إنها تُشبهُه

427 20 8
                                    

خرج فرحات من منزل هازان والحزن يعتصر قلبه، كم عانت هذه الفتاة و ابنتها التي لم تنهي عامها الثاني عشر ترفض الكلام بكل ما عندها .

أخرج هاتفه ليجيب عن الُمتصل : 

" نعم، جان.. نعم نعم... لا عليك كل شيء تحت السيطرة.. سأقول شيء... متى ستعود.. إن شاء الله... كُن بخير. وداعًا" 

أنهى المكالمة ليعيد الهاتف في جيبه وينطلق إلى قسم الشرطة عائدًا إلى عمله .

***

صباح اليوم التالي 

" هازان ما هذا الكسل.. انهضي هيا " 

كانت تتحدث إيجة وهي تحاول إيقاظ أختها، ليخرج صوت هازان بتعب : 

" اليوم إجازة يا فتاة دعينى " 

" تمام، أنا سأتركك، لكن ابنتك خرجت منذ الصباح ولم تعد " 

لتنهض هازان بفزع وهي تتساءل عن ابنتها : 

" ماذا.. كيف... من سمح لها " 

أطلقت إيجة ضحكة لتعود هازان وتلقي بنفسها على السرير لتقول إيجة : 

" مزحت معك، هيا انهضي " 

***

" هل أصبحت بخير الآن ؟ " 

سأل فرحات من خلف الباب، ليأتيه الصوت : 

" ربما.. " 

" أعتذر منك... " 

" لماذا، ماذا فعلت ؟ " 

" لم أفعل.. يعني أعتذر لأنك وصلت إلى هذه الحالة " 

أطلق الشخص القابع خلف الباب ضحكة غريبة، لينطق : 

" انت انسان عاطفي جدًا يا أخي " 

ركل فرحات الباب بخفه ليطلق بعض الشتائم ويغادر المنزل .

***

" ما الذي أحضرك منذ الصباح ؟ " 

قالتها هازان لأختها وهي تضع رأسها على طاولت الطعام في المطبخ، لتجيب : 

" ربما نسيتي ولكن اليوم هو السبت وهو يوم تجمعنا " 

ضربت هازان رأسها بخفة لتقول : 

" اوه نسيت ظننته الجمعة " 

قالت إيجة بقلق على أختها :

" هل تواصلين زياراتك لطبيبة ؟ " 

" لقد تركتها منذ اربع أشهر، أرى أنه لا داعي لها " 

قالت إيجة بغضب : 

" ألى ترين أن حالتك النفسية سيئة جدًا وتقولين لم يعد لها داعي، والله سأصفعك الآن، هل تغيرت الأماكن وأصبحت أنا الأخت الكُبرى " 

" عزيزتي إيجة لما كل هذا الغضب " 

قاطع حديثهم دخول محمد و ملاك وهم يحملون مستلزمات المنزل من خضار وفاكهة، وضعوها على الطاولة وهازان شاردة النظر في ابنتها .

خرجت ملاك، ليظل محمد يساعد إيجة في الترتيب والتنظيف لتخرج بعض الكلمات من هازان : 

" إنها تُشبهه " 

نظرت لها إيجة لتقول : 

" من، تشبه من ؟ " 

تنهدت بعمق لتكمل : 

" ملاك تُشبه والدها كثيرًا " 

تقدمت إيجة منها لتحتضنها والأخرى خرجت دموعها بصمت .

***

" سيد فرحات ألم تشتق لي ؟ " 

قالها محسون وهو يدخل مكتب فرحات، لترتسم ابتسامة عريضة على وجه الأخرى ويرحب بزواره بالأحضان : 

" حقًا لقد افتقدتك، أين كُنت ؟ " 

" أعمال هنا وهناك، والآن لدي عمل هنا " 

" حقًا وما هي القضية " 

بدأ محسون يشرح له ويتحدثان في أحاديث جانبية كثيرة مُختلفة .

***

" ملاك الغداء جاهز، هي تعالي يا ابنتي " 

قالتها هازان وهي تبحث عن ابنتها في المنزل، لم تجدها في الصالون ولا في غرفتها لتبدأ البحث عنها في كل مكان، تأففت والغضب بدأ يتملكها .

كل من محمد وإيجة بدأ في البحث معها، وبعد بحث دام لساعة، وجدتها هازان في السطح وهي تضع سماعاتها، لتصرخ هازان والغضب مُتملكها : 

" هل تمازحيني، أنكِ تغضبيني بتصرفك اللعين هذا " 

تبع صوتها كل من محمد وإيجة وهم خائفين على ملاك التي لن تسلم من نوبة غضب أمها .

وصلت هازان للمكان الذي تجلس فيه ملاك، أخذت الهاتف والسماعات رمت الهاتف بكل قوتها ليتحطم ويصبح أشلاء، مزقت سماعاتها، لتنظر للفتاة الصغيرة التي كانت تقف في مكانها والدموع تنهمر من عينيها والخوف تملك جسدها الصغير، ترتجف كل قطعة فيه .

وصل محمد في الوقت المُناسب أمسك هازان قبل أن تتمادى وتضرب ابنتها، تبعته إيجة لتأخذ ملاك من أمامها .

***

هازان بعد الحادث صارت عصبية وتزعل بسرعة

رايكم ، قراءة ممتعة 🎭

لماذا أنا / neden ben | مُكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن