29~سُقُوطْ الْأَقْنِعَةْ

ابدأ من البداية
                                    

إبتلع والده ريقه مرةً أخرى، ثم وبنظراتٍ مترجية قال:
- بني...إسمعني حتى النهاية أرجوك! وأقسم لك بأنني سأوضح كل ما حدث...فقط إسمعني!

ظل تايهيونغ واقفاً مكانه بسكون، إلا أنّ نظراته لم توحي سوى ببركانٍ سيثور في أي لحظة لينسف كل شيء أمامه!

راقب والده هدوءه، فعاد للجلوس وبدأ في سرد الحقيقة المؤلمة لإبنه الذي يكاد يفقد صوابه!

- قبل كل شيء انا هو والدك الحقيقي، ولكن ريونغ ليست كذلك! كما ولا ذنب لها في كل ما حدث، صدقني!..هي أيضاً لا تعلم بالحقيقة الكاملة!

- رائع...إذاً انا لست الوحيد من تم التلاعب به هنا!
نطق كلماته الساخرة وسط صرير أسنانه، فترجاه والده للمرة الثانية حتى يتوقف ويسمعه:
- أرجوك بني، لا تقاطعني! دعني أُنهي كلامي أولاً،
انا...انا نادمٌ حقاً!

لم يُجبه تايهيونغ، بل ظل يناظره بذات الطريقة، الى أن عاد هو للإفصاح عن باقي الحقيقة:
- والدتك كانت إمرأةً قد أحببتها بكل جوارحي!..لا بل عشقتها حد الجنون!
كنت أعرفها قبل أن أتزوج والدتك ريونغ بالفعل، وقد كنا في علاقةٍ جادة مآلها الزواج والإستقرار، لكن جدك لم يوافق على هذا القرار!
لقد رفضها وبشدة، وبحجة أنّ الفتاة لم تكن تناسب مستوانا وطبقتنا البرجوازية!
فعلت المستحيل حينها ولكنني لم أنجح، فقد هددني جدّك بتدمير حياتها إن لم أبتعد عنها...خِفت عليها كثيراً، لذا قررت تركها حتى لا أؤذيها، ورغم كل هذا لم أنساها!
دبّر لي جدك مواعيداً لا تحصى ولا تعد مع بنات عائلاتٍ مرموقة من أجل المصالح التجارية، إلا أنّي كنت أرفض الإرتباط بأي فتاةٍ أخرى عاداها هي، لكنه أجبرني على الزواج بوالدة أشقّائك في النهاية!
لم أكن أريد حدوث هذا ولكنني أضطررت بفضل إستعمال أمِّك كورقةٍ رابحة ضدي، ولم يكن بوسعي سوى أن أرضى بالواقع المرير وأتزوجها حتى أحمي محبوبتي من جبروت جدِّك!
عانيت كثيراً في حياتي ولم أستطع نسيان حبي لها حتى وبعد أن رُزقت بشقيقك جين...كنت شاباً صغيراً حينها ولا أعرف الصواب من الخطأ! فإنصعت خلف قلبي وعدت لها...وهي لم ترفض لأن حبها لي كان أعمى!
كانت تعيش في بوسان، لكنها هربت وأتت إليّ، خبّأتها في منزل الغابة دون علم جدك، وبدأت أزورها كلما سنحت لي الفرصة، عائلتها قد عارضت هذه العلاقة أيضاً، وذلك من بعد هروب إبنتهم وعدم قبولها بالعودة إليهم...لقد وقف الجميع في وجه حبنا حينها!
كنت أنانياً ولم أفكر لا بأم طفلي ولا بطفلي نفسه!
مرت الأيام وتوالت بلياليها ووالدتك في منزل الغابة، وبعد مدةٍ إكتشفت بأنها حاملٌ بك، كنت سعيداً للغاية وهي أيضاً، وقد كنا نبني سقف أحلامنا على جدرانٍ مهشمة دون أن نعلم، فبعد مُضيِّ تسعة أشهر ولدتك أمك وقد توفيت أثناء الولادة،ولم أعرف حينها ما أفعل!
لم أشأ تركك والذهاب كأي جبانٍ خائف لأنك أبني وآخر ما تبقى لي من ذكراها، كما ولم أنسى توسلها لي وهي تلفظ آخر أنفاسها حتى لا أتخلى عنك، فلم يكن أمامي سوى المجازفة وجلبك الى القصر!
كذبت على الجميع وأخبرتهم بأنك إبن صديقٍ عزيزٍ عليّ قد توفي وطلب مني في وصيته الأخيرة أن أربيَ إبنه وأتبناه تحت إسم عائلتي...إنطلت عليهم كذبتي، وصدقوها الى حد هذه الساعة!
وبهذا أكون قد حافظت عليك وحققت رغبة والدتك الراحلة...آسف بني.

سُقُوطْ الْأَقْنِعَةْ || The Fall Of Masksحيث تعيش القصص. اكتشف الآن