ما الشيء المميز في والدك !

478 26 7
                                    

تحدث بصوته الخفيف : 

" ألن تدخلن ! " 

هنا استوعبت فتحت  هازان الموقف وصدقت أن الذي يقف أمامها هو ياغيز، الرجل الذي أحبته، لتترك يد ابنتها وتحتضنه بكل ما لديها من قوة .

لم يستوعب ياغيز لثواني من ثم وضع يده على ظهرها ضامها إليه أكثر، أغمض عينيه مستمتعًا بهذه اللحظة، محاولًا تجاهُل كل شيء، كل ما حدث في الماضي والحاضر .

أبتعدت عنه هازان قليلًا عنه لتضع يديها على وجهه وهي تتحدث بهمس : 

" أنت لا تزال حي.. أنت ياغيز " 

حرك رأسه إيجابًا، ليضع يده تحت مؤخرت رأسها مقربًا وجهها منه، ليقبلها من شفتيها قُبلة رقيقة ناعمة، حمحمت ملاك حتى يبتعد الأثنين عن بعضهم .

نظرت هازان لملاك وهي تبتسم لها، ضمتها بقوة، وهي تهمس في أذنها : 

" والدك حي، وعاد صوتك.. " 

صمتت قليلًا لتنهمر دموعها وتكمل : 

" كم أحب صوتك.. أشتقت له " 

مسحت دموعها لتنهض وتساعد ياغيز في الدخول، فهو لا يستطيع المشي، بسبب الرصاصة التي اخترقت فخذه، ليصبح بقدم واحدة، ويد واحدة .

يده اليمنى التي كان يرتكب فيها جرائمه تعطلت، أجلسته على الأريكة الموجودة في الصالة، في هذه الأثناء دخلت خلفهم ملاك وهي تغلق الباب جيدًا .

بدأت هازان بطرح الأسئلة، ولومه لأنه لم يخبرهم، وهي تقول : 

" إذًا لماذا لم تخبرنا ها؟ " 

نظر لعينيها مباشرة وهو يجيب : 

" لم أرد لكم أن تريني بهذه الحالة.. " 

صمت قليلًا ليكمل : 

" لكن فرحات أصر علىّ بأن أقابلكم أو أتصل عليكم أو أرسل لكم رسالة، يعني حاول بكل الطرق، وفي النهاية أستطاع إقناعي وها أنا أمامكم " 

قالت هازان بغضب : 

" كان يجب عليك الاستماع لفرحات، هل تعلم ما عشناه أنا وأبنتك ها، لقد عشنا أفضع أيام حياتنا.. " 

أوقفها عن الكلام غصة البكاء، يتنهد ياغيز ويتحدث : 

" أعلم أعلم كل ما حدث " 

كانت تلك الطفلة تشاهد المشهد في صمت كامل، لكن السعادة داخل قلبها تتفجر، لولا جدالهم لكانت الإبتسامة تشق وجهها .

لماذا أنا / neden ben | مُكتملة Where stories live. Discover now