2

12.5K 658 175
                                    


✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧


كيم تايهيونغ استلطف جيرانه بشدة وأصبح يرتاد منزلهم اللطيف دائماً.

هو مشغول جداً لأنه طالب قانون ولكنه كان يضغط نفسه لزيارتهم فهو يشعر بجو العائلة الدافئ بذلك المنزل.

اكتشف ان الوالدة تكون طبيبة طوارئ تتناول فقط الإفطار في منزلها والذي أصبح يتناوله هو ايضاً مع السيدة وابنها فهي معجبة بشخصية تايهيونغ بشدة وتجد انه من الموحش ان يتناول جميع وجباته بمفرده.

جونغكوك يكره هذا التغير في حياته الهادئة فجاره الشاب يأتي لمنزلهم كثيراً ويتشارك الأحاديث مع والدته ويحضر له الهدايا السخيفة التي لا تهمه وتمنى ان يمنحه هدية واحدة وهي ترك عائلته وشأنها وان يبحث لنفسه عن عائلة أخرى يتطفل عليها.

رغم ان سلوك الفتى الصغير اللطيف سيء مع الشاب الوسيم الا انه يتودد له في كل فرصة ويتمنى ان يتوقف عن تجاهله اليوم فهو يتجاهله بعدم وجود والدته وكأنه غير موجود منذ ثمانية أشهر وذلك مؤلم لجاره الاجتماعي.

ابتاع تايهيونغ كتابه المفضل والذي يكون رواية صاحب الظل الطويل ووجد بجوارها طبعة جديدة لرواية بيتر بان الموجودة بجميع طبعاتها لدى جيون جونغكوك.

"هل صدرت هذه الطبعة حديثاً؟" سأل موظف خدمة العملاء ليومي له "بالأمس وصلت لنا" لم يتردد تايهيونغ بشأن شرائها ووجد مجسم لطيف للشخصية ذاتها رغم الثمن الباهظ له الا انه اشتراه وطلب تغليفهما كهدية تظهرهما فهو قلق من ان يذهبوا لسلة المهملات امام عينيه كما حدث لجميع هداياه السابقة.

تنهد تايهيونغ بعمق قبل طرقه لباب غرفة الفتى غير المهتم بوجوده، التعامل مع جونغكوك صعب جداً لفتى محبوب واجتماعي كـ تايهيونغ فعادة الجميع يتوق لقربه لأجل وجهه الوسيم او اسم عائلته العريق ومكانته الاجتماعية او شخصيته الرائعة لكن لا شيء به يهم الفتى جيون.

وصل صوت الطرقات على باب جونغكوك له لتنهد فهو علم ان جاره المزعج اتى لأجل إضاعة وقته الثمين هو تجاهله كما العادة ليفتح الباب الأكبر ويبتسم "أنا أتيت جونغكوكي" ألتفت الفتى ليرمقه بحدة "والدتي من يحق لها دعوتي بجونغكوكي اما انت سيد كيم فتدعوني سيد جيون ".

ضحكة ساخرة كانت إجابة الأكبر فهو اعتاد ان يستمع لذات الكلمات في كل مرة يحاول التودد للصغير، تجاهل تلك الكلمات ليضع هديته على مكتب الأصغر الذي كان يقرأ كتاب قبل دخوله.

"أتمنى ان تنال هديتي على اعجابك" قال كلماته بينما يسند ظهره على الحائط خلفه فهو يرغب برؤية ابتسامة جونغكوك ، لم ينظر الأصغر للهدية بل رمق الأكبر بحدة "أأنت طالب قانون؟".

السؤال داهم الضيف فهذه المرة الأولى التي يشعر بان هنالك اهتمام من الطفل له ، أومئ تايهيونغ برأسه "أنا كذلك" ضحكة ساخرة خرجت من ثغر جونغكوك "إذاً لما لديك الوقت الفائض لتضيعه على شراء الهدايا السخيفة لي ومحاولة التودد لي بينما انت تعلم اني لست مهتم بتحسين علاقتنا؟".

تنهد الأكبر ليمسح وجهه بيده ليتحدث بهدوء "يبدوا ان مزاجك معكر جداً اليوم سوف اتي لزيارتك لاحقاً وأتمنى ان تنال هديتي اعجابك" أنهى كلماته بمغادرته الغرفة واغلاق الباب خلفه.

نظر جونغكوك للهدية وكانت بتغليف جميل ولأول مرة فتح هدية من جاره، ذهل من المجسم الجميل جداً والطبعة الجديدة لروايته المفضل ولم يغفل عن الرواية ذات الاسم الغريب بالنسبة له والتي يرغب بقراءتها حالاً.

ترك الصغير الكتاب الذي كان بين يديه ليبدأ بقراءة رواية صاحب الظل الطويل التي لم يتركها سوى بعد انهائها، بحث عن الرواية في محرك البحث ليكتشف ان هنالك جزء اخر لها وقرر ان يخبر والدته ان تبتاعه له.

تناول جونغكوك العشاء في الشرفة المطلة على منزل تايهيونغ بينما ينتظر عودة سيارة الأكبر لمنزله فهو قرر شكره فليس من الاخلاق ان يستمتع بهديته بينما هو بالفعل جرحه، تلك ستكون المرة الأولى التي يزور الأصغر منزل جاره لذلك طلب من الخادمة تحضير الفطيرة التي يحبها الشاب الجامعي.

لطالما كان الأكبر يجلس في المنزل في أيام الدوام ولكنه اليوم لم يكن كذلك وذلك وجده من ينتظره غريب.

تأخر كيم تايهيونغ في العودة وعندما عاد كاد ان يذهب له الفتى الذي تأخر عن موعد نومه بسبب انتظاره للأكبر ولكنه تخلى عن الفكرة فهو احضر معه فتاة جميلة للمنزل.

ذو الاثنا عشر سنة يعلم انه لا يجب عليه التطفل على تايهيونغ بينما لديه ضيفة هذه الليلة ليقرر النوم وشكره غداً عندما يتناول الإفطار معهم لكنه لم يأتي وذلك لم ينل على اعجاب الصغير الذي انتظر مغادرة والدته ليذهب لمنزل من يذهب لدوامه متأخراً.

لا يحب جونغكوك مغادرة المنزل ولم يغادره لمفرده لذلك هو خائف قليلاً فربما لاتزال تلك الفتاة بمنزل جاره ، تأكد الفتى من مظهره ليأخذ الفطيرة من الخادمة وكاد ان يفتح باب منزله الداخلي ولكنه فتح من كيم تايهيونغ .

"صباح الخير جونغكوكي ، اعتذر لعدم تناولي الإفطار معكم اليوم فلم يوقظني المنبه" تحدث الأكبر بصوته الهادئ "لقد اعتقدت انك لاتزال حزيناً بسبب الامس" تفاجئ تايهيونغ مما سمعه فجونغكوك اهتم بمشاعره .

قدم الأصغر الفطيرة للأكبر "انها لأجلك وشكراً لشراء الكتابين لي و المجسم سوف اهتم بهم" وضع تايهيونغ الفطيرة جانباً ليحتضن الأصغر بعفوية "سعيد انهم نالوا على اعجابك جونغكوكي اللطيف".

لم يحب الأصغر هذا العناق ولا يجد هنالك معنى له ولكنه لم يبعد الأكبر عنه كذلك.

✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧

انتهى

Faith in Me | VK (مكتملة )Onde as histórias ganham vida. Descobre agora