سأجعلك تمل مني

586 25 4
                                    

" لقد قابلت زبوني المميز مساء أمس " 

قالتها هازان لبتول وهي تعمل في مطبخ المقهى، لتقفز بتول بفرح وقالت بحماس : 

" أين قابلته و عن ماذا تحدثتم ؟ " 

" إنه إنسان كتوم جدًا، لقد قابلته في ورشة لتصليح السيارات أنه يعمل هناك، هذا يفسر قدومه بحالته تلك يعني يديه دائمًا ما تكون سوداء بسبب السيارات التي يصلحها " 

باغتها سؤال بتول : 

" كيف لعامل ورشة لسيارات أن يأتي لمقهى محترم مثل هذا المقهى " 

نظرت لها هازان ورفعت حاجبيها وزمت شفتيها لتقول : 

" أنه يأتي مرة لا بد من أنه يَدخِر بعض المال من راتبه " 

جاء عارف وقتها لتصمت الفتاتين، لأن عارف يكره هذا الزبون كثيرًا، لينظر على الجميع و يُشرف على العمل فهو لا يريد أي نُقص .

***

عاد ياغيز لمنزله بعد أن أصلح سيارة هازان ليرتمي على الاريكة، وهو يتذكر لحظاته معها إنها رائعة جدًا وجميلة .

يجب أن تبقى بعيدة أنه خطر عليها .

دخل أحد الغرف الموجودة في المنزل، فتح الغرفة المليئة بصور وملفات لجميع الضحايا الذين قتلهم، أنهم كثر مهنته هذه بدأت من عمر الثامن عشر .

عادت ذاكرة ياغيز لذلك اليوم المشئوم ' 

كان يجلس ياغيز مع عائلته في هدوء وهناء، ليفسد هذه السعادة رجل ضخم البُنية،  لمحته والدت ياغيز لتخبئ ياغيز تحت الطاولة المغطات بالشراشف والزين كان وقتها يحتفل بعيد مولده الثامن عشر .

كانت عائلة بسيطة متواضعة، يتكونون من خمس أفراد صبيين وفتاة والاب والام، كان والده قد تورط في بعض الأعمال وقرر رجال العصابات تصفيته وعائلته لم تستطع الام تخبأت كل أطفالها فقد لقي جوكهان وسيلين حتفهم أول ما دخل الرجل حاولت سيفينش جاهدة أن تلحق بهم وتخبأهم خلفها على الأقل لكن لم تستطع ليقتل الرجل الاربعة ويترك ياغيز في حال يُرثى له .

***

سقطت دمعه بغتة ليمسحها بسرعة، رغم معايشته لهذا الموقف الى أنه لم يتردد في أن ينتقم من الذي فعل هذا بعائلته ومن بعدها أصبح مجرم قاتل مثلهم لا يعرف الرحمة أو الشفقة، تجرد من مشاعره كلها، لكن لديه قانون لا قتل لنساء او الاطفال لهذا كل ضحاياه رجال . 

لكن كانت من ضمن الملفات والصور لضحايا كانت توجد صور عاملته الجميلة الظريفة، والتي تدعوه ب' عزيزي ياغيز ' .

قرر العودة الى الورشة إذا ظل هنا أكثر سيفقد عقله لا محالة .

***

بعد إنتهاء دوام هازان قررت المرور على الورشة لا بد من أنهم أصلحو سيارتها فقد أشتاقت لها، نزلت من سيارة الأجرة وأعطت السائق أجرته .

كان يقف ياغيز يراقبها خلف الظلام، تتقدم بحذر وتنطق : 

" هل يوجد أحد ؟ " 

" أنا دائمًا موجود " 

خرج صوت ياغيز من الظلام ليتقدم ويظهر في النور، أرتاح قلب هازان لسماع صوته فتقدمت منه وقالت بهدوء واطمئنان : 

" هل أنهيت إصلاح السيارة ؟ " 

" نعم، تستطيعين أخذها " 

أعطاها مفاتيح سيارتها لتشكره بود ولطف، ثم قالت بسخرية :

" هل ستترك فتاة تعود للمنزل بمفردها ؟ " 

نظر لها ياغيز بنظرة ثاقبة لتقول بجد : 

" حسنًا لا تحب المُزاح تمام، سأعود لمنزلي لا تريد شيء يعني، قلت ربما ينقصك شي، اوهه حسنًا لا تهتم، أنك عديم صبر " 

قالت كلماتها الاخيرة وهي تغلق باب سيارتها وتقودها للخارج، لتقول قبل تحريك سيارتها والمغادرة من أمام الورشة : 

" بما أني علمت بمكان عملك سأكون انا زبونتك، سأجعلك تمل مني " 

قالت جملتها لتضحك بعدها بصوت مرتفع، عقد ياغيز يديه ليطلق إبتسامة على وجهه الكئيب، يغلق الورشة ويعود للمنزل .

***

رايكم البار خفيف لزيز، رايكم في قصة ياغيز 🌚
احسها مكرره وتافهه بس يلا ماعندي غيرها حاولت
اطلع شي جديد بس كلها ما كانت مقنعه

قراءة ممتعة 🍂

لماذا أنا / neden ben | مُكتملة Where stories live. Discover now