أسميته عارف

389 21 1
                                    


"

كيف حالهم، هل هم بخير ؟ " 

سأل بصوت ضعيف واهن، ليجيب فرحات : 

" أنهم بخير.. يجب أن تتحسن " 

" أحاول أن أتحسن يا هذا، كُف عن تكرار نفس الجملة " 

أبتسم فرحات لشخص القابع على السرير، ليردف وهو يَهُم بالخروج من الغرفة : 

" لأنني أرى عكس هذا " 

قال بصوت فيه القليل من الانزعاج : 

" هل تريد مني... أن أجوب إسطنبول سيرًا على.. الأقدام حتى تتأكد من أنني أتحسن.. " 

" ليس هكذا " 

ليعود ويجلس على الكرسي الذي بجانب السرير ويُكمل : 

" الذي أقصده... " 

***

تجلس هازان أمام حاسوبها الخاص، وهي تتفحص المواقع دون هدف، أغلقت الحاسوب، وذهبت ترى ابنتها فمنذ أن تشاجرت معها لم ترها .

حل المساء و نامت ملاك، ظل محمد وإيجة معهم في المنزل، سهرت معهم قليلًا، من ثم ذهبت لترى ابنتها مرة اخرى.

فتحت الباب بهدوء، تقدمت من السرير لترى ملامح ابنتها الملائكية، أنها صغيرة، لما تغضب منها، لما توبخها دائمًا، لما تقسو عليها، أنه ليس خطأها، إذًا لما تُعاملها بهذه الطريقة ؟ .

أمسكت يدها بحنان قبلتها قبلة صغيرة وعينيها أمتلئتا بالدموع، لتقول بهمس : 

" أعتذر عن ما يخرج مني، حقًا لا أعلم كيف أتعامل معك، نعم أنا مُخطأة، وأنتِ ملاك تستطيعين مُسامحتي " 

***

مرت الأيام ولا تزال ملاك غاضبة من والدتها، دخلت بتول المكتب على هازان كعادتها لتجلس وهي تسأل : 

" ماذا فعلتِ لطفلة ها ؟ إنها غاضبة منك كثيرًا " 

تأففت هازان بضيق وهي تمسح وجهها بيديها، لتجيب : 

" دعيها وشأنها إنها تتدلل " 

" هازان مُعاملتك لها خاطئة، تعرفين هذا ! " 

" نعم أعرف، ولا تقولي لي حسني مُعاملتك لها نقطة " 

نهضت هازان وهي تحمل حقيبتها لتخرج من المكتب وتتبعها بتول .

***

" محمد غالبًا أنا ألد " 

قالتها إيجة وهي تمسك بالمقعد الذي بجانبها في منزل هازان، ليركض محمد نحوها بسرعة ويحملها وهو يصرخ : 

" هازان.. هازان.. إنها تلد، شنطة الطفل بسرعة بسرعة " 

خرجت هازان وأخذت شنطة الطفل لتتبع محمد وإيجة، وتقود السيارة بكل مالديها من سرعة، وهي تقود السيارة تذكرت أنها نست ملاك في المنزل .

ولحسن الحظ أن بتول لديها نسخة لمفتاح المنزل، أخذت هاتفها سريعًا وهي ترن على بتول، جاء صوت الأخرى ناعس : 

" نعم، ماذا تريدين في هذا الوقت ؟ " 

" بتول.. لقد خرجت من المنزل لأخذ إيجة للمشفى إنها توشك على الولادة.. " 

قاطعتها بتول بفرح : 

" هل تتحدثين بجدية، اوه كم هذا جميل " 

تحدثت هازان بغضب : 

" توقفي دعيني اكمل نسيت ملاك في المنزل.. " 

عادت لتقاطعها بصدمة : 

" ماذا ؟! "

" نعم هذا ما حدث، الأن خذي نفسك وأذهبِ إلى المنزل جهزي ملاك وتعالي أنتِ وهي إلى المشفى هيا بسرعة، قبل أن تستيقظ " 

" حسنًا حسنًا، دقائق وأكون في المشفى مع ملاك " 

أنهت الأتصال، وهم أمام المشفى، نزل محمد وهو يحمل إيجة، في هذه الاثناء لم تتوقف إيجة من الصراخ ولو لدقيقة .

دخلت الغرفة مع محمد، وهازان أمام الباب تجوب الممر قلقة على أختها وعلى ابنتها، صدح صوت بكاء طفل وفي نفس اللحظة ظهرت ملاك وبتول .

لترتسم الابتسامة على وجوه الجميع، أخبرتهم الممرضة بأن صحت الأم والطفل جيدة، ستظل في المشفى يومين من ثم تغادر .

كانت إيجة تعاني من بعض الألم إلى أن السعادة أرتسمت في وجهها، محمد هو الأخر كان يحاول بكل ما عنده أن يخفف عن ألم إيجة .

***

بعد مرور شهر 

تجلس إيجة في ساحة المنزل المُطِل على المسبح، وطفلها في حضنها، تتقدم منهم ملاك بِبُطئ وهي مصوبة نظرها لطفل .

شعرت بها إيجة لتنظر لها وهي تقول بصوت خافت : 

" تعالِ عزيزتي " 

جلست ملاك على ركبتيها عند رأس الطفل، نظرت له من ثم إلى إيجة، لتتحدث إيجة : 

" لقد أسميته عارف.. ألن تنطقي إسمه ؟ " 

لم تجد إجابة، لتبتسم لها ونظرت لسماء، تدعو داخلها بأن تتخطى هذه الطفلة موقفها هذا .

***


س

لام، أعتذر منكم لأن البار تأخر


ان شاء الله يعجبكم

رايكم ، قراءة ممتعة 🎋

لماذا أنا / neden ben | مُكتملة Where stories live. Discover now