فقدتها مبكرًا

460 25 2
                                    

" حسنًا بما أن الوضع هكذا، أوافق على علاقتكم ولكن بحدود، يمنع تقبيلها وتكتفي بالأحضان والكلام القليل، تستطيع أن تتواصل معها بالإتصال والرسائل لكن بشكل قليل، في اليوم مكالمة واحدة " 

كان يتحدث عارف وهو يمسك كتف محمد ويضغط عليه مع كل كلمة، ليان محمد ثم يقول : 

" أليس هذا كثير، يعني أسمح بالقُبل " 

" ما قِلَة التربية هذه إنها أختي أيها الغبي، كيف تقول هذا لي " 

" وأنت أخي أيضًا يعني يجب أن تكون منصف " 

" لا لا، يُمنع التقبيل أنتهى " 

أخذ عارف حقيبته وتحرك من أمامه ليتوقف فجأة : 

" تستطيع إغلاق الباب خلفك " 

" ماذا هل تطردني ! " 

" أجل ماذا ترى، لا تتوقع أني أدعوك للعشاء معنا " 

هنا خرج صوت فضيلة لتقول : 

" ما بها ليظل معنا في النهاية يُعد من العائلة " 

اقتضب وجه عارف، لتصدح إبتسامة في وجه محمد، تقدم محمد من فضيلة يطبع قبلة في يدها وجبينها ويقول : 

" هكذا تكون الأمهات يا أخي " 

مشى بجانب عارف وربت على كتفه ليهمس في أذن عارف : 

" ستراني كثيرًا يا أخي العزيز " 

***

مرت الايام سعيدة جميلة، كثرت لقائات إيجة ومحمد في أوقات وأماكن مختلفة، العمل صار مكثفة وكثيرًا على هازان وعارف، والغضب يغلي في عروق كمال لتأخير تنفيذ طلبه، وفرحات ومحسون في تأهب لسماع إنذار عن جريمة قتل .

مر أسبوع على آخر ضحية سقطت للقاتل اللعين الذي لم يستطيعوا العثور على ثغرة له، ليأتي اليوم المشهود . 

ودعت فضيلة أبنها وبناتها لتغلق الباب بعدهم وتبدأ بأعمال المنزل، مر الوقت والكل منهمك في الأمر الذي يفعله، لينتهي دوام إيجة ويأتي محمد ليقلها أخبرته بأنها تريد التجول قليلًا فوافق محمد من فوره ليتجول معها ويستمتع بالوقت معها، ولم يشعر بالوقت ليغطي الظلام السماء .

في الساعة الثامنة عادت إيجة لترى عارف و هازان ينزلان من السيارة، علمت أنها في ورطة، نزلت مجبرة لتلتقي بهما، خرجت بعض التهديدات من هازان .

طرقات كثيرة متتالية على الباب لكن دون مجيب، أستغرب الجميع فوالدتهم لا تخرج كثيرًا وإذا خرجت تعلمهم واساسًا خرجاتها من المنزل لا تكون بعد الساعة السابعة مساءً. 

أخرجت هازان المفتاح الذي تملكه لتدخله في الباب وتفتح ليفتح بسلاسة، دخل اربعتهم ليجدو ذلك المنظر البشع، والدتهم ملاقة في وسط الصالون والدم يغطيها، سقطت إيجة مغشيًا عليها، تقدمت هازان من والدتها علها تكون على قيد الحياة، أوقفها صوت عارف : 

" لاتلمسيها " 

خرج صوتها بصعوبة والدموع تغطي عينيها : 

" ماذا تقول ! سأرى إن كانت لا تزال على قيد الحياة " 

لن يتحدث معها أكثر فلن تستمع لكلامه اساسًا أما هو فكانت حالته أسوء من إيجة وهازان، لم يصدق أنه وأخيرًا قابل والدته ليتم قتلها بعد فترة وجيزة، كان يحاول جاهدًا كتم بُكائه دموعه، ليأمر محمد بأن يتصل بالشرطة والإسعاف .

بعد بضع دقائق وصلت الشرطة والإسعاف ليأخذوا إيجة و هازان إلى سيارة الإسعاف ويجلسن هناك في حالة من الذهول وعدم التصديق .

كان عارف يسأل عن كل صغيرة وكبيرة حتى يعرف كيف تم هذا الأمر ولماذا والدته بالتحديد، لماذا هي الآن! .

محمد الذي أعتبر فضيلة بمكان والدته لم يعرف ماذا يفعل ظل طوال الوقت ممسك بيد إيجة التي كانت ترتجف يدها دون توقف والدموع تنهمر من عينيها دون توقف .

تم مُعاينة الجثة وتفحص المنزل وجميع مستلزماته، حتى يعلموا أنه واحد من القتلة المأجورين هو الذي قتلها . 

كان الضابط فرحات والمحقق محسون هم من يقومون على هذه القضية، عارف ظل مُلازم لهم حتى يعرف كل صغيرة وكبيرة، ليدخل الشك في قلبه، و يشير بأصابع الاتهام لوالده .

تحرك عارف ليذهب إلا  أن محمد أوقفه قائلاً: 

" إلى أين ؟ " 

" لرجل الذي جعلني أفقد والدتي... " 

انقطعت الكلمات ليمسح عارف دموعه التي كانت تَهُم بالنزول، و يكمل : 

" محمد، لقد فقدتها... فقدتها مبكرًا.." 

أحتضنه محمد لتسقط دموع الاثنين .

***



قراءة ممتعة 🎋

لماذا أنا / neden ben | مُكتملة Where stories live. Discover now