35~إِنْتِقَامُ الْعَاقِلْ

1.6K 128 277
                                    


قراءة ممتعة🖤

﴿قِمَّةُ الْأَخْلَاقْ أَنْ تَعْفُو وَأَنْتَ قَادِرٌ عَلَى الْإِنْتِقَامْ﴾

- باولو كويلو.

●•●•●•●•●•●•●•●•●•●

لم يعد تايهيونغ بعد الى الشركة...

عدّلت ايرين جدوله بما يناسب خروجه لسببٍ تجهله، ثم جلست تنجز أعمالها بهدوء ريثما يعود.

ولكنه تأخر!..فهي قد أنهت ما لديها وهاهي تجلس بملل لوحدها.

فكرت بالذهاب الى الرفاق في الأسفل ولكنها تراجعت عن هذا الخَيَار، فلربما تجدهم مشغولون بالعمل وتكون سبباً في إلهائهم.

ولكنها إستقامت بعد كل شيء فور أن تذكرت أمراً جعلها تبتسم.

هي ستزور شخصاً آخر...ستزور والدها الذي بات يمتلك مكتباً هنا بالفعل.

كان عليها الصعود الى الطابق الثالث بما انه طابق الإدارة المالية والمحاسبة، فإستقلّت المصعد وسارت نحو مكتب أبيها.

طرقت بابه بخفة، فسمعت إذنه من خلفه، لذا دخلت ببسمةٍ بشوشة وإحتضنته.

- أهلاً عزيزتي.
بادلها حضنها بدوره بينما يميل شفتيه بإبتسامة فرحة لزيارتها.

وسرعان ما إبتعدت عنه قليلاً وقالت بمزاح:
- أبي، تبدو وسيماً بالبذلات الرسمية!

فما كان منه سوى أن قهقه بخفة وعاد للجلوس.
- حقاً!

- اجل...تبدو أصغر سنّاً وأكثر رجولة مع طولك الفارع هذا، أتسائل لما لم أرث منك هذه الصفة؟!
فأنا أُعتبر قصيرة القامة!
أضافت من جديد بينما تجلس، فإبتسم بخفة وقال:
- لقد ورثتِ هذه الصفة عن والدتك...انتِ تشبهينها الى حدٍّ كبير، وانا شاكرٌ لها على ترك نسخةٍ منها في حياتي حتى بعد رحيلها.

كان واضحاً مدى إشتياقه لزوجته الراحلة من نبرة صوته الذابلة، ولكن ما لبث أن إبتسم من جديد وقال:
- لطالما تسائلتُ في نفسي عن كيف سيكون شكل إبنتي ومظهرها حينما كنت في السجن...كنت دائماً ما أفكر بهذا الأمر، ومن الرائع أن أجدكِ حاملةً لأغلب مواصفات والدتكِ.

إختتم كلماته بإبتسامة خفيفة، ثم إستبدلها بأخرى باهتة وأضاف:
- شوقي لها كبيرٌ جداً!..انا نادمٌ على كل ما إقترفته في حقها، الندم يقتلني يا إبنتي!

رسمت إبنته الحزن على ملامحها لكلامه، وسرعان ما أدمعت عيناها، فإبتسمت ونفت برأسها بينما تربت على يده.

سُقُوطْ الْأَقْنِعَةْ || The Fall Of MasksWhere stories live. Discover now