30~ذَوَبَانُ الْجَلِيدْ

2K 142 267
                                    


قراءة ممتعة💛

﴿مَا كَانَ حُبُّكَ إِلَّا فِتْنَةً قُدِّرَتْ...فَهَلْ يَسْتَطِيعُ الْفَتَى أَنْ يَدْفَعَ الْقَدَرا﴾

- إبن زيدون.

●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●

تقدمت نحو باب الحمام بخطواتٍ مرتعشة نظراً لعدم صدور أي صوتٍ منه، ثم فتحته ببطئٍ وحذر، فوسعت عيناها لما رأت!

كان تايهيونغ نائماً داخل حوض الإستحمام المليء بالماء ومن دون أي حراك!

أسرعت نحوه، وما إن حشرت يدها في الحوض حتى إستشعرت برودة الماء الشديدة، وكذلك برودة جسده.

- تاي...تايهيونغ! أتسمعني؟!
صفعت وجهه بلطف حتى يستيقظ لكنه لم يُجبها، فبدأت يداها بالإرتعاش وكذلك عيناها بهطل الدموع في ذعر...هل...هل أصابه مكروه؟!

- تاي أجبني أرجوك!
بدأت تبكي وتحاول سحبه من الحوض تزامناً مع دخول تايمين، وأول ما قام بفعله هو وضع يده أسفل أنف الآخر حتى يستشعر أنفاسه، وقد كان يتنفس بالفعل.

- إنه يتنفس.
نطق بهاتين الكلمتين حتى يهدأها، ثم ساعدها على سحبه وحمله فوق ظهره.

- يجب أن نُدفّئه.
نطقت بها ايرين في قلق ما إن لاحظت إرتعاش جسده بشكلٍ كبير وكذلك شحوب وجهه، لذا أسرعت في جلب المنشفة من الحمام، بينما الآخر قد وضعه على الأريكة الجلدية حتى لا يبلل فراشه بالماء.

- جففيه ريثما أحضر الحطب وآتي.
طلب منها تايمين لتومأ بسرعة...سيجلب الحطب للمدفأة التي بالغرفة، ففوق برودة جسده، الغرفة متجمدة أيضاً!

أخذت ايرين تجفف شعره وهو فاقدٌ للوعي جزئياً، ثم إستقامت وفتحت الخزانة وأخرجت ملابس صوفية وثقيلة لتدفأه بها.

باشرت بعد ذلك في نزع ملابسه المبللة دون أن تلقي لخجلها أي أهمية، فهو يكاد يموت برداً ويجب عليها التصرف بسرعة.

لاحظت هذيانه وتمتمته بكلماتٍ غريبة...يبدو انه قد أصيب بحمى!

ألبسته قدر ما أمكنها قبل أن تحاول إسناده وجره نحو سريره.

- أ...أمي...أمي.

حدقت به مقطبةَ الحاجبين، فكل ما فهمته من بين تمتماته هو كلمة أمي.

عضت شفتيها كابحةً دموعها...هي تشفق عليه كثيراً.

وصلت به الى سريره وأخيراً، لتضعه وتقوم بتغطيته، لمست جبينه بعد ذلك فوجدته يكاد يحترق بينما يرتعش بشدة.

سُقُوطْ الْأَقْنِعَةْ || The Fall Of MasksWhere stories live. Discover now