ابن أمي

732 25 6
                                    


" عارف أرجوك أذهب وحسب، أذهب " 

أرتجف قلب عارف لسماع أسمه من فم فضيلة ليخرج صوته ضعيفاً : 

" لكني أريدك يا أمي... " 

لم تستطع فضيلة أن تنظر لوجهه كانت عينيها تجول في كل مكان عاد وجهه، أما هو فضل ينظر لها بثبات يريدها أن تنظر له أو أن تقول كلمة واحدة، يريدها، يُريد حنانها، حبها، عطفها، لقد فقده منذ أن كان طفلًا، يريدها أن تعوضه . 

أخذت فضيلة خطواتها داخل المنزل لتغلق الباب بإحكام وتنساب دموعها على وجنتيها بمرارة، لفقدانها أبنها وطفلها منذ زمن، لا تعلم ماذا تفعل أو كيف ستعوض الحب والحنان الذي فقده .

عاد عارف بإدراجه الى منزله، ليدخل بحزن وغضب لمحه محمد ليتقدم منه ويسأل : 

" هل حدث شيء سيء لهازان ؟ " 

نظر عارف لأخيه بنظرة ضائعة تائهة، يحرك رأسه نفيًا ليشير بأصبع السبابة على نفسه ونطق بصوت لا يكاد يُسمع :

" أنا حدث لي شيء سيء جدًا " 

فتح محمد عينيه على وسعها وقال بسرعة : 

" هل تعرض لك أحد ؟ هل هددك أحد ؟ تحدث " 

" لم يحدث شيء من هذا، سأخبرك لاحقًا، أنا الآن متعب دعني أذهب لغرفتي " 

تركه محمد وهو يضع يديه في جيبي بنطاله وينظر لعارف وهو يصعد السلالم بثقل وضعف، تنهد بعمق ليعود لصالون وينتظر عودت والده، فقد طلب منه والده أن يتحدث معه في أمر مهم .

***

' قبل تسع أشهر '

كانت هازان تفكر في طريقة لتجعل عارف يعلم بأنها أخته، ليشتعل ضوء الفكرة في رأسها، وتنطلق لتنفيذها .

" أمي لماذا لا تأتين لزيارتي في العمل ؟ " 

" إنها فكرة رائعة، سأتي لك بعد ساعة بما أنك لا تزالي في بداية دوامك " 

" جيد أنتظرك " 

كانت تتحدث والإبتسامة تعتلي ملامحها، لتخرج من مطبخ المقهى، تتطلع لكل شي بسعادة .

بعد نصف ساعة، دخلت مكتب عارف لتقول : 

" سيد عارف، أحتاجُك بعد نصف ساعة أمام مطبخ المقهى " 

" حسنًا، ساتي " 

خرجت والسعادة تعتصر قلبها، لتنتظر والدتها : 

لماذا أنا / neden ben | مُكتملة Where stories live. Discover now