ملاكنا الصغير

549 19 5
                                    

مرت سنة على إنجاب هازان، فكانت مترددة كثيرًا في الذهاب إليه، والفتاة لا تزال صغيرة لم تكن تريد أخذها الى السجن لمقابلة والدها، فقررت أن تذهب له بعد سنة، وعلقت على اسم الطفلة فلم تناديها باسم، واخبرت إيجة ومحمد بان الأسم سيكون من نصيب والدها .

***

" ياغيز إيجمان زيارة لك " 

أستغرب ياغيز ف لا أحد يزوره منذ دخوله السجن، وبعد رسالة هازان واختفائها ظن بأنها انسحبت من كلامها، لهذا تعجب لزيارة هذه .

نهض من سريره ليقوده الحارس الى قاعة الزيارات، يجول بعينيه عن الزائر يلمح هازان تجلس على أحد المقاعد وفي حضنها فتاة صغيرة .

سطعت في وجهه إبتسامة كبيرة ليتقدم منهم، وعينيه مُعلقة عليهم لم يستطع إزاحتها لثانية، جلس في المقعد الذي أمامها، لترفع هازان رأسها وترى ياغيز الذي تغير كثيرًا، فَقْدْ فَقَدَ الكثير من وزنه، ونبتت لحيته أكثر، وشحب لونه .

أبتسمت هازان إبتسامة صغيرة لتعطيه ابنتهم وهي تقول : 

" لم أضع لها أسم، يعني أردت أن تضعه أنت... لتكون ذكرى لها " 

أخذها ياغيز يداعبها ويلاعبها حتى تألفه وتعتاد عليه، فقد كانت جميلة لها عيني والدها وملامح والدتها، صغيرة جدًا ومتينة .

نطق ياغيز بعد دقائق وهو يرفع نظره لهازان : 

" شكرًا لك حقًا.. يعني " 

ضحك ضحكة قصيرة ليكمل : 

" أنا.. يعني.. هكذا، جئتني فجأة وقلتِ هذا.. " 

كانت تتكئ هازان على قبضت يدها وهي تضعها على الطاولة ولم تزح عينيها عنه وهو يتكلم ويبتسم ويضحك ويداعب ابنتهم، أرادت أن يكون هكذا في منزلهم الذي بنته في مُخيلتها .

حرك ياغيز يده أمام وجه هازان حتى يرى أن كانت معه أو لا ليقول : 

" اوه هازان هانم، اين ذهبتِ، أم أن الأسم لم يعجبك ! " 

عدلت هازان من حركتها لتضع يديها على بعضها البعض على الطاولة وهي تسأله : 

" وما هو الأسم، يعني لم أسمع.. أعتذر " 

قال ياغيز وهو يلاعب فتاته الصغيرة : 

" ملاك.. أنها كالملائكة، بريئة وجميلة، اليس رائعًا أسم ملاك " 

أبتسمت هازان وهي تمد يدها لتلاعب أبنتها : 

" أنه رائع ملاكنا الصغير " 

قالتها هازان وهي تنظر لعيني ياغيز، وكانها تريد مُعاتبته، تريد أن تتحدث كثيرًا معه، تريد أن تعترف له بحُبها .

جاء صوت يقول : 

" انتهى وقت الزيارة " 

نظر لها ياغيز وكأنه يريد أن يقول لها الكثير، يريد أن يعبر عن ندمه الكبير لفعله كل هذه الجرائم، يريد أن يقول لها ليتك خرجتي أمامي قبل أن أصبح هكذا، يريد أن يقول لها كلمة واحده ولا يجسر على قولها وهي أُحبكِ .

نهض ياغيز وهو يقبل ابنته ويودعها، بعد أن أعاد الحارس جملته أعطى ملاك لهازان ليقترب ياغيز من هازان وهو يضع يده على وجنتِ هازان : 

" أعتني بها وبنفسك، لقد شَحُبتي كثيرًا " 

أبتسمت وكُتل الدموع تجمعت في عينيها لينصرف وهو يبعثر شعره بغضب وضيق، خرجت هازان وهي تمسك أبنتها بكل قوتها وكأنها طوق النجاة الوحيد .

***

تجلس إيجة على احد المقاعد الموجودة أمام الساحل، وهي تتأمل كل شيء، ليقطع تأملها جلوس شخص بجانبها ليقول : 

" إيجة لقد أصبحتي كبيرة، تأمُلات فلان فيلان " 

لم تلتفت كل ما فعلته هو عقد يديها وتبتسم بسخرية فقد عرفت الشخص من صوته، لتجيب : 

" أختصر الموضوع " 

شابك محمد أصابعه وبدأ يحرك أصبعه الأبهام وهو يتحدث :

" يعني الموضوع هو، لنطلب يدك من أختك وينتهي الأمر " 

نظرت له إيجة وإبتسامة ساحرة ترتسم على ملامحها، لتجيب :

" جيد تعال الليلة، يعني لا أريد تأخير، عندما رأيت أبنة هازان هكذا.. كيف أقول لك ياه.. كم أن الأطفال رائعيًا، لنتزوج " 

وضع محمد يديه على وجه إيجة وهو يقول : 

" الليلة وبعد شهر نكون زوج وزوجة " 

وقبلها في جبينها وحضنها ليتأمل البحر .

***

رايكم في الاحداث ان شاء الله عجبتكم


قراءة ممتعة 💫

لماذا أنا / neden ben | مُكتملة Where stories live. Discover now