✨

By LailaMohamed852

7.2K 607 352

ما هي الحرية ؟ هل هي مجرد أسوار تجاوزناها ؟ لكن ماذا نحتاج بعد؟ الحب؟ ربما، لكن ماذا عن ....الأسرار؟ أليست سج... More

الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادي والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الخامس والثلاثون
الفصل السادس والثلاثون
الفصل السابع والثلاثون
الفصل الثامن والثلاثون
الفصل التاسع والثلاثون
الفصل الأربعون
الفصل الحادي والأربعون
الفصل الثاني والأربعون
الفصل الثالث والأربعون
الفصل الرابع والأربعون
الفصل الخامس والأربعون
الفصل السادس والأربعون
الفصل السابع والأربعون
الفصل الثامن والأربعون
الفصل التاسع والأربعون والأخير
فصل إضافي

الفصل الثاني والعشرون

101 11 2
By LailaMohamed852

وصلت أخبار بدأ المفاوضات بين المملكتين من أجل السلام إلى العاصمة قبل عدة أشهر، فرح العامة بالأنباء آملين أن يروا أحبتهم قريبًا، أقاموا الاحتفالات وأخذوا يمدحون الملك على حكمته الفائقة وميله إلى السلم دون أن ينتبهوا إلى حقيقة الأمر، داخل القصر كان الجميع يعلم، لقد انهزمنا شر هزيمة ولولا شفقة الأمير چوليان لدفن جنودنا تحت جليد الشمال، وأصبحت حدودنا مهددة، يساورني الشك أن الشماليين ما كانوا ليقدموا على محاولة احتلال أرضنا من الأساس وأنهم استغلوا الموقف لحماية أرضهم من حماقات الجنوبيين لعدة سنوات قادمة، ولكن لماذا ذعر الملك ووافق على المفاوضات؟ هل لديه بقايا من الذكاء ليختار إنهاء الأمور بسلام دون المزيد من الضحايا؟ أم أنه لا يعلم بذلك الأمر؟ ولكن كيف؟ ألا يعلم أي شخص في العائلة الملكية؟ أليس هذا جزء من ميراثهم الذي يتناقلونه منذ سنوات؟ هل أضاعوه؟ أم أن هنالك من أخفى السر عن الملك؟ هذا يزيد الأمور تعقيدًا،

لا يجب أن أشغل بالي بهذا الأمر، هذا لا يخصني، اليوم هو يوم مهم، سيصل الجنود إلى العاصمة وقد أقام الملك احتفال فخم على شرف السلام، وكذلك تزينت الشوارع وفرشت الأسواق، انتصار كان أو هزيمة لن يشكل ذلك أي فارق، أصوات الموسيقى والغناء تصدح منذ أن أشرقت الشمس، رائحة الزهور الربيعية تعطر الأجواء، أخذت حمام دافئ واستخدمت ذلك الزيت العطري الجديد الذي اشتريته قبل عدة أسابيع وبقى دون أن ألمسه حتى الآن، سعره باهظ ولكنه يستحق، رائحته جميلة ومميزة، لا يجب أن أستعمله هباءًا لذلك اخترت اليوم تحديدًا لتكون المرة الأولى التي أجربه بها، ارتديت فستانًا جديدًا كنت قد أدخرتُ راتب عدة أشهر لأتمكن من شرائه، يبدو جميلًا جدًا ويناسبني تمامًا، هل سيعجبه؟

غادرت الغرفة بمجرد انتهائي ونزلت إلى الأسفل، كانت القاعة فارغة لكنها ستمتلئ بالزبائن قريبًا، السيدة نورا وسارة كانتا تعملان على تجهيز الطاولات وتنظيف النزل،

=صباح الخير.

-صباح النور، ما هذا؟ فستان جديد؟
ردت السيدة نورا تحيتي وأخذت تتأملني، وفي عينيها نظرة العالم بخفايا الأمور،

=أجل، ما رأيك؟
سألتها في ثقة،

-إنه يناسبكِ تمامًا.

-كل هذا لأجله، ها؟
سألت سارة مع ضحكة مشاكسة،

=لقد أعجبني الفستان لا أكثر.
أجبتها في خجل،

-ومن سيصدق هذا؟

-لا تزعجيها، لديها موعد مهم اليوم.

=وأنتِ أيضًا، ألا تنتظرين أليكساندر العائد من الحرب لاستقباله؟

-بالطبع انتظره، ولكن الجنود لم يصلوا بعد، سألتقيه أخيرًا بعد هذه الأعوام.
كان على وجهها ابتسامة مشرقة،

-وإيان أيضًا سيعود اليوم.
قالت السيدة نورا بنبرة متألمة،

=أجل لقد مضى الكثير من الوقت.
شعرت بألم ينبض بداخلي، لقد اشتقت له أنا أيضًا،

-هل وصله خبر علاقتكِ مع الأمير السادس؟

السيدة نورا غير راضية عن علاقتي بزين، ترى أن إيان يناسبني أكثر ولكنها رغم ذلك احسن معاملة زين كل مرة تلتقيه،

=ما أدراني؟ ربما، حتى وإن لم يكن قد وصله، سيعلم بمجرد دخوله العاصمة، أو عندما يلتقي الأستاذ سفيان.
أجبت في تردد،

-سأجهز له غرفته، وأحضر الطعام الذي يفضله، لابد أنه لم يحصل على وجبة دافئة واحدة طوال ذلك الوقت.
قالت في حماس وقد استعادت إشراقها،

=لا بد أنه سيحتاج للكثير من الراحة.

حاولت الابتسام وتجاهل القلق الذي أشعر به، كيف حاله يا ترى؟

-أجل، أرجو أن يأتي مبكرًا وألا يتأخر.

-صباح الخير.
جاء صوت زين من خلفي، التفت مباشرة إليه وقد اتسعت أساريري،

ضحكت السيدة نورا وردت تحيته،
-صباح الخير، سموك، لا بد أنك جئت لاصطحاب نجمة، ها هي قد تجهزت واستعدت للقائك، اعتني بها جيدًا ولا تتأخرا في العودة.

-لا تقلقي سأعتني بها جيدًا.
كانت عينا زين مركزتين عليّ، وعلى وجهه ملامح الدهشة، ظل واقفًا دون حركة، انحنيت لتحيته،

=أنحني احترامًا للأمير السادس.

-أنا من يجب عليه الانحناء احترامًا لجمالكِ.

شعرت بالخجل من مجاملته التلقائية،

=لا تبالغ، إنه فستان جميل ولكن ليس لهذه الدرجة.

-إنه جمالكِ أنتِ الذي يستحق الانحناء له لا الفستان، هل تحاولين قتلي بجمالكِ هذا؟ لا أدري كيف سأسير معكِ وأنتِ هكذا؟ أتمنى أن يفقد جميع الرجال بصرهم فلا يرى جمالكِ سواي.

كانت على وجهه ابتسامته المميزة، ونظرة غزل في عينيه،

=أنت تحرجني بكلامك هذا، هيا بنا لا داعي لإضاعة الوقت.
قلت في تردد وحرج بسبب كلماته،

-كما تأمرين سموكِ.
انحنى لي ما يفعل الفرسان للأميرات،

=كفاك مزاحًا وإلا لن آتي معك.
قلت بنبرة مهددة، حاول منع ضحكته ولكن دون فائدة، رمقته بغضب فأخذ يعتذر منّي،

-حسنًا حسنًا، أنا آسف، هيا بنا.

قدم لي يده أمسكها ،وهكذا أخذنا نتجول في أنحاء العاصمة، الأسواق مزدحمة تفيض بالسلع المتنوعة، كانت إحدي شروط السلام حدوث تبادل اقتصادي بين المملكتين، فأرسل الشماليون الكثير من المنتجات الجديدة التي لم يشهدها الجنوبيون من قبل، أراد الجميع تجربة تلك الأشياء الغريبة، تناولنا بعض الحلوى الشمالية كتجربة، الحلوى خاصتهم تقدم ساخنة مغطاة بالكثير من العسل، سعرها زهيد والقليل منها يكفي لإشباع فرد بالغ، لابد أنها تناسب ظروف الشماليين الأجواء الباردة وقلة المحاصيل،

في طريقنا شاهدنا موكب الجيش العائد بعد غياب طويل، كان الأمير الثاني والدوق يتقدمان الموكب، لم اتمكن من رؤية إيان، أين هو؟ ملأ الدفء العاصمة حيث استقبلت العائلات الجنود بعد فراق طويل بالأحضان والقبلات، ثم بدأ النواح يُسمع في بعض الارجاء حيث بدأت تصل أخبار الوفيات لأهالي الضحايا،  بالرغم من الألم، لم يكن هنالك من يستمع، حزنك لك وحدك،

بعد أن تجولنا بما فيه الكفاية بين شوارع العاصمة وشهدنا ملامح الاحتفال المختلفة، مع اقتراب الشمس من غروبها، وصلنا إلى جوار بحيرة في الغابة المحيطة بالعاصمة، خلعت حذائي وخطوتُ داخل مياهها الصافية، كان بإمكاني رؤية قدمي من خلالها، برودة المياه كانت كافية لإنعاش جسدي المتعب من كثرة التجوال طوال النهار،

-ماذا تفعلين؟
سأل زين عندنا رأي سلوكي المفاجئ،

=استمتع.
أجبت ببساطة، رفع حاجبيه وسأل بتعجب،

-ما الممتع في تبليل قدمك!

=بعد كل هذا التجول، لا شيء أكثر راحة من وضع قدمك في المياه الباردة.

ابتسم ساخرًا،
-افعلي ما تشائين.

وقف يشاهدني أتجول في مياه البحيرة الضحلة، بينما سأل باهتمام،
-ما أخبار عملك في البرج؟

=لا جديد، أترجم كتب، وأقرأ كتب، رئيسي لا يهمه سوى إنجاز العمل، وعلاقتنا طيبة لقد أصبحنا أصدقاء مقربين حتى، ببساطة كل ما قد أطمح له.

-هذا ما تطمحين له في العمل؟

=ليس في العمل فقط بل في الحياة بأسرها.

-ماذا تقصدين؟

تنهدت بهدوء،
=كل ما أطمح له هو أن أقوم بالأشياء التي أحبها دون أي تسلط أو تحكم من الآخرين، وأن أعيش في سلام وهدوء.

-إن كنتِ تحلمين بحياة مسالمة لماذا تتعلمين المبارزة؟

=أنا لا أتعلم المبارزة لأجل أن أخوض المعارك، أنا أتعلمها لأنني أحب تعلمها وأحب ممارستها، أحب الشعور بثقل السيف بين يدي، وحدته وهو يخترق الهواء، كما أن الأستاذ سفيان معلم بارع والتعلم منه له متعة إضافية.

أخذني الحماس ورحتُ ألوح بيدي كأنني أقبض على السيف، قطب حاجبيه ونظر إليّ في فضول،

-كيف هذا؟
ابتسمتُ لرؤية ملامح غيرته،

=إنه ماهر جدًا، ويتحدث عن الكثير من المواضيع ولديه الكثير من الحكايات الممتعة.
استخدمت نبرة إعجاب لإزعاجه أكثر،

-هل تحبين التعلم منه لأجل مهارته أم لأجل قصصه؟
زاد تقطيب حاجبيه، فاشفقت على وجهه الجميل،

=كلاهما.
منعت نفسي من الضحك بصعوبة،

-ألا تنوين الخروج من الماء؟
بدا أنه يشعر بالضجر لوقوفه وحده،

=لا.

-هل عليّ أن أبقى واقفًا هكذا أشاهدكِ؟
استخدم نبرة متذمرة تظهر جانبه الطفولي، انطلقت منّي ضحكة خفيفة، وعرضت عليه،

=فقط اخلع حذاءك واستمتع بملمس العشب الناعم والوحل وبرودة المياه.

تنهد باستسلام ثم قام بخلع حذائه، وأخذ يتجول مستشعرًا ملمس العشب أسفل قدمه، بدأ يخطو داخل البحيرة بحذر، هو بالتأكيد ليس معتادًا على المشي في الوحل والمياه بأقدام عارية، على وجهه ملامح من يخوض مغامرة خطرة، كان مشهدًا مسليًا، وقف أمامي على بُعد يكفي ليمد يده لي، مع ابتسامة جميلة،

-هل تسمحين لي بهذه الرقصة؟
أصابني الذهول، من أين جاء بهذه الفكرة الآن!

=وكيف سنرقص بدون موسيقى!
تعجبت من عرضه الغريب،

-أعطني يدكِ فقط وسنصنع لحننا الخاص.
كانت ابتسامته مشرقة وعينه تلمع بانعكاس شمس الغروب،

=بهذه البساطة؟

-أجل.

أمسكت يده، بينما أحاطت خصري يده الأخرى، أقدامنا العارية تتلامس مع خطواتنا، حركتنا متناغمة ولو لم نسمع أي نغم، الموسيقى تعزفها الطبيعة المسالمة حولنا، الطيور والحيوانات الصغيرة الورود والأزهار، المشهد بأكمله ساحر وكأنني في عالم آخر، كان قلبي يدق مع إيقاع قلبه،

-هل تدركين أنك تمتلكين نزعة من الجنون؟
فاجأني سؤاله، لكنني وافقته،

=أجل.
قهقه ساخرًا من صراحتي،

=ولكن ألا يزعجك ذلك؟ أن تكون حبيبتك مجنونة؟
سألته بعناد، نظر إليّ بلطف، سكت لبعض الوقت وكأنه يفكر،

-إطلاقًا، في الواقع أنا مغرم بتلك النزعة الجنونية الخاصة بكِ وحدكِ، لمعة عينيكِ وأنتِ تثرثرين عن كتاب أعجبكِ، حماسكِ وأنتِ تتمرنين بالسيف، كيف تنظرين للسماء وكأنها موطنكِ عاليًا بين النجوم، جرأتكِ المميزة، ووجهكِ الذي يُصبغ بلون الفراولة بهمسة أحبكِ، وكل ما يجعلكِ أنتِ، نجمة، نجمتي وحدي.

أنهى الرقصة واقترب منّي، وأحاطني بذراعيه،

=هل تدرك ما تفعله الآن؟
شعرت بنبض قلبي المضطرب،

-تمامًا.
شد ذراعه حولي، دفنت وجهي في صدره،

=أنا خائفة.
سمحت لقلقي أن يظهر أمامه،

-مما؟
تلك النبرة المراعية في صوته تجعلني أشعر بالأمان،

=من كل شيء، قلبي يخفق بشدة ولكنه في نفس الوقت مرتعد، هل هذا هو الواقع؟ هل هذا حقيقي؟ يبدو كل شيء جميلًا جدًا.
التردد واضح في صوتي،

-وما المخيف في ذلك؟

=أخاف أن أقع في حبك أكثر، ولا أعرف ماذا أفعل من دونك.
اعترفت بالهاجس الذي يقلقني،

-لا حاجة للتفكير بأمر كهذا، ها أنا هنا أمامكِ وسأظل معكِ، لذا توقفي عن الخوف ،وأعطي قلبكِ حريته، ليسعد ويحب ويستمتع بالحياة، حرري قلبكِ من أسوار الخوف والحذر وعدم الثقة. 

صوته وكلماته المواسية، يده تربت على ظهري بحنان، يجعل نبضي يهدأ،

=هذا ليس بالأمر السهل.

-خطوة بعد خطوة ستتحررين شيئًا فشيئًا ،أنا وأنت معًا نرمم خراب قلوبنا.

=أنا أحبكَ.
نطقتها بكل صدق وكأن كل جزء منّي يصرح بها،

-هذه أول مرة تقولينها.
كانت السعادة واضحة في صوته،

=سأتحمل نتيجة المخاطرة.
هذه المرة كان العناق مختلفًا، اختفى التردد، تخليت عن الحذر، أعطيت مشاعري، تركت قلبي ينبض بكل ما به من قوة، ولم أحاول إسكاته.

(نهاية الفصل الثاني والعشرين)

Continue Reading

You'll Also Like

7.4K 952 64
أرض أمارياسن؛ أرض غريبة يقطن بها سكان عجيبون. أين موقعها في الكون؟ممالك ثلات و رابعة غير مرغوب فيها، صراع بين الخير والشر بأطياف ملونة بالحيرة والتسا...
9.2K 918 11
عبرت عن ألم قلبي بالحبر و عن دمار مشاعري بالورق. L.T/K.J Cover by: YarryStyleeza
45K 2.9K 19
لُثام في بداية الامرِ.. شُجاع خُفي لتسهيل المُرِ.. أُناث تعيشُ المُعاناة .. في قِصة تَجمعُ بين الظالم والمظلوم والكاشف والمَستور.. تلتقي القلوب لِتَع...
38.5K 4.6K 22
"عليك جعلهم يتجهون للضوء" "لماذا؟" "حتى لا تموت من تحب" ....................................................................... أتمنى لكم قراءة ممتعه...